أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - يرفضون التخلي عن مضمونهم الاستعماري !














المزيد.....

يرفضون التخلي عن مضمونهم الاستعماري !


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8421 - 2025 / 8 / 1 - 10:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما تُذكر بريطانيا في أيِّ شأن يتعلق بالقضية الفلسطينية، تستدعي الذاكرة وعد بلفور، وعد من لا يملك لمن لا يستحق. وتستعيد الأذهان قولة المؤرخ أرنولد توينبي:"إسرائيل أكبر خطأ تاريخي في القرن العشرين". ولا ريب أن وطن توينبي، أي بريطانيا، هو المسؤول الاستعماري الأول عن هذا الخطأ الخطيئة بحق الفلسطينيين والعرب خاصة، وبحق الإنسانية وقيم الحق والعدل.
حتى وهي تعلن نيتها الاعتراف بدولة فلسطينية، تُبطن بريطانيا انحيازها للباطل الصهيوني. هذا الإعتراف، على ما أعلن رئيس وزرائها كير ستارمر ينتهي مفعوله ويتبخر إذا أوقف "اللقيط" حرب الإبادة الجماعية في غزة، وأعلن وقف إجراءات ضم فلسطين المحتلة سنة 1967 (الضفة الغربية)، والإلتزام بعملية سلام طويلة الأمد قد تُفضي إلى حل الدولتين!
فهل من معنى لهذا الموقف المستجد للدولة زارعة "اللقيط" في فلسطين غير أنها لا ترى مشكلة في استمرار احتلال فلسطين، إذا تلطف جيش النازية الصهيونية بالتوقف عن ذبح العرب الفلسطينيين بالجملة ومصادرة أراضيهم للإستيطان وغيره؟!
يا له من منطق مخاتل وضيع، ونهج استعماري بغيض!
ولا ندري لماذا تؤجل بريطانيا اعلان اعترافها بالدولة الفلسطينية حتى أيلول المقبل؟!
لا نرى إجابة غير توفير الوقت اللازم "للقيط" لذبح أكبر عدد من مجوعي غزة، وربما تهجيرهم من وطنهم التاريخي.
وليس يفوتنا التذكير بأن تاجر العقارات، ساكن البيت الأبيض دونالد ترامب رفض حتى هذا الإعتراف البهلواني بالدولة الفلسطينية، مما يعني أن الفيتو الأميركي جاهز للإشهار في خدمة "اللقيط".
وأي اعتراف هذا الذي لا يستصحب وقف تزويد "اللقيط" بأحدث أسلحة القتل والتدمير؟!
وبالمناسبة، لا تبعد اعلانات كل من فرنسا واستراليا وكندا بتوجهها للإعتراف بالدولة الفلسطينية من حيث اللؤم وخبث النوايا عن موقف بريطانيا في الشأن ذاته. ومع قناعتنا بأن أوروبا لا تخلو من دول صادقة في توجهاتها للإعتراف بالدولة الفلسطينية، لكنها ليست ذات ثقل وازن في صنع القرار.
نرجح أن بريطانيا وفرنسا والدول المتماهية معهما في المواقف بإزاء الصراع العربي الصهيوني، تروم تحقيق أهداف غير بريئة بقناع الاعتراف بالدولة الفلسطينية . يتصدر هذه الأهداف، تخفيف الضغوط على "اللقيط"، بعد أن فاق توحشه وهمجيته الحدود كلها. ولم يعد يحتملهما أولو نعمته، المسؤولون أمام التاريخ عن استمراره على هذا النحو من الإجرام والتوحش. عدا عن ذلك، ففي مواقف مسربلة بعلامات الاستفهام، خدمةٌ "للقيط" لجهة شرعنة مطالبه بنزع سلاح المقاومة، ومحاولة خبيثة للفت الأنظار إلى أن هذا السلاح العائق الرئيس أمام إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
زارعو "اللقيط" في فلسطين، ومتعهدوه بالدعم المفتوح اقتصاديًّا وسياسيًّا وعسكريًّا، هم أعرف الناس بحقيقته. وكان آخر من عبَّر عنها بما يشبه زلة اللسان، مستشار ألمانيا فريدريش ميريتس، بقوله في سياق تعليقه على العدوان الصهيوأميركي الأخير ضد إيران:"اسرائيل تقوم بأعمال قذرة نيابة عنا".
وعليه، فإنهم غير صادقين في اعلاناتهم الاعتراف بالدولة الفلسطينية. ولو أرادوا ذلك بالفعل، فإنهم لا ريب يعرفون كيف يصححون خطأهم التاريخ بزرع "اللقيط" في فلسطين وإنصاف شعبها. ونحن على ثقة بأنهم يعلمون عِلم اليقين، أن هذا هو السبيل الوحيد لإحلال السلام والاستقرار في المنطقة. لكنهم في المقابل، ليس لهذا زرعوا "اللقيط" في فلسطين، وهم في الأصل يرفضون التخلي عن مضمونهم الاستعماري.



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استحوا...عيب !!!
- قراءة في مذكرات جولدا مائير(1) مشكلتهم مع التاريخ !
- لماذا تتعثر مفاوضات وقف إطلاق النار؟!
- أصل قصة الضلع القاصر في الأديان
- فلسطين بمنظور فرويد
- ليست رمانة بل قلوب مليانة !
- وسائل السيطرة على الإنسان !
- لماذا تعامل واشنطن العرب باستخفاف؟!
- الكتاب الصيحة (14) والأخيرة. استهداف التربية والتعليم.
- شعوبنا تائهة وثقافتنا مأزومة !
- قابيل وهابيل في أساطير الأولين!
- الكتابُ الصَّيْحَة (13) لماذا لا يظهر البترول والغاز في الأر ...
- الدين بمنظور علم النفس*
- الكتابُ الصَّيْحَة (12) أحدث أساليب تزوير الانتخابات
- عن التوطين بصراحة
- الكتابُ الصَّيْحَة (11) هكذا تسرق اسرائيل مياهنا !
- ماذا وراء وعد ترامب؟!
- خلل مزمن في إدارات الدولة الأردنية.
- الشيطان...أصل الفكرة وجذر التسمية*
- كذبة أرض الميعاد*


المزيد.....




- ترامب يوضح ما قام به مبعوثه ويتكوف خلال زيارته إلى غزة
- الكونغو ورواندا تتحركان لتنفيذ اتفاق السلام رغم تعثر الالتزا ...
- ثروات تتبخّر بتغريدة نرجسية.. كيف تخدعنا الأسواق؟
- الإمارات والأردن تقودان عملية إسقاط جوي للمساعدات إلى غزة
- هيئة الإذاعة العامة الأميركية على بعد خطوات من الإغلاق
- لأول مرة.. وضع رئيس كولومبي سابق تحت الإقامة الجبرية
- تحقيق بأحداث السويداء.. اختبار جديّة أم التفاف على المطالب؟ ...
- سقوط قتلى في إطلاق نار داخل حانة بمونتانا الأميركية
- بوتين يعلن دخول الصاروخ الروسي -أوريشنيك- الأسرع من الصوت ال ...
- تسبب بإغلاق الأجواء وتفعيل صافرات الإنذار.. إسرائيل تعلن اعت ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - يرفضون التخلي عن مضمونهم الاستعماري !