أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 664 - فلسطين تفجّر الغرب: صراع العواصم الغربية بين الأخلاق والمصالح في لحظة غزة














المزيد.....

طوفان الأقصى 664 - فلسطين تفجّر الغرب: صراع العواصم الغربية بين الأخلاق والمصالح في لحظة غزة


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8420 - 2025 / 7 / 31 - 23:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إعداد وتحليل د. زياد الزبيدي

1 أغسطس 2025

مقدمة: غزة تكسر صمت الغرب

لم تعد فلسطين مجرد قضية مؤجلة في ضمير الغرب، ولا أزمة إنسانية عابرة. فمع إشتداد المجاعة في قطاع غزة، وإزدياد عدد القتلى من المدنيين، إنكشفت هشاشة الإجماع الغربي التقليدي، وبدأت العواصم الأوروبية في الإنشقاق العلني حول الموقف من الإعتراف بدولة فلسطين. ماكرون يقود الهجوم، وستارمر يلتحق مضطرًا، وترامب يراوغ، وبرلين... تترقب وتضع شروطها. وتضج الصحافة الروسية بالعديد من المقالات والتحليلات السياسية حول إعلان الدول الغربية المؤثرة الإعتراف بفلسطين، وقد رأينا مراجعة عدد منها لأهميتها حيث تظهر كيف أصبحت فلسطين معيارًا لتفكك الإجماع الغربي، وسط صراع مصالح، ومآسي إنسانية، وتحولات جيوإستراتيجية.

الفصل الأول: ماكرون – مقامر أم رائد؟

في أبريل 2025، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه ينوي الاعتراف رسميًا بدولة فلسطين في الأمم المتحدة. هذا الإعلان لم يكن فقط دبلوماسيًا، بل تحديًا علنيًا للولايات المتحدة. صحيفة فزغلياد الألكترونية الروسية نقلت عن أحد المحللين قوله: "ماكرون يحاول إستثمار هذا الإعتراف لتهدئة الداخل الفرنسي، حيث الجالية الشرق أوسطية والمجتمع الليبرالي يميل إلى مناصرة فلسطين، لكن الأهم أنه يناور لإنتزاع زعامة أوروبية في ملف الشرق الأوسط".

فرنسا التي تحتضن جالية عربية واسعة، ومع طبقة سياسية متغيرة، باتت أكثر إستعدادًا لمواجهة "التابو الإسرائيلي" داخل الغرب. وبهذا تكون باريس أول من كسر صفّ التحالف الغربي التقليدي.

الفصل الثاني: ترامب وستارمر... المجاعة تُحرج الحلفاء

في أعقاب إعلان ماكرون، سارع ترامب إلى التقليل من أهميته قائلًا: "تصريحاته لا قيمة لها".

لكن خلف الأبواب المغلقة، وفقًا لما ذكرته صحيفة روسيسكايا غازيتا الروسبة، تغير الموقف الأمريكي نسبيًا بعد حديث هاتفي مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الذي أشار إلى أن تفاقم الجوع في غزة قد يُفشل ترشيح ترامب لـ"نوبل السلام". رد ترامب كان لافتًا: "أريد أن يحصل الناس في غزة على طعام. هذه هي الأولوية رقم واحد".

وهكذا وجد ستارمر الفرصة سانحة للتحرك. أكثر من 250 نائبًا بريطانيًا طالبوا باعتراف رسمي بدولة فلسطين خلال إجتماع الأمم المتحدة. بينما جمّد ستارمر موقفه طويلًا، ورفض ما وصفه سابقًا بـ"الخطوة الإستعراضية"، إلا أن الكارثة في غزة غيرت قواعد اللعبة.

الفصل الثالث: نتنياهو... ضغوط الداخل والخارج

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعيش مأزقًا حقيقيًا. من جهة، يضطر للموافقة على إيصال المساعدات لقطاع غزة، رغم معارضة "شركائه المتطرفين" في الحكومة. ومن جهة أخرى، يرى إعتراف أوروبا بدولة فلسطين تهديدًا وجوديًا، كما عبّر وزير خارجيته غدعون ساعر: "الإعتراف بفلسطين يعني إنتحارًا سياسيًا لإسرائيل".

ورغم إعلانه وقفًا جزئيًا للعمليات في بعض المحاور الإنسانية، فإن نتنياهو يواجه خطر تفكك حكومته الائتلافية، خاصة بعد إرتفاع عدد القتلى الإسرائيليين من هجمات حماس.

الفصل الرابع: ألمانيا – الموازنة بين تل أبيب وضمير أوروبا

جاءت المفاجأة من برلين. ففي 31 يوليو، نشرت وكالة Bloomberg تقريرًا نقله موقع صحيفة إزفستيا الموسكوفية، يشير إلى أن ألمانيا قد تعترف بدولة فلسطين في حال أقدمت إسرائيل على ضم الضفة الغربية رسميًا. وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول صرّح: "بالنسبة لألمانيا، فإن الإعتراف بفلسطين هو المرحلة الأخيرة من عملية يجب أن تبدأ الآن، ونحن لن نتراجع عن هدف إقامة الدولتين".

هذا التصريح يفتح الباب أمام تغيير تدريجي في موقف برلين، الذي كان تقليديًا الأكثر إنحيازًا لإسرائيل. ألمانيا لا تزال ترى أن الإعتراف يجب أن يكون جزءًا من إتفاق شامل، إلا أن لهجتها تغيرت، ومبادرتها الدبلوماسية المتوقعة في رام الله وتل أبيب تعكس محاولة إعادة تموضع وسط تغير التوازنات في أوروبا.

خاتمة: غزة تفجّر الإجماع الغربي... وفلسطين تصبح إختبارًا للضمير الأوروبي

خلال عقود، ظل الإعتراف بفلسطين مجرد ورقة تفاوض، لا تتجاوز حدود المجاملات الدبلوماسية. اليوم، ومع صور المجاعة المنقولة من غزة مباشرة إلى شاشات العواصم الغربية، أصبح السكوت تواطؤًا. وهكذا تتحرك أوروبا – فرادى – نحو خطوات متباينة:
- فرنسا تتزعم خط الإعتراف المباشر.
- بريطانيا تتردد لكنها تتجاوب تحت ضغط البرلمان.
- ألمانيا تضع شروطًا لكنها لا تُغلق الباب.
- الولايات المتحدة تناور وتراهن على الوقت.
- إسرائيل تهدد وتناور وتغلي داخليًا.

إننا أمام مشهد يعكس تغيرًا عميقًا في بنية النخب الغربية، وتراجع تأثير اللوبيات التقليدية، وصعود وزن الجاليات العربية والمسلمة، مع تحوّل فلسطين من "قضية" إلى رمز أخلاقي وإختبار حضاري.

ويبقى السؤال مفتوحًا:
هل سيكون إعتراف أوروبا بدولة فلسطين نقطة تحول جيوسياسية حقيقية؟
أم مجرد إستجابةً متأخرة لصورة طفل جائع على شاشة بلا ضمير؟.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان الأقصى 663 - إنكشاف التحيّز المنهجي لصالح إسرائيل داخل ...
- طوفان الأقصى 662 - من إيلات إلى جيبوتي: كيف غيّر الحوثيون وا ...
- طوفان الأقصى 661 - -إسرائيل ليست شرًا فريدًا من نوعه.. إنها ...
- طوفان الأقصى 659 - إغتيال جيمس فورستال وجون كينيدي – هل سقطا ...
- طوفان الأقصى 659 - داخل مستشفى في غزة: جراح بريطاني يروي ما ...
- طوفان الأقصى 658 - إسرائيل وتحويل الإفتراءات المعادية لليهود ...
- طوفان الأقصى 657 – روسيا وفلسطين... ضحيتان لمسار واحد من الإ ...
- الصين والإبادة في غزة: بين خطاب العدالة وحسابات المصالح
- طوفان الأقصى 656 - -مطالب شعبنا بالعدالة تتجاوز التدمير-
- ألكسندر دوغين – الديمقراطية الغربية الوحشية
- طوفان الأقصى 655 - الولايات المتحدة غير راضية عن تعامل إسرائ ...
- غزة لا تجوع، بل يتم تجويعها
- طوفان الأقصى 654 - إيران والإتفاق النووي: صفقة مع المجهول... ...
- فك شفرة ترامب: ما فهمته أوروبا أو ما فاتها
- طوفان الأقصى 653 - -سذاجة أم بطولة؟ ملحمة الحوثيين في البحر ...
- ألكسندر دوغين يتحدث عن المحور الرئيسي الذي لا يجب المساس به ...
- طوفان الأقصى 652 - العالم في أتون النار - الحرب العالمية الث ...
- ألكسندر دوغين – -القيادة الإسرائيلية المعاصرة تفتح أبواب الج ...
- طوفان الأقصى 651 - العدوان الإسرائيلي على سوريا - الدروز، ال ...
- ألكسندر دوغين - -لقد حان الوقت لماغا MAGA أن تقود، لا أن تتب ...


المزيد.....




- ترامب يوضح ما قام به مبعوثه ويتكوف خلال زيارته إلى غزة
- الكونغو ورواندا تتحركان لتنفيذ اتفاق السلام رغم تعثر الالتزا ...
- ثروات تتبخّر بتغريدة نرجسية.. كيف تخدعنا الأسواق؟
- الإمارات والأردن تقودان عملية إسقاط جوي للمساعدات إلى غزة
- هيئة الإذاعة العامة الأميركية على بعد خطوات من الإغلاق
- لأول مرة.. وضع رئيس كولومبي سابق تحت الإقامة الجبرية
- تحقيق بأحداث السويداء.. اختبار جديّة أم التفاف على المطالب؟ ...
- سقوط قتلى في إطلاق نار داخل حانة بمونتانا الأميركية
- بوتين يعلن دخول الصاروخ الروسي -أوريشنيك- الأسرع من الصوت ال ...
- تسبب بإغلاق الأجواء وتفعيل صافرات الإنذار.. إسرائيل تعلن اعت ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 664 - فلسطين تفجّر الغرب: صراع العواصم الغربية بين الأخلاق والمصالح في لحظة غزة