أمل فؤاد عبيد
الحوار المتمدن-العدد: 1818 - 2007 / 2 / 6 - 12:29
المحور:
الادب والفن
في عاصمة المعاصي .. لا يفرق إن كنت عاريا أو كنت عورتك تواري .. ولكن على خط التماس .. يصبح للحياة والعقاب .. لونا آخر .. وتعاودك ألوان القديم .. ابيض واسود .. حيث للألوان درجات .. هناك .. يستقطبك السؤال.. نحن أين .. ونحن من ؟ .. كنت أعاتب نفسي دوما .. لأنني لم أستطع اللهاث خارج الزمن .. كنت أحيك من قلبي .. كفنا .. لنعشي في ذلك الوطن .. وكنت عندما .. أدخل مناطق الصور .. يبعثرني الأبيض والأسود .. يسكن داخلي
صوت الإله .. يكسر الشهوة في أحياني .. بينما عثراتي .. تقيلني .. قيامة أخرى .. وأتحير كل شئ حولي .. واقبض على قلبي .. مخافة استيراد قسوة .. ارقب الأنوار التي تأتيني عبر أفق ممتد .. بعيد .. كان والدي .. يعلمني كيف استحضر القوة .. واستشف من صدأ الحياة .. أجمل ما فيها .. واتحصن حيث لا ينفع ولد ولا حصاد .. في عاصمة المعاصي .. تداركت فلسفة ما هي بفلسفة .. جاءت .. فجأة مغالطة لجميع الفلاسفة .. وبدعة الشعراء .. تداركت أن صنع الحقيقة.. لا تكون إلا في زجاجات عطر .. أو بألوان الأحذية .. أو سوق العروض خلف واجهات زجاجية .. أو بأسفار الأشقياء .. أو ربما .. بمن هم للحكمة أدعياء .. هنا .. فقط عرفت المسافة التي تفصل .. بين المدن ..؟ وربما القارات .. عرفت وقتها .. أيضا سر قتل الأنبياء .. تذكرت .. ما تذكرت .. بياض المهد .. وسواد الكفن .. بينهما.. مسافة ما إلى الجنة أو النار .. تذكرت أيضا .. وطن ما ينتظر استفسار المسألة .. فتهاوت لدي .. فروقات فردية .. وربما جماعية .. وتذكرت ما تذكرت .. كل انتهاكات الإنسانية .. وربما تداعى لدي في عاصمة المعاصي .. أخطاء كل .. البشرية .. فتعاود انقسامي ألوان رمادية .. تختلط الأبيض والأسود .. أو الأسود والأبيض .. فاستبين .. حدود المسافات من جديد .. ويحضرني اليقين .. فوق العادة .. إلى يد تمسح عن عاصمتي .. إدماء المسافة.. وأن تمحو من العقول .. بدعة
الخرافة .. .. وإدمان الرياء ..
#أمل_فؤاد_عبيد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟