غسان سالم
الحوار المتمدن-العدد: 1815 - 2007 / 2 / 3 - 11:08
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
"الغرب يلتفت إلى الشرق عند نهاية التاريخ"
(اوكتافيو باث)
كانت بدايتهم هنا، ونظروا إلى نهايتهم في بدايتنا التي اعتنقناها عبر مزنجراتهم البائسة، التي تبحث عن الفردوس المفقود، في لحظات عمرهم الضائعة، لقد سقط زمنهم الأوحد، وبدأوا يبحثون عن أزمنتنا المتنوعة والغزيرة، لقد سقط زمنهم الخطي، لتًبعث من جديد أزماننا العديدة والمتنوعة، ومنها زمن ميزوبوتاميا الألف الثالث بعد الميلاد، والتي اظن إنها ستستمر حتى الألف الرابع بعد صلب ابن الناصرة، مثرا الألف الأول.
الغرب يحتضر ومن احتضاره نولد نحن، يجعلنا نولد، لأنه يأمل بولادتنا ولادته هو، فهم اليوم يعتنقون ثقافاتنا المتنوعة، يشربونها وينغمسوا فيها حد الثمالة، أنهم يدركون ما يفعلون، أما نحن فلم ندرك بعد ماذا يجري!
لقد رمموا المعبد القديم، جعلوه عبر صلاتهم معبدا جديدا، حاولوا من خلاله أن يوحدوا فيه كل المعابد التي فقدت بريقها واستعاضت عنه بالذهب، لقد جعلوا الملايين يقدمون نذورهم لهذا المعبد الجديد، اقنعوا الجميع، هم يدركون مأساتهم، ويدركون مقدار بؤسنا، وانحطاطنا، ويعلمون أن عالميتهم لن تكون - تستمر- دون محليتنا التي تتفتح من جديد، وبدأوا يبحثون عنها، يهضمونها ومن ثم يلفظونها، زمن جديد، واحد من الأزمان العديدة التي سعوا عبر غزواتهم أن يطلقوا لها العنان، فزمنهم الأوحد الخطي قد سقط، انهار عبر نقدهم المستمر، انهار بنبوءة نيتشه وشخوص سارتر المتألمة!
لقد بدأت الحكاية هنا، وستبدأ من جديد هنا أيضا، هم لا يعلمون سر هذه الأرض ورغبتها العميقة باعتناق الطين، ورسم الحكايات المتعددة والمستمرة دون انقطاع، واليوم علينا ان نفرح جميعا بولادة المعبد الجديد، ولنصلي بصدق ان يعود الإله ويسكن معبده القديم الجديد، ليبارك قرابيننا التي وضعناها في محرابه المضاء بوجه الديمقراطية الجديدة.
حقا ، انه يوم مجيد، يوم تقدم فيه أبناء الطين، ليقدموا قرابينهم المقدسة بالنعمة الأبدية، يضعونها في محراب المعبد الجديد، الذي حمل أسماءهم جميعا.
#غسان_سالم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟