أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي البدري - لبنان في ميزان الهيمنة الاقليمي














المزيد.....

لبنان في ميزان الهيمنة الاقليمي


سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)


الحوار المتمدن-العدد: 1815 - 2007 / 2 / 3 - 11:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



اشرت احداث عنف الايام الاخيرة تصميم (معارضة حسن نصر الله)على تصعيد ازمتها المفتعلة الى نقطة اللاعودة ،على الرغم من افتضاح امر اسباب واهداف وحقيقة نوايا هذه الازمة .فهذه الازمة الطائفية التي اخرج سيناريو مرحلتها الحالية في طهران ، كاستثمار لنتائج مرحلتها الاولى (حرب حزب الله مع اسرائيل) ، ما هي الا تصميم ايراني على احتلال( الفراغ) الذي خلفه الانسحاب السوري من لبنان ،بواجهة حزب الله ،لفرض اجندة المشروع الايراني في المشرق العربي ،والذي بدأته بالتغلغل المباشر في العراق ،على اثر اسقاط القوات الامريكية لنظام صدام.
واذا كانت حرب حسن نصر الله ًمع اسرائيل قد جاءت نتيجة لخطأ في تقدير حجم رد الفعل الاسرائيلي ، فان حربه على الدولة والحكومة اللبنانيتين ، انما تاتي كنتيجة لدقة حسابه في استغلال (نصره الالهي ) لبسط هيمنة الطائفة التي يقودها على مفاصل الدولة اللبنانية واستحقاقات خارطتها الاثنية والسياسية ،وهي في اضعف حالاتها ، بعد كل ما ألحقته حربه الاسرائيلية من دمار بمفاصلها الحيوية وبناها التحتية وتعطيل لحياتها الاقتصادية والاجتماعية.ان(استحقاق)التمثيل الحكومي الذي يسعى نصر الله الى فرضه على الخارطة السياسية اللبنانية ما هو الا الخطوة الاولى في مشروع فرض هيمنة الطائفة الاقوى ـ ماديا وعسكريا ـ على مؤسسة الدولة ومركز صناعة القرار اللبناني.ولذا نرى انه ياتي على حساب الاستحقاق الدستوري والعرف السياسي اللذين يحددان آليات التوافق والتوازن الاثني والسياسي التي انتهجها الشعب اللبناني لنفسه ،قبل اربعة عقود على عملية تصنيع حزب الله وفرضه على الحياة السياسية اللبنانية بتكتيك وادوات الحرب .ولاندري مدى دقة افتراض ان تكون عملية الابقاء على ميليشيا نصر الله وشخصه ـ لم تستهدف حرب تموزميليشيا نصر الله بقدر ما استهدفت كيان وبنى الدولة اللبنانية ـ كعضو فاعل في الحياة السياسية اللبنانية ـ النصر الالهي بلغة نصر الله ـ قد جاءت نتيجة اتفاق مسبق بين ايران واسرائيل ،تمهيدا لما يحصل اليوم من صراع الارادات بين نصر الله والحكومة اللبنانية ،كخطوة اولى في مشروع تفتيت لبنان الى كانتونات متناحرة تكون نهايتها التشرذم او الاستسلام والخضوع للفصيل الاقوى ( وهو الشروع عينه الذى تسعى ايران الى تطبيقه في العراق اليوم ) ،ام انه جاء نتيجة ترهل المؤسسة العسكرية الاسرائيلية وانكفاء قوتها القتالية . ورغم ذلك فان النتيجة تبقى هي عينها في الحالتين ، وهي تحطيم دولة عربية ومسخ هويتها الوطنية والثقافية وتهميش دورها الفاعل في محيطها الدولي ،عن طريق تفتيتها والهاء مكوناتها الشعبية بدوامة الحرب الاهلية .وبغض النظر عن ان يكون هدف ما يقوم به نصر الله تعطيل محاكمة قتلة الحريري والكشف عن هويات الجهات التي تقف وراءها ،او تنفيذ مخطط الاستحواذ على صناعة قرار الدولة اللبنانية وتغليب ارادة احد اطيافها على باقي مكونات الشعب ،خارج حدود الاستحقاق والبنية الدستورية ،فان مسؤولية الجانب الايراني وتورطه في صناعة هذه الازمة تبقى واحدة ، الامر الذي يفرض على محيط لبنان العربي الوقوف بحزم الى جانب لبنان الكيان والهوية والدولة بوجه هذا المشروع الذي ياتي كخطوة مكملة للمشروع الايراني في العراق ،والذي ما زال ينتظر موقف الموازنة العربي نفسه للحفاظ على كيان وهوية ووحدة العراق.ولا اعتقد اننا يجب ان نشغل انفسنا في التفكير كثيرا في امر الاتفاق المسبق على وحدة جهود اسرائيل وايران في تنفيذ مخطط تفتيت الشرق العربي ـ كقطبي هيمنة في صراع الارادات الاقليمي ـ ما دامت وحدة الهدف القومي والاستراتيجي تربطهما وهي : سعي كلا الطرفين لفرض هيمنته القومية ، قبل الستراتيجية ،على دول محيطه العربي ،ولاسباب ايديولوجية ـ دينية بالدرجة الاولى ،واقتصادية وعسكرية ب
الدرجة الثانية.



#سامي_البدري (هاشتاغ)       Sami_Al-badri#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايران و استراتيجية بوش الجديدة
- ايران وحلم الضيعة العراقية
- مكافآت الصبيان
- لعبة حظ على طاولة الطعام
- حرب العراق الاهلية .. الوجه والقفا
- حصيلة العراق من النظام الجمهوري
- عبث في قطار آخر الليل
- عواصمنا العربية وبعبع الثقافة
- كفانا نمارس السياسة حربا
- غباء اليمين المزمن
- احزابنا السياسية ومسؤولية بناء المجتمع
- اشكاليات الرواية العراقية
- فرائض ضلالاتي
- من قتل جلوريا بيتي ......؟
- استراتيجية الشرق الاوسط الجديد واعادة رسم جغرافية المكان
- من اجل تكريس قواعد الحوار المتمدن
- التخبط الامريكي في العراق
- المعارضة العراقية وخيار الممر الواحد
- هزيم الحماقات الليلية
- قراءة افتراضية في ذهنية صانع قرار مشروع الشرق الأوسط الجديد


المزيد.....




- في دبي.. شيف فلسطيني يجمع الغرباء في منزله بتجربة عشاء حميمة ...
- وصفه سابقًا بـ-هتلر أمريكا-.. كيف تغير موقف المرشح الذي اختا ...
- كوبنهاغن تكافئ السياح من أصدقاء البيئة بالطعام والجولات المج ...
- بوتين خلف مقود سيارة لادا أثناء وصوله إلى افتتاح طريق سريع ب ...
- الدفاع الروسية تنشر مشاهد لقصف مواقع تابعة لقوات كييف باستخد ...
- إسرائيل.. شبان من الحريديم يعتدون على ضابطين كبيرين في الجيش ...
- ماذا تخبرنا مقاطع الفيديو عن إطلاق النار على ترامب؟
- إصابة 3 إسرائيليين في إطلاق نار في الضفة الغربية، والبحث جار ...
- مؤيدو ترامب يرون أن نجاته من الموت -معجزة إلهية-
- جو بايدن: أخطأتُ بالدعوة -لاستهداف- دونالد ترامب


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي البدري - لبنان في ميزان الهيمنة الاقليمي