أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رزاق عبود - العملية السياسية بحاجة الى عملية جراحية














المزيد.....

العملية السياسية بحاجة الى عملية جراحية


رزاق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 1815 - 2007 / 2 / 3 - 11:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بصراحة ابن عبود

العملية السياسية الجارية في العراق تعاني منذ بدايتها من مضاعفات خطيرة وهي الان في غرفة الانعاش المركز. الفريق الجراحي العراقي المرافق لتنفيذ العملية مغلول الايدي، وبدون قفازات طبية، ولا ادوات جراحية. والجراح الاول الامريكي يحتكر كل الادوات ولكنه لايعرف استعمالها ولا يجيد(لا يريد) استخدامها لصالح اتمام العملية بنجاح. لان نجاحها يعني انتهاء دوره، وانتفاء مبرر وجوده في غرفة العمليات. لذلك يظل يماطل، ويعرقل ويفتح الجراح واحدا تلو الاخر ليقوم مرة اخرى بخياطتها بطريقة خاطئة. تتولد عنها مضاعفات جديدة. ويبدو ان كل مباضعه، ومشارطه، وقواطعه غير جيدة التعقيم، او ملوثة عن قصد مسبق. وحتى الهواء في غرفة العمليات غير نقي كما يجب. واهل الطب يعرفون احسن مني ان اخطر الجراثيم، والميكروبات، والفيروسات موجودة في ردهات المستشفيات. امر قد يبدو غريبا، ولكنها معلومة صحيحة. فبعض الجراثيم تعودت، وتكيفت على كل المعقمات، ومواد التطهير المعروفة. وامر التخلص منها هو اصعب الامور. وكثيرا ما تغلق ردهات باكملها، او تحجز طواقم كاملة في اشهر المستشفيات العالمية بسبب ان هذه الجراثيم، والفيروسات قد لوثت هذه الاماكن او الاشخاص. واصبح خطر الوباء محتملا. ان الجراح الامريكي لايحسن استخدام ادوات الجراحة ولا يريد لاحد اخر ان يستخدمها او يقبل استشارة احد حول كيفية استخدامها. فعملياته الاستراتيجية تتعاقب، وقادتها يتبدلون، واعذارفشلها تتغير مثل بدلات الرئيس الانيقة. لكن المريض العراقي يظل ينزف بدون رحمة، ولا شفقة من هذا الجراح المغرور. فمرة يقطع شريانا بدل توسيعه، او يقص وريدا بدل لحمه، او يجرح عضوا بدل علاجه، او يزيد نزيفا بدل وقفه. الطاقم المرافق يتفرج بحسرة، وغضب، وحيرة بلا حول ولا قوة. وهم يرون ان المريض ينحدر نحو الهاوية، ويغيب وعيه، وينخفض ضغطه، ويزداد نزفه، وتتقطع انفاسه، والجراح الامركي مستمر في عناده، وتجبره، وتكبره. لا يؤدي عمله المفروض، والمطلوب، ولا يترك للاخرين فرصة تجربة امكانياتهم، وقدرتهم، ومعرفتهم في حالة المريض وطريقة علاجه. لقد جمع كل ادوات الجراحة تحت يديه، ولبس قناع، وصدرية الجراح لكنه يمارس مهنة الجزار.

هذا هو حال العملية السياسية في العراق. طبيب اخرق، واخرين مسلوبي الارادة. واهل المريض لا احد يستمع لصراخهم، وبكائهم، واستنجادهم. ان وضع ادوات الجراحة بيد جراح عراقي/ عراقيين قديرين، وازالة الجراثيم التي دخلت غرفة العمليات مثل جراثيم المحاصصة، والتعصب، والتشدد، والتخندق، والانغلاق. وتطهير ادوات الجراحة من كل ما يلوثها ويؤدي الى مضاعفات قاتلة والتهابات شديدة: من فساد، ومليشيات، وتحزب اعمى، وسرقة اموال الدولة، وغياب الامن، وفقدان الخدمات، وخراب الاقتصاد. يمكن ان ينقذ المريض العراقي. ان وجود القادة، والسياسيين في المنطقة الخضراء لايمنحهم صفة الجراحين الذين سينقذون المريض. صحيح ان اردية الجراحين خضراء ولكنها ليست مشتقة من المنطقة الخضراء. فملابس الاطباء مشتقة من الطبيعة الخضراء، اصل كل حي فيها. وهو لون الامل، والشفاء، والهدوء. اما المنطقة الخضراء فصارت للاسف تعكس لون العفونه، والتلوث، والفطريات السامة القاتلة، التي قد تسبب مضاعفات خطيرة قاتلة اذا مست جراح المريض الذي يحتضر. المريض بحاجة الى غرفة انعاش هادئة نظيفة معقمة من جراثيم الطائفية، والعنصرية، والاحقاد، ومشاريع الاحتلال، لكي تعود له عافيته. فمتى ما تغير الطاقم الجراحي الملوث الى اخر قادرعلى اتخاذ زمام المبادرة، ومتى ما تولى رئاسة الطاقم اناس وطنيون شرفاء حازمون وعازمون على انقاذ المريض ولاهم لهم سوى مصلحة الشعب والوطن فان العملية ستسير على احسن وجه، ويتماثل المريض العراقي الى الشفاء السريع. ولكن:
1ـ هل تتذكرون سيارة (ام الدخان) التي كنا نركض ورائها ونحن صغار. كنا نمرض، لكن البعوض بقي نشطا، ينشر الملاريا، والتيفوئيد في اجسادنا الضعيفة.
2ـ ام تذكرون الدودة التي سميت "دودة الزعيم" وقد جلبت من امريكا، وقتها، وقيل انها ستاكل بيوض "دودة" البلهارزيا في المياه العراقية ولكنها اكلت كل بيوض الاسماك المرغوبة وادت الى ازمة، وشحة في انواع الاسماك.
3ـ هناك طريفة تروى عن رائد الفضاء البلغاري. اذ سال عن سبب احمرار اصابعه بعد عودته الى الارض فاجاب انه كلما حاول ان يضغط زرا فان قائد الرحلة الروسي يضربه على اصابعه.


21/1/2007



#رزاق_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطة بوش لا تجلب الامن للعراق لان اهدافها امن امريكا
- العراق ليس بحاجة الى ديمقراطية التفجيرات
- الامريكان اعدموا صدام بايدي شيعية لمصالحة بعثية
- مجلس الدواب العراقي
- محمود عباس يريد اجهاض انتفاضة الصمود متلما اجهض انتفاضة الحج ...
- جمهورية لطمستان المسلحة
- حرب الزعماء ضد الشعب
- تثبيت الامن وحل المليشيات هل هو شعار للاستهلاك والدعاية ام ض ...
- مسيحيو العراق من التقتيل والتهجير الى التكريد
- الصداميون يذبحون العراق والطائفيون يتقاتلون على تقطيعه
- المشهد السياسي العراقي قراءة واستنتاجات
- ما الذي تغير في امريكا -الجديدة- حتى يدافع عنها -التقدميون- ...
- المندائية: سنديانة الماء العراقية
- اكاذيب ومغالطات الساسة والمسؤولين العراقيين الجدد
- مظاهرات السليمانية وفدرالية الحكيم
- امة عربية بائدة ذات قيادة فاسدة
- اين فتاوي الجهاد ومقاطعة الجبنة الدنماركية من الحرب الاسرائي ...
- لماذا يصمت عبد العزيز الحكيم على قتل اتباع اهل البيت في لبنا ...
- العقال والاعلام العربيان يدعمان كوفية العدوان الاسرائيلي
- زعماء الطائفية يحضرون لحرب اهلية


المزيد.....




- اضطرابات وإطلاق نار واقتحام معبر حدودي.. مواجهات مع قوات ترك ...
- ثوب للصلاة ولعب الكرة في آن واحد
- تحية -الذئاب الرمادية- للاعب تركي تثير أزمة دبلوماسية بين تر ...
- ماذا نعرف عن حركة -الذئاب الرمادية- المحظورة في بعض الدول ال ...
- رد حماس على مقترح الصفقة: تناقض بين موقف المستوى السياسي وال ...
- بعد استدعاء السفراء: أردوغان -يعتزم- حضور لقاء تركيا وهولندا ...
- بوتين: نأخذ بجدية تصريحات ترامب حول إمكانية وقف الأزمة الأوك ...
- حرائق تلتهم شمال إسرائيل بعد إطلاق حزب الله وابل من الصواريخ ...
- بوتين: إرادة أردوغان السياسية تساعد على تعزيز العلاقات بين ا ...
- منظمة شنغهاي.. حجر أساس للعالم الجديد


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رزاق عبود - العملية السياسية بحاجة الى عملية جراحية