أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - جنود العدو ..ما بين الكوابيس والوصايا














المزيد.....

جنود العدو ..ما بين الكوابيس والوصايا


بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)


الحوار المتمدن-العدد: 8394 - 2025 / 7 / 5 - 18:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


برزت خلال الحرب على غزة ملامح جديدة في مشهد الصراع، إنها تلك التي تتعلق بالعمق النفسي للجنود في جيش الاحتلال المشاركين في العمليات.

أحد تقارير صحيفة "هآرتس" العبرية الصادر مؤخرا، كشف عن تدهور الحالة النفسية لجنود الاحتلال، حيث عكس بوضوح حجم الضغوط التي تفرضها المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها كتائب عز الدين القسام، على الآلة العسكرية لدولة الاحتلال، رغم الفوارق الهائلة في القدرات والإمكانات.

هؤلاء الجنود، الذين تتراوح أعمارهم بين ١٩ و ٢١، وجدوا أنفسهم في بيئة قتالية صادمة، حيث لا خطوط مواجهة تقليدية، ولا ضمانات للنجاة. هم يواجهون خصما شبحيا، يتحرك ببراعة تحت الأرض، ويتقن التخفي والتكتيك والضربات المباغتة.
هذا الخصم الفلسطيني، استطاع بصبره الاستراتيجي، وبنيته التنظيمية المحكمة، أن يحول ساحة المعركة إلى مستنقع نفسي وعسكري للعدو.

في شهاداتهم، يتحدث الجنود عن الأرق، البكاء، الكوابيس، وكتابة الوصايا في خنادق الليل في مؤشر إنما يدل على انهيار منظومة الاستقرار الذهني في أوساط الجيش الصهيوني. وهذا المؤشر يدحض الدعاية الصهيونية التي تحاول إظهار ذلك الجيش الأسطوري كقوة عصية على أن ينزل بها الخوف أو الهزيمة النفسية.

إن مجرد تحول الموت إلى رفيق يومي، كما قال أحد جنود "لواء غفعاتي"، يعد بحد ذاته اعترافا بقدرة المقاومة على نقل الحرب إلى داخل عقل الجندي، قبل جسده.

المقاومة الفلسطينية لا تملك طائرات ولا ترسانة نووية ولا دعما لا محدود، لكنها تمتلك العنصر الأهم ألا وهو الإيمان بفلسطين، والانغراس في أرضها، وفهم دقيق لطبيعة العدو. وهذا ما جعل منها أي المقاومة رقما صعبا في المعادلة، قادرا على قلب المفاهيم العسكرية التقليدية، وإرباك خطط عصابات جيش الاحتلال، سواء عبر الأنفاق، أو الكمائن، أو القنص، أو الطائرات المسيرة، أو حتى عبر الاستخدام الإعلامي الذكي الذي ينقل رسائل القوة والإرباك.

المقاومة ومنذ بداية السابع من أكتوبر وهي تقاتل وفق استراتيجية طويلة النفس، تهدف إلى استنزاف العدو وتغيير ميزان الردع. وهذا بالفعل ما حصل، ونرى أثره اليوم داخل الجبهة الداخلية في دولة الاحتلال حيث أصبحت أكثر هشاشة، والمجتمع أكثر انقساما، والجنود أكثر رعبا.

إن حالة الجنود في غزة اليوم، حين يناقشون من سيبكيهم بعد موتهم، هي نتيجة لصمود واستبسال المقاتلين الفلسطينيين، الذين يفرضون الحرب بحسب معادلاتهم.

وإذا كانت عصابات الجيش تمتلك التفوق التكنولوجي فإن المقاومة وخاصة كتائب القسام تمتلك الإرادة والابتكار والاحتراف التنظيمي الذي يمكنها من كسر هذه المعادلة. فهي اليوم لا تواجه فقط جيشا عاديا، بل مشروعا استعماريا يرتكز على القوة والردع والخوف. وعندما يصاب هذا المشروع بالذعر داخل وحداته القتالية، فإن ذلك يعني أن هناك ما تغير جذريا في موازين التأثير.

ما تعكسه اليوم شهادات أولئك الجنود إنما هو كسر للصورة التي طالما روجت لها الدولة الزائلة بأن الجندي اليهودي لا يهزم. لأنه اليوم هزم بالفعل، وتآكلت هالته المزيفة أمام معركة الإرادة، التي تخوضها المقاومة الفلسطينية.
واليوم صفة الجيش الذي لا يهزم، جديرة أن تنسب فقط بحق جنود المقاومة الذين يخرجون من بين الركام يلصقون القنابل باسم الله أكبر ،مقدمين الروح لله ولأرض باركها الله في كتابه الكريم.



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)       Badea_Al-noaimy#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عرب المليحات بين فكي التهجير والاستيطان وصمود في وجه الاقتلا ...
- مجزرة بالتقسيط..برعاية الاحتلال وتواطؤ الأنظمة..
- المخدرات في الطحين.. مؤامرة خبيثة لكسر صمود غزة
- من ذريعة الأمن إلى الإقصاء.. الهدم الممنهج كأداة لتصفية القض ...
- الدم الفلسطيني بين مشروع الإبادة وصفقات الاستقرار الزائف..مج ...
- من النكبة إلى قرية مالك..سياسة ثابتة بوجه متغير
- بين وهم النصر وحقيقة الهزيمة..بن غفير يلوح بفتح أبواب الجحيم
- ما بعد التصعيد..هل يلتزم الجميع أم يشعل الاحتلال الجولة القا ...
- حرب بقرار فردي...هل يجر -ترامب- العالم نحو الهاوية؟
- الشجرة..ذاكرة لا تمحى وجذور لا تموت..
- صناع الموت تحت النار..إيران تستهدف مركز الإبادة الرقمية في ب ...
- -سوروكا- يتصدع...ومستشفيات غزة تُمحى
- مصائد الموت في غزة..طوابير الجوع... طوابير الشهادة
- -الأسد الصاعد اليهودي- ينهار أمام صواريخ إيرانية استنزافية ل ...
- صواريخ الحاج قاسم تغير معادلة الحرب داخل حدود الاحتلال..الوع ...
- إيران تكسر وهم الحصانة الصهيونية....الوعد الصادق٣...
- تفكيك المكان لا يُفكك الهوية..مخيم جنين لن ينحني
- -لافندر- و-أين أبي-.. أنظمة قتل ذكية أم أدوات إبادة رقمية؟
- رغم القهر.. العيد يولد في غزة..
- التجويع كسياسة..والكرامة كعقيدة..لن نرفع الراية البيضاء..


المزيد.....




- منها مصر والإمارات وروسيا.. ترامب يهدد بفرض رسوم جمركية جديد ...
- لماذا ينُمّ البشر؟ وماذا يقول خبراء نظريات التطور عن النميمة ...
- فيديو - آلاف الإسبان يحيون مهرجان سان فيرمين لركض الثيران في ...
- تحقيق جديد بحق زعيم المعارضة التركية أوزغور أوزيل بتهمة -إها ...
- شاهد.. مياه فيضان مدمر تجرف منزلًا بالكامل في تكساس
- الجيش الإسرائيلي يعلن محاولته اعتراض صاروخين أُطلقا من اليمن ...
- مصر: بعد وفاة العشرات على طريق سريع.. الداخلية تكثف حملاتها ...
- ترامب يتحدث عن -فرصة جيدة- لاتفاق بشأن غزة هذا الأسبوع
- كيف يستخدم ترامب -نظرية الرجل المجنون- لمحاولة تغيير العالم ...
- انتهاء الجلسة الأولى من المفاوضات بين حماس وإسرائيل دون اتفا ...


المزيد.....

- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي
- صندوق الأبنوس / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - جنود العدو ..ما بين الكوابيس والوصايا