أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بلمزيان - الكتابة كسلطة رمزية .














المزيد.....

الكتابة كسلطة رمزية .


محمد بلمزيان

الحوار المتمدن-العدد: 8394 - 2025 / 7 / 5 - 15:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الكتابة في زمن الصمت،ارادة تلقيائية تنساب بكل طواعية من أجل التنفيس عن الذات الكاتبة، فهي قد تكون تعبير عن لحظة استراحة من اجل الإنطلاق نحو الآفاق الأخرى، وقد تكون تعبير عن لحظة اختمار الأفكار ونضجها ورغبتها للخروج الى الواقع الشاسع ومقاسمتها مع الآخرين، شخصيا لم تكن تجربتي في الكتابة تخرج عن النمط من الكتابة بين هذا وذلك في تمازج وتوالد الأفكار، غير أن الوعي بالكتابة والشروع في افراغ ما في الذات الكاتبة من افكار ورؤى ليست بالضرورة أن تكون طقسا روتينيا دون دواعي موضوعية الى ذلك أو ممارسة ثانوية من أجل تحويل الأفكار الى رسومات مختلفة كطقوس احتفالية ، بقدرما أن الكتابة في قناعتي الشخصية المتواضعة هي مبدأ وقرار قبل ان تكون شيئا آخر ، ينطلق من الرغبة الجامحة في معالجة ومقاربة موضوع ما على قدر كبير من الأهمية من زاوية رؤية صاحبها ، ثقافية أو اجتماعية اقتصادية فنية علمية ... بمعنى أن الكتابة بهذا المفهوم ليست هي ارضاء للذات الكاتبة من اجل افراغ ما بذاتها للغير ، وإنما أيضا الحاجة الى المساهمة في التنوير وإطلاق مجسات من الضوء على الفراغات التي قد تبدو باهتة، من أجل استجلاء معالم الطريق نحو الحقيقة أية حقيقة في تجلياتها المختلفة، فإذا كان المراد في رأيي من خلال ممارسة الكتابة هو السطلة الرمزية اي القدرة على تشكيل العالم الخارجي والتأثير فيه من خلال اللغة والرموز حسب تعبير العالم السوسيولوجي الفرنسي بيير بورديو، وهو مسعى وارد من خلال استراتيجية الكتابة كواسطة من وسائط الترويج للسلطة بشكل من الأشكال، بالرغم من أن هذا الأخير قد أوردها في سياق العنف الرمزي والرأسمال الرمزي وغيرها من المفاهيم المؤثرة في إنتاج وبناء عالم مغاير أو المحافظة عليه وفق استراتيجية المالكين لهذه السلطة الرمزية التي تقابل السلطة المادية.
فالكتابة في جميع أجناسها هي بقدرما هي تعبير عن رغبة في البوح بالأفكار والآراء فهي لحظة سامية وإحساس راق، اذا توافرت فيها شروط الدراية والوعي المتكامل بالواقع، يتعلق الأمر بالقدرة على عكس ما يخالج دواخل الذات الكاتبة في تفاعلها السلبي أو الإيجابي مع المحيط الخارجي ، ولن تكون طبيعة الآراء الناشئة هي أفكار نشاز مفصولة بقدرما هي تعبير صادق لطبيعة الذات ومرجعيتها الإديولوجية والفكرية والدينية وغيرها من المنطلقات الثقافية، فكيف ما كانت هذه المنطلقات فهي تعبر عن وجهة نظر صاحبها وتعكس جوانب من الذات الكاتبة بجميع تفاصيلها ومنعرجاتها الداخلية ، كما تعكس موقع صاحبها من ما يجري حوله بشكل جلي، الى هنا قد تتمايز الذوات فيما بينها، بين ذات كاتبة ترتكن الى الوصف من الخارج دون الغوض الى الجوهر دون إضافة اية قيمة أخرى ، وذات اخرى لا تكتفي بالتصوير الخارجي وإنما تستجلي ما وراء ما يبدو للعين الظاهرة، وتقديم وجهة نظرمغايرة بعين فاحصة وناقدة، تحاول أن تبدي وجهة نظرها فيما يجري بكيفية موضوعية وبعيدة عن كل رقابة ذاتية أو ممارسة اسلوب التقية في التعاطي والمقاربة للمواضيع المعالجة، فالكتابة السليمة والعاكسة للأفكار والمشاعر الصادقة والتصور الشفاف تبقى تعبيرا صادقا للذات المفكرة وافراز طبيعيا لما يختمر في العقل والوجدان في تفاعلهما أو تصادمهما مع الواقع الإجتماعي في حركيته الدائمة .



#محمد_بلمزيان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التيهان في زمن الحلم !
- أي ثقافة لأي جيل ؟
- العالم على شفا هاوية
- العلاقات الدولية وغياب الأخلاق السياسية
- حرب ضروس بدون طلقات نارية!
- مصير العالم الى أين ؟؟؟!
- ( الوليد ميمون ) قامة فنيبة وإبداعية بارزة بالريف.
- حصاد عام 2024
- كلام بين الدعاية والحقيقة !
- في الحاجة الى مقاربة مغايرة
- طبول الحرب
- مشهد من مسرح العبث !
- أي مصير ينتظر سوريا ؟
- حرب بلا منتصر ولا منهزم !
- فسحة صباح
- لحظة عابرة
- المستهلك بين مطرقة الجفاف وسندان الجشع
- لا فرق بين يمين متطرف ويمين معتدل
- المحكمة الجبائية الدولية، طائر بدون أجنحة
- الهجرة كموضوع تراجيدي


المزيد.....




- -وجدنا أنفسنا محاصرين بالماء-.. رجل يصف نجاته بأعجوبة من فيض ...
- -آمل ألا تكون مجرد حبر على ورق-.. فلسطيني عن الهدنة المحتملة ...
- فيديو متداول لـ-مشاركة طائرات تركية في إطفاء حرائق سوريا-.. ...
- قمة بريكس تدعو في بيانها الختامي إلى وقف إطلاق نار -غير مشرو ...
- نتنياهو: اللقاء مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بشأن غز ...
- اليونان: إنقاذ أكثر من 750 مهاجرًا في عمليات متزامنة جنوب جز ...
- البابا ليو في قلعة غاندولفو: راحة صيفية واستئناف تقليد بابوي ...
- قمة بريكس تدعو إلى وقف إطلاق نار -غير مشروط- في غزة
- خبير بنمي للجزيرة نت: مخاوف ترامب من نفوذ الصين على قناة بنم ...
- تقرير: حماس ستطالب بالإفراج عن أسماء بارزة في صفقة الهدنة


المزيد.....

- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي
- صندوق الأبنوس / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بلمزيان - الكتابة كسلطة رمزية .