|
ألكسندر دوغين يكشف جوهر ما يحدث - -ترامب بدأ يتراجع-
زياد الزبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 8394 - 2025 / 7 / 5 - 13:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
*إعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف *
ألكسندر دوغين فيلسوف روسي معاصر
3 يوليو 2025
بناءً على سلسلة من منشوراتي الأخيرة على قناة التيليغرام، إستنتج البعض أنني خاب أملي في ترامب. لكن هذه الصيغة ليست دقيقة تمامًا. لقد تابعت تطور ترامب وتشكل أيديولوجية "الترامبية" عن كثب وباهتمام، ربما أكثر من أي سياسة أخرى في أي دولة أخرى. لقد كانت قصة إعادة إنتخاب ترامب بالفعل ثورة كاملة، لأن الأفكار التي طرحها ترامب وطورها أنصاره، والتي وجدت صدى لدى الشعب الأمريكي، كانت نظامًا واضحًا جدًا من الآراء. إنها أيديولوجيا حقيقية، وليست مجرد شعارات.
من خلال ربط التصريحات المختلفة والمواقف الفردية لهذا البرنامج، توصلت إلى إستنتاج مفاده أن "الترامبية" تمتلك نواة فكرية جادة. قدم ترامب رؤية بديلة تمامًا للعالم مقارنة بالعولميين والليبراليين. كانت رؤية غير ليبرالية وغير عولمية، تركز على دولة قوية مبنية على الحضارة – الدولة-الحضارة الأمريكية – مع كل الجوانب الإقتصادية والسياسة الخارجية. وحتى مع أيديولوجيا داخلية معادية لحركة "LGBT" المحظورة في روسيا وجوانب أخرى من ثقافة "الإستيقاظ" (woke)، وكذلك إلغاء "ثقافة الإلغاء".
كل هذا ظهر في الأيام الأولى لرئاسة ترامب، وبسبب التعرف على هذا المكون الأيديولوجي، تشكل إنطباع بأنه "كسارة جليد" ice breaker تحطم ديكتاتورية العولمة الليبرالية المتجمدة. وكان ترامب يفعل ذلك مباشرة من المركز، من "غرفة العمليات" الرئيسية حيث كان كل هذا يحدث. بالطبع، كان هذا مؤثرًا جدًا، خاصة عندما كنت أتابع ذلك في الوقت الحقيقي، حيث تم تحليل كل هذا في منشورات أو حوارات أو مقابلات أو بثوث مباشرة. لقد فاز ترامب على هذه الموجة وبدأ بالعمل وفقًا لهذا البرنامج.
كان هذا مؤثرًا جدًا. بالطبع، هذه أمريكا، وليست مجتمعًا تقليديًا. لم يكن هناك مجتمع تقليدي أساسًا – هذه الدولة هي تجربة الحداثة. نعم، بكل قيودها الواضحة، بمشاركة اليمين التكنولوجي ممثلًا بإيلون ماسك وبيتر ثيل بأفكارهما الغريبة والمثيرة، وحتى بالشعبوية القومية المباشرة لستيف بانون. بالطبع، كل هذا ليس تمامًا ما نؤمن به. ومن حيث المبدأ، لم يكن هناك ما يفتن. لكنه كان وما زال في معارضة مفهومية مباشرة للمسار السابق للإدارة الأمريكية.
عندما نقيم ترامب والترامبية بمعايير حضارتنا، يبدو كل هذا أحيانًا مرعبًا ومخيفًا. لكن مقارنة بالليبرالية والعولمة، التي تمثلها دول الإتحاد الأوروبي بالقصور الذاتي، بدا هذا كثورة محافظة. وليس من قبيل الصدفة أن أعلن ماكرون في إجتماع المحفل الماسوني الفرنسي الأكبر حربًا أيديولوجية ضد "التنوير المظلم" الذي يجسده ترامب، من جانب ما يسمى "التنوير المضيء" الذي يمثله الماسونيون والليبراليون والعولميون والمتحولون جنسيًا ومسيرات المثليين. أي أن المعركة قد إحتدمت.
ومع ذلك، تلقت العولمة الليبرالية العادية، التي حكمت أمريكا والعالم في العقود الأخيرة، ضربة قوية من ترامب. لقد جلب ترامب معه أيديولوجيا جديدة، غير واضحة تمامًا، لكنها جذابة في كثير من النواحي: القيم التقليدية، رفض التدخلات، رفض المحافظين الجدد، عكس كامل لأجندة الحزب الديمقراطي الليبرالي مع إنحرافاته وإنحطاطه الإلزامي. كان هذا ولا يزال يعجبنا. لكن بعد فترة، بدأ ترامب يتراجع عن هذا. بدأ يفقد أفرادًا من فريقه. بدأ بالتقارب مع المحافظين الجدد، كما حدث في فترته الأولى. لم يدين إبادة نتنياهو في غزة. دعم العملية العسكرية الإسرائيلية التي إستمرت 12 يومًا، بل إن القاذفات الأمريكية نفسها ضربت إيران ذات السيادة. والآن هو يستعد للإطاحة بحكم ولاية الفقيه هناك. أي أنه لم يعد يفعل ما وعد به، ولم يعد يمثل من صوتوا له. لأن الناس الذين صوتوا له أرادوا شيئًا آخر. وهذا أمر خطير جدًا.
ومع ذلك، فإن حركة "اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى" (MAGA) ما زالت قوية جدًا. ربما يصبح إيلون ماسك المتحدث الجديد بإسمها. لقد إقترح بالفعل إنشاء حزب ثالث في أمريكا، وبإمكانياته، هذا ليس ساذجًا. توماس ماسي، المؤيد الثابت لترامب، وهو بالمناسبة محافظ تقليدي صلب، عارض بشدة التدخل في إيران وأصبح بالفعل شخصية رئيسية لتيار آخر داخل MAGA. الآن يتقارب ماسي وماسك، وهذا أيضًا مثير للإهتمام. في الوقت نفسه، يقول بيتر ثيل، الذي كان أحد مهندسي فوز ترامب، أشياء مخيفة وصحيحة جدًا عن أن العولمة هي أيديولوجيا حضارة المسيح الدجال. بالمناسبة، قال روبيو أيضًا إن الإيرانيين ينتظرون ظهور الإمام المهدي قريبًا، مما يعني نهاية الزمان.
إذن نحن أمام تكوين سياسي-لاهوتي-أخروي جديد مثير للإهتمام. لذلك يجب أن نكون هادئين جدًا وندرس أعماق الفلسفة والدين والأخرويات والجيوستراتيجيا – بشكل أعمق بكثير مما يفعله مجتمعنا الخبري، الذي يتابع فقط الجانب السطحي للأمور، مفسرًا كل شيء بأسعار النفط. الآن هو وقت التحليل العميق، وليس الإنبهار أو خيبة الأمل من ترامب.
نحن في وضع تحدد فيه أمريكا ومن يحكمها الإتجاهات الرئيسية في العالم. هناك قوة أخرى – الصين، وهناك نحن. وربما هذا كل شيء من حيث اللاعبين السياديين. لدينا مشروعنا الخاص لعالم متعدد الأقطاب، ونريد بناءه مع الصين. هذا رد قوي، لكن مع ذلك، تبقى القيادة العالمية لأمريكا. ولا يمكننا، حتى مع الصين، تحدي هذه القيادة لا أيديولوجيًا ولا عسكريًا ولا تكنولوجيًا ولا إقتصاديًا. لذلك، ما يحدث في أمريكا له أهمية كبيرة بالنسبة لنا.
بالطبع، لفهم كل هذا، يجب أن نعرف تاريخ الغرب جيدًا، وفلسفة رينيه غينون ويوليوس إيفولا ونيكولاي دانيليفسكي وليف تيخوميروف وأوزفالد شبينغلر. سيستغرق استيعاب كل هذه النصوص نصف العمر. وبدون هذه النصوص، لن تفهم شيئًا مما يحدث سواء في أمريكا أو عندنا. لذلك لن نضع لأنفسنا مثل هذه المهام الصعبة. يجب أن يتولى ذلك من يمتلك الكفاءات والتحضير الكافي. نحن ندخل حقًا في مجال ستكون فيه العديد من الأمور صادمة للوعي البسيط.
لذلك يجب أن ننظر إلى تحليلي بشكل مختلف قليلًا. ليس "خاب أملي في ترامب" أو "إنبهرت بترامب". هذه الفئات لا علاقة لها بي. أنا وطني روسي، وروسيا هي قيمة مطلقة بالنسبة لي. وأنظر إلى كل شيء من منظور بلدي وحضارتي ومهمتها الأخروية كروما الثالثة، "الكاتيهون" (المانع) الذي يحول دون سيادة المسيح الدجال على العالم. هذا هو الأهم.
*****
هوامش
1) حركة LGBT هي إختصار للمصطلح الإنجليزي Lesbian, Gay, Bisexual, Transgender، وتعني: - المثليات (Lesbian) - المثليون (Gay) - ثنائيو الميل الجنسي (Bisexual) - المتحولون جنسيًا (Transgender) هي حركة إجتماعية وسياسية تدافع عن حقوق الأفراد الذين يُعرّفون بأنفسهم ضمن هذه الفئات، وتسعى إلى: - المساواة القانونية (مثل الزواج، التبني، الحماية من التمييز). - القبول الإجتماعي لمختلف التوجهات الجنسية والهويات الجندرية. - مواجهة القوانين أو الثقافات التي تعتبرهم "منحرفين"، خاصة في المجتمعات المحافظة. الجدل حولها: - في الغرب: تعتبر جزءًا من حركات حقوق الإنسان، وتم الإعتراف بها في كثير من القوانين. - في بعض الدول المحافظة (مثل روسيا والمجر بولندا وبيلاروسيا والصين والعديد من الدول العربية والإسلامية والافريقية): تُوصف بأنها "تهديد للقيم التقليدية" والأسرة، وتم حظر رموزها أو نشاطاتها في بعض الأحيان. الخلاف حولها يعكس صراعًا أوسع بين النظرة الليبرالية (الفردية، الحرية الشخصية) والنظرة التقليدية (الدينية/الاجتماعية المحافظة). ----- 2) "ثقافة الاستيقاظ" (Woke Culture) مصطلح يشير إلى الوعي المفرط بالقضايا الاجتماعية مثل العنصرية وعدم المساواة الجندرية وحقوق المثليين، مع التركيز على تصحيح التحيزات التاريخية والهيمنة النظامية. - مطالبة بتعويضات للسود بسبب العبودية. - استخدام ضمائر "They" للمتحولين جنسيًا. - معارضة أفلام أو كتب تُصور "صورًا نمطية". هي جزء من الحرب الثقافية بين الليبراليين والمحافظين في الغرب. ----- 3) "التنوير المظلم" (Dark Enlightenment) هي حركة فكرية مناهضة للليبرالية والديمقراطية، تتبنى أفكارًا رجعية/نيو-تقليدية، وترى أن الحداثة الغربية فشلت. ترتبط ببعض التيارات المؤيدة لترامب، لكنها أعمق من مجرد سياساته. 1. ضد الديمقراطية: تعتبر أن "حكم الشعب" يؤدي إلى الفوضى، وتفضل النخبوية أو حتى الحكم الإستبدادي. 2. ضد المساواة: تؤمن بـالتفاوت الطبيعي بين البشر (عرقيًا، ثقافيًا، إقتصاديًا). 3. معادية للعولمة: تريد عودة الدول القومية ذات الهوية الثقافية الصارمة. 4. إحياء القيم القديمة: مثل التراتبية الإجتماعية والدور التقليدي للجنسين.
لماذا يُنسب لترامب؟ - لأنه مثل رفضًا للسياسية الصحيحة (Political Correctness) والليبرالية الحديثة. - لكنه ليس متطرفًا كفاية بالنسبة لأتباع "التنوير المظلم"، الذين يرونه مجرد بداية. الجذور الفكرية: - تستلهم من فلاسفة مثل نيكولاس لاند، كورتيس يارفين، ويوليوس إيفولا. - تُسمى أيضًا "اليمين البديل" (Alt-Right) المتطرف. الحركة مثيرة للجدل حتى بين المحافظين، ويُتهم أتباعها بـالعنصرية والرغبة في عودة الإقطاع! ------ 4) "التنوير المضيء" (Enlightenment) هو مصطلح يشير إلى التيار الفكري الليبرالي-العقلاني الذي هيمن على الغرب منذ القرن 18، ويركز على: : 1. العقلانية: اعتبار العقل (وليس الدين أو التقاليد) مصدرًا رئيسيًا للمعرفة والتقدم. 2. الحرية الفردية: حقوق الإنسان، الديمقراطية، فصل الدين عن الدولة. 3. التقدم: الإيمان بالعلم والتكنولوجيا كوسيلة لتحسين المجتمع. 4. العالمية: فكرة أن القيم الغربية (كالديمقراطية) صالحة لكل الشعوب. لماذا يوصف بـ"المضيء"؟ - لأنه يُقدم نفسه كنور ضد "ظلام" التقاليد والخرافات (مثلما فعلت حركة التنوير الأوروبية ضد الكنيسة). الصراع مع "التنوير المظلم": - "التنوير المضيء" (الليبراليون/العولميون) يعتبرون أنفسهم ورثة القيم الإنسانية. - "التنوير المظلم" (المحافظون المتطرفون) يتهمونهم بـتدمير الحضارة عبر الفردانية المفرطة والإنحلال الأخلاقي. من يمثله اليوم؟ - النخب الغربية (مثل ماكرون، بايدن). - المؤسسات الدولية (الأمم المتحدة، المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس). - الحركات الليبرالية(حقوق المثليين، البيئة، النسوية). انتقادات له: - يتهمه خصومه بـفرض قيم غربية على مجتمعات أخرى (مثل العولمة الثقافية). - بعض المحافظين يرون أنه أصبح دوغمائيًا ويُسكت أي معارضة باسم "التقدم". الخلاصة: هو الإطار الأيديولوجي المسيطر على الغرب، لكنه يواجه تمردًا متزايدًا من القوميين والمحافظين. ------ 5) موسكو هي "روما الثالثة" (Third Rome) هي فكرة عقائدية-سياسية تؤمن أن روسيا هي الوريث الشرعي للإمبراطوريتين الرومانيتين: 1. روما الأولى (الإمبراطورية الرومانية القديمة). 2. روما الثانية (الإمبراطورية البيزنطية - القسطنطينية). - نشأت الفكرة بعد سقوط القسطنطينية (1453) بيد العثمانيين، حين تزوج إيفان الثالث من أميرة بيزنطية وتبنى رمز النسر ذي الرأسين. - الراهب فيلوثيوس صاغ النظرية في القرن 16: "روما الأولى سقطت بالهرطقة، والثانية بالترك، أما الثالثة (موسكو) فهي آخر حصن للمسيحية الأرثوذكسية... ولن تكون رابعة!". الرموز الأساسية: - المهمة المقدسة: حماية الأرثوذكسية من الغرب الكاثوليكي/العلماني والإسلام المتطرف في الشرق. - "كاتيهون" (كاتيخون): مفهوم لاهوتي يعني "المانع" الذي يحول دون ظهور المسيح الدجال (بحسب تفسير روسي). - الإمبراطورية الروحية: تفوق القيم الروسية-الأرثوذكسية على المادية الغربية. كيف تستخدمها روسيا اليوم؟ - بوتين يشير إليها بشكل غير مباشر لتبرير: - مقاومة النفوذ الغربي (مثل الناتو). - تدخلات في الخارج (أوكرانيا، سوريا) كـ"حماية للحضارة". - فرض النموذج المحافظ (معاداة المثلية، العائلة التقليدية). بإختصار، هي جوهر الرؤية الإمبراطورية الروسية، سواء في زمن القياصرة أو اليوم! ------ 6) "الكَاتِيهُون" ( Katéchon) - مفهوم لاهوتي مسيحي مُستمد من الإنجيل (رسالة بولس الثانية إلى أهل تسالونيكي 2: 6-7) يعني حرفيًا "المانع" أو "الحاجز" الذي يحول دون ظهور المسيح الدجال ونهاية العالم. كيف تفسره روسيا؟ 1. "المانع الأخير": - يعتقد بعض الأرثوذكس أن روسيا (كـ"روما الثالثة") هي الحضارة الوحيدة القادرة على منع الفساد العالمي (العولمة، الليبرالية، العلمانية). - بوتين يُصوَّر في الخطاب القومي-الديني كـحامي القيم المسيحية ضد انحلال الغرب.
2. تأويل جيوسياسي: - يُستخدم لتبرير مواجهة الناتو أو التدخلات الخارجية (مثل أوكرانيا) على أنها "مهمة مقدسة". ------
7) المسيح الدجال (يُسمى أيضًا Antichrist أو الأعور الدَّجَّال في الإسلام) هو شخصية شريرة أسطورية مرتبطة بنهاية العالم في المعتقدات المسيحية والإسلامية.
المفهوم الأساسي: - يُعتبر الدجال خداعًا عظيمًا، يظهر قبل نهاية الزمان مدعيًا أنه المسيح المخلِّص (أو حتى "إله")، لكنه في الحقيقة يجلب الشر والفساد. - مهمته إغواء البشر وإبعادهم عن الإيمان الحق، مما يؤدي إلى حرب كونية (أرمجدون) قبل انتصار الخير النهائي.
في المسيحية: - مذكور في العهد الجديد (رسالة يوحنا الأولى 2: 18، ورؤيا يوحنا 13). - صفاته: - يعمل معجزات كاذبة (كالشفاء!) لخداع الناس. - يحكم العالم لفترة محددة (٧ سنوات في بعض التفسيرات). - يُهزم في النهاية بعودة المسيح الحقيقي.
في الإسلام: - ورد ذكره في أحاديث النبي ﷺ (مثل صحيح مسلم). - صفاته: - أعور العين اليمنى، مكتوب بين عينيه "كَافِر". - يسيطر على الأرض، ويُضل الناس (حتى المؤمنين الضعاف). - يُقتل على يد المسيح عيسى بن مريم عند نزوله في دمشق. كيف يرتبط هذا بالمفاهيم السياسية الحديثة؟ - بعض التيارات (مثل المحافظين الروس أو المسيحيين الإنجيليين) تربط الدجال بـ: - العولمة (حكومة عالمية واحدة). - التكنولوجيا (رقم 666، البايومتريك). - الليبرالية (تدمير القيم الدينية). لماذا هذا المفهوم مهم اليوم؟ لأنه يُستخدم كـسلاح أيديولوجي في الصراع بين: -المحافظين (الذين يرون أنهم "المقاومون للدجال"). -الليبراليين (الذين يُتهمون بأنهم "خدم الدجال" دون وعي!). هو جزء من الحرب الثقافية الدينية-السياسية التي تشكل عالمنا! ------ في اليهودية، لا يوجد مفهوم "المسيح الدجال" بالمعنى المسيحي أو الإسلامي، لكن هناك أفكار مشابهة ترتبط بـنهاية الأيام والشر المطلق لا وجود لـ"المسيح الدجال" في التوراة - اليهودية التقليدية لا تذكر شخصية باسم "الدجال"، لكنها تتحدث عن قوى شريرة أو فترات ضلال قبل المجيء المنتظر للماشيح (المسيح اليهودي). أقرب مفهوم: "أرميلوس" (Armilus) - في أدبيات المدراش (التفسيرات اليهودية القديمة)، يُذكر "أرميلوس" كشخصية شريرة تظهر في نهاية الزمان: - يدعي أنه المخلص ويخدع اليهود. - يُقاتل من قبل الماشيح بن يوسف (نسخة يهودية من "المسيح المحارب") ثم يهزمه الماشيح بن داود. 3. الشيطان (ساتان) و"أيام الشر" - بعض التقاليد اليهودية تتحدث عن إغواء جماعي قبل الخلاص، حيث: - تنتشر الحروب والفساد. - يسيطر الطغاة (مثل جوج وماجوج في سفر حزقيال). 4. الفرق الرئيسي عن المسيحية والإسلام - اليهودية تركز على خلاص إسرائيل وليس على "دجال عالمي". - الشر يأتي من بشر عاديين (كفراعنة أو هامان) أو قوى غامضة (مثل "نزعة الشر" - Yetzer Hara)، وليس من شخصية واحدة شيطانية. لماذا هذا مهم اليوم؟ بعض اليهود المتدينين (مثل حركة حاباد) يرون أن: - الصراع مع أعداء إسرائيل (مثل إيران) هو جزء من حرب نهاية الزمان. - لكن لا يوجد تركيز على "دجال" معين، بل على الاستعداد للماشيح. ------ 8) الماشيح (المسيح اليهودي) - هو المُخلِّص المنتظر في اليهودية، الذي سيأتي في "نهاية الأيام" ليقود اليهود إلى العصر الذهبي. صفاته الرئيسية: 1. من نسل داود (مثل المسيح المسيحي، لكن اليهود لا يعترفون بيسوع كماشيح). 2. قائد عسكري وسياسي سيُحرر إسرائيل ويبني الهيكل الثالث. 3. سيجلب السلام العالمي (بحسب نبوءات أشعيا). ماذا سيفعل؟ - يجمع اليهود من الشتات. - يُخضع أعداء إسرائيل (مثل جوج وماجوج). - يُعيد النظام اليهودي الكامل (بما في ذلك التضحيات في الهيكل). الفرق بينه وبين "المسيح المسيحي": - المسيحية ترى أن يسوع هو الماشيح، لكن اليهود ينتظرون مجيئه الأول (لأنهم لا يعترفون بصلبه كفداء). - الماشيح اليهودي ليس إلهًا، بل بشرًا مميزًا مُمسوحًا من الله. هل يؤمن به كل اليهود؟ - الأرثوذكس: ينتظرونه بجدية (خاصةً الصهاينة الدينيون). - الإصلاحيون: يرونه رمزًا للسلام، لا شخصًا حقيقيًا. علامات مجيئه (بحسب التلمود): - انتشار الحروب والفساد. - عودة جميع اليهود إلى أرض إسرائيل. - ظهور النبي إيليا (إلياهو) ليعلن مجيئه. الخلاصة: الماشيح هو أمل اليهودية الأكبر، لكنه يختلف جذريًا عن مفهوم المسيح في الديانات الأخرى.
علاقة الماشيح بالهيكل الثالث : 1. بناء الهيكل الثالث هو علامة رئيسية لمجيء الماشيح - وفقًا للنبوءات اليهودية (خاصة في سفر حزقيال)، فإن الماشيح سيُعيد بناء هيكل سليمان الثالث في القدس، مكان المسجد الأقصى وقبة الصخرة حاليًا. - يعتقد اليهود الأرثوذكس أن الهيكل لن يُبنى إلا بظهور الماشيح نفسه (أو بعد مجيئه مباشرة). 2. الهيكل الثالث = مركز حكم الماشيح - سيكون الهيكل مقر حكم الماشيح الديني والسياسي، حيث: - يُعيد فرض شرائع التوراة الكاملة (مثل التضحيات الحيوانية). - يُعلن القدس عاصمة العالم الروحية. 3. الماشيح هو "الكاهن الأعظم" للهيكل - بحسب التقاليد، سيكون الماشيح من نسل هارون الكاهن (إلى جانب نسبه الداودي)، وسيرأس العبادة في الهيكل بنفسه. 4. صراع ديني وسياسي حول الهيكل - بعض الجماعات اليهودية (مثل حركة أمناء جبل الهيكل) تحاول التمهيد لبنائه قبل ظهور الماشيح، مما يثير توترات مع المسلمين. - في المقابل، معظم الحاخامات الأرثوذكس يُحذرون من أن البناء قبل مجيء الماشيح خطير وغير شرعي. 5. هل الهيكل الثالث حرفي أم رمزي؟ -الصهاينة الدينيون: يؤمنون ببناء هيكل حقيقي. -اليهود الإصلاحيون: يرونه رمزًا للوحدة الروحية، لا مبنى ماديًا. الخلاصة: الهيكل الثالث هو العلامة الفاصلة لعصر الماشيح في اليهودية، وارتباطهما لا ينفصم — لكن تحقيق ذلك يعتمد على معتقدات متضاربة وتحديات جيوسياسية ضخمة. ------
#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
طوفان الأقصى 637 – إسرائيل، إيران، يلوستون، والنووي: من الشر
...
-
تجريم فلسطين أكشن Palestine Action إنقلاب على الديمقراطية في
...
-
طوفان الأقصى 636 – الحرب ضد إيران كضربة للمبادرة الصينية -ال
...
-
ألكسندر دوغين - شي جين بينغ يتجاهل بريكس
-
طوفان الأقصى 635 - دونالد ترامب: «رئيس وزراء إسرائيل» غير ال
...
-
زفاف بيزوس في البندقية: عندما يتحول الثراء الفاحش إلى سلطة إ
...
-
طوفان الأقصى 634 - الملاحظات الست التي غفلت عنها وسائل الإعل
...
-
روسيا لن تترك إيران وحدها
-
طوفان الأقصى 633 - كلفة الحرب الإسرائيلية على إيران: دراسة ت
...
-
بين ذاكرة تاريخية وصراع معاصر – تحليل العلاقات الإيرانية–الإ
...
-
طوفان الأقصى – 632 -إسرائيل الكبرى- بين الطموح اللاهوتي والك
...
-
ألكسندر دوغين - في حرب الأيام ال12، وضع ترامب نفسه في صف الد
...
-
طوفان الأقصى 631 - كاتبة أسترالية - لا لن يمروا
-
ألكسندر دوغين - إنتهت الحرب العالمية الثالثة، لكنها لا تزال
...
-
طوفان الأقصى 630 - إيران وإسرائيل في أتون المواجهة - حرب تبد
...
-
ألكسندر دوغين – الحرب العالمية الثالثة قد بدأت
-
طوفان الأقصى 629 – الحرب الخاطفة بين إيران وإسرائيل - نهاية
...
-
-الدروس الإيرانية لروسيا: كيف أختُبرت الحرب الحديثة على أبوا
...
-
طوفان الأقصى 628 - إيران بين فخ الحرب ومصيدة التفكيك: قراءة
...
-
الكل إنتصر ولا أحد فاز - أوهام النصر في حرب إيران وإسرائيل
المزيد.....
-
-لم استطع الجلوس مكتوف الأيدي-.. متطوعون يمتطون الخيل بحثا ع
...
-
مقتل أربعة أشخاص في هجمات روسية دامية على العاصمة كييف ومناط
...
-
لافروف يلتقي عراقجي ويجدد عرض موسكو المساعدة بحل الملف النوو
...
-
البنتاغون يطلب أموالا لدعم قسد وفصائل أخرى بسوريا
-
المدعي العام بأنقرة يحقق مع زعيم المعارضة بتهمة -إهانة الرئي
...
-
مشاكل الكلى الأكثر شيوعا لدى كبار السن والوقاية منها
-
جين قد يقي من داء السكري من النوع الثاني
-
منها مصر والإمارات وروسيا.. ترامب يهدد بفرض رسوم جمركية جديد
...
-
لماذا ينُمّ البشر؟ وماذا يقول خبراء نظريات التطور عن النميمة
...
-
فيديو - آلاف الإسبان يحيون مهرجان سان فيرمين لركض الثيران في
...
المزيد.....
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
-
أوالد المهرجان
/ عبدالاله السباهي
-
اللطالطة
/ عبدالاله السباهي
-
ليلة في عش النسر
/ عبدالاله السباهي
-
كشف الاسرار عن سحر الاحجار
/ عبدالاله السباهي
-
زمن العزلة
/ عبدالاله السباهي
-
ذكريات تلاحقني
/ عبدالاله السباهي
-
مغامرات منهاوزن
/ ترجمه عبدالاله السباهي
-
صندوق الأبنوس
/ عبدالاله السباهي
المزيد.....
|