أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - بدر الدين شنن - سلطان أبا زيد .. شهيدا














المزيد.....


سلطان أبا زيد .. شهيدا


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 1814 - 2007 / 2 / 2 - 11:46
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


في بداية الثمانينيات لما ا شتد أوار الصراع الدامي في سوريا بين العنف والعنف المضاد ، صار عندنا شهداء في الشوارع ، ثم صار عندنا تالياً شهداء في السجون .. ومع توالي سنون النفي والإنتفاء صار عندنا شهداء في المنفى
الشهداء الذين كانوا يسقطون قتلى في الشوارع ، كانت طلقة بندقية أو مسدس تنهي حياتهم . فقط لأنهم تواجدوا .. في مكان قتلهم ، عندما كان الرصاص يوجه نحو الناس بالاتجهات الأرع جبناً أو ثأرا . ولما تهدأ الأمور يأتي الأهل ويحملون جسد المقتول .. المغدور ، حيث يدفن في مقبر العائلة

الشهداء في السجون كانوا يقتلون على أعواد المشانق ، أو خلال أيام وأ سابيع وأ شهر في أماكن التعذيب ، حيث تنتزع منهم الحياة بخبرة جلاّدية متوحشة .. قطعة .. قطعة .. مع انتزاع الآلام المجنونة ،لانتزاع اعترافات مضمونة ، أو يقتلون ببطء أكثر إيلاماً وإطالة خلف قضبان سجون اللاسجون .. في غرف الموت البطيء ، في صراع مع حب البقاء .. ورغبة التحدي .. وغلبة الأمراض المستعصية ، وتكون النهايات في قبور مجهولة

أما الشهداء في المنفى ، فهم يقتلون حباً وشوقاً للوطن ، ينتزع التألم على الوطن من أكبادهم وأعصابهم كل يوم جزءاً من حيواتهم .. الأجساد بعيدة طليقة في أصقاع الغربة والروح هناك سجينة مع الشعب السجين . والعمر يتآكل سريعاً ، وتتلف أعضاء الجسد الحساسة بأخبار مصائب الوطن .. وبحرقة القلب شوقاً .. ولو لمشوار واحد ، قبل الموت في زواريب الحي ومدارس وملاعب الطفولة . ويحدث الانهيار المفاجيء .. وبعده يأتي الموت المعلن .. ثم الذهاب إلى المستقر الأخير في قبر يؤبد نفي الجسد

ولافخر أن أضحت سوريا بقيادة " الحزب القائد " عضواً بارزاً في نادي الدول القمعية . والأكثر خبرة في القتل تحت التعذيب وخلف القضبان .. وأمام القضبان .. في الأقبية السرية وفي الشوارع

أسرة أبا زيد في درعا سوريا ، فجعت بأشكال متعددة من الشهادة . إذ طاول الظلم القمعي الوحشي عبد الرزاق أبا زيد ، شقيق سلطان أبا زيد ، بشكلين من الشهادة في موت واحد . الشكل الأول كان تحت التعذيب ، الذي انتزع منه القدرة على متابعة الحياة ، والشكل الثاني كان بالإجهاز عليه ، بإهماله الإجرامي المتعمد حتى الموت خلف القضبان

وا ستشهد سلطان " أبو رشا " في عملية تعذيب نفيّ على مدى 27 عاماً ، كابد فيها ، إضافة إلى الشوق المضني لملعب الصبا ونسائمه .. للقاء الرفاق والأحبة .. لمعانقة تربة الأرض وأشجارها في " درعاه " الحبيبة ، كابد آلاماً لاتقل عن آلام أي مضطهد في بلده . فهو بوجدانه الوطني النقي وحسه الإنساني المرهف ، كان يعيش مع أبناء شعبه يوماً بيوم وساعة بساعة .. كل معاناتهم الذليلة بسبب القمع وا ستلاب الحرية ، وبسبب الفقر وا ستلاب الكرامة ، وبسبب التمييز العنصري السياسي واحتكار الثروة والسلطة ، وبسبب ا ستلاب الرأي وحق تقرير المصير . وبقي رغم مرضه العضال .. لآخر لحظة من عمره .. متمسكاً بالحياة .. متفائلاً بانتصار النضال ضد الاستبداد .. حتى سقط شهيداً .. وذهب جثمانه إلى مستقره الأخير في منفاه الأبدي

إن أهم مايستدي الوقوف عنده في هذه اللحظات الإنسانية فيما يتعلق بسلطان ، هو حقوق سلطان الإنسان . حقه أن يعيش ، ويرى شعبه يعيش ، حراً سعيداً .. حقه أن يكون له رأي في صنع حاضر ومستقبل وطنه . وحقه ، مثلما ولد مكان في ما في وطنه ، أن يستقر بعد موته بجوار أهله وأجداده
هذا الحق .. حق الموت الطبيعي وحق القبر الوطني ، قد سلب من سلطان .. مثلما سلبت منه حقوقه الأخرى

لقد ا ستلب النظام كل حقوق سلطان .. لكن سلطان امتلك ما لا يستطيع أعتى الأنظمة أن يسلبها منه .. امتلك شرف الموت شهيداً من أجل الحرية والعزة والعدالة .. ورحل مرفوع الهامة حاملاً كتابه بيمينه نقياً طاهراً

لا لن تذهب تضحيات سلطان أبا زيد هدرا ..



#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العبثية الاقتصادية .. من العمادي إلى الدردري - 2
- العبثية الافتصادية .. من العمادي إلى الدردري - 1
- حول أثرياء حرب اقتصاد الفساد
- خلفيات السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط
- لاديمقراطية في الشكل ولاهم شعبي في المضمون
- أية هيبة .. أية دولة .. ؟
- الملهاة .. المأساة .. في مسرحية - عمارة النظام -
- الديكتاتور حقاً قد قبر .. الشعب حقاً قد انتصر
- الحوار أول الحركة إلى أمام
- قيمة اللحظة اللبنانية الراهنة
- في - النهج التشاركي - .. من يشارك من .. ؟
- مجتمع بلا خرائط
- أكثر من صرخة من أجل بيت حانون
- الجري وراء عدل مفقود
- فقراء البرازيل .. من دروب الجوع إلى دروب الأمل
- حجب غير متمدن .. للحوار المتمدن
- درس ديمقراطي أول
- السياسات والتقاطعات المشرفة
- قصة الجيش الأحمر السوري
- ليس حلفاً جديداً .. !! .. ؟


المزيد.....




- الشيوعي السوداني يعبر عن تضامنه الكامل مع الشعب السوري وقواه ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 595
- اشتباكات عنيفة في بوينس آيرس بين قوات الأمن والمتظاهرين احتج ...
- رائد فهمي: المنظومة الحاكمة تقف على أرض مهزوزة والتغيير الشا ...
- نداء أوجلان.. توقعات مرتفعة ومسار سياسي ينقصه الوضوح
- تزايد أعداد التكايا في الضفة الغربية.. ملاذ الفقراء والنازحي ...
- م.م.ن.ص// مرة أخرى منطقة صفرو تبرز في واجهة محاربة الغلاء
- بدء مفاوضات تشكيل حكومة المحافظين والاشتراكيين في ألمانيا
- عن جدوى المقاومة والبكاء على أطلال أوسلو
- تجديد حبس أشرف عمر 45 يومًا


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - بدر الدين شنن - سلطان أبا زيد .. شهيدا