أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - دولة ذات سيادة بين اللطم والعبادة !














المزيد.....

دولة ذات سيادة بين اللطم والعبادة !


محمد حمد

الحوار المتمدن-العدد: 8393 - 2025 / 7 / 4 - 21:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فيما مضى كان لدينا ١٢ اماما فقط. اعني الائمة الشيعة المعصومين. ولم نكن نعرف سواهم. وكنا، نحن ابناء الجيل السابق، نحفظ أسماءهم عن ظهر قلب بغض النظر عن أي انتماء مذهبي أو طائفي. اما اليوم فقد تضاعف هذا العدد عدة مرات. فثمة اولاد وبنات وأحفاد وهلم جرّا. وكل واحد من هؤلاء الائمة، مع الاحترام، يطالب بحصّته من الشعائر والطقوس والمراسيم الدينية. ولذا تتوزع ايام واشهر العراق بين مولد أمام وموت آخر واستشهاد ثالث. وأصبح الشغل الشاغل للعراقيين حكومة وشعبا، هو تنظيم الزيارات الدينية والخطط الأمنية ووضع القوات المسلحة على أهبة الاستعداد لاي طاريء. إضافة إلى توفير الوسائل الأخرى الكفيلة بانجاح كل ما له علاقة بتلك المناسبات.
ومعلوم أن الطقوس والشعائر الدينية أمر شائع في جميع المجتمعات وتجري بهدوء وبعيدا عن التخندق والمزايدات وتقاسم الموارد المالية التي تأتي من الأنشطة الدينية المختلفة. والشعائر والمناسبات الدينية تعتبر ضرورية لأسباب مختلفة منها أنها تشكل جزءا من ثقافة وتاريخ وتقاليد وتراث اي مجتمع. ولكن إذا طغت هذه الشعائر على كل شيء آخر في حياة الإنسان تصبح بكل تأكيد عبئا ثقيلا يراد منه السيطرة والهيمنة ووضع الناس تحت خط معيّن من الجهل لا ينبغي عليهم تجوازه.
أن من يتعمق في دراسة شخصية العراقي يجده مزيجا متجانسا من مختلف التناقضات. فهو قبل شيء يبالغ، نعم، يبالغ حتى في المبالغة. واحيانا يتخطى حدود المبالغة إلى درجة الشعوذة والهلوسة واللامعقول. خصوصا في الامور الدينية. ويمكن أن ترى في وجهه أكثر من وجه يعبّر عن وجه آخر قد لا يمثّله ! .
وهذا بطبيعة الحال ليس قاعدة عامّة أو ثابتة تنطبق على الجميع. فكل قاعدة لها استثناء. وتكمن المشكلة في أن عمليات التجهيل وغسل الأدمغة وصرف الأنظار عن الواقع المزري المعاش، تجري على قدم وساق. ومن أعلى المستويات في مؤسسات وهيئات الدولة التي كانت في يوم ما دولة ذات سيادة. أما اليوم، وبفضل ديمقراطية امريكا العرجاء، اصبح العراق حسينية للطم والعبادة وجلد الذات. حيث بركّز العراقي كل جهده، لا على الابداع والعلم والتطوّر والابتكار، بل على تنظيم المسيرات والمواكب الحسينية والتفنن في إقامة شعائر وطقوس لم تكن حتى سنوات خلت معروفة أو مألوفة لدى عامة الناس.
وهذا هو الهدف المقنع من الاحتلال الأجنبي (الأمريكي - الإيراني) المتمثل كما نرى في إغراق المجتمع بكل ما يبعده عن همومه الحقيقية ومشاكله المعيشية. وهذا يتم في الغالب، وفي حالة العراق تحديدا، بمشاركة وتعاون قوى سياسية متنفذة لها كاريزما وتأثير شعبي ناتج عن إرث عائلي متجذر في المجتمع. ومقتدى الصدر وعمار الحكيم هما افضل الأمثلة في هذا الشأن...



#محمد_حمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجتمع الدولي ضميرمستتر مصاب بالشلل
- يا جلال الصغير ما اصغرك !
- هدوء يسبق العاصفة ام استراحة محارب مرهق ؟
- عندما تصبح الحقيقة ضحية للحروب والصراعات المسلحة
- قلبٌ مترامي الاشواق...يكاد يشبهني !
- اتسلّق صخور الاماني ومرايا الوعود
- هكذا تكلّم حاخام البيت الأبيض دونالد ترامب
- هل من خبر عاجل يريح القلب؟
- اسرائيل لن تنتصر وإيران لن تنهزم
- سنقف الى جانبكم مكتوفي الايدي كما عوّدناكم
- خلاف بين دونالد ماسك وايلون ترامب !
- من يرشّكم بالماء سوف نرشّه بالدم
- رواتب الإقليم بين كتابنا وكتابكم !
- ايتمار بن غفير: الحلّ في غزّة بالقتل لا بالتفاوض
- مفاوضات -ام الحواسم- بين موسكو وكييف
- 343 حزبا سياسيا في العراق...ما شاء الله !
- تحالف الراغبين ام تحالف العاجزين ؟
- امريكا ولوثة العداء للآخرين...
- حصلنا على 4 تريليون دولار من احفاد حاتم الطائي
- يا موطني ليش انت من دون الدول صاحت عليك الصايحة ؟


المزيد.....




- -لم استطع الجلوس مكتوف الأيدي-.. متطوعون يمتطون الخيل بحثا ع ...
- مقتل أربعة أشخاص في هجمات روسية دامية على العاصمة كييف ومناط ...
- لافروف يلتقي عراقجي ويجدد عرض موسكو المساعدة بحل الملف النوو ...
- البنتاغون يطلب أموالا لدعم قسد وفصائل أخرى بسوريا
- المدعي العام بأنقرة يحقق مع زعيم المعارضة بتهمة -إهانة الرئي ...
- مشاكل الكلى الأكثر شيوعا لدى كبار السن والوقاية منها
- جين قد يقي من داء السكري من النوع الثاني
- منها مصر والإمارات وروسيا.. ترامب يهدد بفرض رسوم جمركية جديد ...
- لماذا ينُمّ البشر؟ وماذا يقول خبراء نظريات التطور عن النميمة ...
- فيديو - آلاف الإسبان يحيون مهرجان سان فيرمين لركض الثيران في ...


المزيد.....

- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي
- صندوق الأبنوس / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - دولة ذات سيادة بين اللطم والعبادة !