أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزة الحسن - مسيح البنتاغون عجل بظهور المهدي!















المزيد.....

مسيح البنتاغون عجل بظهور المهدي!


حمزة الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 544 - 2003 / 7 / 22 - 23:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مسيح البنتاغون عجل بظهور المهدي!

 ( لنَسلك أعط هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الأكبر، نهر الفرات).
           سفر التكوين:15 ـ 18


 في تاريخ الفكر الشيعي لا يظهر المسيح المنقذ بعد أن تمتلئ الأرض جورا وظلما إلا ومعه المهدي صاحب الزمان، فظهور الأول هو الذين يمهد لخروج الثاني مع أتباعه لكي تصبح الأرض أكثر عدلا وجمالا.

والمسيح لا يظهر، في العقيدة المسيحية، إلا على إثر معركة شرسة مع الأشرار يخوضها الأخيار، وبتعبير أدق أن وزارة الدفاع الأمريكية وتحديدا البنتاغون هو الذي سيمهد الأرض لظهور ابن الرب المنقذ والمخلص على ارض( بابل الزانية) وهي بابل الحالية التي تقع ما بين النهرين.

يأتي ذكر بابل مقرونا بوصف زانية كثيرا في التوراة في النسخة التوراتية المنقحة بعد العودة من السبي البابلي بعد سقوط بابل على يد الملك كورش الفارسي، ويجري ذكر نبوءة " دانيال" الذي عمل في القصر البابلي كعراف لملوك بابل، وهي نبوءة تشير إلى سقوط بابل قريبا، لكن هذه النبوءة ليست إلا أسطورة أخرى، لأن دانيال نفسه لم يكن غير جاسوس الملك الفارسي على ملوك بابل، وكونه عرافا واعيا ودقيقا بحرفته فلقد وضع معلوماته الدقيقة في صيغة نبوءة قادمة.

 والمسيحية الصهيوينة( وغالبية افراد الادارة الامريكية من أنصارها)   تؤمن حرفيا بعودة المسيح الثانية إلى الأرض في صراع سيقع على أرض الأشرار وهي قطعا في الذهن  العنصري الأسطوري المسيحي أرض بابل.

 على هذا النحو اختلطت العقيدة الدينية بالسياسة، وتحول المسيح من نبي أو إنسان أو ملاك منقذ ومخلص أو نصير للحرية حسب ديستوفيسكي، إلى موظف في شركات النفط والسلاح، وخرج السفر التوراتي من حلم العثور على الوعد الرباني "والأبوي" إلى الهجوم المسلح بقوات محمولة برا وجوا وبحرا في عودة أخرى من خلال( العبور نحو بحر القصب) كما جاء في سفر النزوح.

 وبهذه الطريقة تقابلت الاصوليات الدينية المتقاطعة، الاسلام الشيعي القائم على فكرة الانتظار والمنقذ والمخلص، انتظار المهدي، والمسيحية الاصولية من خلال فكرة انتظار المسيح المخلّص للعبور إلى أرض القصب.

تقاطع أصوليات ولقاء أحلام وانبثاق الخرافة( أو أمل الخلاص وفكرة المنقذ) من الدم والموت والذاكرة.

 بهذه الطريقة أحيت الادارة الأمريكية( التي ضج العالم من صراخها في حرب الإرهاب والاصوليات) الذاكرة الشيعية، وعجلت بدل ظهور المسيح بظهور المهدي وجيشه القادم كما يؤكد ذلك خطاب مقتدى الصدر في صلاة الجمعة في مسجد الكوفة البارحة 18 تموز الذي يسجل تطورا نوعيا في حركة الأحداث في العراق هذه الأيام.

 هل كان مخططو البنتاغون يعرفون، وقد حسبوا حساب الأسلحة، والمواقع، والجيوش، والطقس، وردود فعل الخصم، وطرق الامدادات، وقطع الغيار، والعتاد، والوقود، والأجواء المشرقة للطيران وغير ذلك، هل كانوا قد وضعوا في تفكيرهم احتمال أن تؤدي هذه الحرب  إلى ولادة أصولية مضادة منبثقة من الدم والذاكرة والتاريخ والمسجد والشعور والعاطفة؟

أبدا.
لم يحضر ذلك في تفكيرهم. وقعوا في ذات الورطة التي عصفت بأسلافهم  الإنكليز بما يسمى ( بثورة التنباك) بداية القرن الماضي حين خططت شركات النفط الإنكليزية لتصدير كميات هائلة من التبغ إلى العراق وإيران وفكروا بكل شيء، لكنهم، وعند التنفيذ، فوجئوا بفتوى المرجع السيد الشيرازي حين حرم التنباك!
 
هناك جوانب في التفكير المحلي والتقليدي والتاريخي عند الشعوب غير الأوربية يستعصي على الفهم والتحديد، وقد تكون ظاهرة الثورة الإيرانية آخر مفاجأة للعقل الغربي كما توقعوا، لكن يبدو أنهم لم يتعلموا الكثير، أو أن عقولنا زاخرة بكل ما هو مدهش حيث يختلط الأسطوري  بالثوري، الماركسي والقومي، الخرافة مع التمرد، الحلم مع السحر، الرغبة في الموت مع الشهوة للحياة...الخ وغير ذلك الكثير من عناصر خاصة بالعقل المشرقي.

صحيح هناك إستراتيجيات لوضع الأسطورة الدينية في قالب عصري، والغرف من قاموس مكافحة الأرهاب الدولي، واسلحة الدمار الشامل، والفاشية، لكن الفكر العقيدي لفريق (المحافظين الجديد) الذين يشكلون أكثر من سبعين مليون أمريكي، حاضر حضورا قويا في تحويل الميثولوجيا العرقية القائمة على فكرة( التراب والدم) العنصرية، إلى حقيقة قائمة على الأرض.

 المسلمون الشيعة ينتظرون منذ قرون عودة المهدي وهو انتظار قال عنه المفكر الإيراني المرحوم مطهري ( إنه الانتظار الإيجابي) أي الانتظار القائم على الحركية الايجابية وليس السكون والقعود وانتظار الفرج.

علامات ظهور المسيح معروفة في الفكر المسيحي، وعلامات ظهور المهدي معروفة في الفكر الشيعي، وفي ذاكرة الفريقين، واهم هذه العلامات وشرطها امتلاء الأرض بالجور حتى يضج الناس  بالصراخ من الألم والظلم.

كان مفروضا بالمسيح، حسب هؤلاء، أن يظهر على جبل في القدس في الأول من نهاية القرن العشرين، لكن شارون لم يصلح كممهد لهذا الظهور لأن خطاياه تجاوزت حدد الممكن، رغم أن الفقيه موشي ديان كان قد قال:
( بما أننا نملك كتاب التوارة، ونحن شعب التوراة، فإن علينا أن نمتلك جميع الأراضي التوراتية) ـ الجنرال موشي ديان،جيروزاليم بوست،10،أغست،1967.

 وتنفيذا لهذا الوعد قام الدكتور جولدشتاين في25 شباط94  بتصفية العرب أثناء صلاتهم بالحرم الإبراهيمي، كما يذكر المفكر روجيه جارودي في كتابه القيم الأساطير التوراتية.
 

نبوءة العراف والساحر ميشيل دي نوستردام( ولد في الرابع عشر من كانون الأول سنة 1503) في سان ريمي في ايطاليا، تعيش في المخيلة الغربية اليوم عن خراب بابل قادم وهو يتحدث عن ظهور( سافل) أسمر:
( سوف يدخل، شرير، بغيض، سيء الصيت، يستبد بأهل ما بين النهرين. كل الأصدقاء تصنعهم السيدة الزانية، الأرض توقع الرهبة، وسوداء المظهر).

هل كان( البغيض، وسيء الصيت) الذي استبد بأهل ما بين النهرين هو الدكتاتور العراقي الهارب اليوم؟ أم أن النبوءات التوراتية لا تتصور مخلوقا غير شرير يخرج من أرض بابل؟

 سواء كانت نبوءة نوستر داموس، أو خطط رامزفليد، وغولديزا رايس أو شركات النفط والرأسمالية المتوحشة، فإن الشيء المؤكد اليوم أن المهدي "عجل الله فرجه" على وشك الخروج قبل ظهور المسيح وعلى مقربة من قوات المارينز.

هل هي نهاية أسطورة؟
أم ولادة وهم؟
أم موت إمبراطورية؟

هكذا أخرج الإرهاب الدولي المارد من القمقم ولم يعد قادرا على اعادته  لا بجنود فرقة المشاة الثالثة ولا بقوات حفظ الأمن التابعة للأمم المتحدة، كخروج من هذه الورطة أو الوحل العراقي.

وبلغة البيان الشيوعي فإن هناك أقداما ضخمة تجول شوارع العراق اليوم هي أقدام المهدي رفيق المسيح في الخلاص (ومعه جيش من الجياع والمحرومين) الذين أخرجتهم القوات الأمريكية من مسجد الكوفة بعد قرون طويلة من الانتظار الممل!

* روائي عراقي مقيم في النرويج

 



#حمزة_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخروج من الجبة والثورة إلى النشوة
- أبطال أو ضحايا
- نايم يا شليف الصوف، نايم والبعورة تحوف
- الشاعر المنسي إبراهيم عوبديا ، أو اليهودي الجميل
- شاهد على قلعة الموتى من خلال فيلم وثائقي
- تاريخ الغوغاء
- العفالقة الجدد
- مرايا الدكتاتور
- من دفع أجرة العازف؟
- موتى ديمقراطية الزجاج المكسور
- البرلمان وديمقراطية الزجاج المكسور خطاب زعيم الكتلة البرلمان ...
- حقوق ديمقراطية الزجاج المكسور
- المرادي وديمقراطية الزجاج المكسور
- لكي لا يحدث هذا مرة أخرى
- الروائي محسن الرملي وبورخيس وأنا
- حديقة رزكار
- رسالة إلى سياسي عراقي قبل اغتياله
- الروائي اليوناني كازنتزاكي/ المنشق2
- نقد العقل الجنسي مرة أخرى
- أوقفوا عصابات الطارزاني/ نداء


المزيد.....




- مشتبه به بقتل فتاة يجتاز اختبار الكذب بقضية باردة.. والحمض ا ...
- في ظل استمرار الحرب والحصار، الشتاء يضاعف معاناة نازحي غزة و ...
- قصف إسرائيلي عنيف يزلزل الضاحية الجنوبية لبيروت
- صدمة في رومانيا.. مؤيد لروسيا ومنتقد للناتو يتصدر الانتخابات ...
- البيت الابيض: لا تطور يمكن الحديث عنه في اتصالات وقف النار ب ...
- نائب رئيس البرلمان اللبناني: لا توجد عقبات جدية تحول دون بدء ...
- استخدمت -القرود- للتعبير عن السود.. حملة توعوية تثير جدلا في ...
- -بيروت تقابلها تل أبيب-.. مغردون يتفاعلون مع معادلة حزب الله ...
- مشاهد للجيش الإسرائيلي تظهر ضراوة القتال مع المقاومة بجباليا ...
- ماذا وراء المعارك الضارية في الخيام بين حزب الله وإسرائيل؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزة الحسن - مسيح البنتاغون عجل بظهور المهدي!