|
المانيا انموذجا.. صعود اليمين المتطرف في الريف والمناطق الصناعية
رشيد غويلب
الحوار المتمدن-العدد: 8389 - 2025 / 6 / 30 - 22:49
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
يواصل حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف كسب أصوات الناخبين من جميع الأحزاب الأخرى، بما في ذلك حزب اليسار. ويتزايد نفوذه في المناطق الصناعية والريفية. كيف يُمكن تفسير نجاحات اليمين المتطرف من منظور ماركسي؟ وما هي الاستراتيجيات المضادة لليسار؟ القسم الأول المناطق الريفية أسباب نجاح اليمين وفقًا للتفسيرات الشائعة، يُمكن إرجاع نجاح حزب البديل من أجل ألمانيا في الانتخابات إلى مزيج من العوامل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية. تُؤدي هذه العوامل مجتمعة إلى شعور واسع النطاق بالعجز والتهميش السياسي، وهذا ما يستغله حزب البديل من أجل ألمانيا بمهارة عالية. في المناطق الريفية، وفي ظل العجز في تمويل البلديات، نشهد تراجعًا في الخدمات العامة. ان إغلاق المدارس، والعيادات الطبية، وسوء المواصلات العامة، ودمج المستشفيات ليست سوى أمثلة قليلة. ويلقى خطاب حزب البديل من أجل ألمانيا صدىً جيدًا بشكل خاص في المناطق الضعيفة هيكليًا حيث معدلات البطالة مرتفعة والدخل المنخفض. لذلك، يشعر الكثيرون بتخلي الأحزاب السائدة عنهم. يطرح حزب البديل من أجل ألمانيا نفسه كحزب احتجاج ضد "من هم في القمة". وفي المناطق الريفية، الأكثر تجانسًا، تُثير قضايا الهجرة، وسياسة المناخ، أو النقاشات حول النوع الاجتماعي مخاوف الاهمال، وهو ما يوظفه حزب البديل من أجل ألمانيا تحديدًا. وغالبًا ما تكون الصحافة في المناطق الريفية ضعيفة، وتُهيمن وسائل التواصل الاجتماعي. وعلى الصعيد المحلي، غالبًا ما يكون هناك نقص في البنية التحتية لليساري، أو قوى الوسط، مما يخلق فراغا لحزب البديل من أجل ألمانيا. مع أن هذه النقاط صحيحة، إلا أنها تغفل جوهر العلاقات الطبقية. فالتطورات في المناطق الريفية ليست مجرد تعبير عن سياسات خاطئة، بل هي جزءٌ لا يتجزأ من الرأسمالية المتأخرة. وضع طبقي غير مستقر واقتلاع الاقتصادي تتسم المناطق الريفية بظروف عمل غير مستقرة، العمل الموسمي، والعمل المؤقت، وتجارة المفرد، وأعمال الرعاية والزراعة منخفضة الأجر. أما الشركات الصغيرة أو المناطق الصناعية الأكبر، فهي نادرة. بالإضافة إلى ذلك، ضعف دور النقابات كشريك في تحديد الأجور وظروف العمل. يزيد دخل العامل السنوي في شركة فولكس فاكن بقرابة 7000 يورو، مقارنة بسكان المناطق الريفية القريبة. ولا ننسى أيضًا: ان ارتفاع مستوى الاعتماد الاقتصادي على الشركات الزراعية، وتخصيصات الدعم المالي، وتوريد القطاع الصناعي. كل هذا مجتمعًا يخلق مشاعر انعدام الأمن الاجتماعي، والخوف من التراجع، وفقدان السيطرة، لأن الأفراد لا يملكون أي تأثير على الظروف الاقتصادية. وبالتالي، يشعر سكان المناطق الريفية بعزلة أكبر في جوانب حياتهم الأساسية مقارنةً بسكان المناطق الحضرية. إن انسحاب الدولة من تقديم الخدمات في المناطق الريفية، أي إغلاق المدارس والعيادات ومكاتب البريد - ليس "فشلاً"، بل هو نتيجة لمنطق الاستغلال الرأسمالي الذي تخضع له سياسات الليبرالية الجديدة. تتركز الخدمات حيث يمكن تحقيق الأرباح، أي في المدن. وتفقد المناطق الريفية أهميتها لأنها لم تعد تُدرّ عوائد كافية. وبالتالي، تعاني البلديات من نقص التمويل، ومجال العمل السياسي محدود، وتنسحب الدولة من المهام الأساسية. ويرى الناس في هذا الواقع تدهوراً اجتماعياً وخيانة سياسية، مما يجعلهم هدف للتعبئة "المناهضة للنخبوية". يوجه حزب البديل من أجل ألمانيا هذا الإحباط ليس ضد النظام الرأسمالي، بل ضد المهاجرين، وشروط تحسين الواقع البيئي، أو "من هم في القمة". يؤدي حزب البديل من أجل ألمانيا دوراً في استقرار النظام، حتى وإن تظاهر بأنه ناقد له. وهو أيضاً أحد الأعراض لمشاكل أعمق وليس سببها. يشعر الناس بتراجع سيطرتهم على حياتهم، وبأنهم يُصبحون، في ظل منطق الاستغلال الرأسمالي، بلا قيمة. لا يقدم حزب البديل من أجل ألمانيا حلا، بل يحوّل غضب الطبقة العاملة إلى مظاهر ثقافية جانبية: الهجرة، وسياسات النوع الاجتماعي، والعزة القومية. بمفردات ماركسية، يُحجب "الوعي الطبقي" في المناطق الريفية بـ"وعي زائف" (ماركس/انجلس). فبدلاً من الاعتراف بأن الأغنياء والشركات يدمرون سبل عيشهم، يُلقى اللوم على "الأجانب" أو " المتربعين " على القمة في برلين" أو "النخب اليسارية". الهيمنة في حياة القرية اليومية وفق غرامشي، يُطرح السؤال: من يمارس الهيمنة الثقافية في الحياة اليومية؟ أي من يملك سلطة تفسير "الواقع". هنا تلعب التقاليد الناشئة عن ظروف وممارسات اجتماعية معينة دورًا هامًا. في المناطق الريفية، تشمل هذه التقاليد طقوس الكنيسة، والواجبات تجاه الأسلاف، والسيطرة الذكورية الجنسية، أو الأعراف القائمة على الملكية الخاصة. هذه التقاليد ليست قمعية فقط، بل يتضمن بعضها أيضًا عناصر جماعية قائمة على التضامن يمكن أن يكون لها أثر تحرري، مثل العمل الجماعي، مساعدة الجيران، أو تقاليد تُشدد على المساواة. يتبنى حزب البديل من أجل ألمانيا مواقف مهيمنة في هذه المناطق، ويلعب دور الراعي، ويحرف الغضب الناتج من المظالم الحقيقية نحو الأقليات. في المناطق الريفية، غالبًا ما تغيب المؤسسات اليسارية، مثل النقابات العمالية والمؤسسات التعليمية النقدية. وتشكل المؤسسات التقليدية بديلا لها، وغالبًا ما تُشكّل مرافق، مثل إدارات الإطفاء ونوادي الرماية والجمعيات الكنسية، الحياة الاجتماعية. ان أي شخص يدافع عن اللاجئين، أو يتناول القضايا المختلف عليها، أو ينتقد الشرطة، يُعرّض نفسه للعزلة الاجتماعية. لا تشكيك في السرديات اليمينية (" كل شيء في الماضي كان أفضل"، "لم يعد يُسمح لنا بقول أي شيء"، "جنون الجندر")، بل يُعاد إنتاج هذه السرديات عرضًا، في المخبز، وفي النادي الرياضي، وعند سياج الحديقة. لا تعمل الأيديولوجية هنا بالأساس من خلال الجدل، بل من خلال العادة، التي يستغلها حزب البديل من أجل ألمانيا عمدًا. وتُحقق التعبئة "المناهضة للنخبوية" نجاحًا خاصًا في المناطق الريفية، حيث يؤدي الحرمان الاقتصادي إلى انخفاض القيمة الثقافية. على سبيل المثل لا الحصر، تُعدّ السيارة مُلائمة تمامًا لشنّ حرب ثقافية، لأنها في المناطق الحضرية تُشكّل مصدر إزعاج، بينما في المناطق الريفية تُعدّ شرطًا أساسيًا للمشاركة الاجتماعية وأداةً في الحياة اليومية. في العديد من القرى، تُعدّ مجموعات فيسبوك أو واتساب المحلية المصدر الرئيسي للمعلومات. تنتشر هناك بسرعة سرديات اليمين حول "جرائم الأجانب" و"أيديولوجية النوع الاجتماعي" و"حظر اليسار البيئي"، وغالبًا ما تكون هذه الروايات بعيدة عن السياق الصحفي. ويُشكك في وسائل الإعلام المناطق والمدن بكونها "يسارية خضراء"، وتُعتبر هيئات البث العامة "هيئات بث حكومية". ويحتل حزب البديل من أجل ألمانيا الساحة الإعلامية نظرًا لغياب الأصوات اليسارية أو هامشية تمثيلها. وتتعرض وسائل الإعلام المطبوعة المحلية لضغوط اقتصادية (الإعلانات، التسويق، والتخصيصات) وتُقدم تقاريرها بطريقة "متوازنة"، أي تبني مواقف حزب البديل من أجل ألمانيا تحت ستار الحياد، ما لم تُركز عمدًا على إثارة المشاعر أو إثارة الاستقطاب، وفقًا لمعايير تحسين الإعلام الإلكتروني. في الوقت نفسه، يُؤدي اندماج سوق الصحف إلى تراجع تنوع الآراء المنشورة. تُهيمن الأصوات اليمينية على رسائل القراء، وأعمدة التعليقات، والتلفزيون المحلي، مما يخلق رأيًا عامًا مُشوّهًا. ويتهم المختلفون في الرأي بكونهم " ايديولوجيين"، في حين يصور اليمينيون أنفسهم على أنهم "الشعب". يُحصر التأهيل السياسي بالشكل الرسمي فقط،، بواسطة المناهج المدرسية الموضعة من قبل المركز الاتحادي للمناهج، التي تُحفظ عن ظهر قلب دون مناقشة. ويتجنب المعلمون في المناطق الريفية المواضيع المثيرة للجدل، مثل العنصرية والطبقية وحقوق الافراد المختلف عليها، لتجنب المشاكل مع أولياء الأمور أو إدارة المدارس. عندما يدعم الطلاب حزب البديل من أجل ألمانيا أو يطرحون نظريات المؤامرة، غالبًا ما تغيب حجة مضادة منظمة. ولا وجود لمعلمين تقدميين الا ما ندر، وبسبب نقص التنظيم، غالبًا ما يكونون عاجزين. لا تُعتبر المدرسة مكانًا للتحرر، بل مكان لإعادة إنتاج الظروف والعلاقات السائدة. استراتيجيات اليسار لبناء القطب المضاد يستفيد حزب البديل من أجل ألمانيا من طبيعة المناطق الريفية المتسمة بالانطواء الاجتماعي، وانعدام الأمن الاقتصادي، والمحافظة الثقافية. لذا، يجب ألا تقتصر استراتيجيات اليسار على الإعلام والنقد فقط، بل يجب أن تشمل أيضًا ممارسة البدائل، وخلق مساحات، وبناء التحالفات. يجب أن يكون الهدف إبراز مصالح الطبقة، وبالتالي تحدي الآراء الرجعية وتنظيم الناس. النضال من أجل مصالح اجتماعية ملموسة: مشاكل المناطق الريفية كثيرة وتستحق حلولاً والتزاماً ملموسا ً. تبدأ السياسة اليسارية حيث تشتد المعاناة اليومية. هل توقفت الحافلات عن العمل؟ هل نتوسع في النقل المحلي؟ هل يغادر الأطباء؟ هل ندعم أطباء الريف بشكل مُحدد؟ هل نغلق المدارس؟ هل نناضل من أجل البنية التحتية! غالباً ما يتمتع سكان المناطق الريفية بروح جماعية قوية. يمكن لليسار معالجة هذا الأمر بمبادرات مثل مبادرات حافلات المواطنين، ونماذج تعاونيات للخدمات المحلية، وتعزيز العمل التطوعي، وخلق مساحات للمشاركة، وإنشاء مجالس عمالية، واحتجاجات، عمل الاحياء التضامني. لا يمكن للوعي الطبقي أن يتطور إلا من خلال التجربة الجماعية. تحديد الواقع الطبقي بدلًا من الوعظ الاخلاقي: كثير من ناخبي حزب البديل من أجل ألمانيا في المناطق الريفية ليسوا "يمينيين متطرفين"، بل يشعرون بخيبة أمل وغضب وانعدام الأمن. وغالبًا ما تكون الهجرة سببًا بالوكالة ًا لشعورهم بتدني القيمة والإهمال. على اليسار أن يقول: "ليس المشكلة أن اللاجئين هم من يسلبون أطباء عائلاتكم، بل سياسات مكافأة شركات المستشفيات الثرية". لا ينبغي توجيه الغضب نحو الطبقات الدنيا، بل نحو الطبقات العليا. من المهم أيضًا بناء صلة بين المناطق الحضرية والريفية، لأن اليمين وحده هو المستفيد من الفجوة بينهما. السكن بأسعار معقولة، والرعاية الصحية الجيدة، والأجور العادلة هي مصالح تعود بالنفع على الجميع. الانغماس في الحياة اليومية: على الرغم من غياب المؤسسات اليسارية في المناطق الريفية، يتواجد الوعي الاجتماعي في أماكن كثيرة. فحيثما تنسحب الدولة، غالبًا ما يحل العمل التطوعي في النوادي، وفرق الإطفاء التطوعية، والمنظمات الرياضية والاجتماعية، أو الكنائس في تقديم الخدمات العامة. وهنا يمكن لانخراط اليسار أن يُسيّس ويكسب حلفاء لمعالجة مشاكل ملموسة. كما يمكن إنشاء برامج خاصة، مثل لقاءات دورية، أو اجتماعات إفطار، أو مقاهي الأحياء ذات الزخم السياسي، أو نقاط اتصال للمستأجرين والعمال المؤقتين (مثل الاستشارات الاجتماعية في كابينات سكن عمال البناء). يجب أن يكون الهدف هو الجمع بين السياسة اليسارية والرعاية الاجتماعية والحضور واستخدام لغة يومية. توفير التأهيل السياسي والمساحات الثقافية المفتوحة: يمكن أن تكون العروض التعليمية والثقافية اليسارية وسيلة فعّالة لمواجهة الفهم اليومي الذي يهيمن عليه المحافظون. كما أنها غالبًا ما توفر نقطة تواصل بسيطة للمهتمين بالسياسة والذين غالبًا ما يحجمون عن تبني آرائهم اليسارية في مجتمعاتهم الأخرى خوفًا من العزلة الاجتماعية. تُعدّ سلسلة الفعاليات المحلية في مراكز الشباب، ومراكز التعليم الشعبي، والفعاليات التي تُقام في المقاهي، وورش العمل المدرسية، فرصًا جيدة للتأهيل السياسي. وكذلك العروض الثقافية، مثل المبادرات الثقافية القروية التي تُشكّل منصةً للفنون السياسية والقراءات والموسيقى، مثل المهرجانات المناهضة للعنصرية، أو المعارض المتنقلة، وأمسيات الأفلام، وأيام المواضيع في مهرجانات القرى، واماسي العشاء المناهضة للفاشية. ويمكن أن يكون إنشاء نادي روزا لوكسمبورغ خطوةً أولى نحو إطلاق مثل هذه الفعاليات بطريقة بسيطة. تعزيز رأي عام مضاد وعمل إعلامي محلي: نظرًا للدور المحوري الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي في المناطق الريفية، يجب ألا تترك لليمين، بل يجب بناء راي عام بديلً وغير منعزل، بل متجذرًا محليًا. يتطلب هذا رؤى سياسية واضحة حول التفاوت الاجتماعي، تكون بصرية، مثيرة للمشاعر وواضحة. ويمكن ان يشمل ذلك: إنشاء محطة إذاعية أو بودكاست مجتمعي يساري ("صوت الريف") يتضمن مقابلات، وتحليلات لخلفية الاحداث، وسرديات سياسية من المنطقة؛ واستخدام صيغ مطبوعة تتضمن رسائل القراء؛ والتعاون في الصياغة والتحرير لرفع مستوى الوعي المحلي بشأن القضايا اليسارية (مثل نقص التمريض، وارتفاع الإيجارات، والعمل المأجور)؛ واستراتيجية إعلام اجتماعي تتضمن مقاطع فيديو وصورًا تُنشر عبر مجموعات المراسلة. القسم الثاني المناطق الصناعية أسباب نجاح اليمين تتأثر العديد من المناطق الصناعية بالتحول الى النقل الكهربائية والأتمتة وسياسات المناخ. ويخشى العمال من فقدان فرصة العمل أو التدهور الاجتماعي، مما يُغذي الإحباط وعدم اليقين، ويمثل هذا بيئة خصبة لأصوات الاحتجاج. وغالبًا ما تشعر بعض المناطق بإهمال الحكومة الاتحادية، مقارنة بالمناطق الحضرية سريعة النمو. ويُقدم حزب البديل من أجل ألمانيا نفسه على أنه حزب "مناهض للمؤسسة" ويستفيد من الشعور بالتهميش الاجتماعي والسياسي. يعارض حزب البديل من أجل ألمانيا العديد من تدابير حماية المناخ (مثل قانون التدفئة، والنقل الكهربائي، وتكلفة خفض نسبة ثاني أكسيد الكربون) التي تُعتبر تهديدًا لفرص العمل في المناطق الصناعية. وبذلك، يستهدف الحزب تحديدًا فئات الناخبين في المرافق الصناعية الأساسية. وتشهد العديد من هذه المناطق هجرة (مثل هجرة العمالة أو اللاجئين)، مما يُؤجج مخاوف النزوح أو التنافس على السكن أو فرص العمل أو المزايا الاجتماعية. ويستغل حزب البديل من أجل ألمانيا هذه القضايا بكثافة وبطريقة خطابية. فالأحزاب التي كانت تتمتع يومًا ما بقاعدة راسخة، مثل الحزب الديمقراطي الاجتماعي، تفقد زخمها بشكل متزايد في مناطق الطبقة العاملة. ويملأ حزب البديل من أجل ألمانيا هذا الفراغ كحزب جديد "راعي" يقدم إجابات تبسيطية لقضايا معقدة. والاصوات التي حصلت عليها قائمة الحزب في مدينتي فولفسبورغ وإمدن الصناعيتين، حيث شركة فولكس فاكن الشهيرة، واحواض بناء السفن في ميناء أمدن، في الانتخابات العامة الأخيرة خير مثال على ذلك. صراعات طبقية عميقة وارتباك أيديولوجي ماركسيا، يمكن تفسير سلوك التصويت في المدن الصناعية مثل فولفسبورغ وإيمدن، حيث يحظى حزب البديل لألمانيا بدعم متزايد، باعتباره تعبيرا عن صراع طبقي أعمق وارتباك أيديولوجي داخل النظام الرأسمالي. وفقًا لماركس، تعيش الطبقة العاملة في اعتماد دائم على رأس المال، إذ تضطر لبيع قوة عملها. وفي مدن مثل فولفسبورغ (فولكس فاكن) أو إمدن (الميناء والصناعة)، يعيش الناس هذا الوضع تحديدًا. فهم يعتمدون على الشركات الكبرى التي تعمل باستمرار على ترشيد أعمالها أو تغيير مواقعها أو نقلها ضمن منطق الرأسمالية. بهذا المعنى، لا يُمثل الانتقال إلى النقل الكهربائي و"التحول الأخضر" تحررًا، بل شكلًا جديدًا من انعدام الأمن. إنه يعني فقدان الوظائف (انخفاض الطلب على إنتاج السيارات الكهربائية)، وتركيز الملكية (اختفاء الموردين الصغار)، وهشاشة الأوضاع (العمل المؤقت، عقود المصانع، والاستعانة بمصادر خدمات خارجية). لذا، فإن السبب الحقيقي لانعدام الأمن هذا هو نمط الإنتاج الرأسمالي، وليس الهجرة أو سياسات المناخ. كثيرًا ما يتحدث المنظرون الماركسيون عن "وعي زائف" تفرضه الطبقة الحاكمة (البرجوازية) على الطبقة العاملة. فبدلًا من إدراك الأسباب الاقتصادية (تراكم رأس المال، تعظيم الأرباح، علاقات الملكية)، غالبًا ما يُوجَّه إحباط الطبقة العاملة ضد فئات أخرى: المهاجرين، و"من هم في القمة"، ونشطاء المناخ. يُعزز حزب البديل من أجل ألمانيا هذا الوعي الزائف. فهو يُحوّل غضب الطبقة العاملة بعيدًا عن رأس المال وعلاقات الملكية، نحو أعداء ثقافيين وقوميين. وهذا يُخفي الصراع الطبقي الحقيقي - الذي يُعدّ، من منظور ماركسي، سمةً من سمات كل حركة يمينية. وهكذا، يظهر حزب البديل من أجل ألمانيا كـ"ناقد للنظام" دون أن يُشكّل تحديًا حقيقيًا له. بل إنه يُدافع عن علاقات الملكية، ويُطالب بإعفاءات ضريبية لرجال الأعمال - مُتماشيًا بذلك تمامًا مع مصالح رأس المال. ووفقًا لماركس ايضا، يجب على الطبقة العاملة أن تُنظّم نفسها لتمثل مصالحها: في النقابات العمالية، والأحزاب، أو الحركات اليسارية. ومع ذلك، إذا أصبحت هذه المؤسسات جزء من النظام، أو نُظر إليها على أنها معزولة أو نخبوية، أو ركزت على سياسات الهوية دون مراعاة الوضع المادي للعمال، فسينشأ فراغ سياسي يمكن لقوى يمينية مثل حزب البديل من أجل ألمانيا أن تملأه. وهذا ليس تعبيرًا عن الوعي الطبقي، بل عن تفككه. إن حزب البديل من أجل ألمانيا هو أحد أعراض التناقض بين رأس المال والعمل، وليس وسيلةً لإلغائه، بل وسيلةً لترسيخ النظام الحاكم من خلال شق صفوف العاملين وتشتيت وعيهم. الهيمنة والهيمنة المضادة في المصانع يشدد غرامشي على دور الثقافة والأيديولوجية والهيمنة، يمكن تفسير صعود حزب البديل من اجل ألمانيا في المناطق الصناعية باعتباره نتيجة لقطيعة في الهيمنة وغياب الهيمنة المضادة. كانت أحزاب مثل الحزب الديمقراطي الاجتماعي وبالتعاون مع النقابات العمالية قوىً مهيمنة في مناطق الطبقة العاملة: لقد قدمت رؤية عالمية تُراعي مصالح العمال في إطار الرأسمالية (من خلال دولة الرفاه والمشاركة في صنع القرار). ومع ذلك، ينظر العديد من العمال اليوم إلى الحزب الديمقراطي الاجتماعي ونظرائه على أنهم منعزلون، أو تكنوقراطيون، أو "برجوازيون خضر". إن الإجماع المهيمن المبني على ("التحول مفيد لك") آخذ في الانهيار. وينشأ فراغ أيديولوجي تملأه جهات فاعلة مثل حزب البديل من أجل ألمانيا، ليس لأنهم يحللون على اساس الوعي الطبقي، بل لأنهم يقدمون سرديات عاطفية وقومية قائمة على الهوية. وبمعنى غرامشي، يخلق حزب البديل من أجل ألمانيا هيمنة ثقافية جديدة يمينية تُعيد تنظيم رؤية عالمية للطبقة العاملة: لم يعد التركيز فيها منصباً على الصراع الطبقي، بل على "الوطن" و"الشعب" و"التقاليد" أو تحقيق "العدالة للألمان". يؤكد غرامشي أن الهيمنة المضادة الناجحة لا يمكن أن تكون اقتصادية بحتة، بل يجب أن تكون مترابطة ثقافيًا، وتستند إلى التجارب اليومية، وتقدم سرديات بديلة. ومع ذلك، غالبًا ما تبدو الحركات اليسارية أكاديمية، حضرية، ومركزة على الهوية. وبالكاد تصل إلى حياة العمال الصناعيين. وتفتقر إلى "مثقفين عضويين" قادرين على بناء الجسور. يملأ حزب البديل من أجل ألمانيا هذا الفراغ بأسلوب يبدو "شعبيًا"، وتفسيرات بسيطة، ووعد باستعادة النظام الاجتماعي الذي يدعى ان العولمة والهجرة وسياسات المناخ دمرته. لذا، فإن نجاح حزب البديل من أجل ألمانيا في المدن الصناعية غير قابلاً للتفسير اقتصاديًا فقط، بل هو تعبير عن صراع على السلطة المهيمنة في المجتمع المدني خسره اليسار السياسي هناك، بسبب افتقاره إلى الجذور الثقافية والاستراتيجية السياسية والمثقفين العضويين. وبمعنى غرامشي، فإن الثقافة اليومية والمفاهيم الأخلاقية والهويات الجماعية هي التي تُسهم في تشكيل القرارات السياسية. قيم وتقاليد العمال الصناعيين تلعب اليوم بعض القيم والتقاليد التي نمت تاريخيا في المناطق الصناعية الكلاسيكية دورا هاما في التغيير السياسي. نُظر ويُنظر الى العمل الصناعي على أنه ذو معنى ومصدر لهوية العاملين. وتتجذر فيه قيمٌ مثل الشعور بالواجب والانضباط والدقة والأداء. يشعر الكثيرون اليوم بتضاؤل تقديرهم عندما يبدو، على سبيل المثال، أن الوظائف الأكاديمية أو سياسات المناخ أو البيئات الحضرية قد طُورت. ويوظف حزب البديل من أجل ألمانيا هذا الشعور، عبر مواقف ضد "الهراء الجندري" أو "الإكراه المناخي" والتأكيد على كرامة "العمل الحقيقي". ينشأ العديد من العمال الصناعيين في بيئات تُعدّ فيها الأسرة وملكية منزل والاستقرار أمرًا محوريًا. وغالبًا ما تكون النماذج المُحتذى بها أكثر محافظة، لا سيما في المهن التي يهيمن عليها الرجال. أحيانًا ما يُنظر إلى التغييرات في العلاقات بين الجنسين أو نقاشات التنوع على أنها اختلال في واقع الحياة. يتولى هنا حزب البديل من أجل ألمانيا دور "حارس الوضع الطبيعي"، على عكس النقاشات التقدمية أو الأكاديمية. تُواجه ثقافة الوضع المستقر التي نشأت في ظل علاقات عمل مستقرة (نظام أجور بمشاركة النقابات، وتسلسلات هرمية واضحة، وحياة وفق خطة مسبقة) ضغوطًا متزايدة. وتفاقم الهجرة، والتحول، والعولمة، والتقلبات السياسية مخاوف فقدان هذا الاستقرار. يُقدم حزب البديل من أجل ألمانيا حلولًا تبدو بسيطة: إغلاق الحدود، و"شعبنا أولًا"، والعودة إلى ماضٍ "آمن". في الماضي، كان التضامن الواعي للطبقات الاجتماعية قيمةً راسخة (مثلاً، في أماكن العمل، في نقابة عمال المعادن، وفي الحزب الديمقراطي الاجتماعي). أما اليوم، فيُلاحظ الكثيرون تنافساً اجتماعياً (مثلاً، على السكن بأسعار معقولة أو فرص العمل مع المهاجرين). وعندما تفشل النقابات أو الأحزاب اليسارية في معالجة هذا التنافس، يملأ حزب البديل من أجل ألمانيا الفراغ بخطاب نازي "الخدمات الاجتماعية للألمان فقط". استراتيجيات اليسار المضادة – ربط النضال الطبقي بالنضال الثقافي إن نجاح استعادة اليسار لسكان المناطق الصناعية يتطلب، وفق ماركس وغرامشي، الجمع بين سياسات الطبقة الاقتصادية والسعي إلى الهيمنة الثقافية. لا يكفي مجرد طرح المطالب الاجتماعية؛ بل الأهم هو كيفية ترسيخ هذه المطالب في الحياة اليومية والتواصل معها بطريقة متوافقة ثقافيًا. من يتجاهل النضال الثقافي يتركه لليمين. إرساء هيمنة مضادة: لا تنحصر الهيمنة في علاقات الملكية فقط، بل أيضًا في السرديات والمعايير وما يُعتبر "طبيعيًا". ولا يُشكل المهيمنون الاقتصاد فقط، بل يُشكلون أيضًا طريقة تفكير الناس في العمل والهجرة والأسرة والمستقبل. يجب على اليسار أن يُطور سردياته الإيجابية الخاصة هنا، التي تُبرز المصالح الاجتماعية وتربطها بالاعتزاز والأمل. بدلًا من الشعارات المجردة، نحتاج إلى صور ملموسة: "عمل جيد للمستقبل بدلًا من مكافآت المديرين"، "عقد عمل جديد للمنطقة، مع المشاركة في صنع القرار، ومشاركة النقابات في تحديد الاجور، والتحول البيئي"، أو "لا طفل بدون وجبة غداء ساخنة، مدارس عامة بدلًا من دعم النخبة الخاص". تعزيز دور المثقفين العضويين: ضرورة وجود مثقفين عضويين، ينتمون الى الطبقة نفسها قادرون على ترجمة الواقع الاجتماعي إلى لغة سياسية. أمثلة: ممرضة تتحدث عبر تيك توك عن عبء العمل بنظام المناوبة، وتفضح في الوقت نفسه دور سياسات الخصخصة والتقشف، عضو مجلس عمال في شركة لتوريد السيارات يُناضل من أجل "تخفيض ساعات العمل مع تعويض كامل الأجر" ويناقش أفكارًا إنتاجية جديدة مع زملائه. عاملون في المجال الثقافي يُقدمون مسرحيات في الأحياء حول تسريح العمال والهجرة وتاريخ نضالات العمال. محطات إذاعية محلية عبر الإنترنت أو بودكاست من الأحياء تربط القضايا الاجتماعية بواقع حياة المستمعين، مثلا الإجابة على سؤال: "ما فائدة التحول في طرق التدفئة إذا لم أستطع دفع الإيجار؟" رسوخ في المجتمع المدني: يجب ألا تقتصر السياسة اليسارية على النقاشات أو وسائل التواصل الاجتماعي. بل يجب أن تكون حاضرة حيث ينظم الناس حياتهم اليومية. في نادي كرة القدم المحلي، عندما يكون الهدف الحفاظ على الملعب الرياضي. في مبادرات الأحياء، عندما ترتفع الإيجارات ويتشرد الناس. في مجلس العمال، عندما يُغلق مصنع أو يُعهد به لمتعاقد خارجي. في جمعية أولياء الأمو رفي دور الحضانة، وعندما يكون هناك نقص في العاملين أو ارتفاع في الرسوم. في المدن الصناعية مثلا: يمكن لاستراتيجية محلية يسارية، على سبيل المثال، أن تدعو إلى "ميثاق مستقبلي لفرص العمل". الهدف: التحول البيئي من خلال فرص عمل متفق عليها جماعيًا، وإعادة التدريب، وسياسة صناعية في البلديات، ومشاركة ديمقراطية. الصراع على علاقات الإنتاج: من المستفيد فعليًا مما يُسمى "التغيير"؟ على اليسار أن يسمي الأشياء بأسمائها. ان من بين المُنتفعين الشركات الكبرى، وصناديق العقارات، ومديري الأصول. أما الضحايا فهم العمال المؤقتون، والمتنقلون، والعاملون في وظائف غير مستقرة، وخاصةً في قطاع الأجور المنخفضة. مثال من صناعة السيارات: يُبنى مصنع بطاريات كهربائية بدعم حكومي، لكن مصانع محركات الاحتراق القديمة تُغلق أبوابها. بدلًا من تحول عادل، تطرح فرص عمل جديدة منخفضة الأجر في الشركات التابعة. رد اليسار: "إعادة هيكلة المناخ مهمة القطاع العام، مع ضمانات وظيفية واتفاقيات تفاوض جماعي" (بمشاركة النقابات). إعادة هيكلة ديمقراطية بدلًا من تقليص فرص العمل، بحجج بيئية. الاعتراف بقيم وتقاليد العمل - دون مجاملة: يؤكد غرامشي: لا يمكنك كسب ود الناس إلا إذا فهمت عالمهم واحترمته، بدلًا من تلقينهم. إن فخر رب أسرة بخمسة وثلاثين عامًا عمل على خط التجميع ليس "شعورًا رجعيًا بالتقاليد"، بل هو تعبير عن الانضباط والمسؤولية والكرامة. ان لغة يسارية تُقر بهذه القيم كفيلة ببناء الجسور. يجب ألا يكون الخطاب المضاد لليمين "كان كل شيء أفضل في الماضي"، بل: "في الماضي، كانت الحافلة تصل في موعدها، والمدرسة مجهزة تجهيزًا جيدًا، والأجور ثابتة. لم يكن ذلك منزلًا؛ بل كانت دولة الرفاهية". بهذا المعنى: "ليس العزل ما يوفر الأمان، بل التضامن". الوعي الطبقي بدلًا من الغضب: الغضب وحده لا يكفي. مهمة اليسار هي كشف البنية الكامنة وراء المشاكل. نقص المساكن نتيجة الخصخصة والمضاربة ونقص السكن الاجتماعي؛ نقص التمريض نتيجة لمبدأ الربح في قطاع الرعاية الصحية؛ خسائر الأجور نتيجة ضعف مشاركة النقابات في التفاوض الجماعي، وانتشار العمل بالإعارة، والعمل المؤقت؛ إهمال المدارس نتيجة للعمل بنظام تصفير الديون الحكومية، وبالتالي شحة التخصيصات، وسياسة تعليم غير متكافئ وفقا للصلاحيات النافذة في النظام الفيدرالي. يجب أن يكون الهدف إقناع الناس بإمكانية تبني منظور جماعي، بعيدًا عن "سأرى كيف أغطي نفقاتي"، تبني "سنناضل معًا من أجل غد أفضل". التنظيم هو المفتاح: يجب تنظيم السياسة الطبقية بطريقة ملموسة، على سبيل المثال، بواسطة مراكز اجتماعية تجمع بين استشارات المستأجرين والتثقيف السياسي والعام. بواسطة مجموعات عمل تربط بين النضالات النقابية والنقاشات السياسية. وبواسطة صحف محلية يسارية أو مدونات صوتية لا تنقل الأحداث من الخارج، بل تهتم بتفاصيل الحياة اليومية. بواسطة تثقيف سياسي بلغة بسيطة، بما في ذلك في أماكن العمل والنوادي وغرف الانتظار. ان السياسة الطبقية ليست حنينًا للماضي. إنها مفتاح العدالة والديمقراطية والتضامن، إذا كانت تتوافق مع لغة الناس وحياتهم.
*- اعدت هذه المادة استنادا الى دراسة من جزئين بقلم توربين بيترز، رئيس حزب اليسار في ولاية ساكسونيا السفلى. نشرة في مجلة "اليسار يحرك" الالكترونية الخاصة بالمناقشات المفتوحة لأعضاء حزب اليسار الألماني ونشر الجزء الأول من الدراسة الخاص بالمناطق الريفية بتاريخ 20 أيار 2025. ونشر الجزء الثاني الخاص بالمناطق الصناعية في 18 حزيران 2025.
#رشيد_غويلب (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قمة الناتو.. قانون الغاب وتدشين عصر التسلح المنفلت
-
متحدون من أجل غزة.. عشرات الآلاف يتظاهرون في برلين ضد جرائم
...
-
في ذكراه السبعين.. باندونغ المؤتمر والمدينة
-
بعد تهديد الحزب الشيوعي.. الحكومة الإسبانية ترفض زيادة تخصيص
...
-
قمة مجموعة السبع.. اتفقت على دعم إسرائيل وانتهت بدون نتائج م
...
-
المخابرات الألمانية تساوي بين خطر الفاشيين الجدد واليسار الم
...
-
السجن والحرمان من المشاركة السياسية لرئيسة الأرجنتين الأسبق
-
كاليفورنيا تحترق.. ومقاومة عنف ترامب العنصري مشروعة
-
حافز جديد للمطالبة بانصاف ضحايا انقلاب 8 شباط / البرلمان الك
...
-
رئيسا حزب اليسار الألماني المشاركان عن كيفية {تنظيم الأمل}
-
نحو تغيير جذري في المسار / تقرير ديون 2025.. الجنوب العالمي
...
-
ازمة العقارات عاملٌ مهمٌ في التحول الملحوظ.. الناخبون البرتغ
...
-
اليسار بين التراجع والصعود.. الأسباب والتحديات
-
هل هناك تعارض بين الطبقة وسياسة الهويات؟ السياسة الطبقية مشر
...
-
دعوة إلى التفكير خارج إطار الدولة القومية / منتدى الصين ودول
...
-
حزب العمال الكردستاني يحل نفسه ويُنهي الكفاح المسلح
-
حزب اليسار الألماني.. المرحلة الثانية للمؤتمر التاسع محطة نج
...
-
قراءة في كتاب {التمرد - كيف يهتز نظامنا العالمي} /أولريكه إي
...
-
في مواجهة غطرسة ترامب.. أمريكا اللاتينية مرتاحة لفوز الليبرا
...
-
عَلّمَنا ان هزيمة الامبريالية ممكنة / في الذكرى الخمسين لانت
...
المزيد.....
-
مهلة -الأسبوعين- التي حددها ترامب بشأن روسيا أصبحت الآن في ا
...
-
نصائح موضة عملية لتنظيم حقيبة السفر بأناقة
-
مصر.. أول تعليق رسمي على تغيير اسم شارع -قاتل السادات- خالد
...
-
نتنياهو: الخطر الإيراني يفوق التهديد الذي مثلته القومية العر
...
-
باريس تحترق.. القنوات المائية ومرشات التبريد هما الملاذ الوح
...
-
أين اختفى الفهد الأسود؟ القضية تتفاعل في بلغاريا وتكهّنات بع
...
-
بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران.. هل تتوقف الحرب في غ
...
-
-نزع سلاح حزب الله-.. هل ما زال لبنان يمتلك هامشا للتفاوض؟
-
إغلاق جزئي لبرج إيفل ومنع وسائل النقل الملوثة... حالة تأهب ق
...
-
صحيفة لوفيغارو تستعيد وصف جحيم باريس خلال موجة الحر عام 1911
...
المزيد.....
-
اليسار بين التراجع والصعود.. الأسباب والتحديات
/ رشيد غويلب
-
قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند
/ زهير الخويلدي
-
مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م
...
/ دلير زنكنة
-
عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب
...
/ اسحق قومي
-
الديمقراطية الغربية من الداخل
/ دلير زنكنة
-
يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال
...
/ رشيد غويلب
-
من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها
...
/ الحزب الشيوعي اليوناني
المزيد.....
|