أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حبيب هنا - مسرحية جديدة -نحكي وإلا ننام














المزيد.....


مسرحية جديدة -نحكي وإلا ننام


حبيب هنا

الحوار المتمدن-العدد: 1813 - 2007 / 2 / 1 - 11:21
المحور: الادب والفن
    


نقد مسرحيّ
يطل علينا المخرج المسرحي إبراهيم المزين, بعمل مسرحي جديد, بين الحين والآخر, في مفاجأة محببة على القلب و لكنها تطرح العديد من التساؤلات ,في الوقت الذي لم تنته بعد فرقته المسرحية من تقديم عروض المسرحية السابقة "في شي عم بيصير" الأمر الذي يعزز هذه التساؤلات و يدفعها قدما إلى مواجهة الأحداث التي تتصدر المشهد الفلسطيني برمته, ولاسيما إذا كان المشهد, باستثناء الاحتفال بيوم المسرح العالمي الذي تم فيه تكريم المخرجين /خليل طافش و أحمد أبوسلعوم لا يتجاوز بعض الأنشطة الثقافية مثل الندوات التي تعقدها المراكز و الصالونات الأدبية. وأول هذه التساؤلات :لماذا هذا السعي نحو بلوغ القمة قبل غيره من أجل تسجيل الحضور الذي لا يمحى؟ هل هي القناعة بضرورة استمرار الحياة على كافة الصعد و مهما كانت الأحداث دامية؟ هل هو التأكيد على أن المشروع المسرحي الذي تعطل فيما مضى, ينبغي له أن يستمر في كل الأحوال حتى لا نضطر لاحقا إلى البدء من نقطة الصفر؟ هذه التساؤلات و غيرها الكثير, يقودنا إلى نتيجة وحيدة تبدأ بالسؤال و تنتهي به: كيف لهذا المشروع أن يصبح واقفا إذا لم يجد الفرقة المسرحية المتفانية و المخرج الذي ينتمي للحياة و تشكل هاجسه الدائم؟
على أية حال تبدأ المسرحية بالإنزياح التدريجي للستارة, فيما تطل علينا الأشجار والتي تبدو وللوهلة الأولى رسومات على جدران, تتضح بالتدريج حتى تصبح مجسمات واقعية .وعلى الجزء الأيمن من خشبة المسرح تتربع صخرة صنعت من الاسفنج دلالة متعمدة على أن ما يدور على خشبة المسرح لا يعدو كونه عملية مسرحية لا تهدف إلى التحايل على الأطفال و إلباس الحياة ثوبها الزاهي. ديكور بسيط يؤثر بالمشاهدين و يدفعهم نحو التفاعل مع المسرحية التي أراد منها كاتب النص محمد أبو زايد أن تحمل رسالة بالغة الدلالة, استطاع المخرج المزين توصيلها بجدارة, فكشفت المخبوء من تعاملاتنا المجتمعية أكان ذلك في المدرسة أو البيت , مع الأطفال الذين سئموا تكرار جملة "ليس لدي الوقت الآن, غدا سأسمعكم" .
"نحكي و الاننام " مسرحية غنائية راقصة يقوم ببطولتها وجوه مألوفة للمشاهدين, جمال أبو القمصان/ الرحالة الذي يجمع الحكايات من مختلف الأركان و يقدمها للأطفال من أجل الترويح عنهم, فيؤدي دوره بإقناع يشي بالقدرة على التعامل مع عالم الأطفال أكثر من سواه من الممثلين الذين حاولوا و مازالوا يحاولون تقديم أعمالهم المسرحية للأطفال في محاولة لكسر رتابة الحياة و إيقاعها الممل في ظل القتل و التدمير و استباحة الحقوق و الحرمان من توفير الشروط الدنيا لحياة ينعم بها الأطفال كما سواهم في الدول المختلفة, الأمر الذي يضعه في الموقع المتقدم من التعامل مع عالم الطفل, فلا تجد ما يمكن أن يؤخذ عليه, و بهذا يكون قدم أفضل ما عنده للذين يستحقون أكثر مما هو متاح.
رولا بجيت ومي أبو زيدان/ الصبيتان الطفلتان و الثنائي الذي يصعب تكراره, رولا
بصوتها الذي يبدأ المخرج إبراهيم المزين المسرحية به, استطاع أن يفرد جناحيه في القاعة و يعود بالكبار إلى طفولتهم وضرورة التعامل مع الطفل بالسماع إليه و مناقشة رأيه حتى يتمكن من خلق عالم طفولي سوي يستطيع أن يمارس طقوس حياته بما يساهم في بناء الغد. و مي أبو زيدان بإيقاع رقصاتها المنسجم مع رقص رولا و غنائها يضفي على الجو العام للمسرحية, الاستعداد لمتابعة الخط الدرامي التصاعدي الذي يأخذ على محمل الجد الحالة النفسية التي يتعرض لها الطفل في البيت و المدرسة و يحاول تنقيتها من الشوائب و تخليصها من رواسب التسلط و مصادرة الرأي بغرض تسليط الأضواء على حجم المعاناة التي يتعرض لها الأطفال و ضرورة معالجتها مهما بلغ حجم مساسها للقلب بغية البراء منها حتى نصبح مجتمع معافى يوفر لأطفاله مقومات الحياة الحرة الكريمة التي تنشط العقل و تدفعه للإبداع دفعا.
قصة العمل بسيطة جدا ملك يعجبه غناء البلبل فيشتريه من الفلاح و يقدمه لأبنته الوحيدة حتى تستمتع بشذوه, فيما يتوقف البلبل عن الغناء بعد يومين جراء عدم توفير الهدوء المطلوب في إشارة إلى ضرورة المحافظة على الهدوء و سماع صوت الأطفال و أراءهم الجميلة و مناقشتهم في أمور حياتهم كي يستطيعوا المساهمة في بناء الغد. على أن غناء رولا بخيت بصوتها الفيروزي الناعم تجاوز أفق المطلوب و لم تستوقفه الأغاني فقط, بل قامت بغناء بعض كلمات الحوار التي أبدع فيها كاتب النص محمد أبو زايد , فجاءت كما لو أنها شعر يتناغم مع الحواس و يهيئها لمزيد من البهجة و السرور, في محاولة جادة تهدف إلى كسر الفروق بين كلمات الأغاني و الحوار حتى تغدو منسجمة مع إيقاع الجو العام للمسرحية. فضلا عن كون الموسيقى و مؤثراتها أدخلت المشاهدين في حالة تأمل زادت و تيرتها تصاعديا كلما أوشك العمل على مشارف النهايات, الأمر الذي كان فيه التعاون بين الموسيقى و الغناء مفرطا على مدار خمسة و أربعين دقيقة مضت سريعا دون سماع همسة هنا أو هناك تعكر صفو العمل و تؤدي بالتالي إلى تسجيل أدنى الهفوات, في وقت كان فيه المخرج يتابع سير العمل بقلق أحسب أنه مشروع عند العرض المسرحي الأول, على الرغم من قلة الإمكانيات التي لم يدخلها المخرج ضمن حساباته حتى لا يؤخذ عليه الركون لما ليس متوفرا و تحميله أعباء أي خطأ, فجاءت الإضاءة كما لو أن المسرحية مفصلة كي تتلائم معها فتزيدها روعة و جمالا.
بقي أن نقول, أن هذه الإضاءة لا تهدف إلى الترويج للمسرحية حتى تستقطب مزيد من المشاهدين, و لا تشفع للذين يتخلفوا عن مشاهدتها كي يحاكموا العمل من وجهة نظر محايدة لا تنتمي سوى للحياة و الفن. ولا هي محاكمة للذين عثرتهم الخطوات في السباق مع المخرج إبراهيم المزين الذي مازال يعتبر نفسه يحبو خطواته الأولى في الطريق الطويل الذي يؤدي إلى القمة. إنها باختصار, محاولة لطرح التساؤل في واجهة المشهد, " نحكي و الا ننام" .



#حبيب_هنا (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحب الفجيعة :قصة قصيرة
- الراقص المقعد :قصة قصيرة
- قلعةلبنان تقتحم من الداخل
- قصة قصيرة
- خروب عسل-- قصة قصيرة
- أمريكا ..الذهاب إلى الانتحار
- ملامح استراتيجية جديدة بتكتيك قديم
- إسرائيل الخاسر الوحيد من الحرب
- إسرائيل.. رياح التغيير تخطف النوم والأمن
- قانا و-متلازمات جينوفيز-
- لبنان وحزب الله في طور التحول
- رسالة الى غسان كنفاني في الذكرى ال33 لاستشهاده
- -17-مازال المسيح مصلوبا
- مازال المسيح مصلوبا 15
- -13- مازال المسيح مصلوبا
- مازال المسيح مصلوبا 11
- مازال المسيح مصلوبا
- ما زال المسيح مصلوبا
- ما زال المسيح مصلوباً
- شهادة ابداعية


المزيد.....




- ليلى علوي تخطف الأضواء بالرقص والغناء في حفل نانسي بالقاهرة ...
- -شرفة آدم-.. حسين جلعاد يصدر تأملاته في الوجود والأدب
- أسلوب الحكيم.. دراسة في بلاغة القدماء والمحدثين
- الممثل السعودي إبراهيم الحجاج بمسلسل -يوميات رجل عانس- في رم ...
- التشدد في ليبيا.. قمع موسيقى الراب والمهرجانات والرقص!
- التلاعب بالرأي العام - مسرحية ترامبية كلاسيكية
- بيت المدى يؤبن شيخ المخرجين السينمائيين العراقيين محمد شكري ...
- مصر.. الحكم بحبس مخرج شهير شهرين
- مصر.. حكم بحبس المخرج محمد سامي بتهم -الاعتداء والسب-
- مصر.. حكم بحبس المخرج محمد سامي شهرين لهذا السبب


المزيد.....

- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حبيب هنا - مسرحية جديدة -نحكي وإلا ننام