أمل فؤاد عبيد
الحوار المتمدن-العدد: 1813 - 2007 / 2 / 1 - 11:21
المحور:
الادب والفن
المشهد الاول
في عشية اختراق الظلام .. صدى الصوت .. يحاول أن يبقي فيه الحي من الميت .. ويتقولب .. خوفه .. في جوفه .. ويتخذ من جلده .. كفنا له .. تحاصره .. صور معجزات .. لم تحدث من قبل .. يستشعرها .. تحترق لتفيض أبخرة .. وأدخنة .. في سيمفونية .. الحياة / الموت .. وحيث سار به الفرار .. يجتاحه صوت .. النفير ..
المشهد الثاني
يعبر تائه البصر .. جثثا .. تناثرت أشلاءها .. تراب وماء .. والخطى الزائلة .. تبحث لها عن ملاذ.. يتعلق أحذية الهاربين .. متسلقة أسوار النجاة .. في لحظة فيها كلهم سواء .. يقاوم فكرة التسليم .. ويعانق عبر الدم .. شريان أبى على الفناء .. طفلة وما هي بطفلة .. ترتسم ملامح القهر والخوف .. لا حد لها .. وتبكي على الراحلين .. بلا وداع .. يتحامل وإياها .. صرخات بلا صوت .. وينتفض منهما .. الإحساس .. ذخيرة .. حية .
المشهد الثالث
يتجالسون المقاهي .. بعد حين طويلة .. كل شئ بدا في العين .. رمادي اللون .. وهذا العيد على أبواب الفقراء .. يحابيهم تعويض الرب .. على ما أصابهم .. يسامرها .. وتسامره..
يقول لها .. : سوف ابني لك بيتا .. من طوب مقدسي .. وسوف اجعل السقف .. عاليا جدا .. حتى انه يصل إلى أعلى نجمة .. وسوف أسور قلعتنا .. بسور عظيم .. وسوف انثر حول الساحة .. ألاف البذور .. لتطرح في موسم الربيع .. شتلات من نور ..
يقول لها ويقول .. فيما هي .. تبرح المكان .. تتبع نجمة سماوية .. تحملها .. إلى البعيد البعيد ..
بينما هو .. يتعانق منه الروح .. فضاء .. لا ينتهي ..
المشهد الرابع
تدخل هي دائما .. من باب خريطتها .. تشعل الذاكرة .. تتسمع الأصوات .. وتحنو القلب أغنية .. قديمة .. مازالت تردد الصدى .. خلف المدى .. تأخذها الحكمة .. وتسيل بها .. نهرا من الحب .. حيث لا نهاية .. وتنطق الكلام .. عبرات حارة .. تواجه سؤالها .. :
نعم .. لا يزال خيط الذكرى.. يعبر بي مناطق حميمية .. فأصبح كما النجمة في سماء صيفية .. تثريني .. فأتخير العلياء ملاذي .. ومرامي ..
ولكني .. في لحظات انكساري .. لابد أنني اشعر بالانحناء .. وبانحنائي .. لسوف ابلغ شمس سمائي .. إنني انحني من مبلغ العناء .. وفي انحنائي كبريائي .. كما السنبلة ..
" فلا تنحني السنبلة .. إذا لم تكن مثقلة .. ولكنها ساعة الانحناء .. تواري بذور البقاء .. فتخفي برحم الثرى .. ثورة .. مقبلة .. "
#أمل_فؤاد_عبيد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟