أمل فؤاد عبيد
الحوار المتمدن-العدد: 1815 - 2007 / 2 / 3 - 11:24
المحور:
الادب والفن
يستيقظ النهار في عينيه .. لازال يرتل على ضوء النهار قصيدة منسية من زمن النكسة .. ويعبد السطور .. تلبية لدعوة الشاعر .. " قف ورتل سورة النسف على رأس الوثن .." .. يطالب الذات .. تحقيق نصر ما .. ليقول ثانية .. " لا تهاجر .. كل من حولك غادر .. " ثم تعتقله الكلمات .. سجينا آخر .. أو عبدا لحرف الكلم .. يعاود الشطحات .. عابرا .. سطورا لا تموت .. " امض .. إن شئت .. لا تسل : أين الرجال .. كل أصحابك رهن الاعتقال .. " يخرج من بيته .. يعاود أسفار المدينة .. عبر أزقة .. تعبدها .. أقدام تجري .. بلا هدف .. ومازال هو يردد لنفسه .. قول الشاعر .. " أين تمضي .. ورقم الناقة معروف .. وأوصافك في كل المخافر .. وكلاب الريح تجري .. ولدى الرمل أوامر .. " هو دوما تأخذه رياح الإبعاد الثلاثة .. حيث لا يشاء أن يذهب .. .. يقيس الخطوات .. خطوة خطوة .. يتذكر كما ينسى .. مشاكل هامشية .. على رأس مصلوبة .. لا تفتئ أن .. تنحني للريح ..
مازال الصباح .. يجدل خيوط النهار .. على هذه المدينة .. ويرسل العزاءات متناثرة .. لا تفرق بين غني أو فقير .. هنا تتحقق المعادلة الصعبة .. ليصبح الجميع.. رهنا .. لقرار مؤجل .. بالحرية ..
يجلس في مكانه .. يتحقق النظر من جديد في الأشياء .. والعيون .. ليعاود مطارحة الشعور .. مع أبيات منهزمة .. " لا تدع نفسك تدري بنواياك الدفينة .. وعلى نفسك من نفسك حاذر .. هذه الصحراء ما عادت .. أمينة .. هذه الصحراء في صحرائها الكبرى سجينة .. حولها ألف .. سفينة .. وعلى أنفاسها .. مليون طائر .. ترصد الجهر وما يخفى بأعماق الضمائر .. " يخرج من صدى الكلمات .. حسرة مليون رجل .. وأطفال .. باتوا يعانون الهزيمة .. وانشطار الذات .. وتقسيم .. المدينة .. يحاول هو .. أن يستصرخ المعاني .. أن يذيب .. جليد البدع .. والأفكار القديمة .. ولكن .. يحضره الألم .. وقلة العزيمة .. واستعباد القيمة .. يلاحقه الشاعر فيه .. " لا تقل إنك شاعر .. تب فإن الشعر فحشاء وجرح للمشاعر .. أنت أمي فلا تقرأ ولا تكتب .. ولا تحمل يراعا أو دفاتر .. سوف يلقونك في الحبس .. ولن يطبع آياتك ناشر .. " يتخوف المواجهة .. وهذا الصوت .. الناشر ضبابه .. ليعاود ترديد .. صدى النهاية .. " إمض .. إن شئت .. وحيدا .. لا تسل .. أين الرجال .. كل أصحابك .. رهن الاعتقال .. "
يخرج دون التفات .. حيث .. الأبواب غلقت .. والجبال نسفت .. ورهان هوية .. مازال قيد الاختبار .. لا يستجيب ...
شعر ما بين الأقواس للشاعر / أحمد مطر
#أمل_فؤاد_عبيد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟