[ الجزء الثاني]
(نصّ مفتوح)
..... ..... ....... ........
تسمعُ هسيسَ الحشراتِ الصغيرة
زقزقات العصافير
يشدُّهَا هديلَ الحمائمِ
أسراب الزرازير في أوائلِ الربيعِ
تبهرُهَا نجيمات الصباح
في الليالي القمراء
تعدُّها رغم تنبيهات الأمّ
لا تخشى لو طلعَ لها ثالولاً على أنفِهَا
تحكي مع النجومِ قصصاً وحكايات
مبهرةٌ أنتِ أيَّتُهَا النجوم
كم تمنَّت لو كانَتْ نجمةً صغيرة
تسبحُ في فضاءِ الكونِ
تساءَلَتْ مراراً
هل تنامُ النجومُ
هل تجوعُ النجومُ
كيف تترعرعُ النجوم؟
خرجَتْ من لُجَّةِ الحلمِ
عابرةً بُرَكَ الانكسارِ
مخترقةً عواصف مغبرّة
تحملُ في ساعدِها الأيمن
غربالاً ورثته من أمِّهَا
تغربلُ ما يصادفُهَا
من شوائبِ هذا الزمان
قراراتٌ مصيريّة
مفارقاتٌ مجنَّحة
على أمواجِ المسافات
تمسكُ باقات القمح في خيالِهَا
تثبِّتها في جذوعِ الذاكرة
تصارعُهَا أمواج الروح
تتشبَّثُ بوداعةِ الكلمة
تحضنُهَا
تلملمُهَا من محطّاتِ العمر
ثمَّ ترشرشُهَا على الجراحِ المتطايرة
من اشتعالِ القلبِ
مزهوّة بصداقةِ الكلمة
صديقةٌ ولا كلّ الصديقات
قلمٌ يحملُ نكهةَ النرجس البرّي
طفولةٌ شامخة بخصوبةِ الحياة
تجذَّرَ عناقها مع الكلمات
فارشة جراح الذاكرة
على أجنحةِ الشعرِ
تنقشُ بمهارةٍ مفرحة
عبيرَ القصائد
..... ..... ..... يُتبَع
ستوكهولم: نيسان (أبريل) 2003
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
لا يجوز ترجمة هذا النص إلى لغاتٍ أخرى إلا باتفاق خطّي مع الكاتب.