|
الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية: محفز للتصعيد في غرب آسيا
احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية
(Ahmad Saloum)
الحوار المتمدن-العدد: 8382 - 2025 / 6 / 23 - 01:13
المحور:
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
من سلسلة هيكل الهرم المقلوب
المقدمة: انتهاك صارخ للأعراف الدولية في صبيحة الثاني والعشرين من يونيو 2025، وجهت إدارة ترامب طائراتها الحربية لقصف ثلاث منشآت نووية إيرانية—فوردو، نطنز، وأصفهان—في انتهاك فاضح للقانون الدولي واستهتار واضح بسيادة الدول. هذا العمل العدواني، الذي نُفذ بالتنسيق مع الكيان الصهيوني وتحت تأثير لوبي العولمة الأمريكي، لا يقوض سلطة المنظمات الدولية مثل الوكالة الدولية للطاقة الذرية فحسب، بل يكشف أيضًا عن تواطؤ هذه الهيئات في خدمة المصالح الإمبريالية. إن الكشف الموثق الذي قدمته إيران عن دور التجسس، لا سيما عبر شخصيات مثل غرزابي، في نقل بيانات حساسة عن المنشآت النووية إلى الموساد، يؤكد الطبيعة المنظمة لهذا العدوان. الضربات، التي استهدفت بنية تحتية نووية سلمية حيوية لإنتاج الكهرباء والتقدم الصيدلاني في علاج السرطان، تشير إلى استراتيجية إمبريالية أوسع لخنق التقدم التنموي المستقل لإيران. يستكشف هذا المقال تبعات هذه الضربات، واحتمالات اندلاع نزاع طويل الأمد في غرب آسيا، والاستجابات الاستراتيجية المتاحة للقيادة الإيرانية. كما يتناول الديناميكيات داخل دوائر صنع القرار الأمريكي، حيث يستخدم لوبي العولمة ترامب كواجهة بينما يسعى لتحقيق السياسات الإجرامية ذاتها التي اتبعها أسلافه مثل بايدن وسوروس وبلينكن. علاوة على ذلك، يتطرق المقال إلى نقل إيران لمخزونها من اليورانيوم المخصب إلى مواقع آمنة، واحتمال سعيها لامتلاك قدرات نووية دفاعية كرد على هذه الانتهاكات.
الجزء الأول: الضربات الجوية وسياقها الفوري 1. عدوان إمبريالي-صهيوني منسق تشكل الضربات الجوية الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية تصعيدًا كبيرًا في الصراع المستمر بين إيران والكيان الصهيوني، الذي وصفه المحلل الجيوسياسي ألكسندر هيغ بأنه "أرخص حاملة طائرات" لحلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة. استهدفت الضربات، التي استخدمت قاذفات B-2 الشبحية وقنابل خارقة للتحصينات مثل GBU-57، مواقع فوردو، نطنز، وأصفهان—المواقع الرئيسية في البرنامج النووي الإيراني. وفقًا للتقارير، كانت هذه المنشآت مركزية في جهود إيران لتخصيب اليورانيوم، حيث أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن التخصيب وصل إلى نقاء 60%، وهو قريب بشكل خطير من عتبة 90% اللازمة لإنتاج مواد نووية صالحة للأسلحة. ومع ذلك، أكدت إيران باستمرار أن برنامجها النووي يهدف لأغراض سلمية، بما في ذلك إنتاج الكهرباء والتقدم الصيدلاني لعلاج السرطان. توقيت الضربات، التي جاءت بعد هجمات إسرائيلية سابقة في 13 يونيو 2025، يشير إلى جهد منسق بين الولايات المتحدة والكيان الصهيوني لتفكيك القدرات النووية الإيرانية. أفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) أن معظم اليورانيوم المخصب في فوردو قد نُقل إلى مواقع آمنة قبل الهجوم، مما يدل على استعداد إيران لهذا العدوان. كما أشار مصدر إيراني رفيع إلى تقليص عدد العاملين في هذه المنشآت إلى الحد الأدنى، مما قلل من الخسائر البشرية ولكنه لم ينفِ الضربة الاستراتيجية. 2. دور التجسس والموساد تسلط الكشوفات الإيرانية حول التجسس، لا سيما دور غرزابي في نقل بيانات حساسة إلى الموساد، الضوء على العمليات السرية التي دعمت هذه الضربات. اختراق الموساد للبرنامج النووي الإيراني، بمساعدة وكالات الاستخبارات الغربية، وفر المعلومات الدقيقة اللازمة للولايات المتحدة وإسرائيل لتنفيذ هجماتهما. هذا التجسس يكشف عن تواطؤ المنظمات الدولية مثل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تعرضت لانتقادات لانحيازها للمصالح الغربية على الرغم من تفويضها بمراقبة الأنشطة النووية بشكل محايد. اتهمت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة الوكالة بـ"اللامبالاة، بل وحتى التواطؤ" في هذه الانتهاكات، مشيرة إلى تحيز منهجي في الحوكمة النووية العالمية. 3. التبعات الإقليمية: اليمن ومحور المقاومة ترددت أصداء الضربات عبر غرب آسيا، مع تبعات كبيرة على الديناميكيات الإقليمية. أعلنت حكومة شبه الجزيرة العربية في صنعاء، بقيادة حركة الحوثيين، قطع العلاقات مع الولايات المتحدة، وتصعيد إجراءاتها بحظر السفن الأمريكية والصهيونية والبريطانية والألمانية والفرنسية من مياهها. هذا القرار، إلى جانب تعهد الحوثيين باستهداف الأصول البحرية الأمريكية في البحر الأحمر، يشير إلى توسع الصراع. من جانبها، ردت إيران مبدئيًا على الكيان الصهيوني بضربات استهدفت بنية تحتية رئيسية، فيما وصفته برد دفاعي ضد "الولاية الحادية والخمسين" للولايات المتحدة. تتماشى هذه الإجراءات مع الاستراتيجية الأوسع لمحور المقاومة—الذي يضم إيران، سوريا، حزب الله، واليمن—والذي أثبت صموده في مواجهة العدوان الإمبريالي. إن احتمال نشوب حرب إقليمية طويلة الأمد يلوح في الأفق، لا سيما مع تهديدات قوى مدعومة من إيران، مثل حزب الله في لبنان، بردود فعل إضافية.
الجزء الثاني: الأجندة الإمبريالية وراء الضربات 1. لوبي العولمة وصنع القرار الأمريكي لا يمكن النظر إلى قرار إدارة ترامب بضرب المنشآت النووية الإيرانية بمعزل عن الأجندة الإمبريالية الأوسع التي يقودها لوبي العولمة الأمريكي. هذه الشبكة القوية، التي تعمل خلف الكواليس في دوائر صنع القرار الأمريكي، تستخدم ترامب كواجهة بينما تسعى لتحقيق سياسات تتطابق مع الأفعال الإجرامية لأسلافه، بما في ذلك بايدن وسوروس وبلينكن. تشمل أهداف هذا اللوبي الحفاظ على الهيمنة الأمريكية، تأمين السيطرة على الموارد العالمية، ومواجهة صعود القوى متعددة الأقطاب مثل الصين وروسيا. تتماشى الضربات على المنشآت النووية الإيرانية مع هذه الأجندة من خلال استهداف ركيزة أساسية للتنمية المستقلة لإيران: صناعتها النووية. من خلال تدمير البنية التحتية الحيوية لإنتاج الكهرباء والتقدم الصيدلاني، تسعى الولايات المتحدة إلى إدامة التبعية الاقتصادية لإيران وخنق تقدمها التكنولوجي. تعكس هذه الاستراتيجية أساليب إمبريالية تاريخية، مثل تدمير البنية التحتية العراقية في التسعينيات، والتي شلت قدرة العراق على العمل كدولة ذات سيادة. 2. الكيان الصهيوني كوكيل للناتو الكيان الصهيوني، الذي وصفه ألكسندر هيغ بأنه "أرخص حاملة طائرات" للناتو، يلعب دورًا مركزيًا في تنفيذ التصاميم الإمبريالية في غرب آسيا. مهدت ضرباته الاستباقية على المنشآت النووية الإيرانية في 13 يونيو 2025 الطريق لتدخل الولايات المتحدة، حيث ضغطت إسرائيل من أجل التدخل الأمريكي بسبب امتلاكها قاذفات B-2 وقنابل GBU-57 القادرة على اختراق المواقع المحصنة مثل فوردو. تكشف أفعال الكيان الصهيوني، بدعم من الولايات المتحدة، عن علاقة تكافلية حيث يعمل الكيان كقاعدة متقدمة لعمليات الناتو في المنطقة. الضربات على إيران ليست مجرد محاولة لمنع الانتشار النووي، بل تهدف إلى الحفاظ على الهيمنة الغربية على منطقة غنية بالموارد الطاقوية وذات أهمية جيوسياسية. 3. تواطؤ الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتآكل القانون الدولي إن فشل الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إدانة الضربات الأمريكية والإسرائيلية بشكل لا لبس فيه يؤكد دورها كأداة للمصالح الغربية. أبرزت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة "لامبالاة" الوكالة تجاه الهجمات، التي انتهكت ميثاق الأمم المتحدة، القانون الدولي، وقرارات الوكالة نفسها. استهدفت الضربات منشآت تحت مراقبة الوكالة، مثل مفاعل أراك للمياه الثقيلة، والذي كان جزءًا من الاتفاق الشامل المشترك (JCPOA). يعكس هذا التجاهل الصارخ للأعراف الدولية اتجاهًا أوسع للقوى الإمبريالية في تقويض المؤسسات متعددة الأطراف لخدمة أجنداتها. إن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في 2018، وإعادة فرض العقوبات المشلة، دفع إيران بالفعل إلى تسريع تخصيب اليورانيوم، لتصل إلى نقاء 60% بحلول 2025. الضربات الأخيرة تُقوض النظام العالمي لمنع الانتشار النووي، مما يدفع إيران نحو انسحاب محتمل من الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومعاهدة منع الانتشار النووي (NPT).
الجزء الثالث: الاستجابة الاستراتيجية لإيران وقدراتها 1. نقل إيران لليورانيوم المخصب تشير التقارير إلى أن إيران، توقعًا للضربات، نقلت مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى مواقع آمنة وغير معلنة قبل يومين من الهجوم الأمريكي. هذا الإجراء الاستباقي، إلى جانب تقليص عدد العاملين في المواقع المستهدفة، يشير إلى مستوى عالٍ من التبصر الاستراتيجي. أكد مصدر إيراني رفيع أن معظم اليورانيوم عالي التخصيب في فوردو قد نُقل، مما قد يحفظ قدرة إيران على مواصلة برنامجها النووي رغم الضربات. وجود منشآت نووية سرية، كما اقترح بعض المحللين، يعزز من صمود إيران. لاحظ مسؤول أمريكي سابق في منع الانتشار النووي، غاري سامور، تاريخ إيران في إخفاء المنشآت، مثل فوردو، حتى اكتشافها في 2009. هذه المواقع السرية قد تتيح لإيران الحفاظ على طموحاتها النووية، حتى في مواجهة الأعمال العسكرية العدوانية. 2. السعي لامتلاك أسلحة نووية دفاعية تثير الضربات الأمريكية والإسرائيلية تساؤلات حاسمة حول احتمال سعي إيران لامتلاك أسلحة نووية دفاعية كرادع. قدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مايو 2025 أن إيران يمكن أن تخصب ما يكفي من المواد لصنع قنبلة نووية في غضون أسبوع إذا ظل فوردو فعالًا. وعلى الرغم من أن الضربات قد تكون قد أخرت هذا الجدول الزمني، فإن نقل إيران المبلغ عنه لليورانيوم المخصب يشير إلى أنها تحتفظ بالقدرة على إعادة بناء برنامجها. إن انتهاك سيادة إيران واستهداف بنيتها التحتية النووية السلمية قد يدفع طهران إلى إعادة النظر في موقفها من الأسلحة النووية. تاريخيًا، أكدت إيران أن برنامجها لأغراض مدنية، لكن العدوان المتكرر من الولايات المتحدة وإسرائيل قد يبرر التحول نحو تطوير قدرات نووية دفاعية. مثل هذه الخطوة ستتماشى مع احتياجات إيران الاستراتيجية لردع الهجمات المستقبلية وتأكيد سيادتها في بيئة إقليمية معادية. 3. الانسحاب المحتمل من الوكالة الدولية للطاقة الذرية الضربات الأمريكية، التي وصفتها إيران بأنها "هجوم وحشي" وانتهاك للقانون الدولي، كثفت الدعوات لانسحاب إيران من الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومعاهدة منع الانتشار النووي. إن تواطؤ الوكالة المتصور في فشلها في حماية المنشآت النووية الإيرانية يقوض مصداقيتها كحكم محايد. الانسحاب سيُشير إلى رفض إيران لنظام نووي عالمي يخدم المصالح الإمبريالية وقد يسرع سعيها لتطوير برنامج نووي مستقل، يحتمل أن يشمل أسلحة دفاعية.
الجزء الرابع: التوصيات الاستراتيجية للقيادة الإيرانية 1. تعزيز محور المقاومة لمواجهة التحالف الإمبريالي-الصهيوني، يجب على إيران تعميق تنسيقها مع محور المقاومة، بما في ذلك سوريا، حزب الله، وحركة الحوثيين في اليمن. قرار حكومة شبه الجزيرة العربية في صنعاء بحظر السفن الغربية من مياههم يظهر إمكانية الجهات الفاعلة الإقليمية في تعطيل العمليات الإمبريالية. ينبغي على إيران تقديم الدعم العسكري والاقتصادي لهؤلاء الحلفاء، مستفيدة من مواقعهم االمتكررةلاستراتيجية للضغط على المصالح الأمريكية والصهيونية في البحر الأحمر، لبنان، وسوريا المقاومة . 2. تسريع القدرات النووية الدفاعية نظرًا للعدوان النازي الأمريكي الصهيوني على بنيتها التحتية النووية، يجب على إيران النظر في تسريع سعيها لامتلاك قدرات نووية دفاعية كرادع. مع الحفاظ على التزامها العلني بالتنمية النووية السلمية، يمكن لإيران تطوير برامج سرية لضمان أمنها ضد العدوان المستقبلي. نقل اليورانيوم المخصب إلى مواقع آمنة هو خطوة في هذا الاتجاه، ولكن الاستثمار في منشآت تحت الأرض مرنة أمر ضروري. 3. بناء تحالفات مع القوى متعددة الأقطاب يجب على إيران تعزيز تحالفاتها مع القوى متعددة الأقطاب مثل الصين وروسيا، اللتان تقدمان بديلاً لهيمنة الغرب. هذه الدول دعمت إيران دبلوماسيًا وعسكريًا، ودعمها يمكن أن يردع المزيد من العدوان الأمريكي. الانضمام إلى منظمات مثل بريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون سيوفر لإيران نفوذًا اقتصاديًا وسياسيًا لمواجهة العقوبات والعزلة. 4. فضح نفاق الإمبريالية ينبغي على إيران إطلاق حملة دبلوماسية عالمية لفضح نفاق الولايات المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية، مع إبراز انتهاك القانون الدولي واستهداف البنية التحتية النووية السلمية. من خلال حشد الدعم من الجنوب العالمي، بما في ذلك دول مثل جنوب إفريقيا والبرازيل، يمكن لإيران تحدي الرواية الإمبريالية والدفع نحو إصلاحات في هياكل الحوكمة العالمية. 5. تعزيز الصمود الاقتصادي والتكنولوجي لمواجهة تأثير العقوبات والعدوان العسكري، يجب على إيران الاستثمار في صناعاتها المحلية، لا سيما في إنتاج الكهرباء والصيدلة. تطوير مصادر طاقة بديلة وتعزيز القطاع الطبي سيقلل من الاعتماد على القوى الخارجية ويعزز من سيادتها. الصناعة النووية، على الرغم من الانتكاسات الناتجة عن الضربات، تظل ركيزة أساسية لهذه الاستراتيجية.
الجزء الخامس: التبعات الأوسع لغرب آسيا 1. مخاطر نزاع إقليمي طويل الأمد إن الضربات الأمريكية والإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية زادت من مخاطر نشوب نزاع إقليمي طويل الأمد. مع وجود حوالي 40,000 جندي أمريكي متمركزين في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك البحرين، العراق، الكويت، السعودية، والإمارات، فإن أي رد فعل إيراني قد يستهدف الأصول الأمريكية، مما يؤدي إلى تصعيد الصراع. تهديد حكومة شبه الجزيرة العربية في صنعاء بمهاجمة السفن الأمريكية في البحر الأحمر، إلى جانب الإجراءات المحتملة لحزب الله في لبنان، قد يحول غرب آسيا إلى ساحة معركة. السعودية ودول الخليج الأخرى، على الرغم من إبداء القلق علنًا، من غير المرجح أن تدعم إيران بسبب انحيازها للمصالح الأمريكية. ومع ذلك، قد يتغير حيادها إذا هدد عدم الاستقرار الإقليمي اقتصاداتها، لا سيما مع تعطل حركة المرور البحري في البحر الأحمر. 2. تراجع الهيمنة الأمريكية تعكس الضربات يأس لوبي العولمة الأمريكي للحفاظ على الهيمنة الأمريكية في مواجهة عالم متعدد الأقطاب صاعد. إن فشل الدبلوماسية، كما يتضح من انهيار المحادثات النووية التي توسطت فيها عمان، يؤكد اعتماد الولايات المتحدة على القوة العسكرية لتأكيد الهيمنة. ومع ذلك، فإن هذا النهج يخاطر بإبعاد الحلفاء الرئيسيين وتعبئة المقاومة من الجنوب العالمي، مما يقوض النفوذ الأمريكي بشكل أكبر. 3. دور القطاعات الصيدلانية والطاقوية إن استهداف المنشآت النووية الإيرانية، التي تدعم إنتاج الكهرباء والتقدم الصيدلاني لعلاج السرطان، يسلط الضوء على الاستراتيجية الإمبريالية لخنق التنمية المستقلة. من خلال تدمير هذه المنشآت، تهدف الولايات المتحدة إلى إدامة التبعية الاقتصادية لإيران وتقليل قدرتها على تلبية احتياجات المجتمع الحيوية. يجب على قيادة إيران إعطاء الأولوية لإعادة بناء هذه القطاعات لضمان الصمود على المدى الطويل.
الخاتمة: مفترق طرق في غرب آسيا تشكل الضربات الجوية الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية في 22 يونيو 2025 تصعيدًا خطيرًا مدفوعًا بأجندات لوبي العولمة الأمريكي ووكيله الصهيوني. من خلال استهداف بنية تحتية سلمية حيوية لتنمية إيران، انتهكت الولايات المتحدة وإسرائيل القانون الدولي وكشفت عن تواطؤ مؤسسات مثل الوكالة الدولية للطاقة الذرية. إن الاستجابة الاستراتيجية لإيران—نقل اليورانيوم المخصب، تعزيز محور المقاومة، وبناء تحالفات مع القوى متعددة الأقطاب—تقدم مسارًا لمواجهة هذا العدوان. ومع ذلك، فإن مخاطر نشوب نزاع إقليمي طويل الأمد تلوح في الأفق، مهددة استقرار غرب آسيا وخارجها. يظل السؤال الحاسم: هل ستنجح إيران وحلفاؤها في مقاومة الهيمنة الإمبريالية، أم أن المنطقة ستنزلق إلى مزيد من الفوضى مدفوعة بالسياسات المتهورة للولايات المتحدة ووكلائها؟
تنويه: اي استفسارات عامة اقدمها لصانع القرار الإيراني لا تصل إلى ما يملكه من معلومات استخباراتية دقيقة و لا إلى مستوى تقدم مراكز الأبحاث الإيرانية والمامها بأدق تفاصيل التجمع النازي الصهيوني والولايات المتحدة كطليعة الانحطاط ..هي استشارات تود التركيز على خطوط عامة موجهة للرأي العام وحتى لصانع القرار حسب معلوماتنا المتواضعة.. يبقى المقاوم الإيراني والساسة في طهران على تجربة عميقة جدا بالغرب وطرق تفكيره الغادرة والخبيثة الاستعمارية. هذا ما كشفته الضربات الإيرانية للولاية الأمريكية المجرمة التي اسمها اسرائيل..ولكن قد تطرح فكرة تغيب منهجيا عن جانب من صناعة القرار أو لا بصفتنا بمنهج شيوعي ..
#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)
Ahmad_Saloum#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مواجهة وجودية تهز أسس الكيان والهيمنة الغربية
-
إسرائيل: من مشروع استعماري إلى أداة للمهمات القذرة في أزمة ا
...
-
هيكل الهرم المقلوب ..مهمات اسرائيل القذرة.. الجزء الثاني
-
تأثير ردود إيران الصاعدة و المتصاعدة وتداعياتها الإقليمية وا
...
-
خلفية العدوان النازي الصهيوني على إيران ودوافعه
-
حتمية التصعيد - نموذج إيران وروسيا .. تحليل الصراعات العالمي
...
-
العدوان الصهيو امريكي هل فتح الباب أمام النووي العسكري الاير
...
-
مراكز الإعدام: الوجه الخفي ل-المساعدات- الأمريكية
-
المعنى النازي للإبادة في غزة وتداعياتها العالمية..نموذج اطفا
...
-
محور المقاومة يعيد ترتيب الولايات المتحدة والعالم من جديد
-
هل بدأت حرب تحرير كاليفورنيا وتكساس؟ تحليل للتحولات الاجتماع
...
-
إيران تُسقط أسطورة التفوق الإسرائيلي: اختراق استخباراتي غير
...
-
الاقتصاد الإبداعي الصيني مقابل الاقتصاد الوهمي الغربي وعسكرت
...
-
أمريكا وناتو: هزيمة في بحر اليمن وتخلي عن وكلاء الحرب في أوك
...
-
هزيمة الولايات المتحدة في البحر الأحمر أمام القوات اليمنية -
...
-
انهيار وشيك للجيش الصهيوني: دلائل من غزة إلى أزمة النظام الس
...
-
زيلينسكي: انتصارات وهمية ومستنقع الحرب الذي يغرق أوكرانيا
-
أعداء ترامب الحقيقيون: نتنياهو وزيلينسكي وصراعات تُجرّ الولا
...
-
الهجوم الأوكراني الصهيوني على القاذفات الإستراتيجية الروسية
...
-
تحذير من قلب صنعاء: مغادرة الاستثمارات أو مواجهة العاصفة
المزيد.....
-
مهلة -الأسبوعين- التي حددها ترامب بشأن روسيا أصبحت الآن في ا
...
-
نصائح موضة عملية لتنظيم حقيبة السفر بأناقة
-
مصر.. أول تعليق رسمي على تغيير اسم شارع -قاتل السادات- خالد
...
-
نتنياهو: الخطر الإيراني يفوق التهديد الذي مثلته القومية العر
...
-
باريس تحترق.. القنوات المائية ومرشات التبريد هما الملاذ الوح
...
-
أين اختفى الفهد الأسود؟ القضية تتفاعل في بلغاريا وتكهّنات بع
...
-
بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران.. هل تتوقف الحرب في غ
...
-
-نزع سلاح حزب الله-.. هل ما زال لبنان يمتلك هامشا للتفاوض؟
-
إغلاق جزئي لبرج إيفل ومنع وسائل النقل الملوثة... حالة تأهب ق
...
-
صحيفة لوفيغارو تستعيد وصف جحيم باريس خلال موجة الحر عام 1911
...
المزيد.....
-
علاقة السيد - التابع مع الغرب
/ مازن كم الماز
-
روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي
...
/ أشرف إبراهيم زيدان
-
روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس
...
/ أشرف إبراهيم زيدان
-
انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي
/ فاروق الصيّاحي
-
بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح
/ محمد علي مقلد
-
حرب التحرير في البانيا
/ محمد شيخو
-
التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء
/ خالد الكزولي
-
عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر
/ أحمد القصير
-
الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي
/ معز الراجحي
-
البلشفية وقضايا الثورة الصينية
/ ستالين
المزيد.....
|