أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد زكارنه - الديمقراطية في العالم العربي من الفكر إلى الممارسة 2-2














المزيد.....

الديمقراطية في العالم العربي من الفكر إلى الممارسة 2-2


أحمد زكارنه

الحوار المتمدن-العدد: 1812 - 2007 / 1 / 31 - 07:39
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الحديث عن الديمقراطية حديث متشعب وشائك الى حد بعيد، إن لم يكن من حيث التعريف الذي بات تعريفا متحركا اكثر منه ثابتا ، فهو من الخطورة الكامنة كما يقولون في التفاصيل التي ربما يتفق معك فيها فريق ويختلف آخر كل حسب زاوية رؤيته وطريقة قراءته لهذا المفهوم الجديد على مجتمعاتنا العربية، ففي الجزء السابق حاولنا وضع ايدينا على الأسس المتفق عليها لتعريف مفهوم الديمقراطية من حيث المبدأ الى ان اصطدمنا بسيل من الأسئلة الملقاة في البحر العربي الراكد للبحث جديا عن الشرعية السياسية لثقافة الديمقراطية ومدى تأثرها او تأثيرها بالقيم الانسانية والاخلاقية؟ وكيفية تطبيقها في منظومة مجتمعات تربت على ثقافة الاقصاء وإنكار الأخر كالمجتمعات العربية؟ والى أي مدى هناك علاقة تبادلية بين القيم الاجتماعية والثقافة الديمقراطية؟ والعديد من الاسئلة الهامشية التي لا تقل أهمية عما نطرح.
وحتى نبدأ في هذا الجزء بداية صحيحة جدير بنا التنويه الى الإيمان الراسخ لدى جميع الإختصاصيين والسياسيين بأن الديمقراطية وغيرها من الأعراف السياسية ذات مقاييس نسبية بامتياز في كافة اقطار العالم.
فالثقافة العربية ذات الخلفيات الدينية السائدة الان تقوم معظمها على إنكار حق الأخر والتشهير به وربما تكفيره بطريقة تلغي حق الجانب المتسامح في الدين لصالح الفكر الاقصائي، وهو ما يحدث فعليا في العديد من اقطارنا العربية ومنها لبنان والعراق والصومال والسودان وفلسطين، مما يتعارض عمليا مع الثقافة الديمقراطية التي انتهجها البعض منا لفرز طبقة سياسية قيادية جديدة تقودنا نحو التحرير، تلك الثقافة المرتكزة على التعددية الفكرية والسياسية عبر تقدير الحس الوطني المشترك والحفاظ على الحقوق المدنية لللأقليات القومية والدينية واحترام رأي الآخر المختلف المتباين وربما الأكثر تميزاً وصوابية.
واظن انه ليس خافيا على أحد أن ثمة من يستأثر بمصطلح الديمقراطية أعلى شعاراته للوصول الى أهدافه في محاولة بائسة للنيل من الوعي الجماعي للمجتمع تحت لافتات وشعارات براقة تهدف النيل مما يطلق عليه " ثقافة السلام" التي نعترف انها في جزء كبير منها اسست لثقافة مغايرة تماما هي " ثقافة الخنوع " ولكن ذلك لا يلغي البون الشاسع غير المرئي بين هاتين الثقافتين من حيث المبدأ والمفهوم.
ما يدلل على أن معظم الأنشطة الديمقراطية في عالمنا العربي مسكونة بتوجيهات ثقافية او ايديولوجية بعينها تهدف إلى خلق اجواء سياسية تخدم في المقام الأول أهدافها الإستراتيجية ولو بطريقة براغماتية تجني ثمارها في هذا القطر بمنظور قريب وفي ذاك بمنظور بعيد بشكل ينطوي على خدمة مصالحها السياسية والاقتصادية في آن.. ذلك المفهوم الذي تناوله البروفيسور ادوارد سعيد في كتابه الاستشراق حين قال " إن الاستشراق اسقاط ثقافي لعقيدة سياسية على الشرق والاسلوب الغربي للسيطرة على الشرق وإعادة بنائه وامتلاك السيطرة عليه ".
ومصطلح الديمقراطية بهذا الشكل "الدمقرطة" يتسع ليشمل المصالح القطرية ومن ثم الدولية في هذا الإقليم او ذاك بالرغم من كون مفهوم الديمقراطية يعني فيما يعني أن يحكم الشعب نفسه بنفسه لتحقيق مطالبه في التحرر الاقتصادي والسياسي، فيما هو بهذا التطبيق يحقق أهداف وتطلعات الأخرين من حيث لايدري، ما يعني أنه من الصعب أن نفصل بين الأهداف الوطنية والاقليمية من جهة، والإقليمة والدولية من جهة اخرى في ظل هذا التطبيق المجتزء للديمقراطية وإن كانت النتائج المرجوة نسبية بكل المقاييس لكل طرف من اطراف اللعبة السياسية، مما يقودنا نحو ضرورة قيادة ثورة اجتماعية وسياسية وثقافية للتخلص من عقدة الشعور بامتلاك الحقيقة المطلقة لإيجاد وعيا جماعيا يستطيع فهم القيم الثقافية لتلك الديمقراطية الوافدة حيث إن مفهوم الثقافة بمعناها الاوسع هي مجموعة القيم والسلوك والتصرفات التي لا ترتهن إلى الركود للتقاليد والموروثات البالية دون المس بالقيم الروحية والدينية لتعاليم الدين السمحة.



#أحمد_زكارنه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديقراطية في العالم العربي من الفكر إلى الممارسة ح1
- ثقافة الاستقطاب والتساؤل أنت فتح أم حماس؟
- الطابور الثالث وقانون الغاب
- وطن في مزاد علني
- في إنتظار مجزرة جديدة من المسؤول؟
- إحتراف الصمت
- على هامش فضيحة نعلين: ظاهرة كلامية بين الشعار والممارسة
- تخصيب اليورانيوم الفلسطيني بين الهرولة والمراوحة
- إذا هبت رياحك فاغتنمها
- على بعد خطوات راقصة
- حصاد الفراغ
- الإسلام السياسي مطلب جماهيري أم خيار امريكي؟؟
- الدكتور حمد وطلاق العنف إلى الأبد
- الأدوار السياسية للوسائل الإعلانية
- دعوة للمصالحة أم باب دوار
- وكلاء الاحتلال نبت شيطاني
- -حماس ليست شيطانا.. وفتح ليست ملاكا-
- الكوميديا السوداء في روايات حماس
- سجل يا زمان
- اعلان توبة في الوثنية


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد زكارنه - الديمقراطية في العالم العربي من الفكر إلى الممارسة 2-2