أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - -التقارب- بين الرياض وطهران!














المزيد.....

-التقارب- بين الرياض وطهران!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1809 - 2007 / 1 / 28 - 04:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لبنان، على ما يَظْهَر في الصورة الإعلامية والأقوال الرسمية للرياض وطهران، هو الذي من أجل التوصُّل إلى حل لأزمته، التي دفعت فريقي الصراع فيه إلى حافة الهاوية، حَمَل السعودية وإيران على الالتقاء والبحث عمَّا يمكنهما فعله معا، توصُّلا إلى حل لتلك الأزمة قبل فوات الأوان.

ولكن ثمة سبب موضوعي يجعلنا نعتقد أنَّ ما تَبْحَثَ فيه، وعنه، الرياض وطهران يتعدى لبنان وأزمته؛ وهذا السبب إنَّما هو تشابك وتداخل أزمات إقليمية عدة. وإذا كانت إدارة الرئيس بوش لا ترى من مصلحة لها في فهم هذا التشابك والتداخل على أنه حضٌّ لها على اجتذاب إيران إلى جهودها وخططها لحل الأزمة العراقية، أو لحل أزمتها هي (وأزمة الولايات المتحدة) في العراق، فإنَّ السعودية لها من المصالح المختلفة ما يجعلها أكثر ميلا إلى العمل بما أوصى به تقرير "لجنة بيكر ـ هاملتون" في هذا الصدد.

والأهم من ذلك، على ما أعتقد، أنَّ ما تُظْهِره الرياض من رغبة في التفاهم والتوافق مع طهران ليس بالأمر الذي يمكن أن يثير حفيظة إدارة الرئيس بوش إذا ما كانت هذه الإدارة عازمة حقا على الإعداد والتهيئة لضربة عسكرية لإيران، التي يمكنها امتلاك القدرة على صنع قنبلة نووية بعد ثلاث سنوات.

إيران، وبفضل اشتداد وتفاقم "الأزمة العسكرية" للولايات المتحدة في العراق وأفغانستان، يمكنها أن تبدو أكثر ثقة بعجز إدارة الرئيس بوش عن أن تشن عليها حربا من نمط حربها العراقية، فالعراق هو المكان الذي فيه تهيأت الأسباب لجعل اعتقاد تلك الإدارة بقدرة الولايات المتحدة على خوض حربين متزامنتين أقرب إلى الوهم منه إلى الحقيقة.

على أنَّ هذا العجز الذي لا ريب فيه لا يعنى أنَّ الولايات المتحدة غير قادرة على مهاجمة مواقع ومنشآت إيرانية استراتيجية وحيوية عن بُعْد، أي من غير أن تضطر إلى غزو بري للأراضي الإيرانية.

ضربة عسكرية كهذه ليست بالأمر الذي تخشاه إدارة الرئيس بوش، أو تميل إلى اجتنابه، إذا ما استوفت (الضربة) شروط نجاحها كما تتصوَّرها. أمَّا ما يرجِّح الميل إليها فهو أمران: إدراك تلك الإدارة أنَّ الدبلوماسية والعقوبات والقرارات الدولية لن تثني إيران عن المضي قُدُما في برنامجها النووي السلمي على ما تزعم، وإصرار طهران على تطوير برنامجها النووي بما يُكسبها القدرة على صنع السلاح النووي، وإنْ ظلَّت على التزامها (الديني على ما تزعم) الامتناع عن حيازة هذا السلاح.

إنَّ السؤال الذي تسعى إدارة الرئيس بوش في إجابته هو الآتي: كيف تَضْرِب إيران عسكريا، عن بُعْد، مُفْقِدةً إياها، في الوقت نفسه، القدرة على ردٍّ عسكري من النمط الذي تخشاه، وتخشى عواقبه، الولايات المتحدة؟ الإجابة، التي تستصلحها إدارة الرئيس بوش، إنَّما هي "من خلال النأي بكثير من الأهداف عن الرد العسكري الإيراني"، فهذا الرد يجب تقييده بما يمنعه من أن يشمل أهدافا نفطية وعسكرية في السعودية، وأهدافا عسكرية للولايات المتحدة في العراق، وأهدافا إسرائيلية.

إذا قرَّرت إدارة الرئيس بوش أن تضرب إيران عسكريا عن بُعْد، وأن تشمل ضربتها أهدافا إيرانية نفطية أيضا، فإنَّ لها مصلحة في أن تأتي ضربتها بما يؤكِّد لطهران أن ليس للرياض من مساهمة مباشرة أو غير مباشرة في هذه الضربة. وفي هذا السياق، لا بدَّ للسعودية من أن تقف مواقف تستطيع من خلالها أن تُقْنِع إيران بأنها ليست مع أي عمل عسكري ضدها، وليست في موقع معادٍ لها في العراق ولبنان.

وتعاون الرياض مع طهران في حل الأزمة اللبنانية يمكن أن يحظى بتأييد إدارة الرئيس بوش، ولو ضمنا، إذا ما أفضى إلى منع، أو امتناع، "حزب الله" عن أن يكون جزءا من الرد العسكري الإيراني من خلال تفجيره لنزاع عسكري مع إسرائيل.

بقي العراق حيث يمكن أن يشمل الرد العسكري الإيراني، عبر حلفاء إيران من العراقيين، الوجود العسكري للولايات المتحدة فيه. وأحسب أنَّ الولايات المتحدة لن تهاجم إيران عسكريا قبل أن تجعل جنودها في العراق بمنأى عن الرد العسكري الإيراني، المباشر وغير المباشر.

ما نراه الآن حيث شرعت الولايات المتحدة تنشر الجزء الأكبر من الجنود الذين أرسلتهم، أو تعتزم إرسالهم، في بغداد قد يبدو غير متَّفِق مع ضرورة نشر "المارينز" بما يجعلهم أقل عرضة للنيران الإيرانية في حال توجيه تلك الضربة العسكرية لإيران.

كلا، فالأمر ليس متناقضا ألا في الظاهر فحسب، فالوجود العسكري الجديد للولايات المتحدة في داخل بغداد يمكن أن يفيد الآن، أو من الآن وصاعدا، في تبرير الضربة العسكرية المقبلة لإيران، فقبل هذه الضربة، ومن أجلها، لا بد من أعمال عسكرية جزئية ومتفرِّقة ضد إيرانيين في العاصمة العراقية، وفي سائر العراق، فهذا هو خير مبرِّر، على ما تعتقد إدارة الرئيس بوش، لضرب إيران عسكريا عن بُعْد.

وعندما يتهيأ هذا المبرِّر، وقبل شن الضربة العسكرية، تُخْرِج الولايات المتحدة جنودها من "المصايد الإيرانية" في بعض المدن والمناطق العراقية.
إنَّ عجز الولايات المتحدة عن شن حرب على إيران من النمط العراقي هو الذي يشدِّد الميل لديها إلى ضربة عسكرية نوعية عن بُعْد، وإلى السعي، من ثم، إلى إفقاد إيران القدرة (السياسية في المقام الأول) على ردٍّ عسكري، تخشاه، وتخشى عواقبه، إدارة الرئيس بوش.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدل قانون الأحزاب الجديد!
- التقريب بين المذاهب.. في الدوحة!
- الخلوة الدمشقية!
- كفَّرْنا بعضنا بعضا فعُدنا غساسنة ومناذرة!
- رايس وصلت إلى رام الله في زيارة للعراق!
- بوش.. من -العجز- إلى ارتقاب -معجزة-!
- الوعي
- درءا لنصر يُهْزَم فيه الشعب!
- في الدياليكتيك
- هذه هي -الاستراتيجية الجديدة-!
- المرئي في -المشهد- ومن خلاله!
- موت كله حياة!
- حَظْر الأحزاب الدينية!
- أوْجُه من الفساد!
- حذارِ من -حيلة الهدنة-!
- ملامح -التغيير- كما كشفها غيتس!
- قصة -الروح-!
- ما ينبغي ل -حماس- قوله وفعله!
- -المقارَنة- و-التعريف-
- بعد خطاب عباس!


المزيد.....




- بكلفة مئات الملايين من الدولارات..ما أبرز اللحظات بحفل زفاف ...
- أردى بعضهم قتلى.. غموض بعد جريمة صادمة لأب أطلق النار على وا ...
- باكستان تعلن عن حصيلة القتلى والجرحى في الهجوم على مسجد بسلط ...
- Politico: نموذج السويد للتجنيد العسكري يجذب الدول الغربية وس ...
- يوم عاشوراء في مصر.. من المياتم والأحزان إلى البهجة وأطباق ا ...
- بايدن وترامب -مدمنان- على السلطة - صحيفة التايمز
- بيربوك تروج من السنغال للشراكة الأوروبية الأفريقية
- إعادة انتخاب المحافظة المالطية ميتسولا رئيسة للبرلمان الأورو ...
- لقطات من داخل سيارة -لادا أورا- يقودها بوتين أثناء تفقده طري ...
- حريق الغابات المميت يلتهم منطقة سياحية في إزمير غرب تركيا


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - -التقارب- بين الرياض وطهران!