عائشة التاج
الحوار المتمدن-العدد: 1808 - 2007 / 1 / 27 - 12:00
المحور:
الادب والفن
خرجت من قمقم التاريخ ،تحمل شرارتك المتوهجة بلهيب اللحظات المنفلتة من غدر الزمان الآثم والبشر اللئيم .
تقف في مفترق الطرق أمام ضوء برتقالي يشي بانتظارية مريبة وإرجائية مرتبكة.
تحمل شرارتك الحارقة بيد ،وحيرتك الناطقة بصمت الأطفال الضائعين على شاطيء الأحلام المنكسرة.
حكيت لي بحرارتك المعهودة أحداثا تنتمي لعالم الرعب والفانتازيا القاتلة ،التي تلغم فضاءاتنا المسيجة أينما رحلنا وارتحلنا.
هو ذا قطار الحياة المثقل بمرارة الضغوط ورتابة الأيام المتواترة كصفحات كتاب لم نكمل قراءته بعد .
أحداث تلو الأحداث ، قد تتخللها مفاجآت جميلة سرعان ما تغدو عابرة أمام صخرة الزمان و القدرية المستبطنة في وجداننا المبتور على عدة مستويات …
أتذكر يا رفيقي عندما شبهت نفسك بسيزيف في إحدى عباراتك التي يبدو أنها لم تكتمل بعد .
قرأتها و أنا أقلع معك في أول رحلة نحو المجهول في قطار حياة مفعمة بالآمال المحاصرة …سرعان ما توقف في مفترق الطرق .
كان مسلكنا متوازيا إن لم أقل متناقضا ….أشفقت عليك وأنت تتوشح بزي براق من وزر معتقداتي الجامحة جموح عواطفنا الملتهبة .
استسلمنا معا لقدرية الظروف والعوائق وخبث البشر
كنت أدرك بأنني تركت لديك نفحات من روحي قد تدفيء الزمن المعلب بترسانة القوانين و الأوامر والإجراءات كلما هزتك رياح الحنين إلى مرسى المشاعر الموءودة في ذاكرة التاريخ المشترك وبقيت أمخر عباب أمواج في يم بدون ضفاف .
أصارع صخورا سيزيفية أنحت عليها حروفا من أحلام منفلتة من رتابة الأيام المجمدة بصقيع الاتجاه المعاكس.
هي ذي شرارتك الهاربة من تناقضات الزمان ، تلفح وجداني الدفين بحرارة الأحاسيس الملتهبة ،المنبثقة من عمق تاريخ لن يتكرر أمام علامات المنع والوقوف المنبتة في حياتنا المسيجة بأكثر من سياج . فلتتكسر وأكمل عبارتك التي كتبتها لي في يوم من الأيام بدون نقط على الحروف
#عائشة_التاج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟