أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - جاسم المطير - عبد علوان كما عرفته














المزيد.....

عبد علوان كما عرفته


جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 1808 - 2007 / 1 / 27 - 01:42
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


أيا كان نوع الموت ،
أيا كان رحاب الموت ومكانه ،
أيا كان وقت الموت ، حين تشرق الشمس أو بعد غروبها ، فأنني ألملم ذكرياتي مع صديقي ، على امتداد الزمان الطويل المخمّر بالخبز والجبن والخل وبخصوبة الأفكار المشتركة وهي ما زالت بأذني مثل طبل ابدي لن يتوقف .
الاسم الذي فقدته قبل ثلاثة أيام ليس من أسماء الهوية النضالية العراقية حسب ، بل كان محركا ونجما ، لي ولكثيرين ممن أسعدتهم طبيعة النضال الصلبة ، منذ سبعين عاما لتطوير بيئة أخلاقية أو أخلاقية بيئية قامت على إيجاد الترابط الحقيقي المشدود بين المناضل الشيوعي والناس الكادحين . كان من صديقي وسيظل من بين أسماء غرّة ٍ عملت ، كل يوم ، من اجل التقريب بين أهداف حزب الشيوعيين وأهداف الحركة الاجتماعية وخاصة حركة الناس الكادحين والأميين .
كان لصديقي الفقيد عبد علوان الطائي ، في بواكير نشوء وعيه السياسي ، تأثيران نشيطان في مجالين مختلفين :
الأول هو توليد الاهتمامات الاجتماعية ونشر الأفكار السياسية الجديدة ، الأفكار الماركسية ، بين المعلمين والطلبة .
المجال الثاني هو تحويل منظوره السياسي إلى قوة حقيقية لبدء تغيير الريف في البصرة والعمارة والناصرية وتوعية الفلاحين الفقراء فيها ليكونوا مترابطين بموازاة الحركة السياسية في المدينة العراقية .
لسنوات طويلة عشتُ في علاقة يومية مباشرة مع هذا الكائن الشيوعي الفريد النوع الذي كرس وقته ورزقه طوال حياته ليكون متواشجاً ومتعاونا مع اغلب رفاقه وزملائه العاملين في خلاياه المناضلة ، يتحدى البيئة القمعية الصعبة ليدوّن تأويل الحاضر القاسي للشعب العراقي إلى مستقبل لا بد أن يأتي حاملا آمال وطموحات هذا الشعب في الحرية والديمقراطية والتقدم الاجتماعي .
ظل طوال عمره حاضنا هويته الشيوعية تتخللها قيم الحب والصدق والصداقة والتضحية والوفاء .
لم تعبث به أية تصورات يمينية أو يسارية ، في هذه الفترة أو تلك ، من فترات حياته .
ظل نموذجا محوريا في علاقته العضوية مع قضية الشعب الكبرى .
ظل عقله مبنياً على أسس معطيات النظرية التي امن بها مبتعدا إلى الأبد عن كثير من الثقافات السوقية .
ظل متقصياً جذور المعضلة السياسية الكبيرة من اجل إيجاد رباط فعلي بين المثقفين العراقيين والفلاحين العراقيين ، فاحصاً باستمرار الآلية الخاصة لتحقيق تصورات واقعية أجازت إيجاد الصلة بين نضال المدينة ونضال الريف .
ليس من المستغرب أن يرحل عنا عبد علوان الطائي الذي بلغت عضويته في حياة الشقاء العراقي والنضال العراقي 84 عاما ارتبطت كلها بين ذاته وعائلته الكريمة وبين سجنه وعذاباته وعذابات زوجته نجية رفيقة دربه وعذابات فلاحي ميسان وعمال البصرة وطلبة بغداد ومع غربته الطويلة في السويد ، لكن العسير عليه أنه رحل إلى الأبدية قبل أن يعود إلى وطنه مفعما بالسرور بعد سقوط الدكتاتورية فظل حتى الآن خارج رواق ما يستحقه من تكريم وتشريف مدينة طفولته وصباه ، مدينة الشدائد والضراء ، مما بجدر بأصحابه ورفاقه أن يقدموا عن ذلك كفــّارة إلى آلهة النضال معتذرين أن عبد علوان قد غادرنا وهو يحمل كفن الطهر حاملا معه معدنه النقي الأصيل ، الحي والحساس ، ليذاب في مستقبل الأيام على دجلة بين الكحلاء وبغداد ، من دون أن ينال استحقاقه من تكريم .
ثمة أرضية هائلة للأمل بان أحفاده سيكونون حاملين لذات النفع والمعرفة التي امتلكها الجد والأجداد جميعهم ليس لمنفعة المواطن العراقي حسب بل لخير أبناء الإنسانية أيضا .
لكِ يا نجية .. التي سبرت أغوار الحياة الصعبة مع دربه الطويل الخالي من المقاعد الوثيرة والأسرّة لكن المليء ببؤس السجون والمعتقلات وعذابات القهر ،
وأنت يا بشرى.. الابنة الوفية التي عانت ضراوة النضال العائلي ضد همجية الأنظمة الحاكمة المتعاقبة على عروش الحكم في بغداد وقد برهنت أن البنت على سر أبيها ،
يارفاقه وأصدقائه الشيوعيين المتحركين تحت ضوء المنفى السويدي ،
يارفاقه في هيئة إعداد مصابيح ووثائق شهداء الشيوعية في العراق ،
يا رفاقه في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ،
إليكم جميعا أقدم تعزيتي ، من هذه الغربة والظلمة والوحشة ، برحيل الذي عاش زمنا طويلا في أهاب أهل البصرة وفي رحاب نخيلها وفي ذاكرتي أيضا ً.



#جاسم_المطير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسامير جاسم المطير 1259
- التحول الديمقراطي في البرلمان العراقي ..!!مسامير 1258
- الأكاذيب غريزة كل الضعفاء ..!!مسامير 1257
- رسالة من قارئ سوداني ..‍‍!!مسامير 1256
- مسامير جاسم المطير 1255
- إذا كان الإنسان أعوجا فظله أعوج أيضا ..!!مسامير 1254
- مسامير جاسم المطير 1253
- مسامير جاسم المطير 1252
- مسامير جاسم المطير 1251
- مسامير جاسم المطير 1250
- مسامير جاسم المطير 1249
- مسامير جاسم المطير 1248
- سيداتي سادتي : لقد اعدموا صدام حسين ..!
- مسامير جاسم المطير 1244
- اكبر غلطة في حياة الشعب العراقي : صدام حسين ..!!مسامير 1245
- المصائب تقع في المنطقة الحمراء لذلك يسهر الوزراء بالمنطقة ال ...
- عن زوابع بني الدردبيس في البرلمان الحسيس ..‍‍ !!مسامير 1242
- مات نجيب محفوظ وظلت أبواب جهنم مفتوحة لتلتهم أولاد حارتنا .. ...
- المندائيون محرومون حتى من صمت قبورهم ..!!مسامير 1240
- مسامير جاسم المطير 1239


المزيد.....




- اليساري ياماندو أورسي يفوز برئاسة الأورغواي خلال الجولة الثا ...
- حزب النهج الديمقراطي العمالي يثمن قرار الجنائية الدولية ويدع ...
- صدامات بين الشرطة والمتظاهرين في عاصمة جورجيا
- بلاغ قطاع التعليم العالي لحزب التقدم والاشتراكية
- فيولا ديفيس.. -ممثلة الفقراء- التي يكرّمها مهرجان البحر الأح ...
- الرئيس الفنزويلي يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- على طريق الشعب: دفاعاً عن الحقوق والحريات الدستورية
- الشرطة الألمانية تعتقل متظاهرين خلال مسيرة داعمة لغزة ولبنان ...
- مئات المتظاهرين بهولندا يطالبون باعتقال نتنياهو وغالانت
- مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - جاسم المطير - عبد علوان كما عرفته