أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قويدر عكري - تعلم التفكير















المزيد.....


تعلم التفكير


قويدر عكري

الحوار المتمدن-العدد: 1808 - 2007 / 1 / 27 - 10:02
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ماهي أفكارى وماهو مصدرها؟
ان افكر معناه ان افحص صحة افكاري وهدا يعني اتخاد مسافة نقدية من افكاري المترسخة في شخصيتي يمكن من الاولي تحديد الحالة التي توجد عليها افكارنا من اجل اعتمادها كوسيلة للتفكير والانتناء على الذات وذلك لمعرفة عن ماذا نتكلم وهل مانقوله صحيح
لدينا افكار حول مجموعة من الاشياء والمسائل الدينية او السياسية مثلا
بماذا تتعلق افكارنا؟
لدينا بدون شك وجهات نظر حول:
عقوبة الاعدام الاجهاض الموت الرحيم الزواج، الطلاق تحديد النسل مساواة الرجل بالمراة تربية الاطفال التعليم العام والخاص الهجرة البطالة انتفاء الامن
اننا لانعي جيدا هذه الأفكار وفي الحالة التي نسال حولها نجيب بشكل قطعي وبثقة كبيرة في النفس واجاباتنا ليست دائما صحيحة
من بين هذه الافكار توجد تلك التي نعتقد بها كثيرا الى حد أنه لايمكن أن نقتنع بتغيير رأينا حولها وهذه الافكار الراسخة هي نتيجة لتفكير شخصي تشكل منذ الطفولة انها مع ذلك أفكار قبلية جاهزة انها مسبقات غير مؤسسة تأسيسا جيدا والتي يجب وضعها تحت محك النظر
كيف نعرف بأننا نفكر ؟
من اجل ان نساعد ذاتنا على التفكير
يمكن ان نخاطب ذاتنا مثلا، أن نعيد افكارنا على ذاتنا هي عادة جيدة،فأفلاطون مثلا كان يحددالفلسفة كحوار داخلي للنفس مع ذاتها،فهذا العمل يساعدنا على التعبير عن افكارنا وهو في نفس الوقت تدريب مهم
يمكن أن نتحدث أمام أو مع شخص نثق فيه اخ صديق ذلك ان مثل هذا العمل يسهل عرض الافكار امام شاهد يقض منفتح لما نقول ،ان مثل هذا العمل يؤدي الى بعث حوار مواجهة تعمل على تدقيق الافكار والتحقق منها
يمكن في نفس الوقت ان نسجل خطابنا بواسطة آلة تسجيل وكأننا خاضعين لاستجواب ،بهذا نحافظ على على أثر ماقلناه بحيث يمكننا العودة اليه من جديدمسجلا ،لكن لاشىء يساوي في أي لحظة معينة الكتابة ،كتابة أفكاري سواء باعادة صياغة ماقلته للاخر أولنفسي أوماسجلته على الآلة
ان المرور أوالانتقال من الشفهي الى الكتابي يقضي على الترددويحذف التكرار ،انه يساعد على الجمع والتركيزوالدقة،ذلك ان الكتابة تخول لنا امكانية اختيار الكلمة المناسبة واعادة صياغة الجملة وتغيير اشياء معينة بمراقبة التعبير بشكل دائم وذلك باعتماد العين للتراجع دائما الى الوراء
الكتابة اثر مهم خصوصا اذا ارخنا له الشيء الذي سيمكننا من تقيميه فيما بعد أي تقييم أفكارنا في نفس الوقت
التعرف على الأفكار
كيف نقوم بعملية بحث حول أفكارنا؟
هذه مجموعة من الطرق الممكنة ابدأوا بتلك التي تناسبكم أكثر ثم تناولوا أخرى ثم حاولوا الجمع فيما بينها
الهدف أن نكتب على دفترنا تفكيرى حول بعض المسائل؟
ماهي أفكاري؟ 1
الافتراض الأول التمرين رقم 1
اعطي لنفسي مهلة نصف ساعة للتفكير في بعض المواضيع تم اكتب على ورقة اجوبة حول السؤال :التالي
ما هي الأفكار التي تراودني وتشدني اليها بكثرة؟
المقصود بالفكرة هنا اثبات معين وجهة نظر حول مسألة أساسية تهمني شخصيا بصفتي كائنا انسانيا.
يمكن أن نعيد هذا التمرين عدة مرات ، وفى هذه الحالة أعيد قراءة ماكتبت ،اعيد التفكير ثم أواصل وفي مرحلة ثانية اصوغ نصا لاوضح لماذا انا مشدود لهذه الفكرة.
بماذا تتعلق افكاري التمرين رقم2
من خلال المواضيع التالية سأختار موضوعا واحدا فقط واكتب عما فكرت فيه.
الله،الدين،الصلاة،الموت،الحياة،البعث،تناسخ الارواح،الآخرة.
النقابات،الاحزاب،رجال السياسة،الاقتراع،العدالة
الديموقراطية،الحق،السلطة،الدولة
العرب،اليهود،الجنسيةالمثلية، اللواط، العهارة، المعوقون، الاجانب، الشباب والشيوخ، الرجال والنساء، الآخرون بصفة عامة، المجتمع، الحجاب،
التدخين، الكحول، المراهقة، السيدا، الجنون، التطرف الديني، الاصولية
الانتحار، الاجهاض، الموت الرحيم، اطفال الانابيب، التبرع بالاعضاء
اختبار أفكارى التمرين رقم 3
هل أنا ـ مؤمن ـ ملحد ـ متشكك
الحياة ـ انها عبث ـ لها المعنى الذى أراده لها المعنى الذى يمنحه لها الانسانالله لها ـ
فى حالة الاقتراع ـ تصوت لصالح اليسار ـ الوسط
ـ اليمين ـ لصالح الشخص ام البرنامج
الفن التجريدى المعاصر ـ انه غير مفهوم بصفة عامة ـ انه مثير ـ انه فى الحقيقة ليس فنا ـ انه يقلق نظرنا ـانه يجدد فهمنا للواقع
التقدم العلمى والتقنى ـ انه يحرر الانسان أكثر فاكثر ـانه ضد ما يطمح اليه الانسان 0
علوم التنجيم والسحر ـ هل تمكننا من معرفة الاشياء وبالتالى التصرف ـ انها لاعقلانية ومخادعة
حرية المرأة ـ انها مطلب مشروع للمساواة بين الجنسين ـ انها انتقام متصاعد ضد الرجال
ـ انها كارثة بالنسبة للاطفال والاسرة
الاجنبي هو بالنسبة لي ـ من يهدد هويتى وأمنى
ـ هو من يثرى شخصيتى وثقافتى
يمكنني الاشتغال مرات عديدة على مواضيع مختلفة
لكن يجب ان آخذ فى كل مرة نقطة مرجعية محددة وكتابة مجموعة من الجمل وذلك بتوضيح وتعليل وجهة نظرى من انها لم تتولد تلقائيا ،بحيث يمكن ان أساهم فى انضاجها بالتجربة والتأمل ، لكن هذا لايتأتى فى
الطفولة مادامت تجاربى محدودة فى هذه الفترة ففى هذه الفترة أدمج فكرة مثلا بدون فحص لانها مروجة فقط فى الفضاء الذى أعيش فيه ـ مروجة من طرف ، الوسائط، أو يشاركنى فيها أصدقائى ـ اننى وكما يقال أصبت بها وكأنها فيروس عقلى فى فكرى المقاوم 0يقول ديكارت لقد كنا أطفالا قبل ان نكون رجالا اننا تشربنا منذ نعومة أظفارنا
ـ فى مرحلة غياب الحس النقدى عندنا ـ أفكارا عن حضارتنا ، عن ثقافتنا عن عصرنا المعاصر ، عن تقاليد المجتع ، عن منطقتنا ، عن وسطنا العائلى وأيضا عن عن انتمائنا الطبقى اننا تعلمنا كثيرا بواسطة اسرتنا أساتذتنا اصدقاءنا لكن هل كل ما يقولونه نعتبره حقيقة لانهم يقولونه ونحن نسمع له ونكرره ، ولاننا نتشربه من تقليد أو يجب أن نكون أكثر تشددا حول الاسس العقلانية للحقيقة ؟
اذا أردنا ان نحلل بوضوح أفكارنا ، يجب أن نفهم كيفية تشكلها ، وأن نبحث عن أصلها فما بعد الاعتبارات العامة تطرح ضرورة فحص مشخص بالنسبة لكل واحد
التمرين رقم 4
سأحكى لنفسي أو لقريب ،وأحلل كتابيا
ـ كيف اكتسبت أفكارى السياسية الحالية ؟
ـ كيف أصبحت فى حياتى مؤمنا أوملحدا ؟
المثال الاول
من أين تأتى أفكارى السياسية وكيف أصوت على اليسار ؟
اذا كنت يساريا ، كيف يمكن تفسير هذا الالتزام ؟
هل أنحدر من عائلة عمالية ؟ من حي شعبي ؟ هل تربيت في أحضان عائلة اشتراكية ؟ هل نحن اشتراكيون أبا عن جد ؟هل سمعت الحديث عن مشقة العمل بالمعامل ؟هل سمعت كلاما عن جشع أرباب العمل ؟هل سمعت عن الاضرابات، عن المظاهرات؟
هل عاشرت حركات الشبيبة المسيسة؟ هل شاركت ضمن مظاهرات للشغل اوحول البيئةاوأشياء أخرى؟
هل دخلت بسهولة الى نقابة معينة؟هل كنت أنتمى الى وسط مرفه وثرت على عائلتى البورجوازية؟ أو تحولت بواسطة قراءاتى أوتأثرت بلقاءات معينة؟
المثال الثانى
من اين ينبع تصويتى على اليمين؟
اذا كنت أتحدد فى اليمين،فهل من أجل التخلص من بؤس وسطى،واكون نفسي بذاتى وأتحول الى انسان يحسب له؟ أومن أجل رد الفعل على الهجرة وعدم الامن فىالفضاء الذى اتواجد به؟ هل لاننى أنحدر من عائلة غنية؟ ربما لاننى سمعت دائما عن مدح القطاع الخاص ومقاولاته ومدارسه والتنديد بثقل المتطلبات الاجتماعية،وبيروقراطية الموظفين وطغيان الدولة؟
من أجل تعميق مفهوم الرأى
يعود التعارض الموجود بين الرأي والمعرفة الى ميلاد الفلسفة الغربية باليونان
هل يمكن ان نقابل الرأى بالمعرفة؟
يتبوأ الرأى مكانة كبيرة فى المذهب الافلاطونى ،
منذ ذلك الوقت يبدو الرأى فى التقليد العقلانى للفلسفة باعتباره مصدر اوهام أوأخطاء،انه كما يقول كانط حدث اعتماد شىءماباعتباره صحيحا مع الوعى بعدم الكفاية الذاتية والموضوعيةلمثل هذا الحكم . آخرون كباشلار الفيلسوف المعاصر فانهم حازمون واضحون يتميز الرأى دائما بكونه خاطئا لانه يحول حاجاته الى معارفه .اننا نوجد ضمن نظرية معرفة تبحث عن ايضاح الاصل،الطبيعة،القيمة وحدود القدرة على المعرفة،وكفاءة البحث والكشف عن الحقائق .
مامعنى الرأى؟
يحدد القاموس الفلسفي للالاند الرأى باعتباره حكما جماعيا محمولا على حدث أوعلى اعتقاد من طرف مجتمع معين . انه يؤكد هنا على الطابع الاجتماعي للرأى، وهذا الطابع هو الذي طور فى بداية القرن من طرف دوركايم مؤسس السوسيولوجيا المعاصرة .
باعتماد مفهوم التمثل الجماعى يوضح دوركايم أصل وطبيعة الآراء بالنظر الى طبيعتها الجمعية .
الاساطير الدينية
ما التمثل الاجتماعي ؟
يبين سيرج موسكوفيسي بأن التمثلات هي عبارة عن منظومات فكرية تستمد طابعها الاجتماعي من بعدها علي التبادل والتواصل ،ذلك أن تمثلا معينا ينتخب عددا مهما من الاخبار،يخرجها من سياقها الأصلي ويعمل على تنظيمها في شكل صور ومن ثمة تتحول الى مقولات لغوية .يقول كل تمثل ولو من طبيعة المعرفة العلمية فهو اجتماعي،يعني أنه محدد بمكان،بفضاء لدمج الفرد والجماعة التي ينتمي اليها داخل مجتمع معين.
ان تطور الاتنولوجيا ليفي برول وليفى ستراوس خول لنا الوقوف على الفارق المهم ما بين تمثلات هذه المجتمعات غير الغربية ـافريقية وتمثلات الغرب من خلال تصورات ومفاهيم الاسرة ،الشغل ،الموت، العادات،التقاليد؛ ومن جهة أخرى تطور التاريخ تاريخ الحياة الخاصة والعقليات أبان الى اي حدود تتغير وتتنوع التمثلات حسب العصر مثلا كان اليونان يثمنون الجنسية المثلية
هل يجب ان نميز بين التمثل والايديولوجيا؟
تلح السوسيولوجيا المتأثرة بالماركسية على تحديد التمثلات تبعا للطبقة الاجتماعية التى تنتمى اليها.اننالاننظر الى نفس المعمل بنفس النظرة حسب كوننا عمالا بداخله أونملك رؤوس أمواله
يجب مع ذلك أن نميز هنا بين التمثل والايديولوجيا
الايديولوجيا،منظومة أونظام ـ يمتلك منطقه وصعوبته الخاصة ـ من التمثلات ـ
صور،اساطير، أفكار أوتصورات حسب بعض الحالات ـ موهوب بوجود ودور تاريخيين ضمن مجتمع محدد. مثلا ايديولوجية النظام القديم تؤكد بأن الملك ذو حق الهي يعني انه و
ضع مكانه من طرف الله .

ان وظيفة هذا التمثل حسب ماركس هي جعل الشعب يخضع للملك، لان الثورة عليه يعني أن نضع انفسنا ضد ارادة الله وهذا ذنب
تعيش الايديولوجيا بقوة النظام التصوري شبه ـ المنطقي الذي يدعمها انها تملك آلة تدافع
عنها وتحافظ على صحة رأيها ، بينما التمثل الاجتماعي محروم منها،لهذا فان عالم الايديولوجيا مستقر بينما فضاء التمثل متحرك ودائما في تغير.
مثال هل المرأة مستلبة من طرف الرجل ؟
ان التحليلات النسائية أبانت الى اي حد فرض الرجال تمثلاتهم على النساء وهي تمثلات تتعتق بعالم رجولى تنافسي مهيمن وحيث كانوا اسيادا .
ومن ثمة تمثلاتهم لامرأة رقيقة،خاضعة،مقصية من الانتاج، ومن الوظائف الحساسة،انها مخصصة كموضوع للجنس ،فهي أم ولود،ومربية،انها زوجة فى البيت.
تبين سيمون دو بوفوار فى الجنس الثانى سنة 1949
بان المراة المحددة هكذا بتمثلات الرجل لايمكنها ان تكون شيئا آخرا غير ذاتها يعني بدون اهمية ،
والحالة هذه فان ما يحددوبصفة فريدة وضعية المراة
هو كونها مماثلة لكل كائن انساني،انها حرية مستقلة،تكتشف ذاتيا وتختار لنفسهامكانة ما بداخل عالم يفرض عليها الرجال فيه ان تتحمل كآخر والنظر اليها كشيء
ان هذا يعني بان التمثلات وهي تعكس العلاقات الاجتماعية فانها تحددها فى نفس الوقت ولايجب ان نعتقد بان الفرد يتشرب بسلبية الاراء المحيطةبه كالاسفنج
. بين بياجي منذ 1926 بان التمثل عند الطفل ليس ادراك ـ تقبل وانما نشاط معقد، عملية جدلية للتمثل،لاستبطان الواقع،ولملائمته مع الحقيقة لادماج عناصر جديدة.
التمثل اذا بناء تدريجى يتبدل طيلة مراحل تطور الطفل المتنوعة،فهذا الاخير يخلط فى طفولته بين الحلم والواقع ـ رايت اسدا هذه الليلة ـ ولايتحكم فى العلاقات المنطقية ـعندي ثلاتة اخوة محمد وجمال وأنا...وكل هذا سيتضح له من بعد .
ماهو التمثل ؟
يتعلق الامر عند الطفل كما هو عند الراشد بتاويل يستهدف البحث عن مكان بداخل هذاالعالم (.زدواجية المظهر الاساسي) .
ـ تاويل للعالم اولا. التمثل هو التعبير عن الكيفية التى يشيد بها العالم والمحيط من خلال النظام الادراكى للفرد. انه التعبير عن اعادة تاويل ماهو مدرك كحقيقة خارجية وداخلية
ـ ان هذه القراءة للواقع تتغيي الممارسة . لايستطيع الانسان ان يعيش وسط الاشياء دون ان يكون حولها أفكارا،على ضوءها يسطر تصرفاته.ولم ينتظر الناس حدث ظهور العلم الاجتماعى من أجل تكوين أفكارا حول الحق،الاخلاق،الاسرة،الدولة،
المجتمع فى حد ذاته لانهم لايستطيعون العيش بدونها (.دوركايم )
:نخلص الى مايلى
التمثل هو انخراط فكرى وجدانى فى منظومة من الافكار والصور والقيم التى أشيدها بكيفية تطورية من خلال تاويل الواقع الخارجى والداخلى من أجل القدرة على الفهم والعيش والتصرف .ان هذه العملية تجري فى علاقة مع جزء من تاريخى الذاتى ومن جهة اخرى باندماجى الجماعي ضمن مجموعات اجتماعية متنوعة وثقافة محددة تعمل على التاثير فى العمق بالاخص بواسطة اللغة .




باختصار
ـ اذا طلب منى راي حول مجموعة من المواضيع الاساسية الحياة ،الموت. أملك في غالب الأحيان
فكرتي حول المسألة،وغالبا ما أعتقد بها وأحافظ عليها ،وأرى بانها صحيحة مادمت أنا الذى أفكر فيها .
ـ لكن من اين تاتى هذه الافكار وهذه الاجابات العفوية على الاسئلة المطروحة علي؟انها تاتي غالبا من أسرتي من وسطي الاجتماعي والمهني من الوسائط من حضارتي ...
ـ واذا كنت قد اعتنقتها مادامت تمنحني اطارا مساعدا للفهم والتصرف في استقلال عن كل فحص لاستفزازها؟
ـ ان افكر بذاتى يعنى اعادة النظر والتفكير النقدي فى كل ماكنت اعتقد حتى اللآن من اجل البرهنة عقليا على الصلاحية .
تعلم وضع أفكاري موضع تساؤل.
نملك مثلا أفكارا حول الدين والسياسة...لكن الذين فكروا كثيرا فى مثل هذه المواضيع ينظرون اليها بطرق مخالفةمما يدفع الى التساؤل من له الحق؟
يجب اذا ان نضع ثقتنا تحت محك السؤال من أجل فحص اسسها. لكن كيف يتأتى لنا ذلك؟ يمكن بداية ان نتساءل لماذا نشك فيما نعتقد؟ لماذا نعيد النظر قيما نعتقد أنه اليقين؟ أليس هذا تعقيد للحياة ومضيعة لوقت كان من الممكن استغلاله جيدا؟
مشروعية الشك .لماذا نشك فيما نعتقد؟
ليس من السهولة اقناعنا بان الشك ضروري،اذا اردنا ان نفكر بانفسنا،لاننا نملك مسبقا بداهات ومع ذلك تطورنا فى اشياء كثيرة.اننالم نعد نعتقد بالخرافات،ولا ببعض الاعتقادات الطفولية ذلك ان تمثلاتنا للعالم تغيرت مع نمونا وذلك بولوج المدرسة وممارسة القراءة ومراكمة تجارب الحياة.
لكن هل تخلصنا من طفولة فكرنا؟لماذا ما نعتقده اليوم يكون اكثر صحة وصدقا من ذلكالذى أقصيناه من قبل ؟
هل هذا صحيح وصادق لانه يقال لنا؟
اننا نعتقد في أشياء كثيرة لأنها قيلت لنا لكن هل هى صحيحة لأنها قيلت لنا؟ ليس بالضرورةلأنه من الممكن ان نخدع ،يمكن بدون شك أن نثق بشخص ما لايكذب علينا؟ لكن من الممكن ان يكون بدوره خاطئا.نستطيع مع ذلك ان نحكم بان هذا الشخص متمكن فى ميدان ما لكن المعرفة الانسانية تبقى دائما غير يقينية.هل يمكن أن نثق فى بعض الحجج السلطوية؟
هل هذا صحيح وصادق لأنه يبين لنا؟
لنأخذ أمثلة.يجعلنا الصحافيون نقرأبعض مقتطفات الوكالات التى غالبا ما يكون مصدرها غير مضمون ، ترسل الصور من أجل انتاج دائما آثار،ويكون المضمون غالبا موجها .لنتذكر روبورتاج نهايةالنظام الشيوعى في رومانيا سنة1989حيث جعلونا نعتقد فى مجزرة بينما كانت الصور تاتي في الحقيقة من أماكن أخرى.
هل هذا حقيقى وصادق لأننا نفكر فيه؟
هذا لايعني عدم وجود حقيقة وأن كل شيء نسبي ويتساوى .يجب أن نكون متعنتين فى مجال الحقيقة
فلا يكفي أن أفكر في شيء ما بقناعة ليكون صحيحا انني جربت كثيرا الخطأالذي يتميز بتقدمه كصواب كحقيقة


كيف نشك؟
هذه هي طريقة ديكارت التي اننجزها ونقترح ان ننجزها معه .
ليس بالأمر الجديد ما تبينت من أنني منذ حداثة سني قد تلقيت طائفة من الآراء الباطلة وكنت أحسبها صحيحة،وأن مابنيته منذ ذلك الحين على مبادىء هذه حالها من الزعزعة والاضطراب لايمكن أن يكون الامشكوكا فيه جدا ولايقين فيه أبدا .فحكمت حينئذ بانه لابد لي مرة في حياتي من الشروع الجدى فى اطلاق نفسي من جميع الاراء التي تلقيتها في اعتقادي من قبل،ولابد من بناء جديد من الأسس اذا كنت أريد أن أقيم في العلوم شيئا وطيدا مستقرا.
هل نخاف من الشك؟
بدون شك،تصبح هذه المنهجية مقلقة مادامت تنصب على ما نعتقد فيه،ألا أتحول الى هامشي عندما لاأعتقد فيما لايعتقد فيه جميع الناس؟ ألا أفقد مرجعياتي وفي حدود معينة أتحول الى مجنون؟
نقف حائرين أمام الصورة المثيرة لفيلسوف يوناني قديم ديوجين الذى كان يعيش فى برميل ويتجول فى واضحة النهار وبيده سراجا منيرا يعترض المارة من الناس محرجا اياهم بطرحه السؤال التالى اننى أبحث عن انسان .مثل هذه التخوفات مفهومة عند المبتدىء فى التفلسف لكن يجب ان ندقق المسالة.
هل يجب ان نشك فى حياتنا اليومية؟
التفكير الذاتى مغامرة عقلية،واذا شككنا فى كل شيء في حياتنا اليومية،لانستطيع فعل كل شيء ولا ان نقول أي شيء .لابد لنا من يقين للاستمرار فى الحياة.
فاذا كنا مثلا نشك فى وجود الباب ـ قبل ان نلج المطبخ ـ باعتباره مادة اوانه مجرد ادراك لامادى للفكر فان الاكل سيحترق لامحالة .انه تصور الفيلسوف باركلي،فبالنسبة للاتجاه اللامادي لاوجود لاي شكل من وجود المادة الابالادراك .الوجود ادراك،فلا وجود لحقيقة الا وهي فكرة عقلية.
مامعنى الكوجيطو؟
اذا كنا نشك لتعلم التفكير فلاننا نريد البحث عن الحقيقة ونامل فى وجود سند اكثر استقرارا من افكارنا اللايقينية. عندما شرع ديكارت فى الشك فان شيئا ما قاوم شكه،هو مسألة كونه يشك ذلك لأن الشك فى شكه يعنى الشك أيضا،فاذا كان يشك فهو يفكر اذن فهو موجود كفكر، انه الكوجيطو العجيب انا أفكر اذن انا موجود.
يمكن أن نحكم بأن هذا ليس بالاكتشاف العظيم فان نكتشف وجودنا باعتبارنا فكرا عن طريق الشك وانه لكى تتم عملية الشك لابد ان تكون ذات مفكرة او تفكر .انها أول حقيقة صحيحة يمكن الارتكاز عليها من أجل استخراج اثباتات أخرى.
هل التفكير ذاتيا يعنى تغيير وجهة نظرنا؟
أن نفكر بذاتنا ليس بالضرورة تغيير وجهة نظرنا أوالتنكر لأنفسنا كأن يتحول المؤمن الى ملحد وأن يصوت الانسان على اليمين عوض اليسار. أن نفكر بذاتنا هو بكل بساطةتعميق مانفكر فيه واكتشاف باننا لم نفكر قط من قبل في هذا الأمر من هنا ضرورة التفكير فيه. ان الاستمرار فى التفكير الزياده لايعنى دائما تغيير وجهة النظر ولكن يعني اقامة أساس عقلانى مبنى على حجج لأفكارنا .أن نشك في رأينا لايعنى بالضرورة قولنا أنه خاطيء ولكن قولنا انه ليس بالضرورة صحيحا ومن ثمة وجب فحصه.

تنظيم الشك.
لايجب أن نترددفى مساءلة أفكارنا اذا أردنا أن يكون ما نفكر فيه مؤ سس بشكل متين.
ماهوالحكم المسبق؟
من الناحية الفلسفية يعتبر حكما مسبقا كل رأي معتمد بدون تحليل مادام مفترضا كصادق أو صحيح قبل الحكم عليه ـ غير خاضع لتقويم نقدي ـ
ماالذى يطور أفكاري ؟
ان الذى سيحفزني على التساؤل عن أفكارى هو الحدث البارز،الموقف الجديد،الالتقاء بشخص،قراءة كتاب،استفزاز برهنة.ان المواجهة مع الجديد،مع المختلف وغالبا مع المناقض تأتى دائما لتزحزح يقيني وثقتي في نفسي. لنأخذ أمثلة.
هل توجد مواهب موروثة؟
لنأخذ مثالا . اننى أومن بالموهبة،وأنا لست موهوبا فى الرياضيات،التى بالرغم من زجر ابي ومجهوداتى الخاصة أحصل دائما على نقطة سيئة،
لكن عندي ميولا سهلة الى الموسيقى حيث أتمثل الدروس بدون عناء وبكل رغبة. يمكن أن أكون قدحصلت على هذه الموهبة من أمي . ان تجربتى الخاصة وكل الحالات التي أعرفها تبين بداهة بأننا موهوبين أو لسنا كذلك فى هذا الميدان أوذاك أو في الدراسة عامة.
اذا أردت أن أتساءل حول هذا الرأي المتعلق بالموهبة يمكن أن اعتمد على أولئك الذين فكروا فى هذا السؤال .لنأخذ مثلا الكتاب الصغير الأطفال المتوحشون للمفكر لوسيان مالسون الذى يسرد فيه مجموعة من الأبحاث العلمية.
فبخصوص الموهبة التى ورثتها عن أمى يمكن أن أجد الاعتراضات التالية .

ـ ان المعطيات الحالية لعلم الوراثة،اذاكانت تقيم حقيقة وراثة فسيولوجية ـ تماثل جسدي،انتقال بعض الاضطرابات الجسدية كالدالتونية والهيموفيليا ـ
فهي لاتخول مع ذلك الثقة فى فكرة وراثة نفسية من طابع المعرفة أوالوجدان.
ماهوتأثير التربية على قدراتى؟
فى المقابل يبدو الارث الاجتماعي للتربية مبرهن بشكل كبير من طرف السوسيولوجيا.ان دراسة العائلات المشهوره كعائلة الموسيقى باخ التى ضمت 50موسيقبا على مر ثمانية أجيال مدروسة ـ تكشف بان تعاقب المواهب يأتى من قوة تقليد عائلي مخلد بواسطة العادة والمحاكاة المعللة بالنموذج الأبوي. نلاحظ كذلك استقرارا أكثر عندما يأتي النجاح من موقع اجتماعي مادي لاعلاقة له بالوراثة البيولوجيةـ رب عمل، موثق، برلماني من أب الى ابن ـ من ذلك النجاح الذي يرتبط بنفوذ ثقافي ـ كاتب، فيلسوف ـ تكون التشابهات النفسية في العائلات المختارة مابين الأطفال الطبيعييين والمتبنين من جهة وما بين اطفال متبنون من أصول مختلفة من جهة أخرى متساوية . أما المنحدرون من أمهات مختلات عقليا والموضوعون في عائلات التبنى لهم ذكاء مساو لذكاء الناس ، منهنا نلاحظ أهمية التربية .
ـ تشهد التجربة الحاسمة للتوأمين الحقيقين المنحدرين من نفس البويضة على تشابههما من الناحية النفسية في حالة خضوعهما لنفس التربية ، ويحصل العكس في حالة عدم خضوعهما لنفس التربية . أخيرا تخول لنا ظاهرة الأطفال المتوحشين القول بانه مهما كانت امكانات الأطفال لحظة ولادتهم فان غياب التربية يقدم ضربة قاضية لتطور كفاءاتهم على التجريد واللغة والاجتماع.
إعداد قويدر عكري. وجدة. المغرب



#قويدر_عكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هنري ما تيس
- المواطنة
- الحجاج الفلسفي
- تشاؤمية فرويد


المزيد.....




- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...
- -استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله- ...
- -التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن ...
- مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قويدر عكري - تعلم التفكير