أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسني أبو المعالي - الميليشيات في العراق: مسلمون بالولادة مجرمون بالفطرة














المزيد.....


الميليشيات في العراق: مسلمون بالولادة مجرمون بالفطرة


حسني أبو المعالي

الحوار المتمدن-العدد: 1807 - 2007 / 1 / 26 - 05:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بورك في جيش المهدي لانتفاضته الباسلة ضد إخوانه في الدين والوطن، العرب السنه، وبورك في فيلق عمر لعمليات الانتقام الدموي من إخوانه في الدين والوطن، العرب الشيعة، فالعرف السادي يقضي أن يقتل المسلمون بعضهم البعض، والاسلام لم يقل واعتصموا بحبل الله جميعا، ولم نسمع عن الرسول قوله بأن المسلمين أخوة كالجسد الواحد اذا اشتكى عضو منه تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، طوبى لك يا عمر في تصديك لكل من اسمه علي صالحا كان أم طالحا، وطوبى لك يا علي استهدافك لكل من اسمه عمر أكان يستحق القتل أم لا، وكأن عمر بن الخطاب كان عدوا لدودا لعلي بن ابي طالب ولم تربطهما صلة رحم القر ابة والدين، علما بأن الآلاف من العرب السنه زينوا أسماء بنيهم بعلي وفاطمة والحسن والحسين وغيرها من الأسماء العربية ، وآلاف من العرب الشيعة فضلوا تكريم أسماء بنيهم بعمر وعثمان وخطاب وعائشة وغيرها من الأسماء العربية، فما الخلاف في ذلك والأسماء كلها عربية؟ ناهيك عن التلاقح الاجتماعي العريض بين الشيعة والسنه.
أتساءل هنا: هل الإسلام حقا عصي على مدارك المسلمين، أم انهم لم يستوعبوا بعد ماهية الاسلام ؟ تبلور لدي هذا التساؤل على ضوء التناحر الطائفي المتواصل الذي لون حياة الشعوب الاسلامية بالدم على امتداد التاريخ ولم يحظ المسلمون في يوم من الأيام بعصر استقرار حقيقي تجمعهم المودة والألفة والتفاهم على أسس دينية وإنسانية، بل يبدو أننا لم نرتق بعد إلى مستوى درجات عليا من البشر وصولا إلى المعدن الأصلي للإنسان، وفي الوقت الذي نجد فيه قرآنا واحدا ورسولا واحدا تعددت المرجعيات واختلفت الاجتهادات وتنوعت المذاهب دون الاستفادة من هذا التنوع واستثماره إيجابيا لصالح الشعوب الإسلامية.
حرب مجنونة تجري رحاها على أرض العراق بين مجموعتين ضالتين من أبناء الشعب الواحد تدعي كل منهما مجازا بأنها مسلمة ولكنهما لم تكونا سوى عدوتين للإسلام، حرب ضروس خلفيتها خرافة طائفية نابعة من جهل مرتكبيها بالإسلام وتخلفهم عن الإنفتاح واللحاق بركب الحضارة، أناس خرجوا من رحم الظلام والأمية، هدفهم حجب شمس الحرية والديمقراطية عن هذا الوطن الذي عانى عهودا من القهر والاستبداد.
أناس تناسوا وجود الاحتلال الذي أذلهم وأخضعهم لسياسته و كان السبب المباشر وراء هذا الاقتتال الطائفي المقيت من خلال جميع نشاطاته المشبوهه داخل الوطن ومنها الكاميرا الخفية، إلى جانب سياساته الملتوية الأخرى التي انطلت على قادتنا الميامين وسقطوا في الفخ الامريكي، فقد لعبت آلة التصويرالأمريكية دورا قذرا في شق الصف العراقي وتمزيق أطيافه الموحدة وتشويه صورته أمام العالم منذ أن مهدت أجواء حرية السرقة، لضعاف النفوس والمسحوقين من أبناء الشعب وصورتهم بطريقة مخجلة وبثتها عبر قنواتها، فمن صور فضيحة أبي غريب؟ ومن كشف أسرار سجون التعذيب في أقبية وزارة الداخلية غير الاحتلال؟ ناهيك عن استغلال فيديو زيارة أياد علاوي الى النجف الأشرف، وكذلك معظم التصريحات لبعض أشباه القادة من أنصاف الرجال غير المقبولة التي تصب في تعميق الخلاف بين السنة والشيعة، وأخيرا وليس آخرا تصوير إعدام صدام حسين وزمرته بالأسلوب غير المتعارف عليه دوليا، وبثها علنا لنفس الهدف الطائفي البغيض، والغريب أن نجد مجموعة من المثقفين العراقيين شيعة وسنة ينحازون لانتماءاتهم الطائفية بشكل سلبي على حساب الطوائف الأخرى، وهذا ما يتعارض مع دورهم الحقيقي في نشر الوعي التضامني للأمة، كن ماشئت يا أخي شيعيا أو سنيا وان شئت فكن حتى مجوسيا، ولكن ليس لك الحق في مصادرة حقي وحريتي وحياتي لمجرد اختلافي معك، إن الله وحده القادر على مصير عباده، يحاسب من يشاء ويجازي من يشاء بيده الملك وهو على كل شيئ قدير.
ومهما كان انتماؤك فأنت حر في اختيار مذهبك وملابسك ولحيتك وطريقة أسلوب حياتك، ودعني أعش حياتي بما ينسجم مع تطلعاتي، ولكن شريطة التزام كل منا بحدوده وشعائره دون المساس بأمن الوطن واحترام واجباتنا تجاهه، آه يا عراق الأحزان متى ستغني للحياة بعيدا عن الحقد والتمزق والاقتتال وبمنأى عن الجهل والتخلف والاحتلال؟



#حسني_أبو_المعالي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جهاد الأدعياء في قتل الأبرياء
- بأمر الوطن أنا عراقي
- المأساة العراقية ملهاة للاحتلال
- رحيل عازف سيمفونية الألوان الفنان خضر جرجس
- المواطنة وأزمة الولاء للوطن في العراق
- التقسيم بات وشيكا .... فأين عقلاء الأمة من كل ما يعصف بالوطن ...
- الواقع العراقي المر وتداعياته على الوضع العربي
- التدخين علاج شاف في مستشفيات العراق
- قناع الزرقاوي: الوجه الحقيقي للإرهاب الأمريكي
- قناع الزرقاوي والوجه الحقيقي للإرهاب الأمريكي
- أبعاد السياسة الاسرائيلية في الوطن العربي
- للصراحة حدود يا بن عبود
- سحقا للشعب من أجل شيطان السلطة
- هل حكم على الشعب العراقي بقصة لا تنتهي مع الطغاة؟
- الإعلام العربي: حرية نشر الخبر أم مسؤولية نشر الخبر
- الطائفية في العراق: قريبا من السلطة بعيدا عن الاسلام
- بانوراما الألوان واحتفالية الأشجار
- الفنان التشكيلي المغربي المكي مغارة وحوار العتمة والنور
- ثلاث محطات ضوء مغربية من شمس الموسيقى العربية
- أنين العود في ليل العراق الطويل


المزيد.....




- قد لا تصدق.. فيديو يوثق طفل بعمر 3 سنوات ينقذ جدته المصابة
- مستشار ألمانيا المقبل يواجه طريقًا وعرًا لتعديل سياسة -كبح ا ...
- اندلاع النيران في محرك طائرة تابعة للخطوط الجوية الأمريكية ع ...
- الموحدون الدروز في سوريا وتحديات العلاقة مع السلطة الجديدة
- أمريكا وإسرائيل تتطلعان إلى أفريقيا لإعادة توطين غزاويين
- موريتانيا.. حبس ناشط سياسي بتهمة -إهانة- رئيس الجمهورية
- مترو موسكو يحدّث أسطول قطاراته (فيديو)
- تايلاند تحتفل باليوم الوطني للفيل (فيديو)
- اختتام مناورات -الحزام الأمني البحري 2025- بين روسيا والصين ...
- القارة القطبية الجنوبية تفقد 16 مليون كيلومتر مربع من الجليد ...


المزيد.....

- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسني أبو المعالي - الميليشيات في العراق: مسلمون بالولادة مجرمون بالفطرة