أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابتسام يوسف الطاهر - العصر الصهيوني وسياسة التجويع















المزيد.....

العصر الصهيوني وسياسة التجويع


ابتسام يوسف الطاهر

الحوار المتمدن-العدد: 1806 - 2007 / 1 / 25 - 12:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مر خبر هجرة بعض الهنود لاسرائيل بعد اعتناقهم الديانة اليهودية ليستقروا هناك, حسب بعض الوكالات, مرور الكرام. وسط تزاحم اخبار الهجمات التي تتوالى من كل جانب ضد الشعب العراقي, واخبار الاضطراب في لبنان, وفلسطين التي لم يكتف ساستها بمحاصرة اسرائيل لهم بل صار بعضهم يمارس نضاله وشجاعته ضد المساكين, وبنفس اسلوب قتل الابرياء في العراق.
فلم ينتبهوا لوفود المهاجرين التي مازالت تتوافد على تلك البقعة الصغيرة, بالرغم من عدم استقرارالوضع الامني وبالرغم من تسبب ذلك بتشريد الفلسطينيين من قراهم.
تكاد اسرائيل ان تكون الدولة الوحيدة التي اقيمت على اساس طائفي ديني اي بمعنى اخر عنصري. فقد مارست كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة لاجبار اليهود من كل اقطار العالم للهجرة لها. بشكل قسري كما حصل ليهود الدول العربية في الاربعينات والخمسينات من القرن الماضي, بعد خلق حالة تفرقة وكره بين ابناء تلك الطائفة وبين الطوائف الاخرى بتأليبها للاعتداء على اليهود وبالتالي خلق حجة لهجرتهم لاسرائيل او التعجيل بها. وهو ما يمارس الان بين طوائف العراق.
او بشكل ترغيبي لمن يعيشوا في حالة فقر في بلدانهم المتعبة, كما هوالحال بالهند. فقد عملوا على زرع فكرة الربط بين ايمانهم بالعقيدة اليهودية وبين هجرتهم لاسرائيل، اي اقتلاع حبهم للوطن الاصلي الذي ولدوا فيه, بلد ابائهم واجدادهم.
لذا نرثي لليهود لاستغلالهم سياسيا, ومحاولة انتزاع المشاعر الوطنية منهم او الاحساس بالانتماء للوطن الذي ولدوا وتربوا به ليهجروا قسرا او ترغيبا، بناءا على مخطط سياسي امريكي بريطاني صهيوني. وبسبب ذلك يتعرض اليهود في اغلب المجتمعات للعزلة والتعامل معهم بحذر وريبة من قبل الطوائف الاخرى.
كل الدول صغرت او كبرت عبارة عن مجموعة اقوام وطوائف تعيش متآلفة في مجتمع واحد كل يمارس طقوسه وشعائره، حتى الشعوب البدائية، فيها اقوام وطوائف مختلفة. فلو جعلنا الدول وحتى المدن على اساس طائفي او عرقي لاختل التوازن الاجتماعي للشعوب وقد يؤدي ذلك لكوارث ابشع من التي نعيشها الان.
لكن الدول الكبرى مازالت تعتمد ورقة القومية والطائفية لتلعب على مشاعر بعض الاقليات, لتتمكن من السيطرة على مقدرات البلدان هذه.
يقول الخبر "وصول دفعة اولى من ابناء قبيلة هندية اعتنقت اليهودية, الى اسرائيل، وقد اعتنق هؤلاء اليهودية ليستفيدوا من قانون العودة الذي يمنح الجنسية الاسرائيلية لليهود الراغبين في العيش في اسرائيل. وتتكفل منظمة اميركية تتلقى اموالا من مسيحيين انجيليين بنفقات الرحلة والاقامة ". ويقول رئيس الجمعية انه خصص مليون ونصف المليون لهذه العملية. ويروي ايلي اياكي المسؤول في الوكالة اليهودية الصعوبات التي واجهتهم ,حيث رفضت الهند منح تأشيرات للمهاجرين. لكنهم تمكنوا من تنفيذ العملية ! ويؤكد هؤلاء الهنود انهم من نسل احد الاسباط العشر التي كانت تعيش في اسرائيل التوراتية والتي تشتت في الارض حسب التوراة اثر غزو الاشوريين عام 127 قبل الميلاد!".
المعروف ان اليهود وغيرهم يتمتعون بحرية خاصة في اوربا، فليس هناك من يهددهم بقطع رقابهم لو اعتنقوا ديانة اخرى, فالديانة لها صلة روحية بين الشخص وربه وليس من حق اي كان ان ينتزع ذلك الحق من عباد الله.
بالرغم من تلك الحرية مازالت الديانة اليهودية تحرم على الاخر اعتناق اليهودية حتى لو تزوج او تزوجت من يهودي. اي ان الديانة اليهودية مغلقة على الاقوام التي اعتنقتها .
اذن السؤال كيف سمحوا الان, لتلك المجموعة الهندية ان تعتنق اليهودية؟
لماذا تذكرت تلك القبائل يهوديتها الان.. و بعد الالاف من السنين والعقود؟ لماذا يعتنقوا اليهودية الان وكيف؟
سؤال اخر برئ يزاحم اسئلتي التي لاجواب لها، ماعلاقة المنظمة الامريكية التي تتلقى اموالا من مسيحيين! لتتبنى مصاريف رحلة اليهود الهنود؟ اليس ذلك من واجب اسرائيل؟
مرة اخرى لماذ الان؟ هل للامر علاقة باستمرار الحصار على غزة؟
واذا كانت اسرائيل او امريكا حريصين حقا على اليهود في الهند لماذا لم تساعدهم وهم في بلدهم، لماذا لم تستغل الملايين التي تصرف على رحلتهم، لتعمل لهم مشاريع يستفيدوا منها وهم امنين في قراهم دون اللجوء لترك بلدانهم وفرض الهجرة عليهم وحرمانهم من ذكرياتهم وعلاقاتهم الانسانية مع اقرانهم؟
اذن الامر سياسيا ولا علاقة له بارض الميعاد والاجداد. ففلسطين مثلها مثل كل بلدان العالم يسكنها اليهود والمسلمين والمسيحيين, على مدى العصور. اما الاقتراح بتأسيس دولة لليهود الذي تبنته الحركة الصهيونية, ودعمته بريطانيا في القرن الثامن عشر, كان في قبرص! ثم اقترحت احدى الدول الافريقية الخاضعة للاستعمار الانكليزي.
اما فلسطين فلم تكن ارضا للميعاد! الا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية اي بعد نهاية الاستعمار البريطاني ، حيث خططوا لترك اثر منهم كما فعلوا في كل المستعمرات, وتم ذلك بانشاء قاعدة سياسية ليسيطروا من خلالها على المنطقة كلها ولكن بشكل غير مباشر، فوقع الاختيار على فلسطين لاسباب باتت معروفة وحفظت عن ظهر قلب.
لذا نقدر ان نقول ان اليهود أُستُخْدموا لتحقيق ذلك الغرض السياسي الاقتصادي حالهم حال الطوائف الاخرى التي كانت وماتزال ورقة رابحة بيد العالم القوي للسيطرة على مقدرات البلدان الضعيفة. الفارق ان اليهود بسيطرتهم على الاقتصاد العالمي وضّفوا ذلك لصالحهم وسيطروا بالتالي على القرارات السياسية لبريطانيا وامريكا ومعظم اوربا.
اذن هوعصر الهيمنة الاسرائيلية والصهيونية، لا اليهودية حتى لانظلم اليهود. فالكثير من اليهود يعارضون فكرة الدولة اليهودية ويعارضون اسرائيل. فاسرائيل ليست تلك المساحة التي يحتلها شعب الله المختار بل هي امريكا بكل ثقلها السياسي والعسكري وبريطانيا بكل عظمتها الافلة ودول اوربا بطمعها ومنافستها لامريكا. فسياسيا اغنياء اليهود الصهاينة يتحكمون بالقرار السياسي لعموم بلدان العالم القوي.
فافرغوا اغلب البلدان الفقيرة من يهودها, لزيادة حجم اليهود السكاني في اسرائيل, ويلجأوا الان لتهويد الفقراء واغرائهم للهجرة لاسرائيل للضغط على الفلسطينيين المحاصرين في قراهم التي لم تبقي منها الا بضعة اشبارا، لاجبارهم على الهجرة كما فعلوا في القرن الماضي وللان.
فهناك تجويع للشعب الهندي او الشعوب الفقيرة الاخرى لاغراءها بفكرة الرحيل لاسرائيل بعد اعتناق اليهودية.
وهنا محاصرة وتجويع للفلسطينيين, اصحاب الارض, لاجبارهم على ترك ارضهم والهجرة والتشرد في بلدان العالم!
كل هذا "والرفاق حائرون" متغافلون, يتسائلون, قائدنا من يكون؟ اويهتفون بالروح بالدم نفديك يافرعون, او القائد المجنون. واعدائهم, للشعب يحاصرون, بلا تهديد ولا وعيد يهجمون, وبصمت وبلا زعيق, للمساكين يهجرون.
مع الاعتذار للعندليب عبد الحليم.

2007



#ابتسام_يوسف_الطاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ارض الضوء
- ..يا أمة ضحكت من جهلها الامم
- الحجاب بين السياسة والتقاليد
- لابد من التخلص من الافعى, لطرد الحاوي
- المكالمة السرية، بين العراب والقائد الشِفيّة
- البعث الصدامي: راس صدام لو راس الوطن
- الحزب الجمهوراطي والدكتاتورية الامريكية
- .... شر البلية
- ما الفرق بين شارون وصدام حسين؟
- هنيئا لاسرائيل بالقاعدة
- الحاضر غرس الماضي
- احلام مشاكسة
- وطنية مدفوعة الثمن
- قصة قصيرة جد
- انما للصبر حدود- نوافذ خاصة على محاكمة صدام
- الاحتجاج الكاركتيري
- متى يكون الجهاد عدوا وأخطر من قوات الاحتلال
- المخرج ليث عبد الامير وأغنية الغائبين
- المسيار، المتعة، العرفي..ثلاث اسماء لمعنى واحد مرفوض
- رامسفيلد وخططه (الذكية) لاشعال حرب اهلية!


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابتسام يوسف الطاهر - العصر الصهيوني وسياسة التجويع