إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)
الحوار المتمدن-العدد: 1806 - 2007 / 1 / 25 - 12:10
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
جاء في موقع lobservateur.ma أن حكومة جطو عرضت حصيلتها كما هو معمول به في جميع الديموقراطيات كلما حلت سنة الاستحقاقات.
وحسب تموقع هؤلاء وأولئك السياسي، سيكون التقييم متباينا، لكن الملاحظ الموضوعي سيظل من المفروض عليه الإقرار بأن حصيلة حكومة جطو هي حصيلة مفارقات بامتياز.
فما اعتبره الوزير الأول انجازات، جزء كبير منها ليس في الواقع سوى مبادرات ملكية، ودون السعي لتحريك السكين في الجرح، من الضروري الفصل بين الأمرين: الإنجازات الملكية والإنجازات الحكومية البحتة إن وجدت فعلا.
فلا يخفى على أحد أن حصة الأسد من الاستثمارات الأجنبية تم جلبها بمبادرة ملكية.
ورغم ذلك، وعلى الصعيد الاقتصادي، هناك حصة من الإنجازات، يمكن إجمالها في تقدم أشغال البنيات التحتية وتطور نسبي في السكن الاجتماعي وتحقيق خطوة بخصوص ملفات السوجيطا والبنك الوطني للإنماء الاقتصادي والمناطق الحرة والتكوين المهني.
لكن، وهذا هو الأهم، سيكون من الصعب بالنسبة للأغلبية الحالية استخدام هذه الإنجازات في حملتها الانتخابية القادمة.
فالحكومة الحالية تشكو من ضعف أصلي: رئيسها تقنوقراطي، والمغاربة يرونه كذلك. إن الحكومة الحالية يمكن وصفها بكل الأوصاف ماعدا أنها حكومة سياسية، وهذه هي النقطة التي أسالت الكثير من المداد واللعاب في النقاشات والجدالات العمومية.
إن الطبيعة "اللاسياسية" لحكومة جطو تجعلها في موقع ضعف للدفاع عن انجازاتها وفرضها في الجدال الوطني.
أما على الصعيد المؤسساتي، فإن الحصيلة ضعيفة، والمغادرة الطوعية لم تخفف من ثقل الأجور على الميزانية، لاسيما وأن الحكومة خضعت للضغوطات النقابية.
أما إصلاح القضاء فلا زال مجرد أمنية دائمة التأجيل لموعد لاحق رغم أن الطلاق بين المواطنين والمنظومة القضائية أضحى واضحا للعيان بشكل لم يسبق له نظير، في حين ينتظر إصلاح المنظومة التعليمية دفعة جديدة للخروج من دائرة تدبير الرداءة.
ويظل استمرار غياب الشفافية الفشل الذريع لحكومة جطو، رغم أنه موضوع عزيز عليها الحديث فيه مطولا.
ويتأكد هذا الفشل بعد الإقرار بارتفاع مؤشر الرشوة حسب المنظمات الدولية غير الحكومية، وباستمرار انتعاش اقتصاد الريع، وانحياز الحكومة لخدمة مصالح خاصة تحت غطاء ما أسمته باستراتيجية التنمية التي ظلت معالمها غامضة، ولم يعرف أحد شيئا عن مضمونها وحول المؤسسات المكلفة بتطبيقها، هذا في وقت تميزت فيه حكومة جطو بغيابها عن الساحة السياسية.
أما الدبلوماسية فهي مدبرة خارجها وفي مكان آخر، وعلى الصعيد الداخلي لم يقو الوزير الأول حتى الدفاع عن القانون الانتخابي الذي أبدعته الأغلبية.
والآن ينتظر الجميع نتائج استحقاقات 2007 وصعود حكومة سياسية كما وعد بذلك الملك، لكن القلق حاصل بحيث أن مثل هذه الحكومة من شأنها فقدان الجدوى الاقتصادية عبر التفريط في الانجازات الهزيلة جدا التي حققتها حكومة جطو.
#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)
Driss_Ould_El_Kabla#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟