كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8341 - 2025 / 5 / 13 - 10:22
المحور:
كتابات ساخرة
هنا سنسكت قليلاً . . صدقة فضائية جارية !!. . هكذا هي الصدقات وإلا فلا ؟!؟. فعندما تتبرع دولة قطر بطائرة حديثة ومتطورة من فئة طائرات الأحلام، يسمونها أيصاً: (ملكة السماء) أو (القصر الطائر) بمبلغ لا يقل عن 400 مليون دولار. وتهديها إلى كبير قبضايات العصر في بلد يحتضن اكبر وأفخم وأشهر شركات تصنيع الطائرات من كل الأنواع والأحجام، واكبر وأفخم وأشهر مراكز تصنيع وتأهيل وإطلاق الأقمار الاصطناعية والمركبات الفضائية. فبماذا يشعر المواطن العربي المسكين عندما يقف بإزاء هذا السخاء الزنكلوني والعطاء البرمكي الذي ليس له ما يبرره ؟، لا شك انه سوف يقف حائراً مندهشاً مستغرباً، يعجز تماما عن تفسير هذه الهبات الاستثنائية غير المسبوقة. وسوف ينهار الفقراء من هول الصدمة، وبخاصة أولئك الذين مازلوا يتابعون بشغف بث حلقات برامج (جبر الخواطر)، وينتظرون التخصيصات الشحيحة التي تقدمها لهم صناديق الصدقات، أو يحصلون عليها من حملات الإعانات الموسمية في الكنائس والمساجد والمنظمات. .
لدينا شعوب وقبائل تستحق الرحمة والشفقة من شدة العوز والحرمان، وشعوب واقعة تحت وطأة الحصار، وأقوام يموتون بالعشرات من فرط الجوع والعطش، وجماعات لم تذق طعم الزاد منذ شهور، بينما تتصدر الدوحة عناوين الاخبار بدفع الجزية الخرافية للإمبراطور البرتقالي. .
وانطلاقا من هذا المبدأ أعربت وزارة الدفاع الأميركية عن استعدادها لقبول الطائرة التحفة، وهي من طراز بوينغ 747-8 لتحل محل الطائرة الرئاسية (Air Force One) الحالية كهدية مجانية من حكومة قطر الشقيقة، وسوف يصار إلى تعديلها وتأهيلها كي تصبح جاهزة للاستخدام كطائرة رئاسية في الأيام القادمة. وربما يظهر علينا بعض مشايخ البِلاط والبلَاط (تارة بفتح الباء وتارة بكسرها) فيبرروا هذه الهدية السخية على انها صدقة فضائية جارية تسهم في تصعيد حسنات المنتخب العنابي الى 100000 حسنة لكل ساعة طيران أو حسب تقديرات الوكالة الجوية للطيران المدني IATA. .
ولله في خلقه شؤون
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟