أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سعيد هادف - بمناسبة صدور كتابه الثالث: الروائي خالد بوداوي في لقاء مفتوح















المزيد.....

بمناسبة صدور كتابه الثالث: الروائي خالد بوداوي في لقاء مفتوح


سعيد هادف
(Said Hadef)


الحوار المتمدن-العدد: 8338 - 2025 / 5 / 10 - 05:46
المحور: سيرة ذاتية
    


مساء الخميس 08 مايو/أيار الجاري، نظمت مكتبة مركز التوثيق الاقتصادي والاجتماعي في وهران (C.D.E.S.) لقاء أدبيا مع الروائي خالد بوداوي بمناسبة صدور عمله الثالث. اللقاء حضره سبعون ضيفا أو يزيد، ولم تتسع القاعة لكل الحاضرين. ورغم حرص السيد بيرنار على توفير المقاعد إلا أن بعض الحاضرين اضطر إلى متابعة اللقاء واقفا قرابة الساعتين.
حضر اللقاء كوكبة من مثقفي المدينة لعل أبرزهن وأبرزهم الروائي والباحث منصور قديدير والسوسيولوجي الدكتور محمد مبتول والفاعلة النسوية وأستاذة الاقتصاد فاطمة بوفنيق والإعلامي لحسن بوربيع والقس كريستيان، وممثلة بيت الشعر السيدة سليمة عيدوني...
الكتاب الذي جاء حوله اللقاء، صدر مؤخرا بفرنسا تحت عنوان Laps de temps "برهة من الزمن"، يسرد فيه خالد قصته مع رياضة الركض، وكيف أصبح عدّاء مواظبا على المشاركة في التظاهرات المحلية والأممية.
أطوار هذه القصة تعود إلى 2010 حين تعرض خالد إلى أزمة صحية وأخبره الطبيب أنه مصاب بالسرطان وأن أيامه أصبحت معدودة. حدث ذلك عام 2012 ، بعد حوالي عامين من العلاج، قال له الطبيب: "لن تعيش أكثر من أربعة أشهر".
في مقطع من الصفحات الأولى للكتاب، حول ماراتون باريس، أبريل 2018، وتحت عنوان فرعي: ماراثوني الأول. . ما كان علي أن أكون هنا أبداً؛ يقول: "أنظر إلى حذائي، يبدو متعبا من فرط التدريبات المكثفة لعدة أشهر. لقد تحمّل كل تلك الخرجات ولاسيما أوقات المطر، كل صباح عندما لم أكن أرغب في الجري، كل مساء حين يمنعني الإرهاق من التفكير. كان شاهدا على كل شيء، أكثر من بعض الأقارب. كل خطوة قمت بها كانت وعدًا صامتًا: أستمر، وأمضي قدمًا، على الرغم من كل شيء.
صورة هذا الوعد تعود مجددا إلي، تعود بكامل حيويتها الأولى. "أربعة أشهر للعيش". هذا الحكم القاسي، أصدرته شفاه تعوّدت على إعلان كل ما هو أسوأ. كان ذلك قبل خمسة أعوام، لكن الكلمات مازالت هنا، عالقة في مكان ما في قاع ذاكرتي، مثل هامش كتبته على عجل ولم يعد قابلا للمحو. يحدث أن يطفو إلى السطح كلما ظننت أني نسيته، كأسطوانة قديمة مخرومة ترفض أن تصمت.
قشعريرة تسري في ظهري. شيء شبيه بالريح أو بقايا من الخوف. ربما كلاهما. ومع ذلك، اليوم، لست هنا لإعادة صياغة هذه الذكريات. هذا اليوم لا يتعلق بالمرض. هذه هي الحياة. أنا هنا لأثبت أنني فزت. ليس ضد الموت – لأن الفوز ضد الموت لن يحدث أبدا - ولكن ضد الخوف من توقف الحياة قبل أن يجبرني الوقت".

كلما تعرض أحدنا إلى أزمة اضطر إلى إعادة حساباته، ليس بحثا عن الحلول فحسب بل من أجل الاستيعاب أولا، ثم ضبط النفس وفق الوضعية الجديدة بإرادة وحزم. لقد كان على خالد أن يستوعب أولا ما حدث له، ومن ثمة رفع التحدي.
لقد قرر خالد أن يتحدى أزمته الصحية، لكن كيف وبماذا؟
في النهاية اختار أن يرفع تحديين: ممارسة الرياضة والكتابة.
بدأ الركض، ومع أن جسده لم يتعود على ممارسة الركض بانتظام ولمسافات طويلة، إلا أنه ألقى بخطاه في مهب الطريق. لم يكن يسعى إلى الرشاقة ولا إلى عضلات مفتولة ولا إلى لقب رياضي، كل ما كان يهمه هو الطريق وإيقاع قدميه وهما تتناوبان خطوة بعد خطوة في اتجاه بلا نهاية.
أما تحدي الكتابة، فقد فكر في خوض غمار الرواية، في البداية فكر أن يكتب باللسان العربي، ثم قال الكتابة باللسان العربي ليست تحديا، ماذا لو خضت المغامرة باللسان الفرنسي.
خالد الذي عاش تجربة الكتابة بالعربي في إطار عمله الصحفي لم يكن لسانه الفرنسي جيدا، كان عليه أن يعمل على تحسينه وفق برنامج صارم، وأن يقرأ الروايات الفرنسية وأن يتمرن به على الكتابة والنقاش. هذا هو التحدي إذن.
في نهاية 2018 حين تعارفنا لأول مرة، كان قد أنهى روايته الأولى. أما كيف أصبح المخطوط كتابا، فتلك قصة أخرى. المهم صدرت الرواية في غمار الحراك الشعبي عام 2019(Vivre en deux moi)، ثم رواية ثانية (Notable d’aujourd’hui Paria d’un jour). والروايتان تؤطرهما خلفية واحدة من حيث السياق التاريخي للوقائع ومن حيث الذاكرة الزمكانية: الجزائر المستقلة كامتداد متأزم لجزائر العهد الكولونيالي: وقائع الرواية الأولى جرت في العهد الكولونيالي بينما وقائع الرواية الثانية وإن جرت في الجزائر المستقلة فإن بطلها هو ابن مجهول الأب لامرأة كانت ضحية أحداث وقعت في العهد الكولونيالي. كما أن الروايتين تنطويان على متخيل يتغيا الاقتراب من أزمة الاندماج: البطل في الرواية الأولى وجد نفسه تحت حصار هوياتي بسبب انتماء والديه إلى هويتين/ثقافتين/قوميتين مختلفتين بينما بطل الرواية الثانية وجد نفسه تحت حصار هوياتي بسبب شجرته الجينيالوجية إزاء مجتمع لا يعترف بمجهول الأب. ومن هنا تحرك المتخيل الروائي جدليا لإثارة سؤال الهوية وإشكالية الاندماج.
في هذا الكتاب "برهة من الزمن" يسرد خالد قصته مع الركض، قصة قدميه مع المسافات: من المسافة صفر إلى 5 كلم ثم 10 ثم 20 ثم 21، 22.... ثم 30 .. لكن في ثنايا هذا البوح، يتقاسم خالد مع القارئ، موجات من المشاعر والصور والذكريات التي عاشها منذ أن قرر الولوج إلى مضمار الماراثون رافعا ورقة التحدي في وجه السرطان الذي باغته في عز شبابه.
في الفقرات الأولى من الكتاب يقول البطل: "عندما بدأت الركض، لم يكن الهدف هو أن أصبح من أبطال ألعاب القوى. لقد كان هروبا. كنت أركُضُ هربا من هذا الخوف الذي كان يلتصق ببشرتي. لقد كان الركض الأول بمثابة الجحيم: 300 متر، كنت أختنق. ولكنني عدت في اليوم التالي. ثم بعد غد. حتى الكيلومتر الأول، ثم تراكمت الكيلومترات، واحدًا تلو الآخر، مثل سلسلة تم تشكيلها بمرور الوقت. كل خروج كان انتصارا. كل عرق هو تذكير بأنني مازلت هنا. مازلت على قيد الحياة".
وربما هذا ما جعل الكاردينال ورئيس أساقفة الجزائر، الكاتب والمثقف الجزائري ذي الأصل الفرنسي السيد جان بول فيسكو يصف تجربة خالد بالرقصة الروحية على الحبل المعلق في مقال بعنوان (Le rêve d’un funambule de l’Esprit) بمناسبة مشاركة خالد في ماراثون روما، حيث منحته أتليتيكا فاتيكانا (Athletica Vaticana) جائزة كأس الرجل الأخير. "بالنسبة لأولئك الذين عرفوه ودعموه في الأعوام الأخيرة، يقول جان فيسكو، فإن هذه المشاركة هي بمثابة معجزة".



#سعيد_هادف (هاشتاغ)       Said_Hadef#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وهران: إحياء اليوم العالمي للشعر
- وهران تزيد الشعر بيتا
- في سياق اليوم العالمي للمدن: واقع حال المرفق العمومي في الفض ...
- الترجمة في يومها العالمي... قل لي ما موقفك من الترجمة أقول ل ...
- لماذا عادت الروح النازية؟ وأين ستنتهي؟
- في سياق يوم المرأة (وهران)، راهن الكتابة النسوية في الجزائر: ...
- السادس عشر من أيار: الحق في السلام بين الأيديولوجيا والثقافة ...
- اليوم العالمي للديمقراطيا (الجزء الثاني)
- اليوم العالمي للديمقراطيا (الجزء الأول)
- اليوم الأممي لحماية التعليم من الهجمات
- الوضع الأمني المغاربي على كف عفريت: هل الحرب هي الحل؟ (الجزء ...
- الوضع الأمني المغاربي على كف عفريت: هل الحرب هي الحل؟ (الجزء ...
- الوضع الأمني المغاربي على كف عفريت: هل الحرب هي الحل؟ (الجزء ...
- الوضع الأمني المغاربي على كف عفريت: هل الحرب هي الحل؟ (الجزء ...
- الوضع الأمني المغاربي على كف عفريت: هل الحرب هي الحل؟ (الجزء ...
- الوضع الأمني المغاربي على كف عفريت: هل الحرب هي الحل؟ (الجزء ...
- تبون وماكرون وجها لوجه: هل ستكون العلاقة الفرنسية الجزائرية ...
- مفدي زكريا: شاعر القومية الجزائرية
- زيلنسكي إزاء بوتن: صراع النازيات
- في معنى الشعبوية: هل قيس سعيد شعبوي؟


المزيد.....




- لماذا يعارض مؤيدون بارزون لترامب قبول الطائرة القطرية؟
- -هذه ليست حقبة حرب-، مودي يوجّه أول خطاب للأمة منذ بدء الضرب ...
- رئيس حكومة الوحدة في ليبيا: وزارتا الداخلية والدفاع حققتا إن ...
- إسرائيل تغتال الصحفي حسن إصليح خلال تلقيه العلاج في مستشفى ن ...
- ليبيا: اشتباكات ليلية بين مجموعات مسلحة في طرابلس ووزارة الد ...
- هدية -القصر الطائر- لترامب.. ماذا يقول القانون الأميركي؟
- وكالات أنباء -ممنوعة- من مرافقة ترامب بجولة الشرق الأوسط
- بيان عاجل بشأن -أحداث طرابلس-.. والدبيبة يعلق
- ترامب في طريقه للشرق الأوسط.. ويصف زيارته بـ-التاريخية-
- ليبيا.. لقطات لاقتحام مقرات -الدعم والاستقرار- وتحرير محتجزي ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سعيد هادف - بمناسبة صدور كتابه الثالث: الروائي خالد بوداوي في لقاء مفتوح