أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسن مدبولى - الوحدة الوطنية !!














المزيد.....

الوحدة الوطنية !!


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 8337 - 2025 / 5 / 9 - 16:39
المحور: المجتمع المدني
    


لا أؤمن، شخصيًا، بحق تقرير المصير لأيّ من الأقليات العرقية أو الدينية في العالم العربي، فنحن في نهاية المطاف، أمة عربية واحدة، تربطنا وحدة التاريخ والمصير، وتجمعنا ثقافة وهوية مشتركة. هذا لا يعني إنكار خصوصيات المكونات الثقافية أو الدينية أو القَبَلية، بل بالعكس، نحن نحترم التنوع ونقدّر التعدد، وندافع عن الحقوق الكاملة للمواطنة، والمساواة، وتكافؤ الفرص، والحريات السياسية للجميع دون استثناء.

لكن ما نرفضه بشكل قاطع هو أن يتحول هذا التنوع إلى ذريعة للانقسام، أو أن يُستغل في محاولات تفتيت الأمة إلى كيانات متناحرة. والأخطر من ذلك، أن تلجأ بعض هذه الأقليات إلى الاستعانة بالقوى الأجنبية، وخاصةالعدو الصهيوني، لتحقيق مآربها الانفصالية. ومن يلجأ إلى هذا الخيار، لا يستحق من وجهة نظري سوى المحاكمة العادلة بتهمة الخيانة العظمى.

بناءً على هذا المبدأ، كنت وما زلت أرفض تقسيم السودان إلى دولتين تحت ذريعة التنوع الديني والعرقي في الجنوب. لقد كان ينبغي منع تلك المهزلة حتى ولو بالقوة، ولو واجهنا رفضًا دوليًا كاملًا. فالخضوع لإملاءات الخارج لا يجلب إلا المزيد من التمزق، وهو ماحدث بالفعل بعد تقسيم السودان إلى دولتين،

أما اليوم، فما نشهده في سوريا من تصعيد طائفي، وتدخلات أجنبية تُبرر بحماية الأقليات الدرزية والعلوية والكردية والمسيحية، فهو أستنساخ جديد لما وقع فى السودان، و نموذج صارخ على كيف يُستغل التعدد لإشعال الحروب الأهلية.
فالمشروع الطائفي لا يخدم سوى أعداء الأمة، ويضرب وحدة المجتمعات الوطنية من الداخل.

ومن المهم علينا أن نميز بوضوح بين المطالبة بالحقوق، وهي مشروعة ومطلوبة، وبين التحريض على الانفصال، وهو أمر مرفوض تمامًا. فالأقليات يجب أن تتمتع بكافة حقوقها ضمن إطار الدولة الوطنية الواحدة، لا أن تُستخدم كورقة ضغط سياسية أو أداة للابتزاز الدولي.

كما أن على الأغلبية أيضًا مسؤولية كبرى في هذا السياق: مسؤولية احتضان التعدد، وصون كرامة كل المواطنين، دون تمييز أو تهميش. فالتهميش يولّد الغضب، والغضب إذا لم يُحتوَ بحكمة قد ينقلب إلى تطرف، ثم إلى مطالبة بالانفصال. إذن، المسألة لا تُحل بالقمع وحده، بل بالحوار والمشاركة والعدالة اولا ،

إن الوحدة الوطنية لا تُبنى على الإقصاء، بل على الاعتراف المتبادل، والمشاركة الفعلية في القرار والمصير. نحن أمة متعددة بطبيعتها، وهذا يجب أن يكون مصدر قوة، لا سببًا للضعف والانقسام. لكن من يصر على المراوغة وانتهاز الفرص المتاحة دوليا من وجهة نظره، ينبغى لجمه وإحتوائه بخشونة مبكرا ،



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقوق الطفل المصرى
- إقتصاد البوظة !!
- الإنفجار النووى من كشمير إلى غزة وكييف !؟
- ضيق الأفق !؟
- إكذوبة الهوية المصرية !؟
- إكذوبة التعويم والدعم !!
- إللى إختشوا، ماتوا !!
- إعادة نشر ،،،
- النصر المبين !؟
- فرنسا فى مصر !؟
- السلفية الإنبطاحية !!
- غباء، أم تآمر !؟
- أما آن الأوان للملمة الجراح ؟
- القول المعين فى فضح الأفاقين !
- عذراء الربيع ،،
- إتجاه البوصلة
- سقوط بغداد، وسقوط غزة
- توجهات الأحفاد ، وتراث الأجداد !!
- صراع البسوس المستنسخ !؟
- الفارق بين المخبر والمرشد فى الدراما المصرية


المزيد.....




- الأمم المتحدة تعرب عن قلقها البالغ إزاء تفاقم الوضع الأمني ف ...
- إدارة ترامب تستقبل 49 مواطنا أبيض من جنوب إفريقيا كلاجئين
- اعتقالات بالضفة ومستوطنون يقتحمون الأقصى
- ليبيا... وجهة ترامب لترحيل المهاجرين من الولايات المتحدة؟
- إسرائيل تدعو إلى إلغاء مذكرة اعتقال نتنياهو
- الأمم المتحدة ترحب بمحادثات إسطنبول بشأن تسوية الأزمة الأوكر ...
- -الصحة العالمية-: منع الوصول الفوري إلى الغذاء والإمدادات ال ...
- مدير المنظمات الأهلية الفلسطينية: ربع سكان غزة يعيشون حالة ا ...
- إسرائيل تطلب من الجنائية الدولية سحب أمري اعتقال نتنياهو وغا ...
- مئات الإسرائيليين يتظاهرون لإعادة الأسرى تزامنا مع إطلاق سرا ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسن مدبولى - الوحدة الوطنية !!