أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رحيم حمادي غضبان - اللعبة الأقتصادية من يحركها ولماذا لايعيش البشر سواسيه؟














المزيد.....

اللعبة الأقتصادية من يحركها ولماذا لايعيش البشر سواسيه؟


رحيم حمادي غضبان
(Raheem Hamadey Ghadban)


الحوار المتمدن-العدد: 8332 - 2025 / 5 / 4 - 02:23
المحور: المجتمع المدني
    


في خضم عالم تتشابك فيه خيوط الاقتصاد والسياسات المالية، وتتصارع فيه قوى السوق والنفوذ، يقف الإنسان متسائلًا: لماذا لا نحيا جميعًا حياة كريمة متساوية، رغم تقدم البشرية ووفرة الموارد وعلوّ الشعارات التي تتغنّى بالعدالة والمساواة وحقوق الإنسان؟

عوامل كثيرة تتحكم في مصير البشر، بدءًا من الاقتصاد الكلي وحتى سعر رغيف الخبز في السوق المحلي. فالواردات والصادرات، والدخل القومي، ومتوسط دخل الفرد، والسياسات الضريبية، والعجز في الميزانية، وارتفاع أو انخفاض أسعار النفط والذهب والخامات الأساسية—كلها ليست مجرد أرقام في تقارير حكومية، بل محركات مباشرة لشكل حياة الإنسان، تحدد إن كان سيعيش في رفاهية، أو يكتفي بحياة متوسطة، أو يُدفع نحو هاوية الفقر والعوز.

لكن السؤال الجوهري يبقى: من الذي يوزع الأدوار في هذه المسرحية الطبقية؟ ولماذا توجد دول غنية وأخرى فقيرة، رغم أن الموارد الطبيعية موزعة في أكثر من مكان على سطح الأرض؟

خذ نيجيريا كمثال—دولة غنية بالنفط، بل من أكبر منتجيه في أفريقيا، ومع ذلك يعيش أكثر من 40% من سكانها تحت خط الفقر. النفط موجود، لكن الثروة لا توزع بعدالة، بل تتجمع في أيدي القلة.

وفي الولايات المتحدة، أكبر اقتصاد في العالم، نجد مفارقة محزنة: بينما يعيش المليارديرات في ترف لا يُوصف، هناك أكثر من 11% من السكان تحت خط الفقر، يعانون من انعدام التأمين الصحي والسكن اللائق. كيف يعقل أن يحدث ذلك في دولة تُعدّ رمز القوة الاقتصادية؟

الهند أيضًا مثال آخر. اقتصادها ينمو بسرعة، وتنتج التكنولوجيا وتصدر العقول، لكنها في الوقت ذاته تضم أكثر من 200 مليون إنسان يعيشون في أحياء فقيرة تفتقر لأبسط الخدمات. المشهد في المدن الراقية مثل بنغالور لا يشبه شيئًا مما يعيشه سكان القرى النائية.

أما اليمن، فقد حُكم عليها بالفقر المزمن رغم ثرواتها الزراعية والبحرية والمعدنية. الحروب والفساد والصراعات السياسية جعلت من هذا البلد ساحة لأكبر أزمة إنسانية في العصر الحديث، مع أكثر من 70% من سكانه يعتمدون على المساعدات.

لكن في المقابل، هناك نموذج مختلف. دول الشمال الأوروبي مثل السويد والنرويج والدنمارك تُظهر أن التوزيع العادل للثروة ليس حلمًا مستحيلًا. عبر سياسات ضريبية منصفة، وتعليم مجاني، ورعاية صحية شاملة، نجحت هذه الدول في تقليص الفجوة بين الطبقات، ورفعت مستوى سعادة شعوبها.

إن الجواب لا يكمن فقط في نظريات السوق أو العولمة، بل في نظام عالمي أنتج مع مرور الزمن تفاوتًا بنيويًا. دول كانت مستعمرات، لا تزال تدفع ضريبة تاريخ النهب. أنظمة تعليمية غير عادلة تُعيد إنتاج الفقر، واحتكارات اقتصادية تُقصي الفقراء من فرص التقدّم.

نحن نعيش في عالم تقوده مصالح، والقرارات الكبرى التي تؤثر على مصير المليارات، كثيرًا ما تُتخذ في غرف مغلقة، لا يرى فيها الإنسان البسيط سوى نتائجها القاسية.

العدالة ليست حلمًا مستحيلًا. لكنها تحتاج إلى ما هو أكثر من رفع الشعارات. تحتاج إلى وعي جماعي، ومساءلة مستمرة، وإرادة سياسية تضع الإنسان في صدارة السياسات—not الاقتصاد لأجل الاقتصاد، بل الاقتصاد لأجل العدالة والكرامة والحق في الحياة.



#رحيم_حمادي_غضبان_العمري (هاشتاغ)       Raheem_Hamadey_Ghadban#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين سطوة القوة وأنفلات الفكر .قرأة في عالم تحكمه المصالح بدو ...
- جريمة القتل ظاهرة تنذر بالخطر وتشريعات تحتاج وجهة نظر
- هل يتحقق الحلم العراقي بالوصول مرة ثانية لكأس العالم بكرة ال ...
- التيار الصدري وتحديث بطاقة الناخب هل تلويح للمشاركة في الأنت ...
- خور عبدالله بين المد الكويتي والجزر العراقي
- الحرية المطلقة وتفكك الأسرة المهاجرة في المجتمعات الغرببة ال ...
- الشرق الأوسط وتصاعد الأزمات وتجدد الحديث عن حل الدولتين
- الأزمات المتجددة في الشرق الأوسط وتجدد الحديث عن حل الدولتين
- الهند والباكستان. تصعيد عسكري وتحذيرات نوويه
- السويد بين مفترق طرق .هل تتحول العودة الطوعية الى تطهير ناعم ...
- الناتو بين الماضي والحاضر والمستقبل
- ماذا وراء انفجارات بندر عباس الأيراني
- أنتهاكات حقوق الأنسان ضد المرأة والطفل في مناطق النزاع السود ...
- هل تصريحات ترامب الأخيره بأنه على أستعداد لمقابلة القادة الأ ...
- فشل اجتماع لندن حول الشأن الأوكراني. انقسام غربي بالمواقف وأ ...
- الدبلوماسية العراقية بين باريس واشنطن ماذا ورائها ؟
- تونس بين كماشة القمع وتوق التغيير. هل هناك ربيع تونسي يفوق ف ...
- روسيا والملف النووي الأيراني .بين الوساطة الفاعلة وتثبيت الح ...
- عمان والدور الدبلوماسي الصاعد من الوساطات الهادئه الى التأثي ...
- ليبيا على أعتاب قمة بغداد


المزيد.....




- الأمم المتحدة: سكان غزة بالكامل يواجهون خطر المجاعة
- الأمم المتحدة: القوات الإسرائيلية تواصل اختراق الحدود اللبنا ...
- الأمم المتحدة تعرب عن قلقها البالغ إزاء تفاقم الوضع الأمني ف ...
- إدارة ترامب تستقبل 49 مواطنا أبيض من جنوب إفريقيا كلاجئين
- اعتقالات بالضفة ومستوطنون يقتحمون الأقصى
- ليبيا... وجهة ترامب لترحيل المهاجرين من الولايات المتحدة؟
- إسرائيل تدعو إلى إلغاء مذكرة اعتقال نتنياهو
- الأمم المتحدة ترحب بمحادثات إسطنبول بشأن تسوية الأزمة الأوكر ...
- -الصحة العالمية-: منع الوصول الفوري إلى الغذاء والإمدادات ال ...
- مدير المنظمات الأهلية الفلسطينية: ربع سكان غزة يعيشون حالة ا ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رحيم حمادي غضبان - اللعبة الأقتصادية من يحركها ولماذا لايعيش البشر سواسيه؟