أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد علي مقلد - الإصلاح السياسي أساسي حتى في الجندرة














المزيد.....

الإصلاح السياسي أساسي حتى في الجندرة


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 8330 - 2025 / 5 / 2 - 00:16
المحور: حقوق الانسان
    


ا
قال ماركس، إن الحضارات تقاس بدور المرأة. وقال نابليون، المرأة التي تهز السرير بيمينها تهز العالم بيسارها. وقيل المرأة نصف المجتمع. ويرى قاسم أمين "أن الاستبداد إذا غلب على أمة فإن أثره في الأنفس لا يقتصر على الحاكم الأعلى المستبد، وإنما يتصل بمن حوله". عدت نساء رائدات في العالمين القديم والحديث، السيدة مريم، الخنساء، زنوبيا، شجرة الدر، جاندارك، كاترين، وغيرهن كثيرات. لم تكن تلك الأسماء سوى حالات فردية موزعة بين الأزمنة والأمكنة والمعتقدات.
ارتبط تاريخ هذه القضية بثلاثة عوامل. السياسي وهو الحاسم، تجسده الأقانيم الثلاثة، الحرية والمساواة والديمقراطية. الحرية بمعناها الفلسفي لم تعرف إلا مع الكوجيتو الديكارتي، أي حرية العقل والتفكير."أنا أفكر إذن أنا موجود". قبل الكوجيتو وردت كلمة الحرية كنقيض للعبودية. من القرن السابع عشر حتى العشرين، اكتملت صورتها في شرعة حقوق الإنسان وفي الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
المساواة لم تطرح كقضية على جدول عمل التاريخ إلا مع الثورة الفرنسية. المعنى الأصلي للمصطلح هو المساواة أمام القانون في الحقوق والواجبات، لا ذاك الذي دارت حوله حوارات عقيمة بين الغني والفقير أو بين الرجل والمرأة. صارت الحرية والمساواة من حقوق الإنسان الفرد، وانفتح المجال لمشاركة الجميع، ذكوراً وأناثاً، في عملية الإنتاج.
الديمقراطية بحث دائم عن تنظيم العلاقة بين القوي والضعيف لتقليص نسبة الاستبداد. لم يشكل نظام الأكثرية والأقلية في السلطة السياسية صيغة مثلى، فظهر مبدأ الحق بالاختلاف والاعتراف بالآخر ليمنح الديمقراطية فرصة جديدة للترقي.
احتاج التاريخ، لإثبات صحة حقائقه، إلى قرون لا إلى سنوات. من السابع عشر إلى العشرين، إذ تمكنت الحضارة الرأسمالية من تحقيق إنجازاتها العلمية والاقتصادية وتعميمها على الكون، أما إنجازها السياسي في تحقيق الديمقراطية فقد كان عصياً على التعميم. إذ لا تزال بلدان كثيرة تنوء تحت استبداد التقاليد والأحزاب والحكومات. حتى في عرين الرأسمالية لم يكتمل هذا الإنجاز، حيث يمارس الاقتصاد، بالخفاء من غير ضجيج وبعنف غير مرئي، استبداداً ناعماً يلتف فيه على قيم الحرية والديمقراطية والمساواة فيبددها وينقلها إلى حيز الأحلام.
منظومة القيم السياسية في الحضارة الرأسمالية احتاجت إلى حماية عن طريق القانون الوضعي. أما القيم الاجتماعية فهي، في حد ذاتها، بمثابة قوانين. حين يتعارض الوضعي مع الاجتماعي تكون الأرجحية للأول، في كل نظام حديث قامت فيه دولة الحق والقانون والمؤسسات، وللثاني في الدول التي لم تشهد النقلة السياسية من الاستبداد إلى الديمقراطية. هكذا يستمر الصراع في عصرنا بين قوانين الدولة الحديثة التي يصونها القضاء والقوانين الاجتماعية التي تحتكم إلى القضاء الشرعي الذي تحميه المؤسسة الدينية وتنظيمات ما دون الدولة، كالبنى القبلة والعشائرية والطائفية والميليشيوية، أو ما فوق الدولة كالعولمة الاقتصادية الرأسمالية.
فرضيتنا هذه تؤكدها تجارب عديدة في العالم العربي. نذكر منها مبادرة الرئيس اللبناني كميل شمعون في سن قانون يساوي بين الرجل والمرأة في الانتخابات في خمسينات القرن العشرين، ومبادرة الرئيس التونسي في وضع حدود بين قوة التأويل الديني وقوة القانون الوضعي، ومبادرة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في بداية الحادي والعشرين التي ذهبت إلى أبعد من قضية الجندرة والمساواة بين الرجل والمرأة.
الإصلاح السياسي هو أساس كل إصلاح. والاستبداد هو أصل العلة ولا حل لقضايانا ومشاكلنا خارج دولة القانون والتربية على الديمقراطية.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زجل الحرب الأهلية -المارونية السياسية والشيعية السياسية
- في نقد المنبر الوطني للإنقاذ
- -موران كنعان- وعهود الوصاية
- السلاح غير الشرعي والميليشيات
- لا للتوافق
- متاهة الضائعين لأمين معلوف(5) الولايات المتحدة واللوبي اللبن ...
- الذكاء الاصطناعي والبديل الاشتراكي رؤية من منظور اليسار الإل ...
- متاهة الضائعين لأمين معلوف(4) هل العرب استثناء؟
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟
- متاهة الضائعين لأمين معلوف(3) الاتحاد السوفياتي
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية
- متاهة الضائعين لأمين معلوف(2) منهج البحث الروائي عن -الهويات ...
- المنهج الروائي في البحث عن الهوية عن -متاهة الضائعين- لأمين ...
- لماذا نحن في أزمة ممتدة؟
- رفيق الحريري ومشهد 2025
- نحو بناء دولة القانون والمؤسسات
- الكورد، مشكلة أم قضية
- الهزيمة ليست عيباً العيب ألا نتعلم من الهزيمة
- رئيسان من نتاج الثورة
- الاستقلال الخامس والنهائي للبنان


المزيد.....




- الأمم المتحدة: سكان غزة بالكامل يواجهون خطر المجاعة
- الأمم المتحدة: القوات الإسرائيلية تواصل اختراق الحدود اللبنا ...
- الأمم المتحدة تعرب عن قلقها البالغ إزاء تفاقم الوضع الأمني ف ...
- إدارة ترامب تستقبل 49 مواطنا أبيض من جنوب إفريقيا كلاجئين
- اعتقالات بالضفة ومستوطنون يقتحمون الأقصى
- ليبيا... وجهة ترامب لترحيل المهاجرين من الولايات المتحدة؟
- إسرائيل تدعو إلى إلغاء مذكرة اعتقال نتنياهو
- الأمم المتحدة ترحب بمحادثات إسطنبول بشأن تسوية الأزمة الأوكر ...
- -الصحة العالمية-: منع الوصول الفوري إلى الغذاء والإمدادات ال ...
- مدير المنظمات الأهلية الفلسطينية: ربع سكان غزة يعيشون حالة ا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد علي مقلد - الإصلاح السياسي أساسي حتى في الجندرة