أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - فواد الكنجي - عيد العمال سيبقى رمزا لدفاع عن حقوق الطبقة العاملة















المزيد.....


عيد العمال سيبقى رمزا لدفاع عن حقوق الطبقة العاملة


فواد الكنجي

الحوار المتمدن-العدد: 8328 - 2025 / 4 / 30 - 09:00
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


يحتفل العالم في الأول من أيار كل عام بـ(عيد العمال العالمي)، تكريما لمساهمات العمال في بناء الحضارة وتطوير المجتمعات، فهذا اليوم يمثل رمزا لنضال الطبقة العاملة من أجل حقوقها ويشكل تجسيدا لفكرة رفض الظلم.. والقمع.. والاضطهاد.. وانتهاك الحقوق العمالية والنقابية للطبقة العاملة .
ونحن إذ نحتفل (بعيد العمال) في هذا العام؛ فان من واجبنا الأخلاقي إن نذكر العالم بان هناك شريحة واسعة من الطبقة العاملة وفي كل أنحاء العالم؛ لا تزال تعاني من الظلم.. والقهر.. والإجحاف.. وانتهاك حقوقها في مختلف المجالات؛ سواء بالنسبة للعاملين في القطاعين العام والخاص؛ وان الكثير من العمال يعانون من غياب الكثير من الحقوق العمالية كانخفاض الأجور.. وتدني مستويات الحماية الاجتماعية كالضمان الاجتماعي.. والتأمينات الصحية.. وتوفر بيئة العمل الآمنة.. وارتفاع معدلات البطالة.. وغيرها من الحقوق العمالية .


جذور عيد العمال العالمي


تعود جذور (عيد العمال العالمي) إلى الحركة العمالية التي طالبت وناضلت وسعت من اجل تحسين ظروف العمل والأجور للعمال في أواخر القرن التاسع عشر، وهنا يمكن إرجاع (يوم العمال العالمي) أو (عيد العمال) أو) يوم العمل)؛ إلى هذه الفترة أي – إلى القرن التاسع عشر – حيث تعود خلفية هذا اليوم إلى الإحداث التي حدثت بحق (العمال) في كل من (أمريكا) و(كندا) و(استراليا)، حيث كانت بداية (عيد العمال) قد انطلاق من (استراليا) في نيسان من عام 1856 ؛ ثم انتقلت إلى (أمريكا) التي كانت تعيش بداية الثورة الصناعية؛ وكان العمال (الأوروبيون) المهاجرين إلى (الولايات المتحدة الأمريكية – العالم الجديد) يمثلون الشريحة الأكبر من القوة العاملة فيها. وهنا لابد من تذكير بان ظروف العمل في هذه المرحلة من التاريخ كانت مروعة.. والأجور متدنية.. وساعات العمل طويلة؛ وأصبحت الإضرابات العمالية في العقد الثامن من القرن التاسع عشر شائعة جدا في عموم (الولايات المتحدة الأمريكية)؛ وكان من بين قادة (الحركة العمالية الأمريكية) عدد كبير من (الاشتراكيين) و(الشيوعيين) و(اليساريين)؛ الذين كانوا يؤمنون بضرورة القضاء على (النظام الرأسمالي) من أجل إنهاء الاستغلال، وكان العديد من هؤلاء القادة مهاجرين من أصول (ألمانية).
وفي عام 1886 دعا (اتحاد نقابات العمال في الولايات المتحدة الأمريكية) إلى إضراب في (الأول من أيار) للمطالبة بـ(ثماني ساعات عمل) يوميا؛ وقد شارك في الإضراب أكثر من ثلاثمائة ألف عامل في المصانع التي كان يعملون فيها في جميع أنحاء البلاد.
وفي (الثالث من أيار) من عام ذاته؛ قتل عدد من العمال المضربين في مدينة (شيكاغو –الأمريكية) وفي أحد مراكز حركة الاحتجاج العمالية على أيدي الشرطة .
وفي اليوم التالي؛ انفجرت قنبلة في ختام تجمع عمالي وأدت إلى مقتل سبع من رجال الشرطة وعدد من العمال المضربين في ساحة (هيماركيت) في مدينة (شيكاغو) بعد أن طالب عمال مدينة (شيكاغو الأمريكية) عام 1886 بتخفيض ساعات العمل اليومي إلى ثماني ساعات؛ كما جاءت مطالبات العمال بتقليل ساعات العمل من قبل عمال مدينة (كاليفورنيا) ومدينة (تورنتو – الكندية)؛ التي أثمر نضال العمال في (كندا) إلى تشريع (قانون الاتحاد التجاري) في ذكرى (هيماركيت) حيث قتل أكثر من 12 شخصا حينها؛ وهو الحادث الذي أعطى الصفة القانونية للعمال ووفر الحماية لنشاط الاتحاد.
وفي عام 1872 وبعد حضور زعيم العمال الأمريكي (بيتر ماكغواير) احتفالا (عيد العمال) في (تورنتو الكندية)؛ فنقل الفكرة ليحتفل في (أمريكا) بـ(عيد العمال) في يوم الخامس من سبتمبر عام 1882 قي مدينة (نيويورك الأمريكية) .
وفي يوم الأول من أيار من عام 1886 نظم (العمال) في مدينة (شيكاغو الأمريكية) وكذلك في مدينة (تورنتو الكندية) إضرابا عن العمل شارك فيها أكثر من أربعمائة ألف عامل طالبوا بتحديد ساعات العمل تحت شعار :
((..ثماني ساعات عمل .. ثماني ساعات نوم .. ثماني ساعات فراغ للراحة والاستمتاع ..)).
الأمر الذي لم يرق للسلطات وأصحاب المعامل؛ خصوصا وأن الدعوة للإضراب حققت نجاحا منقطع النظير؛ وشلت الحركة الاقتصادية في المدينة؛ ففتحت (الشرطة) النار على المتظاهرين وقتلت عددا من هؤلاء المتظاهرين الأبرياء، ثم ألقى مجهول (قنبلة) في وسط تجمع للشرطة أدى إلى مقتل احد عشر شخصا بينهم سبع من أفراد الشرطة.
وعلى إثر ذلك اعتقل العديد من قادة (العمال) وحكم على أربعة منهم بالإعدام وعلى الآخرين بالسجن لفترات متفاوتة؛ وعند تنفيذ حكم الإعدام بالعمال الأربعة كانت زوجة (أوجست سبايز) أحد العمال المحكوم عليهم بالإعدام تقرأ خطابا كتبه زوجها لابنه الصغير جيم حيث قال في الرسالة:
– ((.. ولدي الصغير عندما تكبر وتصبح شابا وتحقق أمنية عمري ستعرف لماذا أموت .. ليس عندي ما أقوله لك أكثر من أنني بريء، .. وأموت من أجل قضية شريفة؛ ولهذا لا أخاف الموت؛ وعندما تكبر ستفخر بابيك وتحكى قصة والدك لأصدقائك..)).
وقد ظهرت حقيقة الجهة التي رمت (القنبلة) عندما اعترف أحد عناصر الشرطة بأن من رمى (القنبلة) كان أحد عناصر من الشرطة .
وبعد وفاة عدد من (العمال) الأبرياء على أيدي الجيش (الأمريكي) نفذ العمال إضرابا واسعا عن العمل والذي عرف هذا الإضراب بـ(إضراب بوليمان) عام 1894 ، وبعد هذه الإحداث عمل (الرئيس الأمريكي غروفر كليفلاند) المصالحة مع (حزب العمل)؛ حيث جرى على إثرها تشريع (عيد العمال) وإعلانه إجازة رسمية في كل اتحاد الدولة .
وقد تجاوزت قضية (هيماركيت) الدولة (الأمريكية) وبلغ صداها لدى أغلب عمال العالم، وقد وأحيى (المؤتمر الأول للأممية الاشتراكية) ذكراها في العاصمة (الفرنسية باريس) عام 1889 ؛ وتمت الدعوة لمظاهرات دولية لإحياء ذكرى (هيماركيت )عام 1890 .
وفي العام التالي اعترفت (الأممية الاشتراكية) في مؤتمرها الثاني بـ(عيد العمال) كحدث يقام سنويا؛ وفي عام 1904 دعا اجتماع مؤتمر (الاشتراكية الدولية) في (أمستردام) جميع المنظمات والنقابات العمالية وخاصة الاشتراكية منها في جميع أنحاء العالم إلى (عدم العمل في الأول من أيار من كل عام)، وسعي لجعله يوم إجازة رسمية في أكثر من مائة دولة .
وبعد انتصار الحلفاء في (الحرب العالمية الثانية)، تغيرت الخريطة العالمية؛ وأصبحت الانقسامات السياسية.. والاقتصادية أكثر وضوحا؛ فتم الاحتفال بـ(عيد العمال) لعقود من الزمن في (الدول الاشتراكية) مثل (الاتحاد السوفيتي) آنذاك.. و(كوبا).. و(الصين)، باعتباره (الأول من أيار) أحد أهم الأعياد؛ وعادة ما يتم تمييزه بمسيرات ضخمة؛ مثل تلك التي أقيمت في (الساحة الحمراء في موسكو) والتي حضرها كبار مسئولي الحزب والدولة؛ كما كان الاحتفال بـ(عيد العمال) بمثابة عرض للقوة العسكرية (السوفيتية)، واعتقد القادة (الشيوعيون) أن (عيد العمال) والاحتفال به احتفالا رسميا وشعبيا؛ من شأنه أن يلهم الطبقات العاملة في (أوروبا) و(أمريكا) للتوحد في النضال ضد (الرأسمالية)، وكانت القصة مماثلة في جمهورية (يوغوسلافيا الاتحادية الاشتراكية) حيث تم إعلان عيد العمال رسمياً عطلة وطنية في عام 1945، وتم الاحتفال به بمواكب ومهرجانات كما تم الاحتفال بعيد العمال في أماكن أخرى من العالم؛ حيث نظمت النقابات العمالية مسيرات في (عيد العمال) للمطالبة بتحسين ظروف العمل .


عيد العمال حدث اجتماعي وثقافي


فـ(عيد العمال) الذي نحتفل به هذا اليوم في (الأول من أيار) كل عام؛ هو حدث اجتماعي.. وثقافي مهم يتم الاحتفال به في كل الدول الحرة؛ ويتميز هذا العيد بخروج الإعمال وجماهير الشعب بمختلف شرائحهم الاجتماعية بالاحتفالات والمسيرات احتفالا بإنجازات ومساهمات الطبقة العمالية في بناء وتقدم المجتمع، و يتم في هذه الاحتفالات اليوم الذي يوفر للعمال منبرا للتعبير عن مطالبهم الاجتماعية والاقتصادية وحتى السياسية .
فـ(عمال) اليوم وفي كل مواقع العمل في مدن العالم يفكرون في قضايا وتحديات العمل المعاصرة التي تواجه (العمال)؛ ومن أكثر القضايا التي تواجه (العمال) والتي تشغل تفكيرهم هو التوازن بين شؤون (العمل) وشؤون (الحياة)، وهو أمر مهم للحفاظ على الصحة البدنية.. والعقلية للعمال؛ بالإضافة إلى ذلك إلى ظهور مجموعة جديدة من التحديات للعمال؛ بما في ذلك انعدام الأمن الوظيفي ونقص المزايا، لذلك يسعى (العمال) من خلال نقابتهم واتحاداتهم معالجة هذه القضايا والعمل على إنشاء نظام عمل أكثر إنصافا وعدالة، فدور (النقابات العمالية) (الحركات العمالية) دور مهم بما تلعبه الحركات والنقابات العمالية من دور في النضال من أجل حقوق العمال.. و الدفاع عنهم.. وضمان أجور.. والتقاعد.. ومزايا عادلة.. والصحة العامة.. وتكريم العمال الذين أفنوا حياتهم من أجل صون حقوق الطبقة الكادحة.. و من أجل القضاء على كافة أنواع الاستغلال .


الطبقة العاملة هي المنشأ الأساسي لكل الثورات الاجتماعية


فنضال.. وتضحيات (الطبقة العاملة)؛ التي بدأت في (شيكاغو) عام 1889 و ما زالت مستمرة إلى يومنا هذا – بهذا الشكل أو ذاك وفي شتى أنحاء دول العالم – قد برهنت للجميع أن (الطبقة العاملة) ليست فقط هي المنشأ الأساسي لـ(الثورة الاجتماعية)؛ فهي قادرة على أن تقود وتشارك جنبا إلى جنب مع جميع شعوب العالم المضطهدة من اجل تحررها، فمشاكل والعقبات التي تقف عائقا في طريق (الطبقة العاملة) موجودة في كل (دوائر العمل)؛ لان (الحكومات الرأسمالية) مازالت تخدم الطبقة (الرأسمالية) وتطبقها عبر توسيع سياستها المناهضة للعمل النقابي؛ و ذلك عن طريق خفض الرواتب.. والمعاشات التقاعدية.. والخصخصة.. وتدمير مشروع الضمان الاجتماعي.. والقضاء على الحريات لا سيما الحقوق النقابية.. و نشر الإرهاب في دول العالم.. و مشكلة البطالة التي لا يتم معالجتها بعمد وقصد وهي اليوم موجودة في عالمنا وفي كل مواقع الحياة.. بالإضافة إلى السياسات التي تهاجم و تعمل ضد مصلحة العمال، لان سياسات الطبقة وحكوماتها (الرأسمالية) تستند إلى زيادة الإرباح والاحتكار وعلى حساب وراحة (الطبقة العمالية) التي تستغلها كل الاستغلال لتنفيذ مآربها الرأسمالية في جني الأرباح لا غير، لان أصحاب العمل وهم من الطبقات الرأسمالية.. إضافة إلى الطبقة الرأسمالية ذاتها.. وحكوماتها؛ يواصلون هجومهم المستمر ضد حق (العمال) في الإضراب أو بمطالبهم المشروعة؛ فحق (العمال) في الإضراب هو حق حصلوا عليه عن طريق نضالهم.. و كفاحهم المستمر.. و لن يتم الحفاظ عليه إلا عن طريق نضال (الطبقة العاملة)؛ لان موقف (الإتحاد النقابات العالمي) ظل ثابتا وراسخا على إن (العمال) يجب إن يكونوا أسيادا في بلدانهم.. و أحرارا.. ليقروا حاضر ومستقبل بلدانهم دون التدخلات الإمبريالية.
وفي ظل هذه الأوضاع فإن (إتحاد النقابات العالمي) يدعوا (العمال) و(الحركة النقابية الدولية) لتنظيم إضرابات جماهيرية.. ومظاهرات.. و مسيرات للمطالبة بحقوق (الطبقة العاملة) في كل بلد من بلدان العالم وذلك بتحسين الأجور.. و ظروف العمل.. والحقوق النقابية والحريات.. والضمان الاجتماعي.. والسياسات لمواجهة البطالة بين صفوف الشباب.. والنساء.. والعاطلين عن العمل.. والعمال المهاجرين؛ والعمل من اجل تعزيز نضال الطبقة العاملة من أجل علاقات عمل أفضل.. ولظروف معيشية أفضل.. ومن أجل مجتمع خالي من الاستغلال.. ومن أجل مجتمع يولي الأهمية لاحتياجات (الطبقة العاملة) .


لكي لا تتحول إدارة النقابات أداة بيد البرجوازية والرأسمالية


ومن اجل ما ذكرناه هنا؛ يتطلب من (النقابات العمالية) معرفة كيفية الربط بين (النضال ألمطلبي).. و(النضال السياسي).. و(كيفية إدارة النقابات)؛ حتى (لا) تتحول إلى أداة بيد (البرجوازية) و(الرأسمالية) وتصبح بالمحصلة ديكورا لأدوات (البرجوازية) و(الرأسمالية) و(أرباب العمل)، لان (الأحزاب السياسية) التي تضم في صفوفها (العمال) بإمكانها توجيه (النضال الطبقي) لا بالقرارات والأوامر الإدارية الصادرة عن مؤتمراتها الحزبية بل من خلال تواجد عملها بين الجماهير لتستطيع تحقيق مكاسب لجميع (الطبقات الفقيرة)؛ ومن هتا يجب توحيد كل الجهود (العمالية) في العالم ضمانة لمحاربة (الرأسمالية) و(العولمة) المتوحشة.. وتقليص الفوارق بين (الأغنياء) و(الفقراء)؛ وإنقاذ الملايين من الجوع.. والإمراض الفتاكة المصطنعة منها.. والحروب العسكرية التي تشن في أنحاء مختلفة من العالم؛ لتحقيق أهداف اقتصادية؛ والمبرر لديهم تقليص عدد سكان الكرة الأرضية بحجة عدم كفاية الموارد الطبيعية.
كما ويجب توحيد كل الجهود (العمالية) من اجل تحرير الشعوب من ظلم والعبودية لطبقة (الرأسمالية) والإرهاب المنظم .


الحركة العمالية سجلت أروع ملحمة عالمية حين وحدت نضال الكادحين على المستوى ألأممي من أجل رفع مستوى المعيشة


إن (الحركات العمالية) التي ناضلت وتناضل من اجل تحسين الوضع المعيشي للعمال وتجاوز الأزمات الاجتماعية والعمل من اجل فضح التعصب القومي والديني ومحاربة كل أشكال العنف والإرهاب؛ استطاعت مواجهة تحديات المرحلة وتحقيق الديمقراطية والعدالة للجميع شرائح المجتمعات دون استثناء من خلال إقامة أنظمة ديمقراطية علمانية يتحقق فيها مصالح الشعب لا الطبقات الحاكمة؛ لأن إي نصر تحققه (الطبقة العاملة) هو نصر للشعوب المضطهدة ؛ لان أعدائهم مشتركين؛ وهم أصحاب المصالح الذين همهم جمع الثروات وزيادة أرصدتهم في البنوك على حساب الشعوب الكادحة .
فـ(الحركة العمالية) التي سجلت أروع ملحمة عالمية حين وحدت نضال الكادحين على المستوى ألأممي من أجل رفع مستوى المعيشة.. وتحسين ظروف العمل.. وتقليص ساعاته.. وتنظيم ألأجور.. والتمتع بالامتيازات الاجتماعية التي تتناسب وكمية ألإنتاج الهائلة التي تعمل على توفرها القوى العاملة، لذلك دعت الحركة العمالية على الساحة الدولية بناء شراكات مع (النقابات العمالية) في مختلف دول العالم لإطلاق حركة تضامن واسعة مع العمال أينما كانوا للحيلولة دون تدهور مستويات معيشتهم؛ لذلك دعت وعملت دوما إلى إطلاق حركة احتجاج مساندة لحركة الاحتجاج في دول التي يعاني فيها (العمال) من تدني مستوى معيشتهم وظروف عملهم والضغط على حكومات الدول المعنية لحل مشاكل (العمال) والمؤسسات والمصانع والمعامل والمؤسسات الإنتاجية والتجارية والزراعية التي توفر فرص عمل التي يعملون فيها.


لا سبيل لبناء مؤسسات الدولة الإنتاجية إلا بتضافر جهود العمال والكادحين


فـ(الطبقة العاملة) تدرك بخبرتها الغنية أن لا سبيل لبناء مؤسسات الدولة الإنتاجية إلا بتضافر جهود (العمال) و(الكادحين)؛ والسعي من اجل بناء حركات نقابية ديمقراطية مستقلة تعبر عن مصالح العمال المهنية.. والاقتصادية.. والاجتماعية؛ وتدافع عن حقوقهم.. وحرياتهم الديمقراطية والنقابية.. وبناء التنظيم النقابي في القطاع العام.. وحماية الصناعة الوطنية في قطاعات العمل العام والمختلط والخاص.. والدفاع عن حقوق ومكتسبات المرأة العاملة في المساواة في مجالات العمل السياسية.. والاجتماعية.. والاقتصادية.. والنقابي.. وحل مشكلة البطالة حلا جذريا ومن دون تأجيل.. وإصدار قانوني التقاعد والضمان الاجتماعي للعمال والحقوق والحريات النقابية وفق معايير العمل الدولي في كل دول العالم؛ من اجل بناء مستقبل أفضل لجميع مجتمعات العالم؛ لتغيير واقعهم نحو الأفضل منعمين بالعدالة وتكافؤ الفرص ومستفادين من تجارب الأمم الأخرى بعد الاطلاع عليها من خلال أنشطة (الحركات العمالية) التي تتبادل المعلومات فيما بينهم لإطلاق إرادة الإصلاح والتحديث في نفوس (الطبقة العاملة) في كل مواقع العمل ليصبحوا قادرين على تطوير قدراتهم الكامنة نحو الأفضل والتأثير بالإيجاب في ركب الحضارة الإنسانية وبما يناسب تقنيات التطور في العصر الحديث ليتحلوا بأعلى درجات الإتقان والتفاني في العمل؛ وأن يجتهدوا لاستيعاب ثورة المعلومات والطفرة الهائلة التي يشهدها العالم في الابتكارات.. وتطبيقات التكنولوجيا.. والذكاء الاصطناعي، لان العمال مطالبين في كل مواقع العمل مواكبة مسيرة التنمية من أجل مستقبل أفضل .


توحيد الحركات العمالية هي ضمان الحقيقي لحقوق العمال


وبمناسبة (الأول من أيار عيد العمال العالم)؛ نؤكد هنا على ضرورة بذل كل جهد ممكن من أجل توحيد (الحركات العمالية) في كل ميادين العمل؛ والكفاح من أجل ضمان الحقوق العمالية؛ وبما يشمل دعم برامج التشغيل وتوفير فرص العمل مع ضمان إجراءات السلامة المهنة والالتزام بالحقوق العمالية.. والمساواة في الأجر.. وتوفير دعم خاص للعاملين والعاملات.. واتخاذ كل الإجراءات الملموسة التي من شأنها تعزيز المساواة بين العاملين والعاملات في قطاعات العمل كافة .
لأننا في بعض المواقع وخاصة في دول العالم الثالث أو حتى الدول الصناعية الكبيرة؛ نجد بان هناك نوع من التميز، فـ(التمييز) الذي لا يزال يضرب جذوره في مختلف المجالات والقطاعات العمل؛ وخاصة التميز ضد (النساء العاملات)، وخاصة في المهن والأعمال التي تناط بـ(النساء العاملات)؛ والتمييز ضدهن في الحقوق المختلفة؛ سواء في غياب المساواة في الأجور والامتيازات والإجازات على اختلافها.. أو في حقوق الضمانات والتأمينات الاجتماعية المختلفة.. أو في غياب ظروف عمل مناسبة تلاءم مع ظروفهن الصحية والاجتماعية؛ حيث ساعات العمل الطويلة.. والأجور الأقل.. وافتقار بيئة العمل؛ لنجد بان الكثير من النسوة العملات يعملن تحت ظروف لا تلام مع طبعتهن وخاصة أثناء (الحمل) التي ترتبط بخصوصية النساء؛ بل وتعرضهن للكثير من المضايقات والضغوطات النفسية والجسدية والتحرشات الجنسية وغيرها.
لان هناك الكثير من دراسات التي أعدتها (الحركات العمالية) تشير بتقاريرها بان غالبية النساء العاملات يحصلن على رواتب أقل من مستحقاتهن، في ظل غياب الرقابة المنظمة والتفتيش على أماكن العمل، ما يتيح المجال لاستغلال النساء وعملهن في ظروف عمل صعبة وتنقصها شروط الأمان والسلامة.
لذلك لابد من ضمان الأجر المتساوي للعمل ذاته.. وتأمين الحماية الاجتماعية والمهنية.. وحسن المعاملة لكلا الجنسين.. و في رفع الحد الأدنى للأجور بما يتناسب مع سلم غلاء المعيشة لضمان العيش الكريم.. وحظر فصل أي عامل أو عاملة من العمل نتيجة التعبير عن الرأي والعمل النقابي.. والالتزام بتأمينات صحية.. وتوفير كل متطلبات الوقاية والسلامة وبيئة العمل اللائقة للعمال.. وحماية الحق في التنظيم والعمل النقابي.. والحق في الإضراب عن العمل والاحتجاج السلمي .
وحين يتم مراقبة هذه الإجراءات من قبل (الحركات العمالية) واتخاذ قرارات قانونية بحق المخالفين لها في كل المؤسسات ودوائر العمل في القطاع العام.. والمختلط.. والخاص؛ فإنها – لا محال – تساهم في رفع معنويات العمال ونجاح عملهم وإنتاجهم في كل مواقع العمل وهي ضمان الحقيقي لإشعار العمال بالأمن.. والأمان.. والعدالة؛ وهي الأسس التي تدعم مشاعرهم؛ وبان حقوق العمال والعمل خط احمر لا يمكن لأي مؤسسة تجاوزها .



#فواد_الكنجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اكيتو والميثولوجيا الآشورية وتأثيرها الإبستمولوجي والأنثروبو ...
- في اليوم العالمي للمرأة.. المرأة في المجتمعات المعاصرة مشبعة ...
- متلازمة السلطة وأزمة النخب الحاكمة
- تهجير الصهاينة من فلسطين أسهل من تهجير سكان غزة
- المقايضة على تمرير القوانين في العراق انتكاسة تشريعية
- الاغتراب الثقافي في مواجهة الفكر المعاصر
- عام يمضي.. وأخر يأتي.. لنجعل من منازل الأسر ومدارس الدولة ور ...
- إشكالية قبول الأخر
- هل تعديل قانون الأحوال الشخصية يعالج المشاكل الاجتماعية أم ي ...
- التنبؤات هل هي خزعبلات العرافات والعرافين أم هي تنبؤات بإملا ...
- الأمية وانعكاساتها السلبية على السلوك الاجتماعي
- القيم الأخلاقية في مواجهة متغيرات العصر
- مقترح تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق انتكاسة تشريعية
- يوم الشهيد الآشوري .. في السابع من اب 1933 الملك (فيصل الأول ...
- تحديات التي تواجه مستخدمي الذكاء الاصطناعي التوليدي
- عيد الصحافة العراقية.. الصحافة العراقية على المحك في أوضاع ا ...
- التجاعيد محطات من تاريخ العمر.. فيا سيدتي إزالتها بجراحات ال ...
- المرأة العراقية لا يختزل دورها بثلة من الفاشينيستات
- اين صوت العرب من معاناة الشعب الفلسطيني.........!
- في اليوم العالمي لحرية الصحافة


المزيد.....




- المبادرة تصدر ورقة موقف عن قانون العمل الجديد: ندعو رئيس الج ...
- تقرير يكشف الفجوات الحرجة بين الجنسين في سوق العمل والدخل با ...
- -الإحصاء-: معدلات البطالة في غزة 68% وفي الضفة 31%
- عاجل.. تأخير صرف رواتب المتقاعدين مايو 2025 العراق في هذا ال ...
- جدول مرتبات الموظفين الجديد 2025 بالدرجة الوظيفية.. الخير جا ...
- رسميًا.. تأخير صرف رواتب المتقاعدين في العراق مايو 2025 المو ...
- اتحاد نقابات العمال: قطاعات اقتصادية عديدة لا تلتزم بالحد ال ...
- في يوم العمال العالمي : الحرب الوحشية تدفع العمال الفلسطين ...
- خطوات تجديد منحة البطالة الجزائر 2025 والشروط اللازمة
- التقاعد تعلن استكمال إجراءات صرف رواتب المتقاعدين لشهر أيار ...


المزيد.....

- الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - فواد الكنجي - عيد العمال سيبقى رمزا لدفاع عن حقوق الطبقة العاملة