أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أكرم بوتاني - الديمقراطية والوطنية في العراق – شعارات معلقة على واقع مغاير














المزيد.....

الديمقراطية والوطنية في العراق – شعارات معلقة على واقع مغاير


أكرم بوتاني

الحوار المتمدن-العدد: 8328 - 2025 / 4 / 30 - 00:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رغم تكرار الخطابات السياسية التي تمجد الديمقراطية وتتباهى بالوطنية ، يبقى واقع العراق السياسي والاجتماعي بعيداً عن هذه الشعارات ، فالكثير من العراقيين يعتبرون هذه المصطلحات مجرد مفاهيم جوفاء تتردد على افواه بعض المنتفعين والانتهازيين الذين يطلق عليهم مجازا "حيتان الفساد" .
النظام السياسي العراقي حسب الكثير من المحللين والمراقبين مرتهن لإرادة خارجية وعلى وجه الخصوص للنفوذ الايراني ، هذه التبعية ينظر اليها على انها واحدة من ابرز ادوات إضعاف السيادة الوطنية ونهب ثروات البلاد عبر فئات سياسية ارتضت لنفسها ان تكون اداةً طيعةً في ايادي اطراف اقليمية مقابل البقاء في السلطة .
قد يكون الحديث عن الديمقراطية والتوسع في تعريفاتها مملا للقارئ ،عليه لانرغب بأن يصاب القارئ العزيز بالملل ، لكن ومن الضروري جدا ان نشير الى بعدين جوهريين لمفهوم الديمقراطية:
الأول: هو ان الديمقراطية تكتب نظريا في النصوص الدستورية ويعلن عنها في البرامج السياسية ، لكنها لاتجد طريقها الى التطبيق دون وجود ثقافة مجتمعية داعمة لها ومؤمنة بها .
الثاني: ان المشاركة الشعبية الفعالة ومراقبة اداء عمل الحكومة والبرلمان هي التي تعطي الانظمة السياسية طابعها الديمقراطي الحقيقي .
هل يؤمن المجتمع العراقي حقاً بالديمقراطية؟ هذا السؤال يطرح نفسه بقوة ، ولاضرر في تعدد وجهات النظر .
نظرياً ستكون الاجابة بنعم ، فالدستور العراقي وفي مادته الأولى ينص على ان (جمهورية العراق دولة اتحادية واحدة مستقلة ذات سيادة كاملة نظام الحكم فيها جمهوري نيابي"برلماني" ديمقراطي) وهذا الدستور ضامن لوحدة العراق . لكن من يقرأ هذه المادة دون ان يعرف الواقع العراقي قد يظن ان البلاد واحة ديمقراطية ، اما العراقي الذي يعيش في ذلك الواقع خصوصاً شريحة المثقفين والمتعلمين يدركون التناقض الكبير بين النصوص والتطبيق ، فالواقع يؤكد على عدم وجود فعلي للسيادة ولااستقلالية في القرار الوطني ، ولاينفرد كاتب المقال بوجهة النظر هذه وإنما يتفق مع وجة النظر هذه غالبية العراقيين ، وأكاد ان اجزم بأن ابناء الطائفة الشيعية والتي تشكل الغالبية السكانية في العراق تتفق مع وجهة نظرنا ، وهم اكثر الذين يلمسون ذلك التناقض بين النصوص والتطبيق ويعيشونه يوميا ، لكنهم واقعون تحت سيطرة قوى سياسية موالية لطهران وتمتلك النفوذ المالي والعسكري لذلك لاتقع على عاهل هذه الشريحة اية مسؤولية وطنية واخلاقية ، وكثيرا ما وقفوا ضد النفوذ الايراني في العراق ، من جهة أخرى فإن بقية مكونات المجتمع العراقي لاتقل تأثرا ببنى غير ديمقراطية فالعرب السنة لايزالون يقدمون الانتماء العشائري على الانتماء الوطني ، فيما يعتمد غالبية السياسيين الكُرد على خطاب يتحدث عن الديمقراطية دون ان يترجمها واقعاً في الاقليم .
اما بخصوص الانتخابات التي يفترض ان تكون مظهراً من مظاهر الديمقراطية فقد فقدت مصداقيتها في نظر قطاع واسع من الشعب حيث تتهم بالتزوير وتعكس فيها النتائج لصالح من يملك القوة لامن يمتلك الدعم الشعبي ، اما فيما يتعلق بالوطنية فقد اصبحت هي الاخرى عرضة للإبتذال فالكثير من الأصوات التي ترفع شعار الوطن هي إما مغتربة لاتأثير لها على الساحة العراقية ، أو انها منتفعة من السلطة القائمة وبسهولة تتراجع عن مبادئها الوطنية وحب الوطن إذا ما جف نبع الامتيازات ، أما الوطنيين الحقيقيين فتراهم بين معتقل أو متواري عن الانظار يفضلون الصمت حفاظاً على حياتهم وحياة عوائلهم ، وللإنصاف نقول لايخلو العراق من الوطنيين الحقيقيين .
في الخاتمة نقول ، لايمكن للديمقراطية ان تبنى بمجرد نصوص دستورية أو شعارات وطنية وإنما بثقافة مجتمعية حية ترفض التبعية وتحاسب الفاسدين والمفسدين وتشارك فعلياً في بناء مستقبل حر مستقل .


اكرم بوتاني
دهوك
29/4/2025م



#أكرم_بوتاني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق ينتظر الأسوأ بعد تسريبات المالكي
- عودة العراق الى المربع الأول
- الحرس الثوري صانع سياسات الإتحاد الوطني


المزيد.....




- سخر من بايدن وهاجم رئيس -الفيدرالي-.. ماذا قال ترامب عن أول ...
- البنتاغون: أكثر من ألف ضربة أمريكية على اليمن منذ منتصف مارس ...
- جنوب أفريقيا للعدل الدولية: -غزة تحوّلت إلى جحيم مفتوح- وتدع ...
- حملة لتوزيع المساعدات في دونباس
- لبنان.. أونصات وليرات ذهبية تحمل صورة نصر الله
- ترامب يتغيّر بعد 100 يوم… فما نصيب الشرق الأوسط من ذلك؟
- أوكرانيا تعتقل مسؤولين بعد -فضيحة- تهز وزارة الدفاع
- عاجل | ترامب: 3 مهاجرين غير نظاميين فقط عبروا حدودنا خلال ال ...
- نيبينزيا: روسيا مستعدة لمفاوضات مباشرة مع كييف على الرغم من ...
- ترامب في البيت الأبيض.. حصيلة 100 يوم


المزيد.....

- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أكرم بوتاني - الديمقراطية والوطنية في العراق – شعارات معلقة على واقع مغاير