عبد المجيد محمد
(Abl Majeed Mohammad)
الحوار المتمدن-العدد: 8328 - 2025 / 4 / 30 - 00:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ضعف موقف النظام الإيراني في المفاوضات التي يجريها حاليًا مع الولايات المتحدة، صار من الامور المسلم بها وهي واضحة وضوح الشمس في عز النهار، ولاسيما وهي تجري في وقت يمر هذا النظام بواحد من أضعف حالاته بل وحتى إنه لم يسبق له وإن واجه هکذا حالة فريدة من نوعها من حيث إحساسه بالضعف.
تزايد التقارير الخبرية وبنفس السياق الدراسات والبحوث بخصوص ضعف موقف النظام الإيراني في المفاوضات التي تم جرجرته إليها عنوة تحت ضغط التهديدات الاميرکية، جعلت النظام يشعر بالخوف والقلق ولاسيما من حيث التأثيرات النفسية لذلك على الاوضاع في داخل إيران وإحتمال أن يٶدي ذلك الى زيادة الضغط الشعبي عليه وإندلاع إحتجاجات قد تتسمع دائرتها بحيث يصعب السيطرة عليها.
ومن أجل مواجهة التأثيرات والتداعيات السلبية لذلك، فإن الاوساط السياسية والاعلامية للنظام، تقوم بحملة سياسية ـ إعلامية مضادة لذلك تسعى الى إظهار النظام وکأنه في أوضاع طبيعية ولا يعاني من أي ضعف أو إرتباك في أوضاعه ويجلس قبال الوفد الامريکي المفاوض کند وغريم له، في وقت لم يعد يملك فيه أسباب وعوامل القوة التفاوضية بعد الذي حدث له على صعيد المنطقة.
من أکثر الامور المثيرة للسخرية والتهکم والتي حتى تصل الى حد إعتبارها ممجوجة هو إن النظام يحاول أن يظهر أن تفاوضه مع الولايات المتحدة في العهد الحالي أفضل من عهد الرئيس السابق جو بايدن بالنسبة إليه، وبهذا الصدد وفي سعي مفضوح ولا يتند على أي دليل إثبات أشار وزير الخارجية عباس عراقجي الى أن"حلفاء نتنياهو داخل فريق بايدن الفاشل — الذي أخفق في التوصل إلى اتفاق مع إيران — يحاولون ببساطة تصوير مفاوضاتنا غير المباشرة مع إدارة ترامب بشكل خاطئ وكأنها نسخة أخرى من الاتفاق النووي."، وهذا کلام سفسطائي بکل ما للکلمة من معنى، إذ أن أوضاع النظام خلال عهد الرئيس السابق بايدن وبشکل خاص من حيث التفاوض بشأن البرنامج النووي، کانت وبموجب معظم المٶشرات أفضل للنظام بکثير من الاوضاع خلال عهد الرئيس الحالي دونالد ترامب.
والانکى من ذلك إن عراقجي الى جانب ممارسته لتمويه لا غبار عليه بشأن عهد بايدن، فإنه يضيف محاولا إظهار العضلات المترهلة للنظام وکأنها قوية جدا وإنه "أي النظام" بمستوى الند والغريم للولايات المتحدة في المفاوضات بقوله: "دعوني أكون واضحا: إيران تملك من القوة والثقة بقدراتها ما يكفي لإحباط كل محاولات الأطراف الخارجية المعادية لتعطيل أو فرض الإملاءات على سياستها الخارجية. ونأمل أن يكون نظراؤنا الأميركيون على القدر ذاته من الثبات." ويمضي عراقجي في أحلامه الوردية التي هي أقرب ما تکون لأحلام العصافير عندما يختتم بالقول: "ليس هناك فقط غياب لخيارات عسكرية، بل لا وجود أصلا لأي حل عسكري. وأي اعتداء سيُقابل برد فوري مماثل."!
#عبد_المجيد_محمد (هاشتاغ)
Abl_Majeed_Mohammad#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟