أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - رائد الحواري - ثورة ال1936 في كتاب ثورة الفتى العربي رئيف خوري















المزيد.....

ثورة ال1936 في كتاب ثورة الفتى العربي رئيف خوري


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 8327 - 2025 / 4 / 29 - 07:41
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


كُتب الكثير عن ثورة 1936 وعن أطول إضراب في تاريخ البشرية، لكن "رئيف خوري" اللبناني الذي كان يدرس في مدارس القدس كتب عن ذلك الإضراب الذي عاشه وعرف مجرياته بطريقة مختزلة، ومكثفة، لم فيها كل ما هو المتعلق بالإضراب، أسبابه، تطوره، الإنجليز وطرقهم الخبيثة في إجهاضه، البعد العربي، ودور الحكام العرب وتحديدا "نوري السعيد" والتخوف من تدخله واتصالاته مع الإنجليز، كشف طبيعة التحالف بين الاستعمار الغربي والحركة الصهيونية، كشف حقيقة المنظمات (الاشتراكية) الصهيونية ودورها في تقوية وخدمة الهجرة الصهيونية لفلسطين، أهمية المنطقة بالنسبة للاستعمار الغربي، دوره في قتل تجربة "محمد علي" الوحدوية، ولا يكتف "رئيف خوري" في توصيف الإضراب والمشكلة الفلسطينية، بل يقدم/يقترح الحلول أيضا، كل هذا يجعلنا نقول: إن هذا الكراس يعد من أهم ما كتب عن ثورة ال36، لأن كاتبه عاش الأحداث، وكان يعي خطورة قيام دولة صهيونية في فلسطين، ليس على الفلسطينيين فحسب، بل على العرب، وحتى على المنطقة برمتها.
بداية الإضراب
يخبرنا "رئيف خوري" عن بداية الإضراب بقوله: "كان الشعب محقونا بالغيظ على الحكومة البريطانية الاستعماري... توهج غضب العرب واندلع في يافا...أطلق البوليس الإنكليزي رصاص بنادقه ومسدساته على الجماهير العربية في 19 نيسان، أقفلت المدينة العزيزة أقفالا موحشا في 20 نيسان احتجاجا" ص128و129، بعد الإقفال تطور الإضراب وقدم أسباب الإقدام عليه والهدف من وراءه: "وقف الهجرة الصهيونية، وقف بيع الأراضي، إقامة حكومة وطنية، تجريد الصهيونيين من الأسلحة" ص130، ثم تطور اكثر من خلال حمل السلاح ومواجهة الاحتلال الإنجليزي والحركة الصهيونية بالسلاح.
وهنا شعر المحتل بخطورة الأمر، وأخذ يحاول إجهاض الثورة ومحاربتها عسكريا، من خلال قمع وإعدام كل من يحمل السلاح، أو يساعد حملة السلاح، وطال القمع حتى على حملة الحجارة الذين تعرضوا للسجن لفترات طويلة: "حكمت على رجل جرح بوليسا إنكليزيا في إحدى المظاهرات بسبع سنوات سجنا، وحكمت على بعض المتهمين بقذف الحجارة بثلاث سنوات" ص135، وهذا يعطي القارئ صورة عن طبيعة القمع الإنجليزي للثورة الفلسطينية، وهذا ما جعل استمرار الإضراب لمدة ستة شهور معجزة حقيقية.
وفيما يخص المتعاونين مع الثوار وكيف تعامل معهم الاستعمار الإنجليزي يقول الكاتب: "إباحة مصادرة أو هدم أي بيت في أي مدينة أو حي أو قرية أو محل آخر حيث يكون السكان قد قاموا بأي عمل عنف أو إرهاب، أو ساعدوا في القيام بهذا العمل" ص138، فالإنجليز كانوا يعوا خطورة الثورة على مشروعهم الاستعماري الاستيطاني، وما شدة قمعهم وحجم البطش الذي استخدموه ضد الفلسطينيين إلا تأكيدا وحرصا للحفاظ على مصالحهم في فلسطين خاصة، والمنطقة العربية عامة.
ولم يقتصر القمع على الإرهاب من قتل وإعدامات وسجن جائر، بل كان أيضا من خلال الحرب الإعلامية، واتهام القائمين بالإضراب بالاتصال والتعاون مع جهات خارجية، وهنا قام "رئيف خوري" بكشف زيف هذا الادعاء وتفنيده من خلال اقتباسه لما جاء في: "مراسل مجلة "الدلي تلغراف" الإنكليزية في روما يقول أن الأوساط السياسية العليا في إيطاليا تشعر بروح عدائية جديدة تنذر بالاندلاع في كل أنحاء العالم العربي، فعليه، تجد هذه الأوساط أن الوقت قد آن لانتهاج سياسة تعاونية موحدة بين إنكلترا وفرنسا وإيطاليا لصد ارتفاع موجة تلك الروح" ص132، أهمية هذا الاقتباس تكمن في يكشف التعاون الاستعماري بين الفاشيين الطليان (والديمقراطيين) الغربيين، فأهمية المنطقة بالنسبة لهم، أهم من خلافاتهم وحتى حروبهم، وهذا ما فعلوه في السابق، عندما تحالف الإنجليز والفرنسيين على دولة محمد علي في مصر والشام.
ولعب الإنجليز على وتر الدين والطائفة، فحاولوا التقرب من مسيحي فلسطين، مدعين أنهم جاءوا لحمايتهم من المسلمين، وهنا ظهرت الوحدة الفلسطينية بصورة مذهلة: "وأعلموا أننا لا نتردد لحظة في تغيير ديننا إذا كان ديننا يقف عائقا في سبيل أهدافنا القومية" ص143، هذا ما قاله أحد الرجال المسيحيين المعتقلين في سجون الإنجليز، وهذا ما جعل مخططتهم يفشل في إيجاد تفرقة بين أبناء الشعب الواحد.
المنظمات العمالية والاشتراكية الصهيونية
الاشتراكية، المنظمات ونقابات العمال يفترض أنها وجدت لخدمة السلام، وخدمة مصالح المضطهدين، لا خدمة المحتلين والمستوطنين، لكن بالنسبة للاستعمار والصهاينة كان هدفهم فلسطين، فلسطين الخالية من السكان، والمملوءة باليهود، ينقل لنا "رئيف خوري" حقيقة الصهيونية وحقيقة النقابات والاشتراكية التي تنادي بها في هذا المقطع: "وتصيح الصهيونية دائما: "كفوش أفوداه" أي الاستيلاء على العمل، ولكن ممن؟ من جماهير الشعب العربي، والهستدروت، منظمة العمال الصهيونية، الذي يدعي الاشتراكية ويعهرها، يحمل عماله على الرضى بأجور أقل من أجور العمال العرب ليغتصبوا العمل من أيدي هؤلاء، يقنعهم على الرضى بتلك الأجور ظاهرا، ويعوض عليهم من صندوق تأميناته سرا، كل ذلك حتى يقذف بالعمال العرب إلى مخالب البطالة" ص139، يمكن أن يكون هذا القطع أهم مقطع كتب عن حقيقة (اشتراكية الصهاينة) فهي اشتراكية زائفة، (اشتراكية) متعلق باليهود فقط، وليس بالآخرين، وهذا يجعلها (اشتراكية)عنصرية، (اشتراكية) استعمارية استيطانية، وتعمل وتخدم مصالح الاستعمار، لا مصالح المضطهدين، وهذا يخرج تلك (النقابات الاشتراكية) من كونها اشتراكية معادية الاستعمار والظلم، وإزالة الظلم والاستغلال عن العمال والمضطهدين، إلى أدوات قمعية استغلالية، احتلالية، لا تمت للاشتراكية بأي صلة.
وعن نهج الرأسمالية الصهيونية يقول: "وتصيح الصهيونية دائما: "توتسرت هاآتز"، أي شجعوا صناعة الوطن، والمقصود بالوطن هنا وطنهم القومي، وبالصناعة صناعتهم الصهيونية، وتصيح مع هذا بوجوب مقاطعة الصناعات العربية مقاطعة تامة، وإذا نحن أخذنا السجائر مثلا، فأنا لا نجد صهيونيا يدخن سيجارة عربية على الإطلاق" ص139و140، وهذا ما يكشف التحالف بين (الاشتراكية) والرأسمالية الصهيونية، فهما متفقان على محاربة كل ما هو عربي فلسطيني، حتى لو كانت شراء سيجارة فلسطينية.
التحالف الإنجليزي الصهيوني
الكاتب يكشف الدوافع وراء قيام الإنجليز بالتحالف مع الصهاينة، والهدف من وراء هذا التحالف، يقول: "الاستعمار البريطاني يعاون الصهيونية أشد معاونة في فلسطين، والصهيونية تقدم نفسها خادمة مخلصة للاستعمار البريطاني وتعاونه أشد معاونة" ص141، إذن هناك مصلحة للإنجليز في قيام دولة صهيونية، والصهيونية ترى مصلحتها في خدمة الإنجليز، وينقل لنا الكاتب ما قاله "المستر أوغور" في جريدة "النيويورك تيمس"
عن فلسطين وأهميتها يضيف ما ترجمه من الصحيفة: "إن سلامة أي قاعدة من قواعد الطيران تتوقف على وجودها في أرض مسيطر عليها تماما، يقطنها سكان مصادقون، وهذه الشروط لا توجد في مصر ولا يمكن وجودها في تلك الناحية من العالم إلا في فلسطين، (ذلك إذا بدل سكانها من عرب إلى صهيونيين طبعا).
أن بريطانيا تحكم تلك البلاد، والسكان اليهود فيها هم عنصر ضامن لسلامة تأسيس قاعدة طيران هناك، وفي غمار سكان الأقطار العربية الأصليين ينتصب يهود فلسطين ثكنة عسكرية لأوروبا في الخارج، وإذا أحسن استعمالهم فيكونون عنصر قوة للإمبراطورية
إن فلسطين بيدها مفتاح الموقع الفني الحربي على الطريق الكبيرة بين الشرق والغرب" ص145، اللافت في هذا الاقتباس كشفه لطبيعة التحالف بين الصهيونية والغرب، ويعطي القارئ حقيقة الدوافع من وراء قيام دولة صهيونية في فلسطين، ويؤكد للعرب ولكل أحرار العالم طبيعة دور هذه الدولة التي تمثل قاعدة عسكرية متقدمة للغرب في المنطقة، بمعنى أنها أداة/منظمة/دولة وجدت لخدمة الاستعمار، ولا يمكن أن تكون دولة (عادية/طبيعية) كباقي الدول، لهذا إزالتها واجب على كل عربي، وعلى كل حر في العالم.
التخوف من التحركات العربية
ينقل لنا الكاتب التحركات الرسمية العربية، خاصة "نوري السعيد" وكيف انه يدعم ويؤيد هذه التحركات، لكنه في الوقت ذاته يتخوف منها، وذلك: "وإن أيدنا الاغتباط لهذا التدخل العربي في قضية عربية، فإننا في الوقت نفسه نشعر أنا لا نطمئن الاطمئنان الكافي لهذه المفاوضات التي تجري تحت ستار الكتمان، ونخشى أن تستخدمها أيدي "الأنتلجنس فريس" (دائرة الاستخبارات البريطانية الجاسوسية) بلغة "استعمارية تقصد من ورائها أشعار العرب بقرب انتهاء أزمتهم، إدخال الفتور على هممهم المجاهدة، وإحداث الانشقاق بين صفوفهم المتراصة، وتضيع حركتهم" ص149، أجزم أن من يتحدث بهذه الروح هو عالم سياسي، منتمي لأمته، لشعبه، لوطنه العربي، مدرك لمخاطر والأساليب الملتوية التي يستخدمها الاستعمار لضرب أي تحرك تحرري في المنطقة، وهذا ما يجعل كراس "جهاد فلسطين" مواكب موضوعي للحدث، سابق عصره، حيث يكشف حقيقة التعاون بين الصهيونية والاستعمار من جهة، ومن جهة أخرى التعاون بين الرأسمالية الصهيونية، والمنظمات العمالية والاشتراكية الصهيونية، ودور الشخصيات الرجعية العربية في إطفاء وهج الثورة التي كان يمكن أن تغير ليس خارطة المنطقة العربية فحسب، بل خارطة العالم أيضا.
الكراس نشر في عالم 1936، أعيد طباعته ضمن كتاب "أعمال مختارة من تراث رئيف خوري، دار الفارابي، بيروت، لبنان، الطبعة 1984.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعرفة والعرب في رواية ثورة القبور علي شلق
- أنت النبي وهم المنكر في قصيدة -وحدك- أحمد الخطيب
- الحرب في كتاب -التاريخ فكرا استراتيجيا- باسيل ليد هرت تعريب ...
- حاجتنا إلى عبقرية لينين
- إلى أين تذهب المنطقة العربية
- عقم الثورة في رواية -قصة مدينتين- شتارلز دكنز، ترجمة صوفي عب ...
- الدبية في غار الإخلاص محمد علي ضناوي
- الإقطاع في رواية -ميميد الناحل- ياشار كمال، ترجمة إحسان سركي ...
- الجديد في كتاب -مذكرات الأرقش- ميخائيل نعيمة
- المكان والإنسان في رواية -عين التينة- صافي صافي
- المنطقة العربية في كتاب -الوحدة العربية هل لها من سبيل- منيف ...
- جمالية الشكل والمضمون في كتاب -من حديث أبي الندى- إبراهيم ال ...
- سورية الجديدة (5) وما أرسلناك إلا قاتلا للسوريين
- نقد الذات في رواية شامة سوداء أسفل العنق
- الماضي في رواية جبل التاج لمصطفى القرنة: قراءة نقدية
- التحدي في -كفاح كفاح- كفاح الخطاب
- ية والواقع في رواية -العاشق الذي ابتلعته الرواية- أسيد الحوت ...
- الإنجليز وعملائهم في مذكرات صلاح الدين الصباغ
- المبدئي والمرتد في مسرحية الدكتاتور جول رومان، ترجمة عبد الم ...
- فلسفة الكرة وجمال الأدب: قراءة في عالم «الطريق إلى المرمى»


المزيد.....




- -نيويورك البحر الأبيض المتوسط-.. بلدة صيد صغيرة في إسبانيا ت ...
- تحدث عن -خيانة أمريكا-.. رئيس وزراء كندا: ترامب يحاول كسرنا ...
- فيديو متداول للحظة سقوط طائرة إف 18 في البحر الأحمر.. هذه حق ...
- الأسير المحرر أسامة الأشقر: قصة حبي مع منار انتصار للأمل (في ...
- أمنستي تهاجم سياسات ترامب وتتهم إسرائيل بارتكاب -إبادة جماعي ...
- -تعتيم الشمس- لمكافحة تغير المناخ.. حل مثير للجدل!
- عباس ينوي حضور احتفالات روسيا بالذكرى الـ80 للنصر على النازي ...
- موتورولا تكشف عن أفضل هواتفها القابلة للطي (فيديو)
- منتجات للحد من مرض الوردية الجلدي
- صحة عيون الشباب في خطر!.. فما العمل؟


المزيد.....

- علاقة السيد - التابع مع الغرب / مازن كم الماز
- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - رائد الحواري - ثورة ال1936 في كتاب ثورة الفتى العربي رئيف خوري