أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - -نتنياهو- يكذب بغباء...














المزيد.....

-نتنياهو- يكذب بغباء...


بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)


الحوار المتمدن-العدد: 8326 - 2025 / 4 / 28 - 19:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ أن تعرف العالم على "بنيامين نتنياهو" عن قرب بعد السابع من أكتوبر/٢٠٢٣ عبر الشاشات ، عرف معه أن الحديث عن الحقيقة أمر بعيد المنال.
فها هو يعود اليوم بعد العام والنصف من حربه الهمجية على غزة، ليحدثنا بوجه لا يمتلك ملامح عن زيارته إلى قواته في رفح مؤكدا...
"أنهم قتلوا 12 ألف مقاتل ولم يصب مدني واحد".

وكأن عصابات هذا النتن اجتاحت مدينة لا يسكنها طفل ولا تعبر في طرقاتها امرأة ولا تسكنها سوى الفصائل الفلسطينية التي لطالما نسب هو ودولته على مر عقود الاحتلال لها صفة الإرهاب أو التخريب.

ونتنياهو لم يأت اليوم بالجديد ولم يخترع هو هذه العجلة، بل إنه يسير على خطى آبائه المؤسسين، أولئك الذين اعتبروا أن الأكاذيب جزء أساسي من بناء أسطورة "الدولة النقية". ولا أدل على ذلك من مناشير "بن غوريون" في الأربعينيات من القرن الماضي حين كان يعد الفلسطينيين بأن عصاباته لن تمسهم ولن تمس قراهم إذا هم سلموا، ولكن الحقيقة أنه لم تمض أيام حتى غابت القرى خلف الغبار والنار، وتحولت الوعود إلى ركام كنا غاب معظم سكانها في مجازر يندى لها الجبين.
وموشيه ديان، الذي وقف ذات يوم يبرر قصفه لبلدات فلسطينية كاملة بأنه "يلاحق الإرهابيين"، نسي أن يذكر أن الإرهابيين لم يكونوا سوى أطفالا يمارسون فعل الطفولة في أزقة بلداتهم ونساء يمارسن دور الأمهات.

والتاريخ في حضرة المشروع الصهيوني الإحلالي لا يكذب وحده، ففي كل مرة كانت آلة القتل تدك بيوت أصحاب الأرض الشرعيين أو مساجدهم أو تحرق محاصيلهم، كان المتحدث باسم الصهيونية يبادر بإعلان بطولي نصه "ضربنا أوكار الإرهاب". ولم يكن أحد يسأل أين ذهبت البيوت ولا سكانها،وكل بيت يُهدم كان يُعتبر انتصارا.

نتنياهو اليوم عندما أطلق كذبته تلك، تخيل أن العالم ما زال يبتلع هذه الروايات البالية، غير مدرك أن الزمن الذي كانت فيه الأكاذيب تُرسل عبر البرقيات قد انتهى، وأن مقاطع الفيديو الحية وشهادات الناجين تسبق تصريحاته الكاذبة، وتفضحه وهو لا يزال يرتب كلماته المنمقة خلف مكتبه. ومع ذلك فهو يتمسك بالرواية ذاتها، وكأنه يعتقد أن التكرار سينجح في تحويل الخرافة إلى حقيقة.

في الخمسينيات، حين كان "أرييل شارون" يشرف على مجازر القرى الحدودية، أصر هو الآخر على أنه لم يُقتل إلا "مخربون مسلحون". وقتها كان العالم لا يملك إلا أن يصدق الرواية الصهيونية، خاصة مع الدعاية الإعلامية الضخمة التي كانت تغطي على الحقائق بذريعة "الأمن القومي". والفرق الوحيد أن الكاميرات لم تكن موجودة كما اليوم، وكانت الضحية وقتها تُقتل مرتين، مرة بالرصاص، ومرة بالكذب.

نتنياهو هو الوريث الشرعي للكذب، بدل أن يخجل من كذبه، صار يتفنن به. يبتسم أحيانا أمام عدسات الإعلام ابتسامة صفراء ويحرك يديه في الهواء كبهلوان اعتاد هذه الحركة، ويعلن أن جيشه لا يخطئ ولا يقتل الأبرياء فيحرقهم مع خيامهم أو يدفنهم مع ركام بيوتهم، وأن كل الدماء التي سالت على تراب غزة ما هي إلا خداع بصري أو سراب. لكنه نسي أن الأرقام تفضحه، فإذا كان قد قُتل 12 ألف مقاتل كما يزعم، فلماذا لم يجد جيشه جثمان شهيد واحد بحوزته بندقية؟ وكيف تحولت أحياء سكنية كاملة إلى أنقاض فوق ساكنيها إذا كان القتال يدور مع مقاتلين فقط كما يدعي؟ أم أن المقاتلين باتوا في عالمه الافتراضي على هيئة أطفال ونساء؟

ولكن "نتنياهو" ليس إلا نسخة محدثة من الإرهابي الكاذب "بن غوريون"، لكنها نسخة أكثر جرأة وأقل موهبة في الإقناع. وبينما كان أسلافه يحتالون ببعض البراعة، جاء احتياله بكثير من الغباء والرعونة حتى أن احتياله عكس عن الكثير من عدم النضج السياسي وأنه لا يصلح لمنصبه.

وسيظل التاريخ يضحك، و "نتنياهو" يكذب في رقعة تحت الشمس إلى أن يهوي بدولته المزعومة نحو الزوال.



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)       Badea_Al-noaimy#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة تكتب حكاية كسر السيف وتعيد صياغة معادلات الردع
- قصف بالجملة..والأرواح مجرد أرقام وسط عاصفة الخلافات..
- من -كامب ديفيد- إلى طوابير الجوع وقرقعة الأواني الفارغة
- الصور كأداة قمع وحرب نفسية ضد الأسرى في سجون الاحتلال
- مجزرة صفّورية....جرح في ذاكرة الوطن
- لغة استعمارية وقحة..-دانييلا فايس-
- - فتحت أبواب الجحيم في غزة- القناة العبرية ١٤
- “فحم ليوم الاستقلال بأسعار زهيدة جدا-..
- -كتائب الدفاع الإقليمي- والاستيطان
- دخان يخرج من جثامين الشهداء وأنظمة عربية لن تخرج من لعنة الل ...
- دعم بلا قيود..شحنات الموت وتمكين الاستعمار الصهيوني
- اقتحامات تدوس على كرامة الأمة وأقصى لا يحرره غير السلاح
- معتقل الموت..مجدو وحادثة تسمم الأسرى ابريل/٢٠ ...
- ليلة حرق المعمداني 13/أبريل/2025 وسياسة التدجين
- الضفة الغربية...إلى أين؟؟؟
- الشجاعية لم ولن تسقط...مجزرة ٩/إبريل/٢٠٢ ...
- بيت دراس...ذاكرة لا تنسى
- رأس حمزة شاهد في محكمة الآخرة
- البوابات الحديدية..ما قصتها؟؟
- ماذا بقي من الإنسانية؟ مجزرة رجال الدفاع المدني


المزيد.....




- وُصفت بـ-غير لائقة-.. ما حقيقة الصورة المنسوبة إلى وزيرة مغر ...
- رئيس الشاباك يعلن استقالته: في 7 أكتوبر انهارت السماء وجميع ...
- إلى أين تتجه العلاقة بين الأكراد وحكومة دمشق في ظل التوترات ...
- إيران.. ارتفاع حصيلة ضحايا انفجار ميناء رجائي إلى 65 قتيلا
- بيسكوف: الهدنة في ذكرى عيد النصر تؤكد حسن نية الجانب الروسي ...
- الجزائر.. الأمن الوطني يضبط أكبر شحنة من -الإكستازي- في إفري ...
- صحيفة: الولايات المتحدة تطلب من اليونان تسليم أوكرانيا أنظمة ...
- عملية غسيل سيارة تتحول إلى حادث مأساوي في تركيا (فيديو)
- توقعات ألمانية بتصاعد المواجهة مع روسيا في ظل الحكومة الجديد ...
- الداخلية السعودية تعلن عقوبات مشددة بحق مخالفي تعليمات الحج ...


المزيد.....

- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - -نتنياهو- يكذب بغباء...