سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)
الحوار المتمدن-العدد: 8326 - 2025 / 4 / 28 - 13:20
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عندما يجد نظام الملالي نفسه محصورا في زاوية ضيقة لا يمتلك فيها أي خيار لصالحه سوى القبول بالامر الواقع المفروض عليه، فإنه وعندما يقبل بتلك الحالة يسعى أيضا وبکل الطرق والاساليب إظهار نفسه کصاحب نية حسنة ويحبذ التعامل السلمي والحوار والابتعاد عن المشاکل والمواجهة، وهذا ما يحصل تماما حاليا بعد أن تم تضييق الخناق على النظام وأجبر رغما عن أنفه على الجلوس على طاولة التفاوض وهو في أضعف حالاته.
هذه المفاوضات وکما تدل معظم المٶشرات، إن الملا خامنئي مضطر شاء أم أبى على تجرع کأس السم النووي من خلال إجباره على القبول بالشروط الامريکية وتفکيك برنامجه النووي المشبوه، وهذا الامر لم يعد مجرد إفتراض وتخمين بل إنه قد صار أشبه بحقيقة وأمر واقع تتناوله وسائل الاعلام في العالم وتسلط الضوء عليه، وبهذا السياق، فإن صحيفة La Dépêche الفرنسية، وفي مقال تحليلي قدمت رؤية عميقة حول مسار المفاوضات النووية بين النظام الإيراني والولايات المتحدة، وتأثير هذه المفاوضات على الداخل الإيراني، خاصة في ظل التصعيد القمعي الذي يشهده البلد، لا سيما من خلال موجة جديدة من الإعدامات.
من بداية المقال، أشار الكاتب إلى دلالة تعبير "كأس السم" الذي استخدمه مؤسس النظام الإيراني خميني، حين اضطر إلى قبول وقف إطلاق النار في الحرب الإيرانية–العراقية، وقال: "اعتبر خميني وقف الحرب كأسا من السم". وذكر بأن الخميني أصر على استمرار الحرب حتى النهاية قائلا: "سنقاتل حتى آخر منزل في طهران"، وقد ربطت الصحيفة هذه العبارة بالمناخ السياسي الراهن، حيث توصف المفاوضات النووية بـ"كأس السم" أيضا، لكن هذه المرة من قبل خامنئي، الذي يحاول تكرار نفس المنهج من خلال القمع والإعدامات. وأكد الكاتب أن "علي خامنئي، وعلى غرار سلفه، يستخدم الإعدامات لترويع المجتمع".
ووفقا للمقال، فقد تم رفض الطعون المقدمة من سجينين سياسيين من أعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، وهما بهروز إحساني ومهدي حسني، مما يعني أن "تنفيذ حكم الإعدام قد يتم في أي لحظة". كما أشار إلى أنه "في 16 أبريل 2025، نقل خمسة سجناء سياسيين آخرين من سجن إيفين إلى سجن غزل حصار، المعروف بإعدامات جماعية سابقة".
وفي تطور آخر، سلط المقال الضوء على توقيع بروتوكول أمني في 20 أبريل 2025 بين وزير التعليم وقائد قوى الأمن الداخلي، والذي يسمح بدخول الشرطة إلى المدارس، وعلقت الصحيفة قائلة: "هذه الخطوة تعبر عن خوف النظام من انتفاضة طلابية"، مضيفة: "إنها مرحلة جديدة من عسكرة التعليم".
وفي التقييم العام للصحيفة، شددت على أن"النظام يستخدم المفاوضات وسيلة لشراء الوقت»، وأن «الإعدامات لم تعد وسيلة ردع بل دليل ضعف" کما اعتبرت أن"المجتمع الإيراني يغلي، والانفجار قادم".
#سعاد_عزيز (هاشتاغ)
Suaad_Aziz#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟