رمضان حمزة محمد
باحث
الحوار المتمدن-العدد: 8326 - 2025 / 4 / 28 - 06:58
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
علينا جميعًا أن ندرك ان الماء ليس مجرد مورد، بل هو الحياة والمستقبل بحد ذاته. مما يتطلب استدامة هذا المورد، ومتابعة تأثير تغير المناخ على موارد المياه، من خلال اعادة النظر في كفاءة استخدام المياه، وتقنيات إعادة الاستخدام، وكيفية إدارة المياه في حالات الكوارث، في إطار علمي وقطاعي لخطورة أزمة المياه في العراق، خاصة في مناطق الوسط والجنوب، حيث وصلت الشحة إلى مستويات تهدد حتى مياه الشرب وتدفع نحو أزمات نزوح وتغيير ديموغرافي خطير من زاوية علمية وواقعية، فان الأزمة أعمق وأشمل من ذلك بكثير، إذ تتداخل فيها عدة عوامل منها السياسات المائية لدول المنبع حيث العراق يعاني من تراجع كبير في حصته المائية بسبب بناء السدود وسياسات تركيا وإيران، حيث انخفضت الحصة إلى أقل من 20 مليار متر مكعب سنوياً، بينما الحاجة الفعلية تقارب 60 مليار متر مكعب وان جزء كبير من المياه الواصلة للعراق ملوثة أصلاً بالصرف الصحي والأسمدة من دول المنبع، ويزداد التلوث داخل العراق بسبب سوء إدارة المخلفات الصناعية والطبية، ما جعل المياه غير صالحة للشرب وأدى إلى انتشار الأمراض والأوبئة. ويبقى سوء الإدارة الداخلية بسبب ضعف في البنية التحتية لمعالجة المياه، وسوء في توزيع الموارد، وعدم تطبيق قوانين صارمة للحد من التلوث، إضافة إلى ضعف التنسيق بين الجهات الحكومية المختلفة. ويبقى تغير المناخ والجفاف العامل الذي يسبب اضراراً كبيرة منها تراجع الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، ما يزيد من حدة الأزمة.
الحل يتطلب استراتيجية وطنية شاملة تشارك فيها جميع الجهات، وليس فقط وزارة الموارد المائية، وتشمل تفعيل الدبلوماسية المائية والضغط السياسي والدولي لاستحصال الحقوق المائية من دول المنبع. وإصلاح البنية التحتية لمحطات معالجة وتوزيع المياه، ومنع تصريف المخلفات في الأنهار. مع تطبيق القوانين بحق الجهات والأشخاص المساهمين في تلوث المياه، وتطبيق مبدأ "الملوث يدفع" والاستمرار بنشر التوعية المجتمعية حول أهمية ترشيد الاستهلاك وحماية الموارد المائية واستخدام التقنيات الحديثة في الري والزراعة.
الأزمة المائية في العراق معقدة ومتداخلة، لذا فان الأزمة مسؤولية الجميع حكومة، برلمان، جهات تنفيذية، مجتمع مدني، وإعلام. ولا بد من تكاتف الجهود داخلياً وخارجياً لحماية الأمن المائي للعراق ومستقبل أجياله. لذا الحاجة ماسة إلى تفاهمات وتنسيق فعّال بين جميع القطاعات المعنية في دول المنبع والمصب، بما يحقق المصالح المشتركة ويواكب التغيرات المناخية والاحتياجات الحقيقية، مع ضرورة تبني تقنيات الري الحديثة وترشيد الاستهلاك وتطبيق مبادئ الإدارة المستدامة.
#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟