أسامة الأطلسي
الحوار المتمدن-العدد: 8326 - 2025 / 4 / 28 - 06:57
المحور:
القضية الفلسطينية
منذ اندلاع الحرب الأخيرة، يواجه سكان قطاع غزة واحدة من أسوأ الأزمات في تاريخهم، ليس فقط بسبب الحصار والقصف، بل بسبب غياب قيادة مسؤولة قادرة على مواجهة التحديات وفتح أفق للحل. فالناس في غزة لا يعرفون إلى من يتوجهون، ومن يمثلهم، ومن يدافع عن حقوقهم بصوت حقيقي لا تحكمه المصالح الحزبية أو الحسابات الأيديولوجية الضيقة.
الفوضى السياسية والانقسام الداخلي جعلا غزة ساحة مفتوحة للمعاناة دون حماية. لا توجد حكومة فعلية تدير الأزمة، ولا صوت واضح يعكس تطلعات السكان الذين يعيشون في ظروف أقرب إلى الكارثة الإنسانية، حيث فقد كثيرون أحبّاءهم ومنازلهم، وأصبح الملايين على حافة الجوع.
في ظل هذا الغياب القيادي، يتحرك الشارع الغزّي من تلقاء نفسه، بصوتٍ عفوي وإنساني، يطالب بإنهاء الحرب وبداية حياة كريمة. "نريد من يسمعنا، من يرى أبناءنا يموتون ويشعر بآلامنا"، هكذا قالت امرأة نزحت من حي الشجاعية، وهي تحاول تهدئة أطفالها في خيمة مكتظة.
أمام هذا الواقع، تكثر النداءات بضرورة ولادة قيادة جديدة تعبّر عن الناس، لا عن مصالح التنظيمات. قيادة تنبع من قلب غزة، تعرف وجعها، وتدرك أن "المقاومة" لا تكون فقط بالسلاح، بل أيضًا ببناء الإنسان والدفاع عن حقه في الحياة.
لقد آن الأوان للاعتراف بأن الناس هم أولى بالاستماع من أي حساب سياسي، وأن الصمت عن آلامهم خيانة لا تُغتفر. غزة تستحق قيادة إنسانية، مسؤولة، شجاعة... قيادة تضع نهاية للدمار، وتفتح طريقًا للسلام والكرامة.
#أسامة_الأطلسي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟