أحمد رباص
كاتب
(Ahmed Rabass)
الحوار المتمدن-العدد: 8326 - 2025 / 4 / 28 - 06:57
المحور:
القضية الفلسطينية
حذرت الأمم المتحدة من أن الأيام المقبلة في غزة من المتوقع أن تكون حاسمة، في ظل تصاعد العنف وتقليص العمليات الإنسانية بسبب الحصار.
حذر جوناثان ويتال، رئيس المكتب المحلي لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا)، من الوضع الإنساني الحرج للغاية في غزة، وذلك خلال مؤتمر صحفي عقده يوم السبت 26 أبريل الحالي في مدينة غزة. وقال: "الناس لا يستطيعون البقاء على قيد الحياة"، واصفا الوضع بأنه "هجوم على الكرامة".
وأصبح الحصار الإسرائيلي الذي أعيد فرضه في الثاني من مارس "شاملاً" ويمنع المنظمات الإنسانية من تلبية الاحتياجات الغذائية والصحية للسكان.
كما حذرت (أوتشا فلسطين) من "تراجع خطير" في توفر الغذاء بقطاع غزة بسبب الحصار الإسرائيلي. ولم يدخل أي طعام إلى القطاع منذ أكثر من سبعة أسابيع، وهو أطول إغلاق للحدود يشهده القطاع على الإطلاق.
والباعث على الحزن أن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أعلن نفاد مخزوناته الغذائية في قطاع غزة منذ بدء الحصار. في حين قدمت المنظمة الدعم لـ 25 مخبزة، إلا أنها جميعها ظلت مغلقة منذ 31 مارس بسبب نقص دقيق القمح والوقود. ونتيجة لندرة المواد الغذائية ارتفعت الأسعار بنسبة 1400% مقارنة بفترة وقف إطلاق النار، بحسب المنظمة.
والنتيجة المفجعة حقا هي ارتفاع سريع في معدل سوء التغذية، وفقا لمكتب (أوتشا)، وخاصة بين الأطفال. تم تحديد 80 حالة من سوء التغذية الحاد بين 1300 طفل في شمال غزة من قبل الأمم المتحدة. وهذا أكثر من ضعف المعدل المسجل في الأسابيع السابقة.
استجابة لهذه الحالة الطارئة، يحتفظ برنامج الأغذية العالمي بأكثر من 116 ألف طن من الأغذية متاحة في ممرات المساعدات، وجاهزة للتسليم بمجرد إعادة فتح الحدود. هذه الكمية تكفي لإطعام ما يقرب من مليون شخص لمدة أربعة أشهر.
وأضاف ويتال قائلا: "إن الأمر لا يتعلق فقط بالاحتياجات الإنسانية، بل يتعلق بالكرامة". الأنقاض متراكمة في كل مكان، ومن المستحيل إزالتها بسبب نقص الوقود. وتضطر الأسر بالتالي إلى العيش بين الأنقاض، دون أي إمكانية حقيقية للحصول على مأوى، كما أصبحت آبار مياه الشرب بعيدة المنال بشكل متزايد.
علاوة على ذلك، ونتيجة لانهيار خطوط الإمداد، أصبحت الأدوية والمعدات الطبية نادرة. والشيء نفسه ينطبق على الغاز والوقود، مما يدفع الأسر إلى حرق النفايات لتوفير التدفئة.
وقال ويتال: "لم يعد هناك مكان آمن في غزة اليوم". وبحسب قوله فإن الوضع في القطاع الفلسطيني لا يشبه الحرب على الإطلاق. ويختتم حديثه قائلاً: "يخبرني سكان غزة بأنهم يشعرون بأن هذا تفكيك متعمد لحياتهم، أمام أعين الجميع، ويتم توثيقه كل يوم من قبل الصحفيين".
وأكد ويتال أن الحفاظ على الأرواح يتوقف على رفع الحصار، داعيا المجتمع الدولي إلى تحمل المسؤولية، مضيفا أن رفض تقديم المساعدات الإنسانية أصبح، حسب قوله، سلاحا غير مبرر في الحرب. وقال محذرا: "لا يوجد مبرر لرفض المساعدات الإنسانية. ويجب ألا تُستخدم المساعدات الإنسانية كسلاح أبدا".
واختتم ويتال قائلاً: "يجب حماية عمال الإغاثة الذين هم المتدخلون الأولون والصحفيين، ولكنهم يُقتلون في هذه الحرب التي يبدو أن لا حدود لها".
عن ahram info بتصرف
#أحمد_رباص (هاشتاغ)
Ahmed_Rabass#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟