|
الأحزاب العربية في إسرائيل
فاتن كمال غطاس
الحوار المتمدن-العدد: 8326 - 2025 / 4 / 28 - 00:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تعداد سكان إسرائيل حوالي 9.7 مليون نسمة، لكن هذا يشمل الفلسطينيين في القدس المحتلة والسوريين في الجولان المحتل. وعددهم حوالي 400000 نسمة، باقي العرب في البلاد حوالي 1،65 مليون ما يعادل حوالي 17،7% من سكان إسرائيل. عدد الناخبين في إسرائيل 6،78 مليون، منهم 1.04 ناخب عربي، نسبتهم 15.3% من الناخبين، المجتمع العربي هو جيل شاب أكثر من المجتمع اليهودي. منذ الانتخابات الاولى للكنيست عام 1949 شارك الفلسطينيون في التصويت للانتخابات البرلمانية بنسب قليلة وبوجود الحكم العسكري، انتخب للبرلمان نواب عرب من قبل "الحزب الشيوعي الإسرائيلي" وأحزاب عربية مرتبطة بالكامل بحزب صهيوني، منذ الانتخابات الأولى ولمدى ربع قرن، صوت القسم الأكبر من الناخبين العرب للأحزاب الصهيونية اليهودية، بنسبة تراوحت بين 75%-80%. عام 1976 كان اضراب يوم الأرض، حيث كان نتاج بداية تنظم الأقلية الفلسطينية في تنظيمات جماهيرية خاصة، ابرزها كان "لجنة الدفاع عن الأراضي" و "لجنة رؤساء السلطات المحلية العربية"، وجاء الاضراب العام الشامل والناجح للفلسطينيين مواطني دولة إسرائيل لمقاومة مصادرة الأراضي العربية لصالح المستوطنين اليهود وخاصة في منطقة الجليل والتي فيها اكبر تجمع سكاني عربي، في هذا الاضراب سقط 6 قتلى فلسطينيين بأيدي البوليس الإسرائيلي وكان هذا حدث تاريخي مميز للشعب الفلسطيني، على أثره أقيمت "الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة" والتي حصلت في انتخابات 1977 للكنيست على نصف أصوات الفلسطينيين في البلاد. بشكل عملي منعت حكومات إسرائيل تأسيس أحزاب عربية ذات طابع وطني فلسطيني. مثلا، "حركة الأرض": وهي حركة سياسية قومية عربية، تم حظرها وملاحقة قياداتها، تأسست داخل إسرائيل عام 1959، نشأت الحركة بدعوة ومبادرة من الخط القومي بين فلسطينيي إسرائيل وعلى رأسهم منصور كردوش وحبيب قهوجي. تم اختيار الاسم للدلالة على تعلق الفلسطينيين بأرضهم. عام 1983 تأسست الحركة التقدمية وخاضت انتخابات الكنيست عام 1984 من خلال القائمة التقدمية للسلام وحصلت على عضوين واحد عربي والأخر يهودي، عام 1991 فشلت في دخول الكنيست.
الأحزاب المتمثلة اليوم في البرلمان:
الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة: تأسست على يد الحزب الشيوعي الإسرائيلي وهو أقدم حزب موجود اليوم في البلاد، تعود جذوره إلى الحزب الشيوعي الفلسطيني الذي تأسس عام 1919 في فلسطين، هو حزب يساري راديكالي يهودي-عربي. وهو نتاج اتحاد عصبة التحرر الوطني مع الحزب الشيوعي الفلسطيني، وهو حزب معاد للصهيونية وكان على مدى تاريخ عمله في الكنيست حزب معارض للحكومات المتعاقبة، ليس فقط لأنه عارض سياساتها، بل أيضا كان مستثنى ومرفوض من قبل الأحزاب الصهيونية الحاكمة، كان اول من دعى الى إقامة دولة فلسطينية الى جانب دولة إسرائيل. خاض الانتخابات منذ الانتخابات الأولى وما زال محافظ على تمثيله البرلماني. قبل انتخابات الكنيست عام 1977، أسس الحزب الشيوعي تحالف مع عناصر عربية وطنية مثقفة وعناصر يهودية يسارية ومن الاحياء الفقيرة جبهة لخوض الانتخابات، ودعيت الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، وتم اختصار اسمها باللغة العبرية بكلمة واحدة "حداش". أهم بنود البرنامج السياسي للجبهة: 1- انسحاب إسرائيل من جميع المناطق التي احتلتها عام 1967، والعودة إلى خطوط الرابع من حزيران 1967، التي هي الحدود الآمنة المعترف بها بين إسرائيل والدول العربية. الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، بجانب دولة إسرائيل. احترام حق إسرائيل والدولة العربية في السيادة والتطور في ظروف السلام، بوجود ضمانات دولية فعالة عبر المؤتمر الدولي للسلام. حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين طبقاً لقرارات هيئة الأمم المتحدة. 2- الدفاع عن حقوق العاملين في الإنتاج. 3- إلغاء سياسة التمييز والاضطهاد القومي ضد المواطنين العرب. 4- إلغاء التمييز الطائفي ضد أبناء الطوائف الشرقية في جميع المجالات. 5- الدفاع عن الحريات الديمقراطية وتوسيعها. 6- ضمان المساواة في الحقوق للمرأة في كافة المجالات.
علاقة الحزب مع منظمة التحرير الفلسطينية: في سنة 1973، اتخذ الحزب الشيوعي والذي وتم اختصار اسمه باللغة العبرية بكلمة واحدة "راكح" قراراً باعتبار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني. وفي مطلع أيار/ مايو 1977، اتخذت العلاقات بين حزب "راكح" ومنظمة التحرير الفلسطينية طابعاً رسمياً، عندما انعقد أول اجتماع علني بين وفد من قيادته، برئاسة ماير فلنر، ووفد من المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية في مدينة براغ التشيكية. تطور العلاقات بين الحزب ومنظمة التحرير الفلسطينية، لقاء رسمي في براغ 3-4 أيار 1977. في أيلول 1980 جرى لقاء بين عرفات وقوى السلام من إسرائيل، في برلمان الشعوب العالمي في العاصمة البلغارية صوفيا. في هذه اللقاءات قام الحزب بتحديد مكانة الشعب الفلسطيني مواطني دولة اسرائيل مع منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، حيث ان المواطنين العرب في إسرائيل كجزء من الشعب العربي الفلسطيني وكمواطني دولة إسرائيل معنيون بتحقيق سلام عادل، شامل وثابت يقوم على: الانسحاب من المناطق العربية المحتلة عام 1967 وعلى احقاق حق الشعب العربي الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة الى جانب دولة إسرائيل. وعندما تشير الجماهير العربية في إسرائيل الى حقيقة كون منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني فهي لا تغير في إقرارها هذا، من حقيقة كون الجماهير العربية الفلسطينية مواطنة في دولة إسرائيل، وهي تتواجد في ظروف تختلف من تلك التي تعيشها الأقسام الأخر من الشعب الفلسطيني". ص 67 هذا التعريف وضع حد لمحاولة الفصائل الفلسطينية تجنيد فلسطينيين من إسرائيل الى صفوف هذه التنظيمات المسلحة آنذاك. ما زال هذا الحزب له علاقة متميزة مع منظمة التحرير الفلسطينية ومع السلطة الوطنية الموجودة اليوم في رام الله وشكلت في عدة مراحل جسر للعلاقة بين اليهود اليساريين والقيادة الفلسطينية.
القائمة العربية الموحدة: هو حزب سياسي عربي في إسرائيل، والذراع السياسي للفرع الجنوبي من الحركة الإسلامية. تم تأسيس الحزب عام 1996 بعد قرار الحركة الإسلامية في إسرائيل، خوض انتخابات الكنيست. تأسست الحركة الإسلامية عام 1971 على يد الشيخ عبد الله نمر درويش، ليس لها علاقة مباشرة مع الحركة الإسلامية في العالم العربي، لكن افكارها تشابه حركة الاخوان المسلمين. عملت الحركة ضمن القانون الإسرائيلي وخاضت الانتخابات للسلطات المحلية في المدن والبلدات المختلفة وفازت برئاسة بعضها، مبادئ الحركة الإسلامية: تؤمن الحركة الإسلامية لفلسطينيي 48 بأن الإسلام هو الحل لمشكلات الجماعات البشرية والأفراد، إن الحركة الإسلامية تؤمن بأفضلية الحل الإسلامي للقضية الفلسطينية عن طريق إقامة حكومة إسلامية على أرض فلسطين ينعم تحت حكمها المرتكز على شريعة الله اليهود والنصارى والمسلمون". حين تم توقيع اتفاقية أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات وإسرائيل عام 1994 ظهر خلاف بين شقين في الحركة وانقسمت الى حركتين عام 1996 على ضوء القرار بخوض الانتخابات للكنيست الإسرائيلي، حيث خرجت منها الحركة الإسلامية الجناح الشمالي الذي اعتبر انه التيار المتطرف في الحركة، والشق الجنوبي في الحركة الذي يمثله عبد الله نمر درويش، وهو تيار براجماتي (يعايش الواقع) يمتنع عن الاحتكاك بالسلطات، ويميل إلى الاندماج في الواقع الإسرائيلي. وهذا التيار أكثر وضوحا وعلانية في التعبير عن دعمه لعملية السلام واتفاق أوسلو، وذو علاقات قوية بالسلطة الوطنية الفلسطينية. منذ عام 1996 يوجد للحركة الإسلامية تمثيل في البرلمان الإسرائيلي، اصواتها من المجتمع الفلسطيني في إسرائيل، في الانتخابات الأخيرة للكنيست عام 2022 حصلت على أكبر تمثيل برلماني بين الجماهير الفلسطينية في إسرائيل. عام 2019 خرجت هذه الحركة من الاجماع الوطني الفلسطيني وقسمت وحدة الأحزاب الفلسطينية التي شكلت عام 2015 قائمة واحدة هي "القائمة المشتركة" والتي حصلت على 15 مقعد في البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) من أصل 120 عضو. قامت هذه الحركة بالتوجه الى طلب الشراكة في الحكومة الإسرائيلية مقابل إعطاء المواطنين العرب النزر اليسير من حقوقهم كمواطني الدولة وكانت شريكة في الحكومة التي أقيمت عام 2021 وما زالت تدعو لهذه الشراكة. هذه الحركة لها علاقات ما يسمى اليمين الفلسطيني والحركات الإسلامية، كذلك لها علاقات مع الدولة التركية التي تحاول ان يكون لها تأثير على الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني.
الحركة العربية للتغيير مؤسسها د. احمد طيبي، الذي كان حظي بعلاقة خاصة مع بعض الساسة الإسرائيليين وشكل حلقة وصل في سنوات الثمانينات من القرن الماضي بين وزير الدفاع عيز وايزمن وقادة منظمة التحرير الفلسطينية، بعدها تم تعينه عام 1993 مستشاراً سياسياً للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. عام 1996 أسس الحركة العربية للتغيير مع عدد من المثقفين والناشطين الفلسطينيين في اسرائيل. استقال من منصبه كمستشار للرئيس عرفات وترشح للانتخابات البرلمانية وتم انتخابه مندوباً عن الحركة العربية للتغيير منذ عام 1999 وحتى اليوم. " الحركة العربية للتغيير" تنادي الأنظمة العربية بنشر الديمقراطية والانفتاح والإصلاح والابتعاد عن الممارسات الدكتاتورية ضد مواطنيها في كافة أرجاء الوطن العربي. استمرار دعم مسيرة السلام الإسرائيلي _ الفلسطيني من أجل إقامة دوله فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف إلى جانب دولة إسرائيل في حدود حزيران 1967. وحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين بشكل عادل طبقاً لقرارات الأمم المتحدة. في المسار السوري _ الإسرائيلي المطالبة بالانسحاب الكامل من الجولان طبقاً لحدود الرابع من حزيران 1967 وتوقيع اتفاقية سلام مع سوريا كجزء من سلام شامل في المنطقة. رفع ودعم وتغيير المكانة القانونية والمدنية للمواطن العربي في اسرائيل، وتقليص الفجوة القائمة بين الوسطين اليهودي والعربي عن طريق سياسة التمييز الايجابي للوسط العربي في كافة المجالات: الزراعة، الصناعة، التعليم، الاتصالات، الصحة، الاسكان، الارض والميزانيات، وذلك من أجل الوصول الى مساواه حقيقيه بين الوسطين العربي واليهودي في كافة المجالات، من خلال شعار " المشاركة المدنية الكاملة " والاعتراف بالجماهير العربية في البلاد كأقلية قوميه. التأكيد على الهوية الثقافية والوطنية الفلسطينية للجماهير العربية في اسرائيل واهمية التواصل القومي مع الامه العربية. اقامة جهاز تعليم عربي في إطار وزارة التربية والتعليم يعكس واقع وهوية وتاريخ الجماهير العربية الفلسطينية في اسرائيل يكون عربياً وليس "مستعربا", أصيلا وليس دخيلاً. دعم مبداً التعايش السلمي اليهودي - العربي في البلاد والمبني على اساس من الاحترام المتبادل والاعتراف بالحقوق السياسية والمدنية للأقلية العربية. العمل على المساهمة الفعالة في صنع القرار في البلاد والتأثير والمشاركة في عملية صنع القرار. تصنيع القرية والمدينة العربية في اسرائيل واستيعاب الأكاديميين العرب في سلك خدمات الدولة والشركات الحكومية والخاصة. تحرير الاوقاف الإسلامية في اسرائيل. لزعيم الحزب علاقة وطيدة مع القيادات الفلسطينية في منظمة التحرير الفلسطينية، كذلك له علاقات مع الدول العربية المجاورة.
الأحزاب العربية الفعالة والغير ممثلة في البرلمان التجمع الوطني الديمقراطي: تأسس عام 1994 على اثر توقيع اتفاقية أوسلو التي رفضتها بعض القوى السياسية، حيث اجتمعت على أساس برنامج وطني واقعي ومتطور يتعامل مع المواطنة الإسرائيلية والإمكانات الكامنة فيها بجدية بعيداً عن الاندماج المشوّه أو الانزلاق الى هوة الأسرلة، لوقف التدهور الوطني والأخلاقي الذي تجلى آنذاك في الهرولة الجماعية الى الأحزاب الصهيونية مع ما يعني ذلك من تعميق التبعية لهذه الأحزاب وما تمثله من سياسة عنصرية ضد المواطنين العرب، وبالتالي تعميق التهميش وعرقلة تحقيق حقوقنا المدنية والقومية وفقدان الهوية الوطنية والخصوصية الثقافية للأقلية العربية الفلسطينية. مبادئه: 1. الانطلاق السياسي والحضاري من اعتبار العرب الفلسطينيّين، في إسرائيل، جزءًا من الشعب الفلسطيني والأمّة العربيّة. 2. الانسجام بين القيم الوطنيّة والقيم الإنسانيّة العليا، والعدالة الاجتماعيّة والنهج الديمقراطي في العمل والتعدّديّة الفكريّة، والالتزام بحقوق الإنسان وحق الشعوب في تقرير مصيرها، ورفض كافة أشكال التمييز العرقي والجنسي والديني والقومي. 3. تحويل إسرائيل إلى دولة ديمقراطيّة، هي دولة مواطنيها العرب واليهود على حد سواء، والعمل على إلغاء البنية العنصريّة وكافة القوانين والممارسات التي تكرّس صهيونيّة إسرائيل، وتكرّس واقع التمييز القومي والسياسي ضد أبناء هذه البلاد الأصليّين. 4. الاعتراف بالجماهير الفلسطينيّة أقليّة قوميّة تتمتّع بكافة حقوق الأقليّات القوميّة التي تنصّ عليها إعلانات ومواقف الأمم المتحدة المنبثقة عنها بهذا الشأن. 5. الاعتراف بحقّنا في إدارة شؤوننا الذاتيّة، في القضايا التي تميّزها عن بقيّة المواطنين، وعلى رأسها قضايا التربية والتعليم (أي اعتماد الحكم الذاتي الثقافي)، والاعتراف بضرورة إشراكنا في كل ما يتعلّق بحقّنا في التطوير والتصرّف فيما يسمّى بأراضي الدولة، وعدم تعارض هذه الحقوق مع المساواة أمام القانون، ومع حقّنا، على أساس هذا البرنامج، بالمساهمة في بلورة الحكم المركزي مثل بقيّة المواطنين، وعلى نفس درجة الأحقيّة. 6. العمل على تطوير مجتمعنا على أسس تقدّمية متنوّرة، ومن أجل مساواة المرأة بالرجل والدفاع عن حقوقها ومن أجل وقف تفشّي مظاهر الطائفيّة البغيضة والتعصّب العشائري أو الديني. 7. دعم وتشكيل وتطوير مؤسّسات وطنيّة عربيّة طوعيّة، تنشط في مختلف جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعيّة والثقافيّة والمهنيّة والصحيّة، دون أن يتعارض ذلك مع حقوق المواطنين العرب في الميزانيّات المركزيّة والدعم المالي، على قدم المساواة مع بقية المواطنين. 8. العمل على وقف مصادرة الأراضي والاعتراف بالتجمّعات العربيّة غير المعترف بها، وحل قضيّة المهجرين داخل إسرائيل، بما في ذلك حقّهم في العودة إلى قراهم ومدنهم والمبادرة لإقامة قرى ومدن عربيّة جديدة على ما يسمّى بأراضي الدولة. 9. التعاون مع كافة القوى اليهوديّة التي تشاركنا التطلع إلى مستقبل مبني على المساواة التامّة والاحترام المتبادل في دولة ديمقراطيّة مشتركة. 10. حل القضيّة الفلسطينيّة على أساس تنفيذ قرارات الأمم المتّحدة المتعلّقة بها، والمتمثّلة بإقامة الدولة المستقلّة على الأراضي الفلسطينيّة المحتلة عام 67 وعاصمتها القدس، وإزالة المستوطنات كاملة، وحق عودة للاجئين تطبيقًا لقرارات الأمم المتّحدة. 11. يرى الحزب نفسه جزءًا من الحركة الديمقراطيّة في المنطقة، على أرضية جعل الدول أداة لإقامة نظام إقليمي ديمقراطي، ورفض الهيمنة الأجنبيّة، واحترام إرادة شعوب المنطقة بتحقيق التطوّر والتقدم والحياة الإنسانيّة. شارك الحزب في الانتخابات البرلمانية وتمثل في البرلمان من خلال ائتلافات مختلفة وتمثل في البرلمان منذ عام 1996 حتى عام 2022 حيث لم يستطع عبور نسبة الحسم (التي تساوي 3.25% من مجموع المصوتين في البلاد)، شاركت في انتخابات السلطات المحلية في بعض البلدات ولها تمثيل فيها. في البداية اقامت هذه الحركة علاقة متميزة مع قيادة دولة سوريا ومع "حزب الله" في لبنان، لكن منذ عام 2011 وبداية ما سمي ب "الربيع العربي" وحركات الاحتجاج في العالم العربي، انتقلت قيادات هذا الحزب الى معاداة النظام في سوريا وتأييد دول الخليج وخاصة قطر.
حركة "أبناء البلد" هي حركة سياسية تعمل على تعبئة وقيادة الجماهير الفلسطينية من أجل استعادة الحقوق الوطنية الفلسطينية وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الأممية الديمقراطية على أرض فلسطين التاريخية، وتناضل الحركة من أجل إقامة مجتمع اشتراكي قائم على المبادئ الديمقراطية والإنسانية على طريق بناء مجتمع اشتراكي موحد. تأسست الحركة عام 1972 في مدينة ام الفحم، نشطت بشكل كبير في الجامعات الإسرائيلية وكانت شريك في قيادة الحركة الطلابية في سنوات السبعينات والثمانينات من القرن الماضي. رفضت الحركة المشاركة في الانتخابات البرلمانية على أساس موقفها الداعي الى إقامة دولة علمانية في فلسطين التاريخية فيها يعيش العرب واليهود معا بشكل متساوي. شاركت في انتخابات السلطات المحلية في بعض البلدات ولها تمثيل فيها. اعتبرت الحركة بفكرها الأيديولوجي كحركة مماثلة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وما زالت لها علاقات مع الفصائل اليسارية في منظمة التحرير الفلسطينية.
لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية «لجنة المتابعة العليا لشؤون الجماهير العربية في إسرائيل هي الهيئة التمثيلية – القيادية – الوحدوية الأعلى للجماهير العربية الفلسطينية مواطني دولة إسرائيل، ممن بقوا وصمدوا في وطنهم ما بعد النكبة الفلسطينية وإقامة دولة إسرائيل عام 1948، وهي من حيث شمولية تركيبتها وتنظيمها إنما تمثل المواقف والاهداف والمصالح الجماعية لهذه الجماهير في مختلف جوانب الحياة وعلى جميع المستويات، كما تعتبر الجسم القيادي الذي ينظم ويفعل ويوحد ويقود النضال الجماعي الوحدوي للأقلية القومية الفلسطينية من اجل البقاء والتطور على أرض وطنها، ومن اجل حقوقها القومية والمدنية في البلاد، ونحو تحقيق المساواة والعدل الاجتماعي والسلام العادل والشامل والتعايش السلمي على أساس الاحترام المتبادل، وتستمد لجنة المتابعة العليا شرعية وجودها وتمثيلها الشعبي من كونها تضم جميع قيادات الاحزاب والحركات السياسية والشعبية الفاعلة قطريا والتي تمثل قضايا الجماهير العربية في إسرائيل بمن فيهم النواب أعضاء الكنيست العرب، إضافة إلى رؤساء السلطات المحلية العربية والهيئات التمثيلية الوحدوية القطرية المنتخبة. تأسست عام 1982 وهي تشكل المظلة السياسية الجامعة لكافة الأطر السياسية والاجتماعية. تستحوذ قيادة اللجنة على احترام كبير لدى القيادات الفلسطينية وتنظيماتها المختلفة.
حكومات إسرائيل والأحزاب العربية: جميع حكومات إسرائيل لم تبحث عن مشاركة الأحزاب العربية في السلطة ورفضت الاعتماد على هذه الأحزاب، بل بحثت عن اغلبية صهيونية، هذا الأمر أخرج الأحزاب العربية من دائرة التأثير، هذا الأمر كان متجانس على مدى التاريخ برفض إسرائيل لأية تسوية سلمية مع الشعب الفلسطيني، بل بحثت دوما عن الحلول العسكرية، منذ عام 1948 ومن ثم حرب 1956 وحرب 1967 واحتلالها لكافة الأراضي الفلسطينية. لهذا كانت هذه العلاقة مرتبطة بشكل كامل مع السياسة الإسرائيلية تجاه الصراع مع قيادة الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة. يشهد على ذلك ما جرى بعد توقيع اتفاقية أوسلو بين الحكومة الإسرائيلية ومنظمة التحرير الفلسطينية عام 1994، حيث انسحبت الأحزاب اليمينية من الحكومة واضطر رئيس الحكومة اسحق رابين الى الاعتماد على 6 من اعضاء الكنيست العرب (الجبهة الديمقراطية والحزب العربي الديمقراطي) في دعم الحكومة من الخارج فيما سمي "بالجسم المانع"، هذه كانت المرة الأولى والوحيدة التي كان للأحزاب العربية تأثير على اللعبة السياسية الإسرائيلية العامة، فيما عدى ذلك خاضت هذه الأحزاب غالبية نضالاتها لتحصيل الحقوق المدنية للأقلية الفلسطينية كمواطنين من الدرجة الثانية. حاولت الأحزاب العربية ان تكون جسر للسلام بين إسرائيل والقيادة الفلسطينية، لكن هذا لم يلقى أبدا الترحيب من الجانب الإسرائيلي بينما كان دفع كبير في هذا الاتجاه من القيادة الفلسطينية، حتى ان قيادة منظمة التحرير الفلسطينية كانت تدعو الجماهير الفلسطينية في انتخابات البرلمان الى المشاركة في الانتخابات والتصويت للقوى الأكثر عقلانية في إسرائيل. نعم تحظى الأحزاب العربية باحترام كبير وعلاقة متميزة لدى الفصائل الفلسطينية المختلفة، وبالإمكان الاعتماد عليها لتكون جسر للتفاوض والتوصل الى حلول مرضية لكافة الأطراف، ما يعرقل هذا الأمر هو الرفض الإسرائيلي لكل محاولة للتقدم بحل سلمي للقضية الفلسطينية والاعتراف بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وعلى رأسها حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وفقا للشرعية الدولية وقرارات هيئة الأمم المتحدة المتعددة. منذ بدأ الحرب على غزة في أكتوبر 2023 تعاني الأقلية الفلسطينية في إسرائيل والأحزاب العربية من تضييق على حرية العمل السياسي، حيث تجري محاولة منع المظاهرات ضد الحرب وقمعها اذا جرت واعتقال المشاركين فيها، وحتى الاجتماعات السياسية والتنظيمية للأحزاب جرى منعها، تسن القوانين لمنع ترشح الممثلين السياسيين للبرلمان الإسرائيلي، وجرت اكثر من محاولة لفصل أعضاء برلمان عرب من عضوية البرلمان، بحجة وصفهم للحرب التي تجري في غزة وذهب ضحيتها اكثر من 60000 قتيل حوالي 70% منهم أطفال ونساء، لهذا فان الهامش الديمقراطي في إسرائيل يتقلص بشدة كبيرة ووجود الأحزاب العربية وشرعيتها اصبح في خطر.
الكاتب: فاتن كمال غطاس 3.2025
#فاتن_كمال_غطاس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
السياسة الامريكية في الشرق الاوسط
المزيد.....
-
للتتويج بلقب الأفضل.. مسابقة غريبة بين 60 مشتركًا لتقليد صيا
...
-
حمص تغرق في أحداث طائفية: اعتداءات على طلاب السكن الجامعي وه
...
-
هل باتت المواجهة بين -قسد- ودمشق حتمية؟
-
بيسكوف: كييف لا تسيطر على كامل قواتها وهذا يؤثر على التزامها
...
-
إعلام: إيران تقترح على -الترويكا الأوروبية- عقد لقاء حول الب
...
-
رئيس المخابرات المصرية يلتقي وفد التفاوض الإسرائيلي
-
البحرية الأمريكية: سقوط مقاتلة من على متن حاملة الطائرات -تر
...
-
أردوغان يدعو إلى الإسراع في تعزيز إسطنبول لمواجهة الزلازل
-
البرازيل تدعو لانسحاب إسرائيل من غزة وتشدد على دور -بريكس- ف
...
-
إيران: حصيلة ضحايا انفجار الميناء ترتفع إلى 65 قتيلا ووزير ا
...
المزيد.....
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
-
فهم حضارة العالم المعاصر
/ د. لبيب سلطان
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا-
/ نعوم تشومسكي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا
...
/ جيلاني الهمامي
-
قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام
/ شريف عبد الرزاق
-
الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف
/ هاشم نعمة
-
كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟
/ محمد علي مقلد
المزيد.....
|