أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي طبله - حول جدوى النقاش السياسي الاقتصادي مقابل الانزلاق إلى المجازات اللاهوتية و مشكلات الكتابة وآداب الحوار والنقد















المزيد.....

حول جدوى النقاش السياسي الاقتصادي مقابل الانزلاق إلى المجازات اللاهوتية و مشكلات الكتابة وآداب الحوار والنقد


علي طبله
مهندس معماري، بروفيسور في الهندسة المعمارية، باحث، كاتب وأديب

(Ali Tabla)


الحوار المتمدن-العدد: 8325 - 2025 / 4 / 27 - 21:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رد ماركسي علمي على ملاحظات د. طلال الربيعي

حول جدوى النقاش السياسي الاقتصادي مقابل الانزلاق إلى المجازات اللاهوتية



مقدمة

أشكر الدكتور طلال الربيعي على مواصلة الحوار، وعلى استمرارية طرحه لأسئلة نقدية مهمة تتعلق بطبيعة الصراع السياسي في العراق والعالم.
غير أن الحوار العلمي الماركسي، كي يحتفظ بمصداقيته وجدواه، يجب أن يبقى على مستواه العالي من التحليل الطبقي التاريخي، دون الانجرار نحو استعارات ومجازات لاهوتية قد تشتت النقاش.

فانزلاق النقاش إلى مجالات خطابية خارج جوهر التحليل المادي يفرغه من مضمونه، وينتقص من أهمية القضايا المصيرية التي نحاول أن نغنيها بنقاش جاد وعميق.



أولاً: الماركسية لا تحاكم المفاهيم بناءً على بلاغتها اللغوية

الماركسية ليست فلسفة بلاغية، بل علم نقدي للعلاقات الاجتماعية.
لا تهم الماركسية الشعارات الدينية أو اللاهوتية، بل تهمها:
• من يسيطر على الإنتاج؟
• من ينهب الثروات؟
• من يقود الاستغلال الطبقي؟

بالتالي، مسألة تسمية أمريكا بـ”الشيطان الأكبر” أو كتابة “في الله نثق” على الدولار، ليست لها قيمة تحليلية ماركسية بذاتها، بل القيمة هي فيما تمارسه هذه القوى من سياسات مادية تجاه شعوب العالم.

كما أكد ماركس:

“الوجود الاجتماعي هو الذي يحدد الوعي، وليس العكس”¹.



ثانياً: بلاغة الخطاب ليست مقياس التحليل الطبقي

حتى لو استخدمت إيران خطابات دينية شديدة العداء للولايات المتحدة، فالمعيار الماركسي للحكم عليها هو:
• هل سياستها التحررية تنعكس فعلاً في مواقفها الإقليمية والعالمية؟
• هل تقف إلى جانب نضالات الشعوب الكادحة؟
• أم أنها تناور ضمن الإطار العام للنظام الرأسمالي العالمي؟

البلاغة وحدها، مهما كانت رنانة، لا تغيّر من طبيعة علاقات الإنتاج أو الصراع الطبقي الدولي.

كما قال لينين:

“الحقيقة تُقاس بالواقع العملي، لا بالنوايا ولا بالشعارات”².



ثالثاً: ضرورة حماية مستوى الحوار من الانزلاق الخطابي

أود أن أنبه بأخوة رفاقية:
إن انحدار الحوار إلى مجازات لاهوتية حول “تصنيف الشياطين”، أو تفسير العبارات على العملات، يُفرغ النقاش من مضمونه العلمي، ويحول الجهد النقدي إلى ترف لغوي.

وإذا سقط الحوار إلى هذا المستوى، تنتفي الحاجة الفعلية لاستمراره، لأن معركتنا الفكرية ليست مع الكلمات، بل مع النظام الرأسمالي الاستغلالي ذاته.

إن أمامنا قضايا استراتيجية مصيرية يجب أن نتناولها بجدية:
• مستقبل الحركة الشيوعية في العراق.
• تجديد المشروع الثوري.
• بناء يسار ماركسي جديد قادر على فهم العالم وتغييره.

هذه المهمات الكبرى تحتاج منا تركيزًا وصرامة فكرية أعلى.



رابعاً: في منهجية الماركسية الثورية

في الختام، نؤكد أن:
• الماركسية تقيس المواقف بتحليل البنى الطبقية للعلاقات الاقتصادية والسياسية.
• لا تقبل الماركسية استبدال التحليل الواقعي بالتحليل الخطابي أو اللاهوتي.
• كما أن النقد الذاتي والحوار العلمي بين الماركسيين لا بد أن يستهدف البناء والتجديد، لا الاستغراق في المساجلات البلاغية.

كما كتب ماركس:

“ليس وعي الناس هو الذي يحدد وجودهم، بل وجودهم الاجتماعي هو الذي يحدد وعيهم”¹.



المراجع (نظام شيكاغو الكامل)
1. Karl Marx, The German Ideology, International Publishers, 1970.
2. Vladimir Ilyich Lenin, Left-Wing Communism: An Infantile Disorder, Progress Publishers, 1964.
3. Vladimir Ilyich Lenin, Materialism and Empirio-criticism, Progress Publishers, 1960.
—————————-

واسمحوا لي ان اقدم نظرتي العلمية لموضوعة المقالات والحوارات والردود
مشكلات الكتابة وآداب الحوار والنقد: نحو ثقافة فكرية مسؤولة

“الكتابة مسؤولية، وليست ترفًا، وهي في جوهرها التزام فكري وأخلاقي.”
ـ إدوارد سعيد

أولاً: أسئلة الكتابة الأساسية

لا يمكن لأي كتابة جادة أن تتجاهل جملة من الأسئلة التأسيسية، التي ينبغي على الكاتب أن يواجهها بصدق منذ لحظة تفكيره في النص:
• لماذا نكتب؟
الكتابة ليست ترفًا فكريًا، بل ضرورة وجودية لإنتاج الوعي وتحدي الظلم.
• لمن نكتب؟
نكتب لمن يسعى للفهم والتحرر، لا لمن يطلب التصفيق أو التواطؤ مع السائد.
• ماذا نكتب؟
نكتب الحقيقة كما نراها، لا ما يرغب فيه الرأي العام أو تفرضه السلطات.
• بأي منهجية نكتب؟
بمنهج نقدي، عقلاني، جدلي، يتحرى الواقع ويحلله تحليلاً موضوعياً لا يكتفي بالأحكام المسبقة.

الكاتب الذي لا يطرح هذه الأسئلة على نفسه يتحول، ولو دون وعي، إلى مجرد صوت إضافي في جوقة التكرار أو التبرير.

ثانياً: معايير الكتابة الجادة

إن النص الجاد يتسم بـ:
• الوضوح دون تبسيط مخلّ.
• المنهج النقدي لا التبريري.
• الارتباط الجدلي بالواقع، لا الانفصال النظري عنه.
• الاحترام الكامل لعقل القارئ، بعيداً عن المزايدة العاطفية أو الخطابية.
• الانحياز الأخلاقي الصريح لقضايا العدل والتحرر.

“النص الحقيقي ليس هو ما يُكتب ليتوافق مع أهواء الجمهور، بل ما يكتبه الكاتب لأنه لا يستطيع إلا أن يكتبه.”
ـ جان بول سارتر

ثالثاً: في آداب النقد والردود

العلاقة بين الكاتب والقارئ ليست علاقة تلقين، بل علاقة جدلية تقوم على النقد المتبادل. ولكي يؤدي النقد دوره الإيجابي، ينبغي أن:
• يوجه إلى الأفكار لا الأشخاص.
• يقوم على التحليل والحجة لا على الشتائم أو التقليل من قيمة المحاور.
• يهدف إلى تطوير النقاش لا إلى تصفية الحسابات.

حين يتحول النقد إلى شخصنة، يصبح مؤشراً على أزمة أخلاقية وفكرية لدى الناقد أكثر مما هو إشكال في النص ذاته.
الشخصنة ليست دليلاً على قوة الحجة، بل على العجز عن إقامة الحجة.

“الهجوم الشخصي علامة على فقدان الحجة.”
ـ أرسطو

رابعاً: توضيح تطبيقي: مثال على سوء إدارة النقد

في إطار النقاشات المستمرة حول الأزمة العراقية، ومن بين الآراء التي وردت في سياق الرد على مقالي “العراق ليس دولة فاشلة، بل دولة مُفشَّلة عمداً”، جاء تعليق لأحد القراء، السيد لبيب سلطان، الذي اعترض على المنهج الذي اعتمدته، واعتبره شبيهاً بخطاب الميليشيات والأنظمة الدكتاتورية، مدعيًا أنني ألقي اللوم على الخارج وأغفل مسؤوليات الداخل. وقد قارن بين العراق ودول أخرى (كوريا، الهند، سنغافورة) التي نجحت في ظل النظام العالمي الرأسمالي.
وقد نشرت مقالة مخصصة للرد على لبيب سلطان.

ورغم أن هذا النقد يستحق الوقوف عنده وتقديم رد علمي عليه، إلا أن من المهم أن نميز بين النقد الفكري الذي يثري النقاش، وبين الشخصنة والمناكفات التي تفسد الحوار. التقليل من قيمة المحاور، عبر تشبيهه بخطاب الميليشيات أو الأنظمة الديكتاتورية، لا يخدم الحوار بل يضعف مصداقية النقد نفسه.

ومثال آخر كان رد او تعليق السيد ملهم الملائكة على ردي على السيد لبيب سلطان وقد نشرت مقالة تحوي ردي على السيد ملهم

وآخر مثال هو رد السيد طلال الربيعي الذي أبديته أعلاه حول "الشياطين"

إن ممارسة الشخصنة في الحوار هي بمثابة انسحاب من معركة الأفكار. حين يعجز الناقد عن تفنيد الأفكار بالحجج، يلجأ إلى القدح الشخصي في محاولة يائسة لإسقاط الكاتب لا إسقاط أطروحته.

خامساً: مواجهة الكتابات الرديئة

ليست كل كتابة تستحق الاعتبار الفكري. ثمة نصوص لا تهدف إلى بناء نقاش، بل إلى المكايدة، المناكفة، الإساءة، والتشهير.
في التعامل مع هذه النصوص ينبغي:
• تجاهلها عندما تكون فارغة من أي مضمون.
• أو الرد عليها بهدوء وموضوعية، دون الانجرار إلى مستواها.

إن الرد على الشتائم بشتائم، أو على الشخصنة بشخصنة، هو هزيمة للكاتب كما هو هزيمة للحوار العام.

سادساً: دعوة مفتوحة للكتابة والنقد المسؤولين

نكتب لأننا مؤمنون بأن الأفكار تغير العالم، لكن الأفكار تحتاج إلى حوار راقٍ لكي تزدهر.
إن كل نص نكتبه وكل تعليق نقدمه هو شهادة علينا، يعكس وعينا وأخلاقنا وانحيازنا.

سابعاً: واخيراً: اثبت موقفي بالامتناع عن الرد على اي تعليقات تخرج عن نطاق الضوابط التي يطلبها موقع "الحوار المتمدن" والضوابط التي ثبتهاأعلاه.

فلنكتب بوعي، ولننقد بمسؤولية.
لنعمل معاً من أجل ثقافة حوارية تليق بقضايانا العادلة، وبكفاح شعوبنا نحو الحرية والكرامة.



#علي_طبله (هاشتاغ)       Ali_Tabla#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة نقدية علمية ماركسية لأسئلة د. طلال الربيعي على ردي الس ...
- حول اطروحات د. طلال الربيعي على مقالتي: العصبيات والعداء لاي ...
- رد إلى الرفيق د. حسين علوان حسين - حول دور الحزب ومهام اليسا ...
- رد إلى الرفيق حسين علوان حسين حول طروحاته حول مقالة: اللينين ...
- رد على تعقيب السيد لبيب سلطان الأخير حول مقالتي: العراق ليس ...
- رد على تعليق الرفيق صباح كنجي على مقالة -نقد ذاتي للخطاب الي ...
- رد علمي ماركسي على ملاحظات السيد طلال الربيعي على مقالة: الع ...
- رد على تعليق السيد صباح البدران: هل أسقط الحزب الشيوعي العرا ...
- اللّينينيّة بين ضرورة التجديد وتحديات الطائفية: دروس من التج ...
- العصبيات والعداء لايران من منظور ماركسي - القسم الاول
- العصبيات والعداء لايران من منظور ماركسي - القسم الثاني
- مختصر لسيناريوهات واستشراف لمستقبل العراق:
- تفكيك الطائفية كمنظومة للهيمنة: نحو تحليل ماركسي بديل
- نقد ذاتي للخطاب اليساري في العراق: الحزب الشيوعي العراقي نمو ...
- نقد ذاتي للخطاب اليساري في العراق: الحزب الشيوعي العراقي نمو ...
- مَلَكَةُ الجَمَالْ: ثَلاثِيَّةُ الوَرْدَةِ التي لا تَذْبُلُ
- نبوءة - في السياسة
- اللينينية بين ضرورة التجديد وتحديات الطائفية: دراسة مقارنة ب ...
- رد على تساؤلات وتعليقات -ملهم الملائكة- - حول مقالتي: - العر ...
- رد على تعليق الدكتور لبيب سلطان حول مقالة: “العراق ليس دولة ...


المزيد.....




- محادثات لوقف الحرب في أوكرانيا.. تصريحات لافتة بشأن شبه جزير ...
- صدمة بعد مقتل شاب مسلم طعنا بنحو 50 طعنة في مسجد بجنوب فرنسا ...
- الدولي الجزائري أمين غويري يقود مرسيليا لاستعادة المركز الثا ...
- بعد وفاته.. هل يتواصل نهج البابا فرنسيس أو يغيب؟
- وزير خارجية السعودية يتلقى اتصالا من نظيره الإيراني.. وهذا م ...
- مصر.. قرار جديد ينظم بناء المقابر
- عراقجي يرد على تصريحات نتنياهو: أي هجوم إسرائيلي على القدرات ...
- ترامب يدعو روسيا لوقف الهجمات ويزعم أن زيلينسكي مستعد للتخلي ...
- احتفال الناتو بمرور 70 عاما على انضمام ألمانيا
- بزشكيان يصل إلى أذربيجان قبل أيام من زيارة مقررة لنتنياهو إل ...


المزيد.....

- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي طبله - حول جدوى النقاش السياسي الاقتصادي مقابل الانزلاق إلى المجازات اللاهوتية و مشكلات الكتابة وآداب الحوار والنقد