|
دونالد ترامب - النص الكامل
جيلاني الهمامي
كاتب وباحث
الحوار المتمدن-العدد: 8325 - 2025 / 4 / 27 - 04:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
دونالد هتلر
الآن اتضح بلا شك و"أن تقاليد جميع الأجيال الغابرة تجثم فعلا كالكابوس على أدمغة أحياء عالم اليوم" (1) وانبعثت أشباح شخصيات و"رموز" خَالَ العالمُ أنّهم باتُوا من عِداد الماضي وقد ذهبوا بلا رِجْعة. واتضح أن "كابوس" الماضي الكريه ما عاد مجرّد كابوس بل أصبح حقيقة ملموسة وتحوّل إلى فاجعة تُقِضّ مضاجع كافّة شعوب العالم.
عاد دونالد ترامب إلى البيْت الأبيض"، وَكْرُ أشرس أنواع البشر وأكْثرُهم إجرامية ودموية، وراح طوال الأسابيع القليلة من تولِّيه المسؤولية الأولى على رأس أكبر دولة وأقوى اقتصاد وأعتى جيش في العالم، يباغت الجميع بسلسلة طويلة من القرارات والإجْراءَات الّتي أدْخلت العالم في عهْدٍ جديد من النّزاعات والزّوابع.
إن العالم مقدم على مسار جديد يحمل في طياته مخاطر لا حدّ لها. وأوّل هذه المخَاطر خطرُ الحرْبِ المدمّرة للكوْن والبشر. قد يبدو ذلك محض مبالغة ولكن كلّ المُؤشّرات المادّية الملمُوسة تبْعثُ على اليقين بأن العالم مهدّد بالفناء على أيدي مغامر من طراز أدولف هتلر الذي ينبعث من جديد في شخص لا يحمل بالضرورة نفس الاسم واللقب ولكنه يشبهه إلى حد بعيد ويحمل كل مواصفاته.
هتلر وترامب كلاهما منتوج أزمة عاش العالم سنة 1929 على وقع أخطر أزمة اقتصادية عصفت بالنظام الرأسمالي العالمي وأنتجت فيما انتجت النازية وزعيمها أدولف هتلر. وها نحن اليوم بعد حوالي قرن بالتمام والكمال في وضع شبيه بذلك الوضع، يرزح فيه العالم تحت تأثيرات أزمة أشد وأخطر. وفي خضم تطوراتها نعيش على وقع تصاعد نزعات فاشية ونازية جديدة تنتشر وتتوسع في كل أرجاء العالم تقريبا بزعامة مغامر جديد من ذات الطراز. إنه دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.
لقد شق طريقه، مثله مثل سلفه أدولف هتلر، بسرعة عجيبة قلما توقعها الفاعلون في عالم السياسة والتنافس على مواقع القيادة في جهاز ضخم ومعقد كجهاز الدولة الامريكية. قد يكون الشعار الذي ركبه منذ حملته للرئاسية الأولى سنة 2016 "لنعيد لأمريكا عظمتها" Make America Great Again وهو الشعار ذاته للحملة التي أوصلته مجددا إلى قمة الحكم لا في أمريكا فحسب وإنما في العالم كله، قد يكون لهذا الشعار فضل عليه ولكن الأكيد أن تظافر عوامل الازمة التي عصفت بالمنظومة الرأسمالية المعولمة منذ أكتوبر 2008 كانت هي العامل الحاسم في صعود "هذا المبتدئ السياسي، الدخيل المتغطرس، ]الذي[ فاق دهاؤه دهاء الخبراء والمستشارين والمطلعين على دخائل الأمور، أي كل عصبة المتنفذين والمعجبين بأنفسهم الذين أوصلوا المدينة إلى هذا الوضع العاجز الباعث على الإحباط..." (2).
يخضع النظام الرأسمالي منذ 2008 إلى أزمة لم يتعافى منها بعد رغم ما ضُخَّ مِنْ أموال مهولة ورغم كل المحاولات والسياسات التي تم استنباطها لإنقاذه. فلا السياسات النقدية (والترفيع في نسب الفائدة) ولا السياسات القطاعية (العقارات والعقارات السياحية أو التكنولوجيات الحديثة أو المركب الصناعي الحربي الخ...) التي أدت في كل مرة إلى ظهور "فقاعة" جديدة، انتشلت الاقتصاد الرأسمالي العالمي من حالة الركود والركود التضخمي la stagfation (نسبة نمو قريبة من الصفر ونسب تضخم عالية). بل ظلت نسبة النمو ضعيفة جدا وشهدت كل القطاعات ركودا عدا القطاعي البنكي الذي سجل معدل أرباح سنوية (حوالي 15%) وقطاع التكنولوجيات الحديثة (75%). فيما عرفت البطالة والتضخم وانخفاض القدرة الشرائية مؤشرات مرتفعة ولم يتسن الحط منها فكانت الفئات الكادحة والهشة هي أكثر المتضررين منها.
هذه الأوضاع المتأزمة على امتداد أكثر من عقدين من الزمن شكلت الحاضنة الاقتصادية والاجتماعية التي ساعدت موضوعيا على نشوء تيارات ذات مقاربات متطرفة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا سرعان ما انتشرت واتسع تأثيرها حتى وصل بعضها الحكم في أكثر من بلد في العالم.
ضمن هذه الموجات الشعبوية والفاشية صعد ترامب إلى الحكم سنة 2017 ووضع جزء من سياساته اليمينية المتطرفة سواء على الصعيد الداخلي الأمريكي أو العالمي موضع تنفيذ. غير أن الظروف التي مازالت لم تنضج آنذاك تمام النضج جعلت أوساطا واسعة من الناخبين الأمريكيين من الطبقات الوسطى والشعبية تتردد في انتخابه من جديد فخسر جولة 2021 الانتخابية لكنه عاد وانتصر هذه المرة (نوفمبر 2024) بفارق واضح وصريح.
جاء ترامب ليعزز نفوذ اليمين المتطرف في العالم، ليعزز نفوذ "التجمع الوطني" اليميني المتطرف الذي أصبح يشكل قوة رئيسية على الساحة السياسية الفرنسية ويقوي مكانة ميلوني وحزبها سليل الحزب الفاشي الإيطالي، حزب الدوتشي la Duce في إيطاليا وكذلك أوربان في المجر وخافير ميلاي في الارجنتين ونارندرا مودي في الهند ودونالد داسك في بولندا وخيرط فيلدرز في هولندا والقائمة طويلة. فترامب هو إذن واحد ضمن كوكبة من وجوه اليمين المتطرف الذين أفرزتهم أزمة الرأسمالية في الوقت الراهن ولكنه وجه ذو وزن خاص وبمواصفات "تميزه" عن البقية بما يجعله أقربهم إلى أدولف هتلر زعيم النازية.
وما من شك أن في عودته للحكم دفع سياسي ومعنوي لتيارات رجعية يمينية فاشستية في أماكن كثيرة أخرى من العالم ودعم للصهيونية كواحدة من أبشع هذه التيارات. لقد خصّ نائبه (أي نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس) رئيسة الحزب النازي الجديد في ألمانيا (AfD Alternative fur Deutschland-) دون غيرها من الأحزاب السياسية في ألمانيا على هامش مؤتمر الامن الدولي في ميونيخ بحفاوة وترحيب خاص. وليس خاف على أحد حجم الدعم الذي يلقاه المجرم نتنياهو والكيان الصهيوني ككل من لدن إدارة ترامب الذي تبجّح وبكل وقاحة على مرأى ومسمع من العالم بأن يفتح على سكان غزة "أبواب الجحيم" أن لم يقع إطلاق سراح الرهائن الصهاينة في أجل زمني محدد.
وفوق كل ذلك يعود ترامب للحكم مكشرا عن أنيابه ويستهل ولايته الجديدة، وبالتحديد يوم تنصيبه رئيسا بإمضاء سلسلة من القرارات التنفيذية التي تجسد مجمل توجهاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمالية والديبلوماسية والعسكرية الجديدة.
وقد أعلن ترامب منذ الأيام الأولى نية بلاده في الانسحاب من حلف شمال الأطلسي إذا ما امتنعت بلدان أوروبا عن تخصيص ما لا يقل عن 5 % من الناتج الإجمالي المحلي لكل بلد للإنفاق على التّسْليح. وطالب من أوروبا أن تستعدّ للدفاع عن نفسها بنفسها إذا مَا تعرّضت لأي هجوم. وتذرّع بأن بلاده ما عادت مستعدة للإنفاق على أوروبا أكثر مما أنفقت إلا إذا قبلت هذه الأخيرة بتسديد ما عليها. وقد قال في إحدى تصريحاته ""إذا لم يدفعوا فلن أدافع عنهم". قد يبدو مدلول هذه المعطيات أمر غير ذي أهمية ولكن ما انجر عنه حتى الآن وما يمكن ان ينجر عنه مستقبلا هو ما يجعلنا نستحضر سمات الاحتقان والتوتر الذي ساد في الدولي قبيل الحرب العالمية الثانية جراء التصعيد العسكري النازي باتجاه إشعال فتيل الحرب. ومعلوم أنه مباشرة عقب تصريحات ترامب سارع قادة أوروبا بالرد، وبما يفيد أن القارة العجوز قد قررت دون تردد الدخول بكل قوة في السباق المحموم نحو التسلّح.
هذه هي إذن جملة من أوجه الشبه بين أدولف هتلر ودونالد ترامب رغم اختلاف الظروف العامة التي ظهر فيها كل منهما ورغم المسافة الزمنية الكبيرة التي تفصل بينهما. وبصرف النظر عن "صدف" التاريخ، إذا جاز اعتبارها مجرد صدفة، نحاول في هذا العدد التركيز على الخصائص المشتركة بين الرجلين والتي هي أبعد ما تكون "مجرد صدفة" بقدر ما هي تأكيد للجوهر المشترك بين الرجلين.
إن تشبيه ترامب بهتلر فكرة شائعة جدا في الكتابات السياسية المتداولة الآن ولدى طائفة واسعة من المحللين السياسيين والجامعيين والمؤرخين وعلماء الاقتصاد الذين يستدلون بكثير من المعطيات والقرارات والإجراءات التي اتخذها ترامب منذ يوم 20 جانفي الماضي. ويُعْتَمَدُ في ذلك على بعض تصريحاته التي مجّد فيها زعيم النازية هتلر. وكان مدير ديوانه السابق المتقاعد، جون كيللي John Kelly، كشف لوسائل الاعلام أن ترامب كثيرا ما عبّر عن إعجابه بهتلر واعتبر أنه "أنجز أشياء جيدة" و"بنى الاقتصاد الألماني". وهو ما أكّده أيضا جون بلطون J. Bolton مستشار الأمن القومي في إدارة بوش الابن. ويستند الكثير من المحللين إلى معطيات حديثة في مسيرة ترامب وأعضاء إدارته الحالية منها الزيارة التي أداها نائبه J. D. Vance لرئيسة الحزب النازي الجديد في ألمانيا دون سواها من الساسة الألمان على هامش مؤتمر الأمن العالمي (ميونيخ فيفري 2025)، ومنها أيضا استقباله هو شخصيا في المدة الأخيرة في منتجعه الخاص في مارالاقو Mar-a-Lago في فلوريد للفاشي المجري أوربان الذي قال عنه "إنه أفضل الزعماء وأكثرهم ذكاء" ومنها أيضا رفع كل من إيلون ماسك وستيف بانون Steve Bannon مستشار ترامب السابق شارة التحية الهتلرية المعروفة.
إن أوجه الشبه بين أدولف هتلر ودونالد ترامب كثيرة ومتنوعة وتؤكد كلها أنهما ينهلان من نفس المعين وما بعض أوجه الاختلاف بينهما إلا تفاصيل مرتبطة بفارق الزمن ومسارات تطور كل منهما وبالبيئة المحيطة بكل منهما ويمكن تبويب أوجه الشبه هذه في أربعة محاور أساسية سنأتي عليها تباعا في الفقرات الموالية.
"الديمقراطية الامريكية" في خطر كيف وصل هتلر إلى سدة الحكم، وكيف تصرّف على المستوى السياسي وماذا كانت خياراته الاقتصادية والاجتماعية؟ وكيف تفاعلت بقية القوى المناهضة له مع خياراته؟ نفس هذه الأسئلة سيتعين علينا طرحها لرسم معالم الصورة كاملة بالنسبة لترامب. والإجابة عن هذه الأسئلة ستوفرّ لنا ما يسمح بمقارنة المثالين والخروج بالاستنتاجات اللازمة والجزم بأن ترامب يمثل حقا نسخة جديدة من النازي هتلر رغم كل الفوارق المرتبطة بالزمن والمكان وخصائص الأوضاع الجديدة التي تحف بنا اليوم؟
في تذكير سريع بتفصيل من تفاصيل التاريخ قبل أن نأتي إلى العناصر الأساسية في المقارنة، يجدر أن نذكّر أولا بأن كل من هتلر وترامب وصل إلى الحكم بـ"الديمقراطية" وعبر صناديق الاقتراع. ويشتركان في أن كل منهما حاول الانقلاب على "الديمقراطية" إما لاغتصاب الحكم بالنسبة لهتلر أو للبقاء في الحكم بالقوة بالنسبة لترامب. لقد قام هتلر بمحاولة انقلابية فاشلة سنة 1923 فحوكم بسببها بخمس سنوات سجن قضى منها سنة واحدة انكب خلالها على تأليف كتابه المعروف بعنوان "كفاحي" Mein campf. ومعلوم أن دونالد ترامب قام هو الآخر بمحاولة انقلابية فاشلة إذ رفض في نوفمبر 2020 الاعتراف بهزيمته في الانتخابات الرئاسية الامريكية وتوجه بخطاب لأنصاره يوم 6 جانفي 2021 وحرّضهم على اقتحام مقر الكنغرس في قصر الكابيتول بواشنطن (3). وقد جرى تتبعه في عدة قضايا بعلاقة بمحاولته الانقلابية هذه وحكم على العديد من أنصاره بأحكام سجنية مختلفة. وما أن عاد إلى البيت الأبيض حتى أطلق سراحهم بعفو رئاسي خاص.
لم ينتظر هتلر طويلا بعد أن وصل إلى الحكم كي ينطلق في إقامة نظامه الدكتاتوري. ففي شهر فيفري 1933، أي شهرا بعد وصوله للحكم، دبّر عملية حرق مقر البرلمان "الرايخستاغ" واتخذ من ذلك ذريعة لإجبار الرئيس الألماني آنذاك على إعلان حالة الطوارئ ردا على "محاولة الانقلاب الشيوعية" التي اختلقها وروّج لها. وبموجب حالة الطوارئ هذه منع الأحزاب وحرية الصحافة وحضر الأنشطة السياسية والنقابية وغيرها من مظاهر الحياة الديمقراطية في ألمانيا وبعث ميليشيات قوات العاصفة (SA) والغستابو (Geheime Staat Polizei) وأرسى "قانون الخدمة" العامة نظام "نازية القضاء والقضاة" (أفريل 1933) وتم تطهير الإدارة والشرطة والجيش (حمام الدم بتاريخ 30 جويلية 1934) من المعارضين والخصوم السياسيين وكل المشتبه فيهم. وقد تلا ذلك سلسلة الإجراءات القمعية والاجرامية التي اتبعها النظام النازي (وأشهرها ليلة الكريستال kristalnacht) والمذابح التي طالت اليهود الالمان لأسباب عرقية وعنصرية.
على غرار ذلك انطلق دونالد ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض في اتخاذ سلسلة من الإجراءات المتدرجة للتضييق على الحريات. فقد اتخذ قرار بمنع وكالة Assiciated Press من الدخول إلى البيت الأبيض وحضور الندوات الصحفية وخوّل للملياردير Jeff Bezos صاحب الشركة الاحتكارية العظمى "أمازون" بالتدخل لمنع صدور بعض المقالات والتعاليق التي لا تتماشى مع توجهات الإدارة الامريكية الترامبية.
وبعد شهر من تسلمه الحكم أصدر تعليماته بطرد كل الموظفين الذين "لا حاجة للإدارة بهم" بناء على تقديرات وتقييمات أحادية من قبل أيلون ماسك وزير الـ"Doge" (صاحب الاحتكارات الضخمة تسلا وسبي سايكس وصاحب التحية النازية). وقد أصدر Russell Vought مدير مكتب التصرف والميزانية (Office of Management and Budget, OMB, ) منشورا يقضي بالتقليص من فروع كل المصالح الإدارية عدا الجيش والشرطة والبريد والوكالات التي تعنى بالهجرة وذلك في أجل أقصاه 13 مارس الماضي. كما نص المنشور على فصل كل الموظفين الذين لا زالوا في مدة التربص (200 ألف متربص مهددون بالطرد) وتشجيع المترسمين على الاستقالة مقابل خلاص أجورهم مدة ستة أشهر وقد قبل بذلك حتى آخر الاحصائيات 75 ألف موظف. وقد مرت إدارة ترامب إلى تنفيذ هذا البرنامج رغم الاحتجاجات وشكاوى النقابات التي رفضتها المحاكم في فيفري الماضي. وفي إطار إلغاء الوكالة الامريكية للمساعدات الانسانية USAID تم طرد 1600 من موظفيها وتجميد ما تبقى منهم (10 آلاف) وتم تجميد اعتماداتها.
من جانب آخر ومن أجل فرض سياساته في معالجة ملف الهجرة لا يتورع ترامب وفريقه وخاصة رجل الشرطة المتقاعد القديم طوم هومان Tom Homan الملقب بـ"قيصر الحدود" الذي أعيد تعيينه في منصب مدير "وكالة الحدود والهجرة الامريكية"، عن تهديد كل من يخالف هذه السياسات والقرارات من رؤساء الولايات والبلديات بالعزل. ففي تصريح بات معروفا لـ"قيصر الحدود" قال مؤخرا في تهديده لرئيس بلدية "دنفر" Denver الذي جعل من مدينته ملجأ للمهاجرين "أنا وعمدة دنفر نتفق على شيء واحد: إنه على استعداد للذهاب إلى السجن وأنا مستعد لإرساله إلى هناك».
وفي سياق التضييق على حرية التعبير الذي شرعت فيه الولايات الواقعة تحت حكم الحزب الجمهوري بقيادة ترامب منذ السنة الماضية تم حظر أكثر من 10 آلاف كتاب مدرسي تتناول قضايا ذات صلة بموضوع العنصرية والهجرة ومعاداة السامية والحقوق الجندرية وحقوق الأقليات الاثنية والجنسية. وتتصاعد حملة الحظر بعد عودة ترامب لتطال بعض الكتاب والانتاجات الفكرية والأدبية والفنية الجديدة منها مثلا رواية "عالم جديد شجاع" من تأليف ألدوس هكسلي، و The Bluest Eyeللحائز على جائزة نوبل للأدب توني موريسون.
ويتجه ترامب إلى التعويل أكثر فأكثر على الأجهزة الصلبة للدولة لفرض سياساته ومواجهة معارضيه ويقول في هذا الصدد المؤرخ بيتر هايز Peter Hayes " لقد عزز ترامب سيطرته على سلطات الشرطة (مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة العدل) والجيش. ترامب مغرور وأناني، وطاغية لا ينشغل إلا بإظهار قوته. فعندما ستبدأ الأمور في التدهور وتصبح المعارضة ذات صوت مسموع فإنه سيلجأ هو وأنصاره غريزيا إلى العنف".
وينتشر في صفوف النخبة السياسية والفكرية الامريكية وعلى نطاق واسه اعتقاد بأن تظافر صعود موجات الفكر اليميني المتطرف الذي تسهر على تعزيزه الأوساط البرجوازية الكبيرة مع صعود الاوليغارشيا إلى الحكم هو بصدد دفع ترامب إلى تمتين أركان نظام حكمه الديكتاتوري. فما ينشره منظرو "الإمبراطورية المظلمة" من أمثال كورتيس يارفين، سيد السيليكون فالي Silicon Valley، وبيتر ثيل Peter Thiel المنظر الجديد للنظام من أن "التجربة الديمقراطية في القرنين الماضيين قد فشلت، وأن أمريكا باتت في حاجة إلى "أرستقراطية جديدة" لتحكمها وتحكم العالم، تتكون من رجال أعمال أصحاب المليارات ومهندسي التكنولوجيا" يمثل كله مناخا جديدا يزداد كل يوم "نضجا" وضمنه يقع تبرير ضرورة المرور إلى شكل جديد من الديكتاتورية بقيادة عمالقة التكنولوجيا، هذه الطغمة التي أثبتت تفوقها من خلال نجاحها في الأعمال التجارية والتكنولوجيا الرقمية والتي، نتيجة لذلك، سيكون لها شرعية للحكم دون الحاجة إلى الاقتراع العام". هذه الطغمة تتجسد اليوم وبشكل مثالي في ثالوث الرئيس ترامب ونائبه فانس وايلون ماسك.
حيال هذا بدأت ترتفع الأصوات على غرار ما قالت الجامعية أن بارغ Anne Berg "إن الديمقراطية الامريكية في خطر". ولكن هل سيكون لهذه النداءات صدى؟
إذا كان ترامب يلتقي مع هتلر على المستوى السياسي في نزعته الديكتاتورية المتطرفة وعدائه الشرس لقيم الحرية والديمقراطية وازدرائه من الجماهير عموما وعدوانيته تجاه الخصوم والمعارضين وكراهيته لكل ما هو أجنبي وخصوصا للأجناس الأخرى الافريقية واللاتينية والاسيوية فإنه على صعيد الرؤية الاقتصادية والتجارية والمالية يتفق معه في جملة من الاختيارات والقيم الليبرالية المتوحشة.
الدولار أولا يقول فريديريك انجلز، من الصعب بل "من المستحيل أبدا الحصول على لوحة واضحة عن التاريخ الاقتصادي في مرحلة ما من المراحل وعن الاحداث نفسها في آن واحد فلا يمكن الحصول عليها الا بعد مرور حقبة من الزمن بعد جمع المادة والتحقق منها...". لكن رغم وجاهة هذه القولة فإن المعطيات المتوفرة الآن تسمح لنا بالجزم أن اللوحة على درجة من الوضوح إلى حد القول إنه ولأول مرة في التاريخ يبلغ الرأسمال العالمي هذه الدرجة من المركزة في يد حفنة من طغاة رأسمال، في احتكارات ضخمة، ميتا وتسلا وspaceX، ليس ذلك فقط وإنما أيضا ولأول مرة في التاريخ تتولى هذه الحفنة من أباطرة رأس المال المسك بجهاز الحكم مباشرة دون التعويل على أي كان من "محترفي السياسة". فالحكومة الامريكية الجديدة بتركيبتها المعروفة، تضم أكثر من عشرين من أكبر أصحاب المليارات في العالم بقيادة ترامب وماسك Musk وستيف فاينبرغ Steve Feinberg وليندرو ريزوتو Leandro Rizzuto Jr وهوارد لوتنيك Howard Lutnick وغيرهم وتعطينا صورة حية عن اندماج الاحتكارات الكبرى في مجال التكنولوجيا الحديثة Tesla وTruth Socialو XوMita والعديد من شركات ومؤسسات قطب سيليكون فالي التكنولوجي) والصناعات الحربية وكبرى شركات المضاربات العقارية ممثلة في الرموز والأسماء التي أوردناها أعلاه وغيرهم) بجهاز الحكم التنفيذي في أكبر دولة امبريالية في العالم. ومدلول ذلك أن المنظومة الرأسمالية على أهبة للدخول في طور جديد بنظريات اقتصادية متطرفة وإجراءات ليبرالية متوحشة تندرج كلها ضمن الخطّة الاقتصادية الجديدة التي من شأنها أن تجعل "أمريكا أقوى مرة أخرى" وتقوم هذه الخطة من الناحية الاقتصادية على التخفيض من قيمة الدولار من أجل إعادة دفع الصادرات الأمريكية وتنشيط التصنيع الأمريكي وبالتالي التقليص من العجز التّجاري وإعادة هيكلة الدّين العمومي الأمريكي. وكما وعد ترامب في حملته الانتخابية، اتخذ إجراءات بخفض الضرائب على الرساميل العاملة في أمريكا (إلى أقل من 20 % بعد أن كان خفضها في رئاسته الأولى من 35 إلى 21 %) وبفرض رسوم قمرقية على الواردات الامريكية من 185 بلدا من العالم وبالانتقال إلى سياسية حمائية تنسف في العمق قواعد التجارة العالمية، عماد نظام العولمة، التي وضعتها أمريكا بنفسها وأوكلت أمر رعايتها للمنظمة العالمية للتجارة وبتشجيع الاستثمارات على القدوم إلى أمريكا. ومن جانب آخر شَرَعَ حالما استلم كرسي الرئاسة في إعادة هيكلة نفقات الدولة والتخفيض منها وفق نظرية انسحاب الدولة من النشاط الاقتصادي والتخلي النهائي عن نمط دولة الرعاية .L’Etat providence وفي هذا الباب اتخذ جملة من الإجراءات تتمثل في خصخصة كل قطاعات الأنشطة وإطلاق يد المبادرة الخاصة ورفع كل أنواع القيود عن السوق وعن سوق الشغل أساسا وذلك بحذف مئات الآلاف من مواطن الشغل وتحجيم دور النقابات وإلغاء النفقات الاجتماعية (التغطية الصحية، التأمين على المرض والشيخوخة الخ...) وتكاليف حماية البيئة (تشجيع الوقود الاحفوري...). كما قرر التخلص من العديد من الخدمات مثل التعليم والصحة وصيانة البنى الأساسية التي اهترأت بشكل ملحوظ.
وكما سبق أن قلت في مقال آخر فإن ترامب يتعاطى مع النشاط الاقتصادي والتجاري الأمريكي والعالمي بروح المقاول أو رجل الأعمال والمرابي وبذهنية التاجر المضارب السمسار ومع المعاملات الاقتصادية والتجارية على أنها عملية تخضع لقواعد "المفاوضة" ولا يرى وظيفته على رأس الدولة إلا كرئيس مدير عام PDG لـ"شركة" أو "مقاولة" ضخمة. ولا يهمه إلا تحقيق أقصى ما يمكن من الأرباح وبأسرع الأوقات.
هذه السياسات والقرارات والإجراءات في هذا الظرف الدولي وما يتميز به من أزمات وتوترات وتغيرات يحيلنا على ما حصل في بداية ثلاثينات القرن الماضي في أوروبا ومع هتلر بالتحديد عند صعوده للحكم في ألمانيا.
لقد صعد هتلر للحكم بفضل دعم كبار رجال الاعمال الذين رأوا فيه طريق الخلاص من "ميوعة" حكومة فايمر وتساهلها مع الإضرابات وضغوط الحركة الاجتماعية. ونذكر هنا رسالة كبار الصناعيين الألمان من "حلقة الدراسات الاقتصادية"« Studienkreis für Wirtschaftsfragen " بتاريخ 19 نوفمبر 1932 للمطالبة بتعيين هتلر مستشارا على رأس الحكومة، هذه الرسالة التي جاءت ضمن سلسلة من الضغوط أفضت إلى صفقة اللقاء السري تحت إشراف المصرفي الكبير كورت فرايهر Kurt Freiherr وأبرز رموز الطغمة المالية والصناعية الألمانية وزعماء المجموعات النازية، الصفقة التي بموجبها تم تعيين هتلر مستشارا على رأس الحكومة يوم 30 جانفي 1933 عوضا عن المستشار فرانز فون بابن Franz von Papen الذي قبل بالتنحي لفائدة هتلر والعمل كنائب له. ونذكر أيضا أنه بتاريخ 20 فيفري 1933 التأم اجتماع هتلر وقورينغ و27 من أغنى أغنياء ألمانيا (صناعيون ومصرفيون وكبار الملاكين العقاريين) ليضعوا التصور النازي للنظام الجديد في ألمانيا.
لقد سلمهم هتلر "مصانع الصلب المملوكة للقطاع العام والتي تتمتع بقدرة سداد عالية، ومحطات الطاقة، والبنوك، وشركات السفن البخارية"(4). وفي المقابل من ذلك تم منع الإضرابات وحظر النقابات والاستيلاء على مقراتها وممتلكاتها ومنشوراتها وجرى هجوم كاسح على حقوق العمال بما في ذلك التخفيض من الأجور (بين 25 و40%) وازدادت الضرائب على عامة الناس ولكن تم تخفيضها أو إلغاؤها بالنسبة للأثرياء والشركات الكبرى كما تم التخفيض في الضرائب على الميراث للأثرياء أو إلغاؤها أحيانا. وقد بلغ صافي دخل الشركات الاحتكارية الكبرى العاملة خاصة في الصناعات الحربية ما بين سنوات 1935 و1943 حوالي 50%.
إن الليبرالية المتوحشة وإطلاق عنان الاحتكارات الكبرى وأباطرة الطغمة المالية هو عنوان بارز من عناوين الرأسمالية كلما سلكت طريق أقصى اليمين والفاشيين لمعالجة أزمتها ومحاولة الخروج منها. وهو ما يتأكد مرة أخرى في النسخة الترمبية التي أعادت للأذهان التجارب السابقة وفي مقدمتها التجربة النازية الهتلرية.
القناع والحقيقة علاوة على كل هذه "المشتركات" فيما يتصل بالتوجهات السياسية والخيارات الاقتصادية الطبقية وبعض أوجه الشبه في التجربة ومسار الصعود إلى الحكم ونوعية رجالات المرحلة، يلتقي هتلر وترامب في جملة من المشتركات الأخرى لعلّها الأهم والأخطر، بعضها يتعلق بنواحي من "الشخصية" والبعض الآخر بالخطاب الشعبوي والشعارات التعبوية. لقد بنى كل من هتلر وترمب مشروعه على "ألمانيا أولا" و"أمريكا أولا" هذا الشعار الذي ينطق بجميع معاني العنصرية والكراهية تجاه الآخر سواء المهاجرين أو حتى الأمريكيين من أصول غير "بيضاء". فكما لم يخف هتلر كراهيته لليهود وكل الأجناس غير الآرية لم يتردد ترامب في طرد آلاف المهاجرين تحت عنوان "حتى لا يتلوث الدم الأمريكي" وأصدر أمرا تنفيذيا في إلغاء حق الجنسية بالولادة.
وللتذكير فإن هذا الشعار (أمريكا أولا) يعود فيما يعود إلى هيرست William Randolph Hearst واحد من أكبر بارونات الاعلام الذي أخذه عن هتلر في ثلاثينات القرن الماضي. لقد كان هيرست مناصرا متحمسا لهتلر واستعار منه هذا الشعار ليرفعه في وجه الرئيس الأمريكي روزفلت معتبرا أن برنامجه "الصفقة الجديدة" New Deal برنامج "شيوعي أكثر من الشيوعيين".
ومعلوم أن أشد ما يحرك النازيين والفاشيين القدامى والجدد بكل تلويناتهم وتسمياتهم هو مشاعر الحقد ضد كل ما يمت للطبقة العاملة وعموم الكادحين بصلة وعلى وجه أخص ضد الشيوعيين وما لف لفهم من "اشتراكيين" واجتماعيين" و"ديمقراطيين" وحتى "تقدميين" و"انسانيين". فكما قال ترامب "إن العدو على اليسار"L’ennemi est à gauche. ولا يحتاج عمال العالم وشعوبه ذكاء كبيرا ليكونوا على بينة من هذه الحقيقة مهما حاول ترامب تقمص اقنعة الخداع والتضليل. ونلاحظ اليوم استفاقة لا باس بها لدى الراي العام الأمريكي، في الأوساط الشعبية كما لدى النخبة، ووعي بما يمثلة هذا الرهط من الساسة من خطر على العمال والكادحين والشعوب الأخرى والبشرية جمعاء.
لقد كان الشهريان المنقضيان منذ تسلّم ترامب كافيين ليدرك الامريكيون والاوروبيون والعرب والصينيون والروس والكنديون وشعوب أمريكا الجنوبية أن هذا المغامر الوقح والمقامر المتعطش للمال ولعرق الشعوب ودمائهم بصدد جر العالم إلى نزاعات ومواجهات وحروب تهدد وجودهم ومستقبلهم.
وعلى الرغم من مساوئ هذا الظرف الذي يجد ترامب المجال امامه كي يلهو بمصائر الشعوب بكامل الاريحية تقريبا فإنه، أي الظرف، يوفر لا محالة فرصة كي يدرك العالم قاطبة وخاصة العمال والكادحون ويعي الثوريون أعداء الاستغلال الرأسمالي أن هذه المنظومة قد استنفذت طاقتها وما عادت تليق بحياة البشر وأن مهمة القضاء عليها قد باتت مهمة تاريخية ملحة.
هوامش
1 – استعارة من قولة كارل ماركس في كتابه "الثامن عشر من برومير لويس بونابارت" ص151 – الجزء الأول، مختارات ماركس انجلز، دار التقدم موسكو 1975. 2 – من كتاب "ترامب بلا قناع: رحلة من الطموح والغرور والمال والنفوذ" – مايكل كرانش ومارك فيشر، ترجمة ابتسام بن خضراء – الطبعة الأولى دار السافي 2017، ص 13. 3 – مقال أستاذ القانون الفرنسي Arnaud Coutant على الرابط التالي: A. Coutant - Les excès de Donald Trump devant la justice américaine, la responsabilité du président et de l’individu - Confluence des droits_La revue 4 – من مقال دلير زنكنة بعنوان "الفاشية .. الثورة الزائفة" على الرابط التالي دلير زنكنة - الفاشية. الثورة الزائفة
تونس – أفريل 2025
#جيلاني_الهمامي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دونالد هتلر (الجزء الثالث والاخيرة)
-
دونالد هتلر - الجزء الثاني
-
دونالد هتلر (الجزء الأول)
-
حوار مع جريدة النهج الديمقراطي العمالي بالمغرب الشقيق
-
العمال يدفعون فاتورة أزمة الاتحاد في ظل استشراس أعداء العمال
-
أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا
...
-
حوار مع موقف -أفريكا براس- AFRICA press
-
حتى تعود الأمور إلى نصابها (مقدمة كتاب الاتحاد العام التونسي
...
-
أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحول (الجزء الثا
...
-
أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل - الجزء ال
...
-
ألمانيا تربط مع تاريخها النازي
-
أزمة ... فهدنة وتبقى دار لقمان على حالها
-
يا عمال العالم، اتحدوا شاخ البيان ولكنه ما زال راهنا وحيويا
-
فشل سياسة -التهميش الاجتماعي- وعودة الحركة الاضرابية
-
الخلافات الرئيسية داخل اليسار هي حول قيس سعيد
-
إعادة كتابة الجغرافيا
-
المتلازمة التونسية Le syndrome tunisien
-
حكومة ترامب الجديدة حكومة أغنى أغنياء أمريكا
-
في ذكرى تأسيس الاتحاد: مرّة أخرى في الأزمة النقابية وشروط تج
...
-
الأزمة الراهنة للرأسمالية العالمية: صعود قوى اليمين المتطرّف
...
المزيد.....
-
مصر.. بعد تصريح ترامب -لولا أمريكا لما وجدت- قناة السويس.. م
...
-
-حماس- و-الجهاد الإسلامي- تؤكدان تضامنهما مع إيران في أعقاب
...
-
وزارة الصحة اللبنانية: مقتل مواطن استهدفته مسيّرة إسرائيلية
...
-
حبوب الإفطار والغرانولا، بين الفائدة الصحية والمضار
-
الجيش الإسرائيلي ينشر نتائج التحقيق في هجوم السابع من أكتوبر
...
-
بعد جنازة البابا.. الأنظار تتجه إلى من سيخلفه
-
مقتل 8 أشخاص وإصابة 6 آخرين بحادث دهس في مدينة فانكوفر الكند
...
-
بوتين يهنئ رئيس جنوب إفريقيا بعيد بلاده الوطني
-
سوريا.. هيئة المنافذ البرية والبحرية تحذر من عمليات احتيال ع
...
-
ميرتس في مأزق.. ألمانيا أمام تحديات غير مسبوقة وشعبيته متآكل
...
المزيد.....
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
-
فهم حضارة العالم المعاصر
/ د. لبيب سلطان
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا-
/ نعوم تشومسكي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا
...
/ جيلاني الهمامي
-
قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام
/ شريف عبد الرزاق
-
الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف
/ هاشم نعمة
-
كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟
/ محمد علي مقلد
المزيد.....
|