أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى القرة داغي - بالون إختبار لِقاء السوداني بالشَرع في قَطَر














المزيد.....

بالون إختبار لِقاء السوداني بالشَرع في قَطَر


مصطفى القرة داغي

الحوار المتمدن-العدد: 8325 - 2025 / 4 / 27 - 02:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كَثُرَت التعليقات حول اللقاء الذي تم تداول صورته في الإعلام قبل أيام، والذي جَمَع رَئيس الوزراء العراقي محمد شِياع السوداني والرَئيس السوري أحمد الشَرع بحُضور الأمير تميم بن حَمَد في قطر. كان أغلبها هُجومياً ولا مَوضوعياً، لأنها إستَنَدَت الى العاطفة بدلاً مِن العَقل والمَنطِق.

اللقاء الذي لم يَكُن مُفاجئاً، على الاقل لهُما، خُصوصاً وأن كل من سوريا وقطَر أعلَنَتا عَنه وعَن تفاصيله رَسمياً، أُريد به غالباً ضَرب عَصفورين بحَجَر. فالجِهة الراعِية للقاء، وهي قطَر ومِن ورائِها قوى دولية وإقليمية، أرادَت تصفية الأجواء بَين الرَجُلين، والتي تُعَكِّرها البروبَغندا الخارجة عَن سَيطرتِهِما التي يَتَبَنّاها إعلام الدَولتين ضِد بَعضِها البَعض، خُصوصاً الاعلام العراقي الذي تُسيطر عليه مليشيات الحَشد الايرانية. أما السوداني فيَبدو بأنه قد أرادَه كبالون إختبار وجَس نَبض لحُلفاءَه مِن زُعَماء المليشيات وقطعانها في العراق، وتنفيساً لجَعيرهم الذي لم يَتوَقّف مُنذ حُدوث التغيير ووصول الشَرع للحُكم في سوريا بحُجّة أنه كان داعشياً! كأن مَن يَنتقدوه هُم نوري السعيد أو جعفر العسكري أو تشرشل أو ديغول، وليسَ حَفنة أراذِل أياديهم مُلَطّخة بدِماء أبناء جلدَتِهم، ويَجلسون في البَرلمان بفَضل إنتِخاب قطعانهم المُجتَمَعية لهُم.

فمَن يَنتقِد الشَرع أما أن يَكون أفضَل مِنه أو فليَصمُت. لكن أن يَكون أسوَء مِنه ويُزايد عليه بخِطاب السَلام والإنسانية فلا. فَمَن يُهاجمونه ويُجَرّمونه هُم مُجرمين مَع سَبق الإصرار، أياديهم مُلطّخة بدِماء العراقيين. إذا كانوا يُعايرونَه بالسِجن فقد كانوا شُركاءه في زنازين الأمريكان بتُهمة الإرهاب. وإن كانوا يَتّهِمونه بالقتل والتَهجير، فهو نَفس ما فَعَلوه هُم في مُدُن الغربية بحُجة تحريرها مِن داعِش، ولا تزال تَداعِياته حَتى اللحظه مُتمَثِّلة بمَلايين المُهَجّرين وآلاف المُغَيّبين في سُجون سِرِّيه. وإذا كان الشَرع قد إنشَق عَن تنظيم داعِش الإرهابي وتَبَرّأ مِنه، فَهُم ما زالوا يَفخَرون بأنِهِم مُرتَزَقة في حَشد إيران الإرهابي، وبعَمالتِهِم لوَليّها الفقيه ومَشروعِها التوَسّعي. وإذا كان الشَرع قد أبدى رَغبته في فتح صَفحة جديدة مَع مُحيطَه الإقليمي وَأوّله العراق، رَغم التبايُنات السياسية والإختِلافات المَذهَبية، فَهُم لا زالوا يُقَلِّبون دَفاتِر عَتيقة ويَجتَرّون خِطاب ثارات طائفية عُمرَها 1400 سنة، ويُعادون مُحيطهم الإقليمي لمُجَرّد إختِلافه عَنهُم طائفياً، بَل ويَبتَدِعون القصص لتَبرير عَدائَهُم له، وإقناع قِطعانَهم المُجتمَعية به. لذا هُم آخِر مَن يَتَحَدّث عَن التَعايُش والسَلام وتحقيق العَدالة!

إن التغيير في سوريا باتَ أمراً واقِعاً أقَرّت به أغلب دول العالم، وهو جُزء مِن خَريطة سياسية جَديدة في المَنطَقة، تُمَثِّل سوريا إحدى قُطَع أحجِيَتَها الكثيرة، وأي سياسي بمَوقع المَسؤولية كالسوداني، لديه ذَرّة مِن الحِكمة، عليه التعاطي مَع هذا الواقع، وإيجاد موقِع آمِن لبِلادِه في هذه الخَريطة. لذا لم يَرغَب بالإنتظار لحين إنعِقاد القِمة العَرَبية في17 أيار، التي دُعيَ إليها الشَرع بشَكل رَسمي، ليَأتي الأخير وَسط اللغط الحاصِل مُنذ أشهُر، ثم يَتَفاجَأ برُدود أفعال مُشَوّهة مِن مليشيات حَشد إيران وقِطعانه ضِمن أجواء حَدَث دولي كالقِمّة، بل أراد لكُل هذا القيح الطائِفي أن يَتَفَجّر على خَبَر لقائِه به في قطر، أي إستطلاع الآراء بشَكل غير مُباشر عِبر تَسريب الصورة للإعلام، ليَجِس النبض ورُدود الأفعال ويُهَيّء نفسه لما يُمكِن أن يَحدُث وَقتها أو يَتَعامَل مَعَه مِن الآن. وهو ما يَحصُل الآن فِعلاً مِن تَبايُن في رُدود أفعال حُلفاء السوداني. فقد تم جَمع 50 توقيع نيابي يُطالب بمَنع حُضور الشَرع! كما وَرَدَت أنباء عَن إنسِحاب كتلة بَدر وكتلة السَند مِن تحالف البناء والتنمية الذي يَرأسُه السوداني إحتِجاجاً على لقاءه بالشَرع! في حين طالَب أحد نواب المليشيات بقَطع طَريق المَطار إذا وَصَل الشَرع الى العراق! أما كتلة دولة القانون التي يَرأسها عَرّاب الميلشيات نوري المالكي، فقد تناقَضَت تصريحات نوابها بين مَن إعتَبَر الشرع نِتاج إرادة الشَعب السوري التي يَجب إحترامها، وبَين مَن إعتبَر حُضوره للقِمة إهانة للعراق!

لذلك لنا أن نَتَخَيّل ما الذي كان يُمكِن أن يَحدُث لو لم يُبادر السوداني لهذه الخُطوة الإستِباقية، وتَرَك الأمور على حالها الى حين إنعِقاد القِمة وحُضور الشَرع، وحَدَثَت كل هذه المَهازل في حينِها، مِمّا كان سَيَضَعَه في مَوقف مُحرِج أمام ضيوفَه مِن زُعماء الدُول العَرَبية تَحديداً والعالم كَكُل. لذا لديه الآن شَهر تقريباً للتعامُل مع كل هذه الهَلوَسات، لإمتِصاص بعَضَها وتنفيس بَعضَها الآخَر، لتكون الطُرُق مُعَبّدة والأجواء أكثَر صَفائاً لقدوم الشَرع دون جَعير وإحراج وإشكالات.



#مصطفى_القرة_داغي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيران لو تِلعَب.. لو تخَرُّب المَلعَب!
- التغيير السوري وشبح السيناريو العراقي
- أراد ترامب أن يُهين زيلنسكي فأهان نفسَه وأهان أمريكا
- اليَسار الألماني والإنقِلاب على الديمُقراطية
- مِن قِلّة أحصِنة بوتين، شَد على كيم وجَيشه سروجاً!
- قضيّتان تؤرقان الألمان
- حكم البعثيين.. لا شفنا وحدة ولا ذقنا حرية ولا عشنا اشتراكية
- حَكَم البَعثِيّة، لا شِفنا وحدة ولا ذِقنا حُرية ولا عِشنا إش ...
- الفِتنة غافِية، تحتاج فَقَط لِمَن يُصَحصِحَها
- جاك واوي البَعَث و جاك ذيب يَزيد!
- ألمانيا في مُفترق طُرُق بَعد عَطَل إشارة المُرور
- إيران ومُرتزقتها يُخَرّبون والعَرب يُعَمِّرون
- إيران وستراتيجية البَدائل لإستعمار الدول العربية!
- ظاهرة اليَسار الإسلاموي والرهان على العمامة!
- جِئنا لنُخَلّصكُم مِن صَدام، فخَلّصناه مِنكم!
- طُرُق تحرير فلسطين التي تمُر بغَيرها ولا تؤدي إليها!
- محوَر الشَر وسياسة -ضَرَبني وبَكى، وسَبَقني وإشتكى-
- الموسيقار رخمانينوف.. وَجه روسيا المُشرِق الحَزين
- عنتريّات السوداني بإخراج الأمريكان صَدى لرَغَبات إيران
- طوفان الأقصى أم طوفان سليماني؟


المزيد.....




- مصر.. بعد تصريح ترامب -لولا أمريكا لما وجدت- قناة السويس.. م ...
- -حماس- و-الجهاد الإسلامي- تؤكدان تضامنهما مع إيران في أعقاب ...
- وزارة الصحة اللبنانية: مقتل مواطن استهدفته مسيّرة إسرائيلية ...
- حبوب الإفطار والغرانولا، بين الفائدة الصحية والمضار
- الجيش الإسرائيلي ينشر نتائج التحقيق في هجوم السابع من أكتوبر ...
- بعد جنازة البابا.. الأنظار تتجه إلى من سيخلفه
- مقتل 8 أشخاص وإصابة 6 آخرين بحادث دهس في مدينة فانكوفر الكند ...
- بوتين يهنئ رئيس جنوب إفريقيا بعيد بلاده الوطني
- سوريا.. هيئة المنافذ البرية والبحرية تحذر من عمليات احتيال ع ...
- ميرتس في مأزق.. ألمانيا أمام تحديات غير مسبوقة وشعبيته متآكل ...


المزيد.....

- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى القرة داغي - بالون إختبار لِقاء السوداني بالشَرع في قَطَر