|
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
عبد الرحمان النوضة
(Rahman Nouda)
الحوار المتمدن-العدد: 8324 - 2025 / 4 / 26 - 15:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هذا النَصّ الحالي هو الجزء الثّالث (من بين أربعة أجزاء) من الدراسة الحالية (في صيغتها رقم 13).
تَـــذكـــيـــر بِــفَـــهــــرس هـذا الــمَـــقَــــال :
1. تَــــقْــــدِيــــــم ................................................................. 3 2. مَـدْخَـل : كانت البِداية تَساؤلات، وفَلسفة ..................................... 5 3. دُوَّل وَشُـعُوب غَير عَاديّة ..................................................... 6 4. تَنَاقُضات بَيْن المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات العَربية ............................... 9 5. سُلُوكِيّات تَتَحَدَّى العَقل وَالعَدْل ............................................... 11 6. التَـعَامُل مَع البِطَالَة وَهِجْرَة اليَد العَامِلَة ...................................... 15 7. جَشَع الْإِمْبِرْياليّات الغَربية .................................................... 18 8. بعض مَظَاهِر الحَرْب السِرِّيَة بَين الـمَلَكِيّات والجُمهوريّات ................. 20 9. رُؤَى مِن زَوَايَا أُخْرَى لِمَظَاهِر "الحَرب السِرِّيَة" ........................... 31 10. ثَوْرَة في سُوريا، أمْ غَزْو أَجْنَبِي ؟ ......................................... 36 11. مِيزَات الـمِيلِشْيَات الْإِسلامية ............................................... 38 12. مُنْذ 1990، تَبْحَث الإمبرياليات الغَربية عن عَدُو مُشترك ............... 44 13. حُرُوب عَبَثِيَة بين مَلَكِيّات الخَليج واليَمَن .................................. 47 14. مَنْ يُمَوِّل، وَمَن يَسْتَـفِـيد، مِن الأحزاب وَالـمِيلِشْيَات الْإِسلامية ؟ ....... 50 15. مَـآل الحَركات الْإِثْنِيَة والعِرْقِيَة والطّائـفية هو العَمَالَة ثُمّ الفَشَل ......... 52 16. "التَطْبِيع" المُدْهِش بين مَلَكِيَة المَغرب وإسرائيل ......................... 60 17. مَنْ يَزْرَع الرِّيَاح، يَحْصِد العَوَاصِف ...................................... 63 18. مُـفَاضَلَة بَيْن الأَنظمة الَـمَلَكِيّة والجُمهورية ............................... 65 19. هَل إِيرَان صَديق أمْ عَدُوّ لِلشُّعُوب العَربية ؟ ............................. 72 20. نَحن كَـ «عَرَب»، لَنَا مَصَالِح مُشتـركة، وَلَنَا أَعْدَاء مُشْتَرَكِين .......... 77 21. وَاجِب تَوْحِيد الوَطَن العربي الكبير، وَلَوْ بِالقُوَّة .......................... 80 22. الْأَنَانِيَة تُـفْسِدُ الـمَنْطِق ..................................................... 83 23. لِنَسْتَخْدِم العَـقْلَ في تَـفْكِيرنا حَوْل مَصيرنا المُشترك ..................... 84 24. وَثَـائِـق أُخرى نَشرها اِلْـكَاتـب ............................................ 93
12. مُنْذ 1990، تَبْحَث الإمبرياليات الغَربية عن عَدُو مُشترك وَبَعد «الحَرب العالمية الثّانية»، كانت الدّول الإمبريالية الغربية تَحْتَـكِم إلى أَنَانِيَتِهَا المُفرطة. وكانت مُوَحّدة في إطار "حِلْف شَمال الْأَطْلَسِي" (NATO). وكان أَعْدَاءُهَا المُشتـركين هم الدُّول «الشِيُّوعية»، أو «الاشتراكية»، أو «الثورية»، أو «الوطنية»، أو «التَحَرُّرِيَة». وَبَعدما اِنْهار الاتحاد السُّوفياتي في قُرابة سنة 1989، وَبَعدما تَمَّ حَلُّ حِلْف وَارْسُو (Warsaw Pact)، المُـكَوَّن مِن دُول "اِشْتِرَاكِيَة"، في 1 يوليو/تموز 1991، دَخَلت دُوّل حِلْف شَمال الأطلسي (NATO) في حالة حَيْرَة فِكْرِيَة وَسيّاسية. حيث أنّه، بَعد زَوال الاتحاد السُّوفياتي «الاشتراكي»، لَمْ يَـعُد يُوجد أيّ عَدُوّ «شِيُّوعِي» أو «اِشْتِرَاكِي» في العالم، يُنَافِس الدّول الرَّأْسَمَالِيَة، أو الإمبريالية. وَلَم تَعُد الإمبرياليّات الغَربية تَدْرِي هَل لها «عَدُوّ» جديد ؟ وَمَن هُو هذا «العَدُوّ» الجَديد ؟ وَفِي نَوْع مِن الغَمُوض، والتَذَبْذُب، أو الحِيرَة، اِعْتَبَرَت أغلبيّة الدّول الإمبريالية الغَربية، خلال فَتْرة أُولى، أنّ عَدُوَّها الجَديد هو «الإسلام السيّاسي». وَبَعد مُرور بضعة شُهور، قالت : «لَا، عَدُوّنا المُشترك هو الإرهاب الإسلامي». وفي فَتْرة لَاحِقَة، قالت الدّول الإمبريالية الغَربية : «لَا، عَدوّنا المُشترك هو رُوسيا» (وَلَوْ أنّ روسيا غَدَت رَأْسَمَالية، وَلَم تَعُد اشتراكية. فأصبح أساس عداء الغَرب تُجاه رُوسيا هو العُنصرية، وليس الصِّراع حول نَوْعِيَة نَمَط الإنتاج). ثمّ قالت الإمبرياليات فيما بَعد : «لَا، عَدُونا المُشترك هو الصِّين». وَلَوْ أنّ الصِّين لَم تَـعُد لَا ثَوْرِيَة، وَلَا شِيُّوعية، وَلَا اِشتراكية. وَغَدَت التجارة مع الصِّين مُفيدة لكل دُول العالم. ثم قالت الإمبرياليات الغَربية فيما بعد : «وَإِنْ كانت رُوسيا والصِّين، هما مَعًا عَدُوَّان لنا، يَجب أنْ نَبْدَأ بِمُحاربة الصِّين، التي هي الخَطر الأكبر، وبعد إضعافها أو تَـفْكِيكِهَا، نَرجع إلى مُحاربة رُوسيا». وَكانت الدُّول الإمبريالية الغَربية سَتُصَنِّـف الصِّين كَـ «عَدُوّ» في جميع الحالات، سواءً في حالة كَوْن الصِّين «اشتراكية»، أم في حالة كَوْنها رَأْسَمَالية، وَمُنافسة في المُيدان الاقتصادي. ورغم وُجود هذه التَصْنِيـفات السياسية العَلَنِيَة، المذكورة سابقًا، تَبْـقَـى الشُعوب المُسلمة، والعربية، في الضَمَائِر السِرِّيَة لِـلإمبرياليات الغَربية، أعداءً ثَابِتِين، وَلَوْ أنّ الإمبرياليات الغَربية لَا تَرغب في التَـعْبِير العَلَنِي عن هذا التَـقْيِيم. وَلِتَسْوِيق مَوقف «العَداء» تُجاه الصِّين داخل المُجتمعات المُسلمة، قَالت شبكة التَلْفَزَات الإمبريالية العالمية أنّ «الصِّين تَضطهد المُسلمين الْوِيغُور» (ouighours) ! لكن، هَل يُـعقل أن تَحْرُصَ الدّول الإمبريالية على حِمَايَة المُسلمين «الوِيغُور»، بينما هي تُشارك في استعمار، وَقَتل، وَتَهجير، وَإِبَادَة المُسلمين في فَلسطين، وفي كل الشُّعوب الأخرى المُسلمة، المُجاورة لإسرائيل ؟ هذه «الغِيرَة» على المُسلمين «الوِيغُور»، هي مُجرّد خُدْعَة. والخُبراء الذين يَعرفون قراءة مَا يَخْتَـفِـي بَين السُّطُور، في الوثائق التي تَنْشُرها الدُّوَل الإمبريالية الغَربية، يُدْرِكُون أنّ مُعظم هذه الدُّول الإمبريالية الغَرْبِيَة تُجْمِـعُ، داخل سِرِّ ضَمَائِرِهَا، على اِعْتِبَار أنّ المُسْلِمِين، والعَرب، هُم أيضًا «أعداء اِستـراتيجيّين». وتـريد الإمبرياليّات الغَربية إِبْـقَاء المُسلمين والعَرب ضُعَـفَاء، وَمُنْـقَسِمِين، وَمُشَتَّتِين، وفي حَالة خَرَاب، وَاِنْحِطَاط. وَكلّ سُلُوكِيّات الدّول الغربية الإمبريالية تَـفْضَح ذلك. والدّليل على ذلك هو أنّ الإمبرياليات الغَربية تَحْرُص على إِبْـقَاء شُعوب منطقة الشَّرق الأوسط في حالة حُرُوب مُتَوَاصِلَة، أو لَا مُنْتَهِيَة. والكثير مِن المُعطيات تَجعلنا نُحِسّ أنّ المَلَكِيّات والْإِمَارَات العَرَبِيَة، وكذلك الحركات الإسلامية الأُصُولية، والحركات الْإِثْـنِـيَـة (ethnic group)، أو العِرْقِيَة، الغَارِقَة في أَنَانِيَة ضَيِّـقَة، تَـقْلِبُ الْأُمُور على رَأسها، وَتَـعتبر (داخل سِرِّ ضَمائرها) أنّ إسرائيل، والدُّول الإمبريالية الغَربية، هم حُلَـفَائُها، أو َأَصْدقاءها، أو هُم حُمَاتُها ! وتـعتبر أنّ فصائل المُقاومة الفلسطينية، والأحزاب الثورية، وحركات التَحَرّر الوطني العربية، والقِوَى الاشتـراكية العربية، هم كلهم أعدائها ! وحينما فَكّر الرئيس العراقي صَدّام حُسين في اِستـرجاع مَنطقة "الكُوِيت"، التي اِقْتَطَـعَهَا الاستـعمار الْاِنْجْلِيزِي مِن العراق في سنة 1922، اِسْتَثْمَرَت الإمبرياليّات الغَربية (وعلى رأسها أمريكا) هذا الحَدث، وَعَبَّأَت العالمَ كلّه ضدّ العراق. وَنَـفَّذَت خُطَطَها التي كانـت تُهَيِّئُهَا سِرًّا منذ عُـقُود، مِن أجل غَزْو جُمهورية العراق، وَقَتل صَدام حُسين، وَتَخْرِيب جُمهورية العراق، وَ«إِرْجَاعِها إلى العَهْد الحَجَرِي»، وَإِدْخَال سُمِّ الطَّائِـفِيَة إليها ! وَسَاهمت المَلَكِيّات والإمارات العربية في غَزْو وَتَخْرِيب جُمهورية العراق. فَحَوَّلَت الإمبرياليات الغَربية جمهورية العراقَ مِن نَمِر إلى فَأْر. وَبَعد تَخريب جُمهورية العراق، شَعُرت المَلَكِيّات والْإِمَارَات العربية بِرَاحة كبيرة ! وفي يوم 7 ديسمبر 2024، اِسْتَطَاع تَحالف سِرِّي مُكَوَّن مِن تُركيا، وأمريكا، وإسرائيل، وبعض المَلَكِيَّات والإمارات العَربية الخَليجية، إستطاع إسقاط النظام السُّوري، وَأَقَامَ مَحلّه نَوْعًا مِن فِيديرالية مِن المِيلِشْيَات الإسلامية المُسلّحة. وَعَبَّرَت المَلَكِيّات والإمارات العَربية، وإسرائيل، والإمبرياليات الغَربية، على فَرَحِهَا بهذا "التَنْـفِيذ" العظيم. وَهَنَّأَ رَسميًّا الرئيس الأمريكي دُونَالْد تْرَامب (D. Trump) الرئيسَ التُركي طَيِّب أَرْدُغَان على هذا "الْاِنْجَاز الاستراتيجي التّاريخي" الهائل ! وهم جَمِيعًا على يَقين أن جُمهورية سُوريا سَتبـقـى في حالة اِنحطاط خلال عُقود طَويلة. فَـإِلَـى مَتَى تَتَحَمَّل الشُّعوب العربية أنْ يَبْـقَـى مَصِيرها مَحْصُورًا في دائرة التَدَخُّلَات الأجنبية، والمُناورات الإمبريالية، وخُدَع إسرائيلية، والْاِنْـقِـسَامَات، والحُروب الأهلية، والخَراب، والانحطاط ؟
13. حُرُوب عَبَثِيَة بين مَلَكِيّات الخَليج واليَمَن لَقَد كان التَـعايش، والجِوار، والنِزَاع، والحَرب، سِمَات ملازمة للعلاقات بين المَمْلَكَة السعودية وجُمهورية اليَمَن. وظلّت المَناطق الحُدودية بين السّعودية واليَمَن مَوْضِعَ نِزاعات بين البلدين. وظلّت مَناطق الحُدود بِيئَةً حاضنة لِرَوابط الـقُربى، ولِلصِّلَات بين الـقبائل المُتجاورة. وكان اليَمَن هو نـفسه مَلَكِيَةً قبل سنة 1932. وكان الاستـعمار الإنجليزي، والإمبرياليات الغَربية (وكذلك إسرائيل)، يَتَدَخَّلُون سِرًّا، لِتَأْجِيج التـناقضات بين جُمهورية اليَمن والمَلَكِيَة في السّعودية. وَلَا أتـكلّم هُنا عن الحرب المُتَـقَطِّعَة بين السَّعُودية واليَمَن، بَين سَنوات 1924 و 1934. وَلَا عَن الحَرب اليَمَنِيَة الدّاخلية بين سنـتي 1962 و 1970، بين الجُمهوريين اليَمَنِيِّين مِن جهة، وَمن جهة أخرى اليَمَنِيِّين المُنَاصِرِين لِلْإمام (أحمد بن يَحيى، ثم حَمِيد الدِّين)، المَدْعُومِين مِن طرف المَمْلَكَة السّعودية. كما لَا أتـكلّم هنا عن الثّورة اليَمَنِيَة في 26 سبتمبر 1962، التي أطاحت بِنظام الْإِمَامَة، المُدَعَّم مِن طرف المَلَكِية السَّعودية، والمَلكية الأردنية، والمُستـعمرين الْإِنْجْلِيز (البريطانيّين). وقدّمت جُمهورية مَصْر أسلحة ومساعدات إلى الثُوّار الجُمهوريّين اليَمَنِيِّين في سنة 1962. وأرسلت جُمهورية مَصر أيضا بعض المُقاتلين. وشاركت إسرائيل سِرًّا عبر إرسال بعض الأسلحة إلى المَلَكِيِّين في اليَمَن، بهدف إشغال جَيش جُمهورية مصر، وإبعاده عن الصراع في سِينَاء. وبعد سِتَّة سنوات من الحَرب الأهلية في اليَمَن، شكّل الثّائرون اليَمنيّون "الجمهورية العربية اليمنية". وقد اِسْتَمَرّت السّعودية في دَعم وَتَمْوِيل المَلَكِيِّين في اليَمَن إلى أَنْ اِعْتَرَفُوا بِعَجْزِهم، وَأَقَرُّوا بِانِهِزَامِهِم أمام الجُمهوريِّين اليَمَنِيِّين، في قُرابة سنة 1970. وكان مِن مَصلحة المَلَكِيَة السّعودية تَلَافِي كل تلك الحُروب والتَدَخُّلَات العَبَثِيَة، وَالمُخَرِّبَة، وغير المَـعقولة. وأثناء تَواجد جُمهورية اليَمَن كَعُضو في "مجلس الأمن" التابع لِـ "الأمم المتحدة"، بين عامي 1990 و1991، صَوَّت اليَمَن ضد «القرار الخاص باستخدام القوة» ضدّ جُمهورية العِرَاق. وانتـقمت الولايات المتحدة الأمريكية مِن جُمهورية اليَمَن. كَما عَاقَبَت المَمْلَكة العربية السّعودية جُمهورية اليَمَنَ على مُعارضتها لذلك التَدَخُّل العَسكري الأمريكي، عَبْر طَرْد قُرابة 800 ألف يَمَنِـي من المَلَكِيَة السّعودية، بين عامي 1990 و1991. وَخَاضَت بشكل مَكْشُوف المَلَكِيَة السّعودية، وحليـفتها "الْإِمَارَات العربية المُتّحدة" (UAE)، حَربًا مُكَلِّفَة بين سنـتي 2015 و 2023، ضِدّ حَركة الحُوثِيِّين في جُمهورية اليَمَن المُجاورة. وكان هدف هذه الحَرب هو ِإِجْبَار جُمهورية اليَمَن، إمّا على الخُضوع لِلأوامر (الصّادرة عن السّعودية والإمارات)، وإمّا التَـعَرُّض لِلْحَرب وَلِلْخَرَاب. وقد شاركت جُزئيًّا إمارة قَطَر في هذه الحرب. وَتَدْخُل هذه الحَرب المُشتركة ضِدّ اليَمَن في إِطَار ظَاهِرَة «حَرب المَلَكِيّات والْإِمَارَات، ضدّ الجُمهوريات» العربية. وَكانـت، هي أيضًا، حَربًا عَبَثِيَة، وَغَير مُبرّرة، وغير عادلة، وَغَير مَـعْقولة. وشاركت منذ البداية "الإمارات العربية المُتّحدة" (UAE) في حَرب المَلَكِيَة السعودية ضِدّ جمهورية اليَمن. وحاولت "الإمارات" السيطرة على جزيرة سُقُطْرَى اليمنية في سنة 2018. وكانت لهذه الجزيرة اليَمنية أهمّية استراتيجية في مَدخل البحر الأحمر. وَتَتَهَافَت على هذه الجزيرة كل من أمريكا، وإسرائيل، والمملكة المُتّحدة الإنجليزية، وحلف شمال الأطلسي (NATO). وَلَوْ لَمْ تَكن دولة ادْجِيبُوتِي تَسْتَأْجِر قَواعد عسكرية لكل الدُّول القَويّة في العالم، لكانت معظم جُزر اليَمَن مُحتلّة مِن طرف الدُّول الإمبريالية الغَربية. ومنذ سنة 2015 إلى اليوم في 2025، تُوجد في اليَمَن فَصائل وَمِيلِشْيات مُسَلّحة، تَابعة لِـ «الإمارات العربية المُتّحدة» (UAE)، وَلِلْمَملكة السّعودية. وَكَم هي كثيرة الحُروب التي كانت عَبَثِيَة (absurde)، وَبِدُون مُبرّرات مَعقولة، وَلَا مُنْجَزَات مُرضية، بين المَلَكِيَّات والجُمهوريات العربية ! ومنها مثلًا الحرب بين المَلَكِيَة المَغربية والجُمهورية الجزائرية في سنة 1963. وقد كان المَلِك المغربي محمد الخامس مُناصرًا لاستقلال الجزائر عن الاستعمار الفرنسي. واستـقلّت الجمهورية الجزائرية في سنة 1962. لكن مُباشرة بعد استقلال الجزائر، جاء المَلك المَغربي المُستبد الحسن الثاني. وكان هذا الملك الحسن الثّاني هو الأب الرُّوحي الأول لِنَزْعَة «الْعَدَاء الدَّائِم وَالمُطلق» ضدّ جُمهورية الجزائر المُجاورة. ودخل المَلِك المُستبد الحسن الثّاني في حرب ضدّ الجزائر في سنة 1963. وكانت هذه الحَرب مُكَلِّفَة، وغير ضَرورية. وكانت أيضًا الحرب بين المَلَكِيَة السّعودية، وَجُمهورية جمال عبد الناصر، بين سنـتي 1962 و 1967، غير مُبرّرة، وغير ضرورية. وحدثت حَرب بِالوَكَالة بين الدَّولتـين المَلَكِيَّتَين السّعودية والكُوِّيت مِن جهة، وإيران مِن جهة أخرى. وهي الحَرب التي وَقَعَت بين سنتي 1980 و 1988. وكان مُنَـفِّـذ هذه الحَرب (بِالوَكَالة) هو جُمهورية العراق، تحت حُكم الرّئيس العراقي صدّام حُسين. وقد مَوَّلَت مَلَكِيَّتَـيْ السّعودية والكُوِّيت هذه الحَرب بِـقُرُوض مَمْنُوحة لِلعراق. مِقدارها أربعون مليار دُولار أمريكي مُقَدَّمة مِن طرف إمارة الكُويت، وثلاثون مليار مُقدّمة مِن طَرف المَلَكِيَة السعودية. واحترقت كل هذه المِلْيارات في حرب عَبَثِيَة (absurd)، وغير مَـعقولة، وَمُؤسفة. وَتَتَحَـكّم اليوم (في سنة 2025) المَلَكِيَات السّعودية والإمارات في قُرابة ثَلاثَة أرباع مِن مِسَاحة جُمهورية اليَمَن (وليس مِن سُكّانه)، عبر حُلفاء أو عُمَلَاء مَحَلِّيِّين. والسبب واضح. وهو أنّ السّعودية والإمارات يَتَخَوُّفُون مِن أنْ تَـَتَحوّل جُمهورية اليَمَن الجَارة إلى جُمهورية قَوِيّة، فَـتَـقْضِيَ على المَلَكِيَّات المُجاورة. لكن إلى متى ستـعمل المَلَكِيَّات السّـعودية والإمارات على إضعاف أو تَخريب جُمهورية اليَمَن ؟ هل إلى حين أنْ يَتِمَّ استنـفاد آبار النّـفط والغاز بشكل كامل في السعودية والإمارات ؟ هذا عمل عَبَثِي (absurd)، وغير عَـقلاني، وغير مُبرّر. ولماذا ؟ أَوَّلًا، لأنّ مُعاداة جُمهورية اليَمَن تُعَجِّل بِتَوَحُّدها، وَبِتَـقْوِيَتِها. وَثَانِيًّا، لأنّ تَعويض المَلَكيّات الخَليجية بِجُمهوريات هو سَيْرُورَة تَاريخية حتمية، على المَدَى الطَّوِيل. وَسَتَحدث مهما طال الزّمان، مثلما هو الحال في مناطق أخرى من العالم. ومهما أنفقت المَلَكِيّات السّعودية والإمارات مِن مِلْيَارَات الدُّولارات الأمريكية، بهدف السّيطرة على جُمهورية اليَمن، أو بُـغْيَةَ زَعزعة استـقرارها، أو تَـقْسِيمها، فالنتيجة المَوْثُوقَة هي إِيقاظ وَعْي الشّعب اليَمني، وَتَسْرِيع تَوَحُّدِه، وَتَسْهِيل تَحرّره، وَإِطلاق نَهْضَتِه المُجتمعية. وبعد حُدوث تَـقَارُب حَـكِيم، وَتَـفَاهُم حَمِيد، بين المَلَكِيَة السّعودية وجمهورية الصِّين الشّعبية، ثُمّ بين المَلَكِيَة السعودية وجُمهورية إيران (في سنة 2024)، أصبح مُلِحَّا إِنْهَاء هذه الحُروب العَبَثِيَة، بما فيها الحَرب ضدّ جُمهورية اليَمَن الجَارة، والتي مَزَّقتها حُروب عَشْوَائِيَة، قَالَت عنها بعض الهَيئات في "الأمم المتحدة" (UN) أنّها «أسوء أزمة إنسانية في العالم» (بعد كارثة الشّعب الفلسطيني).
14. مَنْ يُمَوِّل، وَمَن يَسْتَـفِـيد، مِن الأحزاب وَالـمِيلِشْيَات الْإِسلامية ؟ لَيْسَت «المَلَكِيّات» وَ«الْإِمَارَات» العربية خَبِيرة في إِنْتاج هذه «المِيلِشْيَات» الإسلامية المُسَلَّحة. وإنّما تَلْجَأُ المَلَكِيّات والإمارات العربية إلى شِرَاء خَدمات، تَبِيـعُهَا جَمَاعات خَفِيَّة، وَشَرِكَات سرّية، وَمُخابَرَات أَجْنَبِيَة غَربية، قادرة على إنـتاج، وعلى بَيْع، هذا الصِّنْف مِن الخَدَمَات العسكرية، أو شِبْه العَسكرية، أو «الجُيُوش الخُصُوصية». وهذه الشركات (التي تَبيع خَدمات عسكرية) هي فُرُوع خَاضِعَة لِوِزَارة الدِّفَاع لِدُول إمبريالية قَوِيّة (مثل أمريكا، أو روسيا، أو فرنسا، أو جنوب إفريقيا سابقًا، أو غيرها). وتخدم هذه الشركات مَصالح هذه الدُول الإمبريالية. وَلَا تَبيع هذه الشّركات هذه الخدمات سوى لِحُلفاء، أو أَصدقاء، الدّول المُحْتَـضِنَة لهذه الشّركات. وَتُوجد هذه الشّركات (المُختصّة في إِنْشَاء وَتَدْبِير الجُيوش الخُصُوصية)، وَلَوْ أنّ قَانون هذه الدّول يَمنع وَجودها. وَتُوَفِّر هذه الشركات (العسكرية وشبه العَسكرية) هذا النّوع مِن «المِليشيات» المُسَلَّحَة، مُقابل حُزْمَة مِن مَلايِين الدُّولَارَات الأمريكية. وتَختلـف نِسْبِيًّا هذه الشركات عن شَركات أخرى مَشهورات، مثل "فَاجْنَرْ" (Wagner) الروسية، و "بَاتْرْيُوت" (Patriot)، و "صَايْمَر" (SAIMR) الجَنُوب إفريقية، وشركة (Executive Outcomes)، و "المِيّاه السّوداء" (BlackWater) الأمريكية(1)، وأمثالها. وظُهور هذه الشّركات العَسكرية الخُصوصية، هو ظَاهِرَة مَفهومة في تَطَوُّر الرَّأْسَمَالِيَة العالمية. وَمِن طَبيعة الرَّأْسَمَالِيَة أن تَتَحَوّل نحو خَصْخَصَة الأمن، والتدخّلات العسكرية، والحُروب غَير النِظَامِيَة، أو غَير الدَّوْلَتِيَة (non state). وَيُمكن لهذه المِيلشيات، أو التنظيمات العسكرية، أو الجُيوش الخُصوصية، أنْ تَتَدَخّل بشكل عسكري مُباشر، دون الحاجة إلى حَمْل أيّة أَيْدِيُّولُوجية إسلامية. وَيَـكْـفِـي أنْ يُـؤَدِّي الطَرَف المُستـفيد إلى هذه الشّركات الثَّمَنَ الْمَطلوبَ، لِكَي يَحْصُل على كلّ ما يُريد، وَمَتى يُريد، وَحَيْتُمَا يُـريد. بِما فيه الأشخاص المُجَنَّدِين، والْأَسْلِحَة المُستـعملة، وَسَلَاسِل التَوْرِيد الْلُّوجِسْتِية، وَتَنْـفِيذ الغَزَوَات المُبْتَـغَاة، أو حتّى إِنْجاز «الثَوَرَات الشّـعبية البَيْضَاء»، أو «الثّورات المُلَوَّنَة» اليَمِينِيَة المُشْتَهَاة (مثلما حَدث مثلًا في سوريا في 7 دِيسمبر 2024، على يَد «جبهة النُّصْرَة»، وَزَعيمها أحمد الشّرع الجُولاني؛ ومثلما حدث مثلًا في ليبيا، مُنذ مارس 2011؛ ومثلما حدث في السُودان مثلًا منذ سنة 2023؛ ومثلما حَدث في أُكْرَانْيَا في «الثّورة البُرْتُـقَالِيَة» في شهر دِسمبر 2004، وفي «الثّورة الشعبية» المَزعومة في أُوكْرَانْيَا (Ukraine) في سنة 2014، الخ ). وَتَمْلِك هذه «المَلَكِيّات» وَ«الْإِمَارَات» العربية، ما يَـكفي مِن أَمْوَال النّـفط والغَاز، لِتَمويل إنشاء وإدارة هذه «المِيلشيات» الإسلامية، المُـكَوَّنَة من أفراد مُرْتَـزِقِين، مُستعدين لِفِـعل أيّ شيء، مُقابل حُزمة صَغِيرة من الدُّولارات الأمريكية. وَيَنحَدر كثيرون مِن هؤلاء المُرتـزقة، ليس فـقط مِن البُلدان العَربية، وإنما أيضًا مِن أَفْـغَانِسْتَان، وَمِن الشِّيشَان، وَمِن طَادْجِكِسْتَان، وَتُورْكْمِينِسْتَان، وَأَزَرْبَايْدْجَان، وَأُوزْبِكِسْتَان، وَالوِيغُور، والتُرْكِيسْتَان، إلى آخره. وَمِن المَعروف أنّ إمارة قَطَر هي المُمَوِّل الرّئيسي لِحركة «الإخوان المُسلمين»، وَلِحَركات إسلامية أخرى مُرطبتة بها. وَمُجمل المِيلِشْيَات الإسلامية، المُتمَركزة في سُوريا، هي مُمَوّلة مِن طرف إمّا إِمَارة قَطَر، أو مِن طَرف "الإمارات العَربية المُتّحدة" (UAE)، أو مِن طَرف المَمْلَكَة السّعودية، أو مِن طَرف الجُمهورية الإمبريالية تُرْكْيَا. وَتَتَوَفَّر أمريكا وإسرائيل على قَنَوَات سِرِّيَة تُؤَثِّر عبرها في بعض هذه «المِيلِشْيَات الإسلامية».
15. مَـآل الحَركات الْإِثْنِيَة والعِرْقِيَة والطّائـفية هو العَمَالَة ثُمّ الفَشَل مَوضوعنا الرَّئيسي (في الدِّراسة الحالية) هو "الحَرب السِرِّيَة بين المَلَكِيّات والجُمهوريات" العربية. وقد يُحسّ بعض القُرّاء كَأَنّ تَناول الموضوع الفَرْعِي المُتـعلّق بِـ الحَركات الإثنية، أو العرقية، أو الطّائفية، هو خُروج عن المَوْضُوع الرئيسي. هذا في مَظهر الأشياء. لكن في العُمق، التَحْلِيل المَوْضوعي هو الذي سَاقَنَا إلى اِكْتِشَاف أنّ الحَركات الْإِثْنِيَة، أو العِرْقية، أو الطّائفية، تَطْفُو على السّطح، وَتَظهر في المَيْدَان كَلَاعب مُهِم. ولماذا ؟ لأن هذه الحركات الْإِثْنِيَة، أو العِرْقِيَة ،أو الطَّائفية، هي مِن بين أدوات الصِرَاع المُـفَضَّلة، التي تَستعملها المَلَكِيّات، والإمارات العربية، وتستعملها كذلك الإمبرياليّات الغَربية، وإسرائيل، في حَرْبِهَا السِرِّيَة ضدّ الجُمهوريات التَـقَدُّمِيَة، أو المُقاومة، أو المُمَانِـعَة. وَنَجد اِسْتِـعْمَال هذه الحركات الإثنية، أو العرقية، أو الطّائفية، (كَأَدَوَات في الصِّرَاع)، في كلّ مِن جُمهوريّات الصُّومَال، والسُّودان، واليَمَن، ولُبنان، وَسُوريا، والعراق، وَلِيبيا، والجزائر، وفي مَلَكِيَة المغرب، الخ. وعليه، فهذه الحركات الإثنية، أو العرقية، أو الطّائفية، ليست اِسْتِثْنَاء جِهَويًّا، وإنّما هي ظاهرة عامّة. والحركات الكُرْدِيَة (في سوريا والعراق)، والحركات الأمازيغية (في المَغرب والجَزائر)، وَشَبِيهَاتُهَا المَبْنِيَة على أساس الْإِثْنِيَة (ethnic group)، أو العِرْق، أو الطّائـفة، تُريد «الْاِنْفِصَال»، أو «الاستـقلال»، أو تَسْـعَى على الأقلّ إلى الحُصول على «الْـلَّامَرْكَزِيَة»، أو «الحُكْمَ الذَّاتِي»، بِهَدَف إِقَامَة دَوْلَة خَاصّة بِتِلك المَجموعات العِرْقِيَة. ولاحظنا، مثلًا في كِيّان كُورْدِسْتَان العراق، أنّ الأحزاب التي كانـت بين سنوات 1960 و 1980، طَلِيعِيَّة في الدِّفَاع عن مَشروع «تَحرير الشّعب الكُورْدِي»، اِخْتَارت طَريق «الكفاح المُسَلَّح». وكانت تُـعْلِن تَبَنِّيها لِـ «الثَوْرِيَة»، أو «الإشتراكية»، أو «الماركسية الْلِّينِينِيَة»، أو «الشِيُوعِيَة». ثمّ تَحَوَّلَت بِبُطء، وَدُون الوَعْيِ بذلك، إلى أحزاب رَأْسَمَالِيَة. وَتَبَنَّت «الواقِـعِيَة»، ثُمّ الانْتِهَازِيَة. ثمّ سَاقَتْهَا «الوَاقِعية» الانتهازية إلى تَبْرِير ضَرورة «التَعاوُن»، ثمّ «التَحالُف»، ثمّ «العَمَالَة»، تُجاه الإمبريالية الأمريكية، وإسرائيل. وَغَدت مُجمل الأحزاب الكُرْدِيَة تُدافع عن ضَرورة عَـقْد «تَحَالُف اِستراتيجي» مع الإمبريالية الأمريكية، ومع إسرائيل. وَلِتَبْرِير اِسْتِحْـقَاق الحُصُول على «الدَّعْم» الـلَّازِم، وَعلى «السِّلَاح» الضَرُوري، وَعلى «الشَّرعية الدُوَلية» المُشتهاة، مِنْ عِند أمريكا، وَمِن عند إسرائيل، وَمِن عِند المَلَكِيّات والإمارات العَربية، وَجَدت هذه الأحزاب الكُرْدِيَة نَـفسها مُضْطَرّة إلى الْاِصْطِفَاف التَامِّ إلى جانب مُعسكر الإمبريالية الأمريكية وإسرائيل. وأصبحت تَـقبل بشكل تِلْـقَائِـي تَنْـفِيذ المَهام المُوكَلَة إليها مِن قِبل الإمبريالية الأمريكية وإسرائيل، في مَجَالَات إِضْعَاف جُمهورية العراق، وَتَثْبِيط جُمهورية سُوريا، وَمُلَاحَقة أنصار جُمهورية إِيرَان، وَمُحاربة كل القِوَى المُعَادِيَة لأمريكا، أو المُناهضة لإسرائيل، الخ. وَتَحوّلت العَائِلَات القائدة للأحزاب الكُردية إلى أَرِسْتُوقْرَاطِيَة بُورجوازية. وَتَـغَيَّرت بِيرُوقراطية هذه الأحزاب الكُرْدِيَة، وَكَوادر مِيلِشْيَاتِهَا المسلّحة، إلى بُورجوازية نَاشِئَة. وَاسْتَوْلَت بِسُرعة على الثَرَوَات المُتَوَفِّرَة في إقليم كُردستان. وَغَدَت هذه النُخَب الكُرْدِيَة تَجْمَع بين السُّلْطَة والثَّرْوَة في كُردستان. وَتَنَامَت الفَوَارِق الطَبَـقِيَّة فيما بين الجماهير الكُردية. وَبَـقِيَت الجماهير الكُردِيَة الشَّعبية البَسيطة مُضَلَّلَة، أو مُهَمَّشَة، أو مُسْتَـغَلَّة، أو مُضْطَهَدَة، مثلما كانت في الماضي. وَلَم تَـرَ هذه الجماهير الكُرْدِيَة القَاعِدِيَة مِن «تَحْرِير الشّعب الكُردي» المَوْعُود سِوَى الخِطَابَات المُنَوِّمَة، أو المُضَلِّلَة. وَتَتَرَاكَم ثَرَوَات النُخَب السياسية، والعسكرية، والبِيرُوقراطية. وَلَا يَتحـقّـق على أرض الواقع سوى مُخَطّطات أمريكا، وإسرائيل، وتُركيا، والمَلَكِيّات والإمارات العَربية. وَلَا نَرَى شيئًا مِن طُمُوحات الشُّعوب يَتَحَـقَّـق على أرض الواقع. وَتُلاحظ الجماهير الكُردية هي نَفسها، أنّ ما تُـقدِّمه النُخب السيّاسية الكُردية الانفصالية، كَـ «تَـقْوِيَة» لِلْـكِـيَّـان الكُردي، لَا يُـقَوِّي حقيقةً هذا الكِيّان، وَإنّما يُضعف جمهورية العراق، وَيُهدِّم جُمهورية سُوريا. وَالخَطَأ السيّاسي لَدَى هذه الحركات الهَوِيَّاتِيَة (identity)، أو الْإِثْنِيَة (ethnicity)، أو العِرْقِيَة (racism)، أو الطّائـفية (sectarianism)، هو أنّها تَظُنّ «أَنّ تَحَرُّر الشّعب مَشْرُوط بِتَجَانُس إِثْنِيَة مُواطنيه، أو بِصَفَاء عِرْقِهِم، أو بِوَحدة دِينِهِم، أو لُـغَتِهم» ! وهذا الاعتـقاد خَاطِئ ! وَيَسْقُط عَمَلِيًّا في العُنْصُرِيَة (racism)، أو في نَزْعَة قَبَلِيَة (tribalism) بِدَائِيَة (primitive)، وَضَيِّـقَة، وَمُتَخَلِّفَة. وَأَساس مُجمل الحركات الهَوِيَّاتِية هو أنها تَنْـفِـي تَشَابُه البَشَر، أو تَـنْـكُـر كَوْنِيَة الإنسان (denial of human universalism). [وَيَلْزَم أنْ نُلاحظ أنّ الحركة الصّهيونية (zionism) تَـعتـقد، هي أيضًا، أن تَحرير اليُهُود يَستوجب تَشْيِيد كِيّان خاص بِإِثْـنِـيَـة اليَهود، وَأنْ يَكُون هذا الكِيَّان مُنْسَجِمًا على مُستوى العِرْقِ، أو الطَّائِـفَة، أو الدِيَانَة ]. (وَقَد تَكون الدَّعْوَة الأخيرة التي أصدرها القائد الكُرْدِي عبد الله أُوجَلَان (في مارس 2025)، وَمِن داخل سِجنه، بِدَايَةً لِمُحاولة تَـقْوِيم النَّزْعَة العِرْقِيَة، أو لِـتَصحيح هذا الانحراف السيّاسي، في أوساط الجماهير الكُرْدِيَة. حيث دَعَا أُوجَلَان إلى «إلـقاء السِّلاح، وحلّ حزب العمال الكُردستاني PKK)». وَلَم تَـعُد النُخَب السياسية الكُردية تُبَالِي بِأفكار عبد الله أُجَلَان. وَمُطالبة الحركة الكُردية بِـ «الْـلَّامَرْكَزِيَة»، أو بِـ «الاستقلال الذّاتي»، إِنّما هي مُناورة سيّاسية تَهدف عَمليًا إلى تَبْرِير تَـقسيم الشّعب (في جُمهوريتي العراق، أو سُوريا). أي أنّها تَدْفَع إلى تَجْزِيء الوَطن إلى عدّة أَوطان مُـفَـكَّـكَـة، وَمُتـداخلة، وَمُتـنافسة، وَمُتَنَاقِضَة. وَضَيْق الرُّؤْيَة تُؤَدِّي إلى ضَيْق الوَطَن. وإذا كان مِن حَق الْإِثْـنِـية، أو العِرْقِ، أو الطّائفة الكُردية، أنْ تُنْشِئ كِيّانًا، أو نِظامًا سياسيًا، خاصًّا بها، فإنّ هذا المَنطق يُؤدّي بالضّرورة إلى مَنح حُقوق مُشابهة إلى كلّ الْإثنيّات، والأعراق، والطوائف الأخرى. وهي كثيرة. وَيُؤدّي عمليًّا هذا المَنهج الطّائـفِـي إلى تَـقسيم العراق، على الأقل إلى 3 أو 5 كِيّانات، وإلى تَـقسيم سُوريا إلى 5 أو 8 كيانات، الخ. وهذا التَـقْسِيم هو بِالضّبط ما تُريده إسرائيل، والإمبرياليّات الغَربية. وهذا اِنتحار سيّاسي عَبَثِي. وَهو مُضاد لمصالح الشّعب. وَمُعادي لِتَحرّر الشعوب الناطقة بالعربية ! ومن الواضح أنّ الحركات الكُرْدِيَة، تَـقبل العمل بالنظام الرّأسمالي (أيْ بِنَمَط الإنـتاج الرَّأْسَمَالِي). وَتَرْضَى بالتَّبَـعِـيَة لِلْإِمْبِرْيَالِيَّات الغَربية. وَتَمْتَثِل لِـفُـقْـدَان «السِيَادة الوطنية الكُردية»، لفائدة القِوَى الإمبريالية، التي تُوَفِّر لها «الحِمَايَة» العسكرية الدّائمة. وَمَصير جماهير كِيّان كُرْدِستان، في حالة إنشاءه، سَيَكُون مثل المَصير الحَتْمِـي لكلّ الشُعوب التي تعمل بالنِظام الرّأسمالي. وهو التّالي : تَـعميق الفَوارق الطَبَـقِيَّة فيما بين الجماهير الكُردية، وَتَـقْوِيَة الاستغلال الرأسمالي، واستحواذ أقلّية قليلة على مُجمل الثَرَوَات الوطنية، والجمع بين الثَّرْوَة وَالسُلطة، وَتَحويل المُؤَسَّـسات الدِّيموقراطية إلى مُؤسّـسات شَـكْلِيَة، وَظُهُور العَائِلَات الأُولِيغَارْشِيَة (oligarchies) التي تَحْتَكِر كل شيء، وَتَـفْـقِير وَتَهْمِيش واضطهاد غالبية المُواطنين، الخ. فهل هذا المَصير الرأسمالي هو «التَحْرِير الوَطَنِي» المَوْعُود ؟ وَكِيّان «كُردستان» في جُمهورية العراق، أو مِيلِشيا «قُوّات سُوريا الدِّيمُوقراطية»، أو «قَسَدْ» في سُوريا، هي مِيلِشْيَا مَحلّية، وَمُدعّمة، وَمُسلّحة، مِن طَرف الإمبرياليّات الغَربية. وَتَأْتَمِر بِأَوَامِر أمريكا. وهي تُريد أن «تَبْتَـعِد» عن الشّعب العراقي، أو السُّوري، وفي نَفس الوقت، «تَـقترب» مِن الإمبريالية الأمريكية، ومن إسرائيل. وهي تُريد أن «تَسْتَـقِلّ» عن الشّعب العراقي، أو عن الشّعب السُّوري، وفي نَفس الوقت، «تَرْتَبِط» بِأمريكا، وَبِإِسرائيل ! وهذا سُلوك غير عَـقلاني. يَـقْلِب الأُمُور على رَأسها. وَلَا تَرْتَضِيه سوى الفِئَات العَمِيلة لِلْإِمْبِرْيَالِيّات الغَربية. وأجزاء هامّة مِن الحركات الكُرْدِيَة، لَا تَجد أيّ حَرَج سيّاسي في أنْ تَستـعمل أمريكا هذه الحركات الكُرْدِيَة ضدّ جمهورية إيران ! وسيكون هذا السُلُوك عَمَالَة للإمبريالية الغربية، التي تُـعادي جمهورية إيران. وكيف يَتحقّـق «التَحرّر الوطني الكُرْدِي» المَزعوم، بينما يَتَحَوّل هذا الكيّان الكُرْدِي الجديد إلى كِيَّان عَمِيل للإمبريالية، وَتَستـعمل الإمبرياليات الغَربية هذا الكِيَّان الكُردي لِكَيْ تَضْرِبَ به شُعوب المنطقة ؟ وَتُدافع الحركات الكُرْدِيَة على مَشْرُوعية بَقاء قُوّات أمريكية عسكرية في جمهورية سُورية، وفي جمهورية العراق، وذلك بِدَعْوَى أنّ «وُجود القُوّات الأمريكية يساعد على منع عَودة تنظيم "داعش"، أو عودة ظُهور جماعات متطرفة جديدة»(2). وهذا تَبرير مُضَلِّل. لأنّ أمريكا (وحلفائها المَحلّيِّين) هم الذين يَخلـقـون تلك المِيلشيات الإسلامية المُسلّحة، ثم تَزعم أمريكا أنه يَجب أن تَتَواجد قُوّاتها العسكرية في جُمهورية سُوريا، وفي جُمهورية العراق، بِهدف مُحاربة هذه المِيلشيات الإسلامية الإرهابية التي خلقتها هي بِنَـفـسها ! وكل كيّان كُوردي في جمهورية العراق، أو في جمهورية سُوريا، لَنْ يَقدر على الرُّقَـيّ إلى مُستوى «سِيَّادَة وَطنية مُستـقلّة». وإنما سَيَبـقـى أَدَاةً تَابِـعَة، وَمُحَرَّكَة، وَمُسْتَـغَلَّة، مِن طَرف إسرائيل، وَمِن طَرف الإمبرياليّات الغَربية، وعلى رأسها أمريكا، بِهَدف ضَرب وَإضعاف جُمهوريّات العراق، وسُوريا، وإيران ! وتـقول بعض الحركات الكُردية عن أنـفسها : «نحن الكُرد، سواء في العراق، أم في سوريا، نُمثِّل شريكًا استراتيجيًا لأمريكا، في حربها ضد الإرهاب، وَلِمكافحة النفوذ الإيراني»(3). وهذا الزّعم خاطئ، وَمُضَلِّل. ولماذا ؟ أَوَّلًا، لأنّ هذه الحركات الكُردية، هي شَريك لِلْإِمْبِرياليات الغَربية في حَربها ضدّ كلّ مَنْ هو «تَقَدُّمِي»، أو «وَطَنِي»، أو «تَحَرُّرِي»، أو «ثَوري»، أو «اشتراكي»، أو «مُقَاوِم» لإسرائيل، أو «مُقَاوِم» لِلْإِمبرياليات الغَربية ! وَثَانِيًّا، لأن الإمبرياليات الغَربية تَستـعمل الحركات الكُردية لِتَـقسيم العراق، وَلِتَجْزِئَة سُوريا، وَلإضعافهما معًا، ولإضعاف تُرْكْيَا كذلك. وَثَالِثًا، لأن مَن خَلـق المِيلِشْيَات الإسلامية، أو التَنظيمات «الإرهابية»، في الشرق الأوسط، ليس هو جمهورية إيران، وإنما هو الإمبريالية الأمريكية، وبعض المَلَكِيّات والإمارات العَربية. وَرَابِعًا، لأن جمهورية إيران، خلال الـ 45 سنة الأخيرة، لم تُؤْذِ الشُعوب العربية. ولأن إيران هي شعب جَار، وَجِدِّي، وصديق، وَحَلِيف ! وَخَامِسًا، لأنّ مَصالح إيران تَلْتَـقِـي، وَتَتَـكَامَل، مع مصالح الشُعوب العَربية (أو الناطقة بالعربية). وَسَادِسًا، لأن مُحاربة جُمهورية إيران هي عَمَالَة لإسرائيل، ولِلْإمبرياليّات الغَربية. وَسَابِـعًا، لأن تَوَاجُد قِوَى أمريكية عسكرية في جُمهورية العراق، أو في جُمهورية سُوريا، يهدف إلى خِدمة مَصالح أمريكا وإسرائيل، وَيَضُرُّ مَصالح الجماهير العَربية، وحتّى الجَماهير الكُرْدِيَة. وَثَامِنًا، لأنّ الحركة الكُرْدِيَة تُريد بِنَاء كِيّان كُردي مُتَمَيِّز، وَمُسْتَـقِل، على أساس الْإِثْنِيَة (éthnie)، أو العِرق الكُرْدِي، فإنّ مَصالح هذا الكِيّان سَتَلتـقـي مَوْضُوعيًّا مع مَصالح إسرائيل (التي هي أيضًا حَركة إِثِنِيَّة)، ومصالح الإمبرياليّات الغَربية. وَبِنَاء هذا الكِيّان الكُردي «المُستـقل ذَاتِيًّا»، يُؤَدِّي عَمليًّا إلى تَـقْسيم جُمهورية العراق، وَإلى تَـفْـكِـيـك جُمهورية سُوريا. وبناء كِيّان كُردي مُستـقل، يَسْتَلْزِم بالضّرورة إضعاف الدّولة في كلّ مِن العراق، وَسُوريا، وتُوركيا، وإيران. وَمَنْ هي القِوَى التي تُريد اِسْتِـغْلَال التَمَايُزَات الْإِثْنِيَة، أو العِرقية، بِهدف تَـقسيم جُمهوريات العراق، وسوريا، وإيران، وَتُرْكْيَا، والسّودان، والصُّومال، واليَمَن، الخ ؟ جَواب: أَنْصَار تَـقْـسِيم البُلدان العَربية واضحون : هُم إسرائيل، والإمبرياليّات الغَربية، والمَلَكِيّات والْإِمَارَات العَربية (التي تُريد، هي أيضًا، أنْ تَبْـقَـى كل الجُمهوريات العربية مُقَسَّمَة، أو ضَعِيفَة، أو مُقَزَّمَة مثلها). وَمِن المُؤَكَّد أنّ أيّ عمل عسكري أمريكي، أو إسرائيلي، أو تُرْكِي، أو إِمْبِرْيَالِي، يَنطلق في المُستـقبل، مِن كِـيَّان كُردستان، أو يَستعمل مَجال كُردستان، بهدف ضَرب جُمهوريات إيران، أو العراق، أو سُوريا، سَيُـعَرِّض الجماهير الشّعبية الكُرْدِيَة البَرِيئَة، إلى أخطار تَـكْـبِـيـد عَوَاقِب الرُّدُود العسكرية التي تَنطلق مِن هذه الدُول المُستهدفة (أي مِنْ إيران، والعراق، وسوريا). كما أنّ تَحالف كِيّان كُرْدِسْتَان مع الإمبريالية الأمريكية، ومع إسرائيل، يُعرض الجماهير الكُرْدِيَة لأخطار تَلَـقِّـي ضَربات مِن كل الدّول المُجاورة لِلكيّان الكُرْدي. واعتقادات الحركات الكُرْدِيَة بأن أمريكا، وإسرائيل، سَتَـقِـفَان دائمًا، وَبِـقُوَّة كَافِيَة إلى جَانب الشّعب الكُرْدِي، هي اعتـقادات (مثل اعتقادات الْأُكْرَانِيِّين) سَاذَجَة، وَوَهْمِيَة، وَلَا تُـدْرِك طَبيعة الإمبريالية، وَلَا طبيعة الصّهيونية. وعلى خِلاف الحَركات الْإثْنِيَة، أو العِرْقِيَة، أو الطّائـفية، فَإِنّ الحركات السياسية الثّورية، أو الجذرية، أو الاشتراكية، تَرفض تَـقْسِيم الأوطان على أُسُـس عِرْقِيَة. وَتَـعتبر هذه الحركات الثورية أُطْرُوحَةَ «تَـكْوِين الشّعب على أساس العِرْق، وَتَوحيده في كِيَّان سِيّاسي مُنْسَجِم عِرْقِيًّا»، هُو مُجرّد وَهْم، بَل انحراف عُنصري، وَمَآلُه العَمَالَة، ثمّ الفَشَل. وَتُؤَكِّد الحركات الثّورية، أنّ تَحرير الشّعوب العَربية (أو الناطقة بالعربية)، يستوجب تَـقْوِيَتَها، عَبر تَوْحِيد هذه الشّعوب، (طَوْعًا، أو كُرْهًا)، في حركات كِـفَاحِيَة ثَوْرِيَة تَحَرُّرِيَة، وفي كِيّان جَامِع، وَفِيدِيرالي، وَثَوري، وَتَحَرُّرِي. وتاريخ كل الشُعوب الكبيرة والقَوِيّة في العالم (مثل أمريكا، وروسيا، والصّين، والهند، والبرازيل، الخ)، يُؤَكِّـد أنّها تَوَحَّدَت، بشكل كُلِّي أو جُزْئِي، بِواسطة القُوَّة. يَجب أنْ نُدرك بشكل واضح، وَجَازِم، وَنِهَائِـي، أنّ كل الطُمُوحَات الوَطَنِية الضَيِّـقَة، أو الاِنْفِصَالية، التي تَنْبَنِي على أساس مَنَاهج إِثْنِيَة (ethnic group)، أو عِرْقِيَة، أو طَائِـفِيَة، أنّها ليست مَناهج تَـقَدُّمِيَة، وَلَا وَطَنِيَة، وَلَا ثَورية، وَلَا تَحَرُّرِيَة، وَلَا اِشْتِرَاكِيَة، وإنما هي، في عُمْـقِـها، مَناهج اِنْـعِزَالِيَة، وَانْتِهَازِيَة، وَيَمِينِيَة، وَرِجْعِيَة ! وَكُل نَزْعَة إِثْنِيَة، أو عِرقية، أو طَائـفية، سَتَسْقُط حَتْمًا في نَوع مِن الـقَبَلِيَّة البِدَائِيَة الضَّيِّـقَة. وَمَآلُهَا الحَتْمِي هو تَـقْسِيم الأوطان، والْاِسْتِـعانة بِالْإِمْبِرْيَالِيّات، وَالْاِسْتِـقْوَاء بها، وَالتَبَـعية لها، ثمّ العَمَالة لها، ثمّ تَنـفيذ أَجَنْدَاتِهَا (المُعادِيَة لِلشُعوب)، ثمّ الخِيَانَة، ثمّ الفَشل، ثمّ الانهيّار ! ولماذا ؟ لِعِدّة اعتبارات: أَوَّلًا، لأنّ كلّ شعب في العالم، إِلَّا وَيَتَأَلَّـف بالضّرورة مِن مُكَوِّنَات مُتَـفَاوِتَة، أو مُتَنَوِّعَة، أو مُتـعدّدة. وَثَانِيًّا، لأنّ الطُمُوح السَّلِيم إلى تَحرير الشّعب، هو الطُموح الذي يُريد تَحرير كلّ الشّعب، وَتَحْرِير كلّ الْإِنْسَان الكَوْنِي (universal)، دُون تَمْيِيز بين مُختلف مُـكَوِّنَاتِ الشّعب الْإِثْنِية، أو العِرقية، أو الطّائـفية، أو الدِّينِيَة، أو الْلُّـغَوِيَة. وَثَالِثًا، لأنّ الطُموح السَّديد لِتَحرير الشّعب، هو الذي يُريد تَـعْمِيم حُقوق المُواطنة العَادِلَة، على كلّ المُواطنين، دُون القِيَّام بِأيّ تَـفْضِيل، أو تَمْيِيز، فيما بين هؤلاء المُواطنين، على أساس الْإِثْنِيَة، أو العِرق، أو الطّائفة، أو الدِّين، أو الْلُّـغَـة. وَرَابِعًا، لأنّ ظاهرة دَوَبَان بعض الْإِثْنِيَّات، أو الأعراق، أو الطَوَائِـف الصّغيرة، داخل شُعُوب كَبيرة، هي ظاهرة تاريخية طَبِيعية، وَمُـعْتَادة. بَل حَتْمِيَة. وَخَامِسًا، لأنّ كُلّ فَاعِل سيّاسي يَخْدُم بعض المَجموعات الْإِثْنِيَة، أو العِرْقِية، أو الطَّائِـفِـية، على حِساب مَجموعات أخرى، فَهُو يُمارس تَمْيِيزًا عُنصريًّا، أو رِجْعِيًّا. وَيَسقط في تَعارض مع كَوْنِيَة البَشَرِ والْإِنْسَان. وَسَادِِسًا، لأنّ كلّ فَاعل سيّاسي يَـعمل بِمِنْهَاج التَمْيِيز بين البَشَر على أساس الْإِثْنِيَة، أو العِرْق، أو الطّائفة، أو الْلُّـغَة، أو الدِّين، سَيَبْـقَـى مُتَنَاقِضًا مع، أو مُضَادًّا لِـ، اِلمَناهج الثّورية التَحَرُّرية العَادِلَة، وَالسَّلِيمة.
16. "التَطْبِيع" الـمُدْهِش بين مَلَكِيَة المَغرب وإسرائيل المُدْهِش هو أنّ المَلَكِيَة في المَغرب، في 23 دِيسمبر كانون الأول 2020، دَخَلت في «تَطْبِيع» عَلاقاتها مع إسرائيل، وفي الْاِنْبِطَاح إليها، أكثر مِن أيّة دولة عَربية أخرى ! وذلك لِاعْتِبَارات وَهْمِيَة ! وَالمُبَرِّر الرَّسْمِي لهذا «التَطْبِيع» (حسب بعض التَصريحات المَغربية الرَّسْمِيًّة) هو «اِعتـراف الرئيس الأمريكي دُونَالد تْرَامْب، بِسِيَّادَة المَغرب على الصّحراء الغَربية». وَوَقَّعَت لاحقًا مَلَكِيَة المَغرب وإسرائيل اِتِّفَاقيّات أخرى، منها اِتِّـفاقية «التَعَاوُن العسكري والأمني» في سنة 2021، وَاِتِّـفَاقِيَة «التّعاون الاقتصادي» في سنة 2022، وَأُقِيم «خَطّ جَوِّي مُباشر» بين مَلَكِيَة المغرب وإسرائيل، الخ. وَجَنَّدَت المَلَكِيَة المَغربية خُدّامَها لِتَجْمِيل إسرائيل، وَلِتَـقْبِيح الفَلسطينيِّين. وَمَنَحَت مَلَكِيَّة المغرب لِلإسرائيليّين حُقوقًا وامتيازات تَـفُوق ما يَتَمَتَّع به المُواطنون العَادِيُّون في المَغرب. وَنَظَّمَت مَلَكِية المَغرب نَوعًا مِن «التَعَاوَن المُعَمَّق» بين قِيَّادَتَيْ جَيْشَيْ المَغرب وإسرائيل، وبين أجهزتهما الأمنية، والمُخابراتية، وحتّى الاقتصادية. وَتَستـعمل إسرائيل بعض مَوَانِـئ، وبعض مَطارات المَغرب، كَمَمَر لِعُبور السُّفُن والطّائرات المُحَمَّلَة بالعتاد الحربي، المَنْـقُول مِن الولايات المُتّحدة الأمريكية إلى إسرائيل، لاستعماله في إبادة الفلسطينيِّين، وَتَخريب جُمهوريات لُبنان، وَسُوريا، والعراق، وإيران، الخ. وفي نفس السنة 2020، فَرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (D. Trump) التَـعجيل بالتّوقيع على «اتفاقيات أبراهام» على "الإمارات العربية المتحدة" (UAE)، وإمارة البحرين، و"المجلس العسكري السوداني". وبعد مُرور سَنوات على هذا «التَطْبِيع»، لم تَجْن مَلَكِيَّة المَغرب أيّ مَكْسَب مُهِمّ في مَجال تَغْلِيب السِيَّادة القانونية لِلْمَغرب على مَنْطَقة الصّحراء الغربية. ونسبة هامّة مِن مُواطني المغرب يَعتبرون أنّه إذا كانت الصحراء الغربية ستأتي على يد أمريكا، أو إسرائيل، أو فرنسا، فإنّ هؤلاء المُواطنين يرفضون، في هذه الحالة، هذه «الصحراء الغربية» المَسمومة. وَيُمكنني أن أَجْزِم أنّه، لَوْ كان المَغرب جُمهورية (مثل مصر، أو تُونس، أو الجزائر)، لَمَا «طَبَّـع» أبدًا عَلاقاته مع إسرائيل. لأنّ السِرَّ العَمِيق في «تَطبيع» مَلَكِيَة المغرب مع إسرائيل، هو أنّ هذه المَلَكِية تَخاف مِن ثورة الشّعب، وَتَبحث عن «حِمَايَة» مَمْنُوحة من طرف الإمبرياليات الغَربية. والاحتمال الأكبر هو أنّ النظام السياسي القائم في المَغرب، لَنْ يَـفلت مِن أداء ثَمن هذا الخطأ الاستراتيجي الجَسيم، المُتجلّي في «التطبيع» مع إسرائيل. خاصّة وأنّ مُجمل شعب المَغرب، كان، وَمَا زَال، يَصْرُخ في مُظاهراته المُتَضَامِنَة مع فَلسطين، قائلًا : «فَلسطين أَمَانَة، والتَطْبِيع خِيَّانَة». والحقـيـقة هي أنّ المَملكة المَغربية كانـت «سَتُطَبِّـعُ» مع إسرائيل، حتّى لَوْ لَم تُوجد قضية الصحراء الغربية ! والدَّلِيل على ذلك هو أنّ مَمْلَكَة المَغرب «تَحَالَـفَت» سِرًّا مع إسرائيل منذ سنة 1961، أيْ قَبل ظُهور قَضيّة الصحراء الغربية، وَلأوّل مَرّة، في سنة 1975. وَقَد شَهِد بعض قادة المُخابرات الإسرائيلية «المُوسَاد» (مثل مِيتْ أَمِير Meit Amir، واشْلُومُو جَازِيتْ Shlomo Gazit)، في مُذَكِّرَاتهم الشّخصية المَنشورة(4)، أنّه لَوْلَا سَمَاح المَلك المُستبد الحسن الثاني لِمُخابرات إسرائيل بِتَسجيل المُحادثات السِرِّيَة لِلْمُلُوك والرُّؤَسَاء العرب في مُؤتمر جامعة الدّول العربية، لما قَدِرَت إسرائيل على مُفَاجَأة جُيوش الجُمهوريات العربية في حرب السِتَّة أيّام، وَمُهاجمتها، في سنة 1967؛ وَلَمَا سَهُل على إسرائيل اِحْتِلَال الضِـفَّة الغَربية، وَغَزَّة، والجُولان في سوريا، وَسِينَاء في مصر. وَعَبَّرَ هذا الحدث عَن : سَهَر المَمْلَكة المغربية على أمن إسرائيل، مُقابل سَهَر (مُشْتَهَى) لإسرائيل على أَمْن المَلَكِيَة المَغربية ! والاعتـقاد بأنْ تَـقدر إسرائيل على حِمَاية مَلَكِيَة المَغرب مِن الثّورة المُجتمعية، هو وَهْم فَاضِح ! وَلَا تَعلم المَلَكِيَة المغربية أنّ إسرائيل لَا تَلتـزم بالوَفاء لِحُلـفائها. وَتَحتـقر إسرائيل كل الشُّعوب المُسلمة أو العَربية. وَلَا يُدرك حُكّام مَلَكِيَة المَغرب أنّ طَبيعة الصَّهْيُونِيَة تَدْفَع حَتْمًا إسرائيل نَحو مُـعَادَاة كل شُعوب العالم. ولا تَسْتَوْعِب مَلَكِيَة المغرب أنّ الصّهيونية هي حركة اِسْتِعْمَارية، واستيطانية، وَعُنصرية، وَإِمْبِريالية، وَعُدْوَانِيَة. وَلَا تَـعِـي مَلكية المَغرب أنّ إسرائيل هي «نَازِيَة» أو «فَاشِيَة» في شَكْل جَديد. وَتَطبيـقًا لِقَانون «تَحَوُّل الشَّيء إلى نَـقِيضِه»، تَحَوَّل اليَهُود، ضَحايا النَّازِيَة الألمانية، إلى «نَازِيّة» يَهُودِيَّة(5) ! وأصبحت «الصّهيونية» هي النّازِيَة اليَهُودِيَة الجَديدة ! وَتَتَشَدَّد هذه «النَّازِيَة اليَهُودِيَة» في العُنْـف، والْاِسْتِـعْمَار، والْاِسْتِيطَان، والعُنْصُرِيَة، وَالعَدَاوَة، والـقَتْل، وَالتَخْرِيب، والْإِبَادَة، أكثرَ مِن النّازية الألمانِيَة. وَتُريد إسرائيل الاستـفراد بكل دولة عربية، وَعَزلها، واستباحتها. وَمِن المُستحيل أنْ تُـفِيد إسرائيل أيّ شَعب آخر في العالم(6). ولم يَأْتِ هذا «التَطبيع» بين مَمْلَكَة المَغرب وإسرائيل، على أرض الواقع، بِأَيّ مَكْسَب جديد، أو فَـعَّال، في مَجال مُعالجة قضية الصحراء الغربية. وقد بَـقِـيَ مَضْمُون «ْاِتِّـفَاقِيّات التَطبيع» المُوقّعة بين المَغرب وإسرائيل، خاصّةً في المَجالات الاقتصادية، والمُخابراتية، والعسكرية، والأمنية، مَخْفِيًّا على شَعب المَغرب. وَمِن المَعروف عن إسرائيل وأمريكا، أنّهما لَا تَلْتَزِمان أبدًا بالاتِّفاقيّات التي وَقَّـعتها. وفي الوقت الذي «تُطَبِّع» فيه مَلَكِيَة المَغرب مع إسرائيل، ومع أمريكا، وفرنسا، الخ، فإنها تَرفض، ومنذ عُقود مُتَوَالِيَة، «تَطْبِيع» علاقاتها مع جَارتها الجُمهورية الجَزائرية. مثلما أنّ المَلَكِيّات والإمارات العَربية الأخرى، تَنْـفُر، هي أيضًا، مِن «تَطْبِيع» عَلاقاتها، مع الكثير مِن الجُمهوريّات العربية. وهذه سياسة عَبَثِيَة، وغير عَـقْلَانِيَة. بل هي تَناقض فَاضِح.
17. مَنْ يَزْرَع الرِّيَاح، يَحْصِد العَوَاصِف تُوجد ثَلاثَة قِوَى كبيرة وَمُؤَثِّرَة، لَا تُريد لِلشُّعوب العربية أنْ تَتَـعَاون، وَلَا أنْ تَـعيش في سَلَام، وَلَا أنْ تَتَـقَـوَّى، وَلَا أنْ تَتَوَحَّد، وَلَا أنْ تَخرج مِن تَخلّفها المُجتمعي. وهذه الـقِوَى هي التّالية : 1) الـقِوَى الصّهيونية (إسرائيل وَحُلـفاءها)؛ 2) القِوَى الاسْتِـعْمَارِيَة، والدُول الْإِمْبِرْيَالية الغَربية، في أمريكا، وفي أَوروبّا، (بِالإضافة إلى تُركيا الإمبريالية)؛ 3) الأنظمة السياسية المَلَكِيَة والإماراتية العَربية المُحافظة، والتَبَـعِـيَة لِلإمبرياليات. وَهَل يَظُنّ حُكَّام دُول الخَليج النَّـفطية أنهم، بِواسطة أموالهم، أو بواسطة تَحالـفهم مع أمريكا، أو بِوَاسطة «تَطْبِيعهم» مع إسرائيل، سَيَبْـقُون بَـعيدين، وَسَالِمِين، مِن كلّ الحُروب المُتَوَالِيَة، وَالمُخَرِّبَة، المُسَلَّطَة على جُمهوريات فلسطين، ولُبـنان، وسوريا، والعراق، واليَمَن، والسّودان، والصّومال، وإيران، الخ ؟ الاعتـقاد بإمكانية دَوَام هذا الْإِفْـلَات، مِن هذه «الـفَوْضَى الأمريكية الخَلَّاقَة»، والمُخَرِّبَة في المَنطقة، وَمِن هذه الصِدَامَات الطّاحِنَة، يَخرج عن مَنْطِق الوَاقِعِيَة، وَعن العَـقل السَّلِيم ! وهل بعض الدُّول العَربية التي تَـقْـبَـل «تَطْبِيع» عَلاقاتها مع إسرائيل، هل تُدرك جَيِّدًا أنّ إسرائيل كِيّان اِسْتِـعْمَارِيّ تَوَسُّـعِـي اِسْتِئْصَالي ؟ وهل تَـعْلَم أنّ قَادة إسرائيل يُعْلِنُون، وَيُكَرِّرُون، أمام العالم، أنّ «وَطَنَهم يَمْتَدّ مِن نَهْر النِّيل [في مَصْر]، إلى نَهر الـفُرَات [في سوريا] » ؟ أيْ أنّ إسرائيل تُريد احتلال مَنطقة سِينَاء، والأردن، وشمال السّعودية، ولبـنان، وسوريا. وهل يُمكن لِلْمَلَكِيّات وَلِلْإِمَارات العربية في الخَليج، أنْ تَتَـعايَشَ مع هذا الوَحْش الـقَاتِل (الذي هو إسرائيل) ؟ وَهَل اِعْتِبَار إسرائيل كَـ «عَدُو» مِن طَرف دُوَّل الخَريج يَبْـقَـى مُؤَجَّلًا إلى أنْ تَتَـعَرَّضَ، هي بِنَـفسها، وَبِشكل مُباشر، إلى الْاِعْتِدَاءَات الإسرائيلية ؟ َإِن كان هذا هو تَصَوُّرُ المَلَكِيّات والإمارات العربية في الخَليج، وإذا ما حدث فعلًا هذا الشّرط، فإنّ هذا الأمر لَنْ يـكون متأخرًا فحسب، بل سيكون أيضًا قد تَجاوز نُـقطة الْلَّاعَوْدَة. ولماذا ؟ لأنّ الوقت المُلائم لِتَصحيح الأخطاء، سَيَـكُون، في هذه الحالة، قد فَات بِدون رِجْعَة. وإنْ كانـت المَلَكِيّات والإمارات العَربية في الخَليج تَرفض حَقًّا هذا المُسْتَـعْمِر الإسرائيلي المُجرم، فلماذا تَرْفُضُ، مُنذ عُقُود، دَعْـم فَصائلَ المُقاومة الـفلسطينية، وَتَمْتَنِع عن إِعَانَة الجُمهوريّات العَربية المُقاومة، بكلّ مَا تَستطيع ؟ ولماذا لَا تَجْرُؤُ على دَعم فَصائل المُقاومة الفلسطينية بِشَكْل يُـقَابِل الدَّعْم الذي تُـقَدِّمه مُجمل الدّولُ الإمبريالية الغَربيةُ إلى إسرائيلَ المُسْتَعْمِرَةَ ؟ وَلماذا لَا تَجْرُؤُ المَلكِيَّات والإمارات العَربية على مُمارسة حَـقِّهَا في «المُعَامَلَة بِالْمِثْل» ؟ وَما الذي يَمْنَـعُها مِن ذلك ؟ ولماذا تَرضى المَلَكِيّات والإمارات العربية بِأَنْ تُدَعِّم الدُّول الإمبريالية الغَربية إسرائيل، بالاقتصاد، وَالمَال، والسِّلاح، بَينَما لَا تَجْرُأُ هذه المَلَكِيَّات والإمارات العَربية على دَعم فَصائل المُقاومة الـفلسطينية بِمَنْهَج مُمَاثِل ؟ ولماذا يُحِبّ بعض المُلُوك والأمراء نَيْل رِضَى إسرائيل، وَرِضَى الإمبرياليّات الغَربية، وَلَا يَـكْتَرِثُون بِأن يُصابوا بِسُخط الشُعوب العربية ؟ وَنَحن المُسلمون، أو العَرب، أو النَاطِقُون بالعربية، نَحْمِل وَعْيًا سيّاسيًّا نَاقِصًا، أو خَاطِئًا، أو مُسْتَلَبًا (alienated)، أو مُتَخَلِّفًا. ولا نُدرك ماذا يَجري لنا. وَلَا نَـفْهَم حتّى مَا تَـفْـعَـلُـه بـنا الْإِمْبِرْيَاليات الغَربية. وَلَا نَـفْهَم ما هي طُمُوحاتنا. وَلَا نَـعرف هل نَتَـقَدَّم في تَحقـيـق طُموحاتنا، أم أنّنا بَـعيدون عن ذلك. وَلَا نَكْتَسِب الحَدَّ الأدنى مِن الوُضوح السياسي في مَجال تَحْدِيد «مَن هُم أصدقائنا»، وَ «مَن هُم أعداءنا» ! وَغَالِبًا ما نَـقْلِبُ الأُمُور على رَأسها. فَـنَـتَـعَامَل مع «أَعْداءنا» كَـ «أَصْدِقَاء»، وَنَـتَـعَامل مع «أَصدقاءنا» كَـ «أَعْداءَنا» ! وَكَـأَنَّـنَـا فَقَدْنا عُـقـولنا ! وَتَتَلَاعَب بنا الإمبرياليات الغَربية وَكَأَنَّنا أصبحنا مُجرّد خِرْفَان. وَبَدَلًا مِن أنْ تُساهم وسائل الإعلام العربية في تَثْـقِيف وَتَوْعِيَة الجماهير العربية، فإنها تَـقُوم بِتَضْلِيلِهَا، وَتُـبَـلِّـدَها، وَتُلهِيها بالتَـفَاهات ! ( يُتْبَع في الجزء المُتبـقِّي 4/4 ). (رحمان النوضة، حُرِّر في يوم السّبت 1 مارس 2025). تَنْبِيه لِلنَّاشِرين : في إطار تَعميم الـفَائدة، يَمنح الكاتب رحمان النوضة تَرخيصًا للنّاشرين الراغبين في إعادة نَشر مَقالاته وكتبه.
#عبد_الرحمان_النوضة (هاشتاغ)
Rahman_Nouda#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 2/4
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3
-
إِسْرَائِيل نَازِيَة مِن صِنْف جَدِيد
-
أَسْقَطَت الإمبريالية سُورْيَا في ثُـقْب أَسْوَد
-
هل يجوز توحيد العرب ولو بالقـوة؟
-
نَـقْد تَحْوِيل التَضامن مَع فَلسطين إلى مُناصرة لِلْإِسْلَا
...
-
نَقْد الزَّعِيم والزَّعَامِيَة
-
نَـقْـد شِعَار المَلَكِيَة البَرْلَمانية 2/2
-
نَـقْـد شِعَار المَلَكِيَة البَرْلَمانية 1/2
-
لماذا اُعْتُقِلَ مُدير تَطْبِيق تِلِغْرَام
-
الْإِسْلَام وَالرَّأْسَمَالِيَة
-
صِرَاع الطَّبَقِات، أَمْ صِرَاع الْإِثْنِيَّات
-
في مَنَاهِج النِضَال الجَمَاهِيرِي المُشْتَـرَك
-
أحزاب اليسار تـرفض التـنسيـق
-
الرَّأْسَمَالِيَة هِي اِنْتِحَار جَماعِي بَطِيء
-
نَظَرِيَة «الْأَنَا»، و«الْأَنَانِيَة»
-
مَوْقِع الحِوَار المُتَمَدِّن مُهَدَّد 3/3
-
مَوْقِع الحِوَار المُتَمَدِّن مُهَدَّد 2/3
-
مَوْقِع الحِوَار المُتَمَدِّن مُهَدَّد 1/3
-
هِجرة الأدمغة المُمْتَازَة
المزيد.....
-
بالصور - من ساحة القديس بطرس إلى سانتا ماريا ماجوري: هكذا ود
...
-
الطريقة الي تتبعها لفقدان الوزن الزائد تؤثر على صحتك النفسية
...
-
ترامب يهدد روسيا بعقوبات مصرفية
-
-القسام-: استهدفنا قوة إسرائيلية تحصنت داخل منزل بالقذائف وا
...
-
مسؤول أمريكي: نتوقع من روسيا وأوكرانيا توضيح نواياهما لحل ال
...
-
حكومة صنعاء في اليمن: إصابة ثلاثة بحارة روس في غارات أمريكية
...
-
باربرا ليف : -تطبيع السعودية مع إسرائيل مرهون بإنهاء الحرب ع
...
-
إيران تتحدث عن خلافات مع أميركا بمحادثاتهما النووية في مسقط
...
-
تحضير الوجبات المسبقة.. توفير للوقت والمال أم خطر صحي خفي؟
-
الدويري: فيديو القسام يثبت بالصوت والصورة أن إسرائيل تسعى إل
...
المزيد.....
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
-
فهم حضارة العالم المعاصر
/ د. لبيب سلطان
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا-
/ نعوم تشومسكي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا
...
/ جيلاني الهمامي
-
قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام
/ شريف عبد الرزاق
-
الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف
/ هاشم نعمة
-
كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟
/ محمد علي مقلد
-
أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية
/ محمد علي مقلد
المزيد.....
|