أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - سؤال يؤرقني منذ 7 أكتوبر 2023















المزيد.....

سؤال يؤرقني منذ 7 أكتوبر 2023


محمد إنفي

الحوار المتمدن-العدد: 8324 - 2025 / 4 / 26 - 15:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هو في الواقع بضعة أسئلة وليس سؤالا واحدا: هل قرار الهجوم على إسرائيل يوم 7 أكتوبر 2023، كان قرارا أحاديا لحماس أم باتفاق مع فصال المقاومة الفلسطينية؟ هل القرار كان فلسطينيا- فلسطينيا أم أُتخذ بمشاركة ومباركة من بلدان ما يسمى بمحور المقاومة وعلى رأسها إيران؟ هل كانت عملية طوفان الأقصى إعلان حرب؟ إن كان الأمر كذلك، فهل تم الإعداد والاستعداد اللوجستيكي والبشري لهذه الحرب؟ هل كانت إسرائيل نائمة في تلك الصبيحة بكل مؤسساتها الأمنية والعسكرية والمخابراتية أم في الأمر ما يدعو إلى الشك والريبة؟ هل أصبحت حماس تتمتع بالقدسية حتى يتم الجهوم من طرف الإسلام السياسي واليسار الراديكالي على كل محلل ينتقد خطوتها الغير محسوبة العواقب؟ هل نحن اليوم أمام إبادة جماعية للشعب الفلسطيني أم أمام حرب فلسطينية إسرائيلية؟ وتبقى لائحة الأسئلة مفتوحة.
منذ أن شاع خبر عملية طوفان الأقصى، بادر الذين تقودهم عواطفهم وليس عقولهم إلى التهليل بالعملية وإعلان الفرحة بانتصار الفلسطينيين وقضيتهم، وكأن تلك العملية قضت على العدو واستردت منه الأرض المسلوبة. وأتذكر الفرحة التي عمت البسطاء في تفكيرهم، فراحوا يباركون العملية والاحتفاء بها ويثنون على مخططيها ويعلنون النصر؛ ومنهم من ذهب بعيدا، فتحدث عن مشاركة الملائكة مع حماس قي تلك العملية. لا أدري كيف هو تفكيرهم وشعورهم اليوم، وهم يشاهدون الدمار والخراب ويرون التقتيل الجماعي في غزة حيث يُباد الشعب الفلسطيني بوحشية مُبالغ فيها. ومع ذلك، لا تستحي محطة "الخنزيرة" القطرية التي تلعب دورا خبيثا في نشر الوهم بالانتصار؛ وذلك باستضافة "محللين" يعملون على تحويل الفشل إلى نجاح والخسارة إلى انتصار.
لكن المحللين العقلانيين والمنطقيين في تفكيرهم انبروا، منذ الساعات الأولى، للتفكير في العواقب وفي خلفيات ما وقع. لقد تساءلوا عمن يقف وراء حماس ومن دفها إلى القيام بتلك الخطوة الغير محسوبة العواقب. وبعد أيام قليلة جاء الجواب. لقد قال أحد قادة حماس، ولعله أبو مرزوق: "لقد غدرت بنا إيران". فهذه الأخيرة معروف عنها أنها تبحث عن تشكيل أذرع لها في كل بلد تفلح في التسرب إليه. وهي تبحث دائما عن زرع القلاقل بواسطة الموالين لها لتستفيد من ذلك سياسيا، لكنها جبانة؛ إذ بمجرد ما ترى أن الأمر قد يكون مكلفا أو أنه قد بدأ يخرج من يدها، تتوارى إلى الخلف. لقد غررت بحماس ودفعتها إلى ارتكاب ذلك الخطأ يوم 7 أكتوبر 2023، لحسابات يعلمها الله.
وكلمة "الخطأ" لن تروق لتجار القضية الفلسطينية ومآسي الشعب الفلسطيني. وهؤلاء التجار هم مغاربة إيران وأنصار الإسلام السياسي ودعاة الانفصال من اليسار المغربي الراديكالي وعبدة الكوفية؛ وكلهم وكلاء للنظام العسكري الجزائري والنظام الملالي الإيراني المعاديان لوحدتنا الترابية واللذان يسعيان بكل الطرق لزرع البلبلة والفتنة في بلادنا. لذلك يطلق عليهم نشطاء التواصل الاجتماعي صفة أعداء الداخل. وهم بالفعل كذلك لأنه ليس لهم ولاء للوطن وإنما ولاؤهم للأجنبي. وبهذه الصفة، فهم يجتهدون في الإساءة إلى صورة المغرب من خلال تلقف كل الإشاعات المغرضة التي تروجها الجزائر وقطر بواسطة محطة الجزيرة، والأصح الخنزيرة. إن النجاحات الديبلوماسية التي حققتها بلادنا والطفرة الاقتصادية والتنموية التي تشهدها، تشكل لأعداء الداخل، وكلاء أعداء الخارج (الجزائر وإيران وغيرهما) عقدة لأنهم يريدون أن يروا بلادهم متأخرة، غارقة في المشاكل والفوضى حتى يهنأ لهم البال ويعطيهم الأمل في الوصول إلى هدفهم الخبيث، ألا وهو تقويض أركان الدولة.
وما هو مؤسف، هو أن هؤلاء القوم يستغلون تعاطف الشعب المغربي مع القضية الفلسطينية، فيدغدغون عواطفه ومشاعره بالشعارات الرنانة ويجيشونهم بالإشاعات الكاذبة من قبيل مرور بواخر محملة بالسلاح من الموانئ المغربية في اتجاه إسرائيل. وهي إشاعات تدخل في إطار الحرب الاقتصادية والإعلامية ضد المغرب وموانئه؛ وأعداء الداخل يستغلون هذه الإشاعات المغرضة لتشويه صورة المغرب وزعزعة استقراره خدمة لأجندات خارجية؛ ومنها أجندة البلد الجار الذي يرسل بواخر الغاز إلى العدو الصهيوني حتى لا تتوقف دباباته عن العمل في قطاع غزة؛ لكن أعداء الداخل، خونة الوطن، لا ينبسون بشفة في هذا الموضوع.
وهؤلاء القوم الذين يدينون بالولاء للخارج يكادون "يؤلهون" حماس التي ارتمت في أحضان النظام الملالي الإيراني المجوسي، رغم أنها قد وجهت ضربة قاضية إلى القضية الفلسطينية وأصابتها في مقتل. لقد قدمت حماس هدية إلى اليمين الإسرائيلي المتطرف وإلى زعيمه المجرم بنيامين نتنياهو الذي كان مهددا بالسجن وبانتهاء مساره السياسي؛ لكن عملية طوفان الأقصى قد أنقذته من السجن وأحيته سياسيا، فوجدها فرصة ليعربد في غزة ويفرغ غله وحقده عليها وعلى أطفالها ونسائها وشيوخها وعمرانها وأشجارها وكل شيء فيها، لا فرق بين البشر والحجر ولا بين القنطرة والمئذنة أو المدرسة والمستشفى. والأدهى من هذا كله، فهو يضرب حصارا خانقا على ما تبقى من الغزاويين ليقتلهم جوعا وعطشا مع استمرار القصف بالطائرات والقتل والتدمير بالدبابات التي تشتغل بالغاز الجزائري، وحماس تسارع الزمن لعلها تصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
واعتبارا للوضع في غزة والضفة الغربة، أليس من المنطقي أن نشك بان عملية 7 أكتوبر 2023 كانت مؤامرة محبوكة ضد القضية الفلسطينية؟ ويبدو أن أطراف هذه المؤامرة هم إيران والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل؛ وبمعنى آخر، فإن الأمر يتعلق بصفقة بين هذه الأطراف الثلاثة. فإيران شجعت حماس على القيام بعملية طوفان الأقصى ووعدتها بالأسلحة والمساندة المباشرة وربما بانخراط أذرعها (في لبنان سوريا والعراق وحتى اليمن) أيضا في المعركة. وإسرائيل سهلت عملية طوفان الأقصى بجعل غلاف غزة كأنه غير محروس، خصوصا وأن 7 أكتوبر صادف عيد "بهجة التوراة"، فتوغلت كتائب عز الدين القسام في هجوم مُفاجئ لتصل إلى أبعد نقطة، فقتلت من قتلت وأسرت من أسرت وجرحت من جرحت وعادت منتشية بالعملية.
لن أقدم أرقاما عن نتائج العملية لأنها متضاربة، فلا تستطيع أن تميز بين الأرقام الحقيقية والأرقام المغلوطة. ولن أتحدث عن حرب فلسطينية إسرائيلية كما هو رائج في وسائل الإعلام؛ بل هي حرب إبادة للشعب الفلسطيني تنفذها إسرائيل بعد أن سهلت عليها حماس المهمة.
خلاصة القول، علينا أن نتساءل إن كان لا يزال هناك أمل في الحل السياسي. واعتبارا للوضع على الأرض، فهل يمكن أن نحلم بحل الدولتين؟ وهل الحلم بالدولة الفلسطينية في حدود 1967 ما زال ممكنا؟ الأمل الوحيد الذي يمكن أن نتشبث به، هو تعلق الفلسطيني بالأرض والذي لن يجعل إسرائيل تنعم بالأمن والأمان.
مكناس في 26 أبريل 2023



#محمد_إنفي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في بلد عاش دائما تحت عباءة الاستعمار، فعلى أية قيم تمت تنشئة ...
- المغرب ليس مسؤولا عن استفحال الجنون في الجزائر، والإعلام نمو ...
- أين اختفى مغاربة إيران؟
- كيف ستتعامل الجزائر الشمالية مع الجزائر الجنوبية في ضوء الوض ...
- إعلام الوضاعة والقذارة والحقارة
- الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء له طعم خاص ودلالة قوية
- مغاربة إيران عملاء وخونة أم ضحايا الخطاب التضليلي للنظام الإ ...
- حين يسقط التحليل في آفة التعميم
- إيران محور مقاومة أم محور مساومة؟؟؟
- استمراء العيش في الأوهام
- أين يتجلى دور محور المقاومة فيما يجري في غزة وفي لبنان؟
- رسالة إلى الإخوة التونسيين: احذروا عدوى الغباء الجزائري
- قراءة في عنوان مقالة دعائية لوكالة الأنباء الجزائرية
- هنيئا لنشطاء التواصل الاجتماعي المغاربة بالولاية الثانية لعب ...
- المغرب ليس مسؤولا عن أزمة الرجال في الجزائر
- ئمتلازمة (syndrome) -المروك- حوَّلت الجزائر إلى مارستان مفتو ...
- صدق أو لا تصدق: إيران تمثل محور المقاومة...!!! ؟؟؟
- هنيئا لدولة لا وزن لا هبة لا مواقف بجمهورية الجزائر الجنوبية
- أفريقيا والرؤية الملكية الجيو-استراتيجية
- حكومة التغول وبدعة حوارات المواطنة: صيغة منقحة في الإفساد وا ...


المزيد.....




- بالصور - من ساحة القديس بطرس إلى سانتا ماريا ماجوري: هكذا ود ...
- الطريقة الي تتبعها لفقدان الوزن الزائد تؤثر على صحتك النفسية ...
- ترامب يهدد روسيا بعقوبات مصرفية
- -القسام-: استهدفنا قوة إسرائيلية تحصنت داخل منزل بالقذائف وا ...
- مسؤول أمريكي: نتوقع من روسيا وأوكرانيا توضيح نواياهما لحل ال ...
- حكومة صنعاء في اليمن: إصابة ثلاثة بحارة روس في غارات أمريكية ...
- باربرا ليف : -تطبيع السعودية مع إسرائيل مرهون بإنهاء الحرب ع ...
- إيران تتحدث عن خلافات مع أميركا بمحادثاتهما النووية في مسقط ...
- تحضير الوجبات المسبقة.. توفير للوقت والمال أم خطر صحي خفي؟
- الدويري: فيديو القسام يثبت بالصوت والصورة أن إسرائيل تسعى إل ...


المزيد.....

- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - سؤال يؤرقني منذ 7 أكتوبر 2023