حنا موسى
(Hanna Mossa)
الحوار المتمدن-العدد: 8324 - 2025 / 4 / 26 - 13:45
المحور:
الادب والفن
أكثر مما تقول الوردة
"في ظل الحنطة"
____________
كانتْ تَطحنُ القَمحَ
لحبيبِها خُبزًا،
وليسَ بالخبزِ
وحدَهُ يَحيا الإنسانُ.
الإنسانُ الذي أحبَّ
الوردَ أكثر،
فالوردُ
هو الذي علَّمَهُ أنْ يُحبَّ.
لكنَّ الحبَّ
يموتُ دونَ خُبزٍ،
الخُبزِ المعجونِ
بعرقِ الإنسانِ.
الإنسانُ الذي يَمدحُ
الوردةَ أكثر،
ولا يُثمِّنُ كما يَجبُ
القمحَ،
حتّى إنَّ الحنطةَ
ترغبُ أنْ تَصيرَ زهرةً،
لكنَّ الزهورَ المقطوفةَ تَذبُلُ.
وعندَ الرَّحى،
ووقتِ الطَّحين،
تتَّضعُ الوردةُ
في حضرةِ الشَّوكِ،
وتشتهي الوردةُ
أنْ تُصبحَ حبَّةَ حنطةٍ،
تُطحنُ
تُخبَزُ
تملأُ جوفَ الإنسانِ،
الإنسانِ
الذي لا يَحيا فقطْ بالخُبزِ،
بلْ بكلِّ كلمةٍ
تخرجُ من فمِ الرَّبِّ.
الرَّبُّ الذي أَنبَتَ
الأرضَ بلا شَوكٍ،
فالشَّوكُ لعنةُ الإنسانِ،
الإنسانُ
الذي كلَّلَ السَّيِّدَ بالشَّوكِ،
السَّيِّدِ
الذي وهبَ الإنسانَ الحنطةَ،
كانَ عليهِ أنْ يَموتَ
كحبَّةِ حنطةٍ،
كي لا يَكونَ
وحيدًا فيما بعدُ،
بلْ لكي يأتي
بكثيرٍ من الثَّمرِ مِثلِهِ!
25 ابريل 2025
ميلانو - ايطاليا
#حنا_موسى (هاشتاغ)
Hanna_Mossa#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟