أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحيم حمادي غضبان - هل تصريحات ترامب الأخيره بأنه على أستعداد لمقابلة القادة الأيرانين مناورة دبلوماسية أم هي فخ لأسقاط النظام من الداخل؟














المزيد.....

هل تصريحات ترامب الأخيره بأنه على أستعداد لمقابلة القادة الأيرانين مناورة دبلوماسية أم هي فخ لأسقاط النظام من الداخل؟


رحيم حمادي غضبان
(Raheem Hamadey Ghadban)


الحوار المتمدن-العدد: 8324 - 2025 / 4 / 26 - 08:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في خضم التجاذبات الإقليمية والدولية التي تتداخل فيها المصالح والقوة والسياسة، جاءت تصريحات الرئيس الأمريكي ، دونالد ترامب خلال لقاء مع مجلة (تايم ) في ٢٠٢٥/٤/٢٥، حول استعداده للقاء القادة الإيرانيين، بمن فيهم المرشد الأعلى علي خامنئي، لتعيد خلط أوراق المشهد السياسي بين طهران وواشنطن. تصريحات ترامب، التي جاءت خلال مقابلة مع مجلة "تايم"، أثارت موجة من التفسيرات، بين من يراها مناورة تهدف لاستعادة الدور الأمريكي في رسم مسار المفاوضات النووية، ومن يعتقد أنها مصيدة مدروسة لدفع النظام الإيراني نحو تنازلات تضعفه داخليًا.

السياق السياسي: تحولات في الخطاب، ثبات في الأهداف

على الرغم من السجل المتشدد لترامب في التعامل مع إيران، وقراره الانسحاب من الاتفاق النووي عام 2018، جاءت تصريحاته الأخيرة لتدل على تغير في الأسلوب لا في الأهداف. حيث أشار إلى "تقدم جيد جدًا" في المحادثات غير المباشرة الجارية حاليًا في سلطنة عمان، معلنًا انفتاحه على لقاء القيادة الإيرانية إن توفرت "الظروف المناسبة". إلا أن هذا الانفتاح تزامن مع تلميحات باستخدام القوة العسكرية إذا فشلت المفاوضات، ما يعكس استمرار السياسة الأمريكية التقليدية القائمة على "العصا والجزرة".

الداخل الإيراني: نظام مأزوم وشعب مثقل بالأزمات

في المقابل، يعيش النظام الإيراني مرحلة حساسة سياسيًا واقتصاديًا. فالعقوبات الأمريكية الخانقة أدت إلى تدهور العملة الإيرانية، وارتفاع معدلات البطالة والتضخم، وانكماش في النمو الاقتصادي. كل ذلك يُغذي شعورًا متزايدًا بالغضب الشعبي، خاصة بين جيل الشباب الذي يعيش حالة من الإحباط والانسداد السياسي.

من هذا المنطلق، قد ينظر بعض المحللين إلى دعوة ترامب على أنها مصيدة ذكية: فهي تُظهر انفتاحًا دبلوماسيًا في ظاهرها، لكنها قد تهدف فعليًا إلى جرجرة النظام الإيراني إلى مفاوضات تُفقده ما تبقى له من شرعية ثورية داخليًا، خاصة إذا ما أدت تلك المفاوضات إلى تنازلات تُفسر في الداخل كاستسلام للضغوط الأمريكية.

ردود الفعل الإيرانية: بين الرفض الحذر والانفتاح المشروط

لم تمر تصريحات ترامب دون رد في طهران. فقد رفض المرشد الأعلى بداية أي لقاء مباشر مع الرئيس الأمريكي، واصفًا تهديداته بـ"الاستفزازية" و"غير الجادة". ومع ذلك، لم تغلق القيادة الإيرانية الباب كليًا، إذ أبدت لاحقًا مرونة عبر تصريحات من مسؤولين أقل رتبة بشأن العودة إلى طاولة المفاوضات.

هذا التناقض الظاهري قد يكون مؤشرًا على صراع داخلي داخل أجنحة السلطة الإيرانية بين التيار المحافظ الراديكالي، الذي يرفض التفاوض مع "الشيطان الأكبر"، وتيار أكثر براغماتية يرى في الحوار فرصة لتخفيف قبضة العقوبات وإنقاذ الاقتصاد الإيراني المنهك.

الاحتمالات المستقبلية: انفراجة أم تصعيد؟

ما بين مناورة دبلوماسية وفخ استراتيجي، تبقى النوايا الأمريكية غير معلنة بالكامل، كما أن ردود الفعل الإيرانية محكومة بضغوط داخلية وإقليمية. إلا أن المؤكد هو أن أي لقاء بين ترامب وخامنئي أو أي من القادة الإيرانيين سيكون نقطة تحول كبيرة، ليس فقط في مسار العلاقات الثنائية، بل في مجمل توازنات الشرق الأوسط.

خاتمة: اللعب على الحافة

تصريحات ترامب ليست مجرد كلام عابر. هي جزء من لعبة أكبر يجيدها ترامب، تقوم على المزاوجة بين التصعيد والتفاوض، التهديد والانفتاح. في المقابل، يجد النظام الإيراني نفسه مضطرًا للرقص على الحبل المشدود بين الصمود والمناورة، وبين الإصلاح والجمود. السؤال المطروح اليوم: هل سيكون النظام الإيراني قادرًا على احتواء الضغوط والتهديدات دون أن يفقد تماسكه الداخلي؟ أم أن تصريحات ترامب ستكون بالفعل الطُعم الذي يُسقط النظام في شِباك نقمة شعبية متصاعدة؟

الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة.



#رحيم_حمادي_غضبان (هاشتاغ)       Raheem_Hamadey_Ghadban#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فشل اجتماع لندن حول الشأن الأوكراني. انقسام غربي بالمواقف وأ ...
- الدبلوماسية العراقية بين باريس واشنطن ماذا ورائها ؟
- تونس بين كماشة القمع وتوق التغيير. هل هناك ربيع تونسي يفوق ف ...
- روسيا والملف النووي الأيراني .بين الوساطة الفاعلة وتثبيت الح ...
- عمان والدور الدبلوماسي الصاعد من الوساطات الهادئه الى التأثي ...
- ليبيا على أعتاب قمة بغداد
- الأردن في عين العاصفة
- الوضع الراهن في السودان ودور الجامعة العربيه في الخارطة السي ...
- قمة بغداد القادمة بين رهانات الأستقرار وتحديات الأقليم
- الغارات الأمريكية على اليمن. حرب على الأرهاب ام هي تصفية حسا ...
- زيلينسكي يتهم بوتين بالخداع
- بين الواقع والطموح هل ينجح محمد شياع السوداني بتحقيق ولاية ث ...
- أيران بين مطرقة أمريكا وسندان نتنياهو
- المحيط العربي وتأثيره الأيجابي في الخارطة السياسية في العراق
- ماذا وراء النحركات العسكريه الأمريكية بين سوريا والعراق؟
- العلاقات اللبنانية السورية الجديدة الى أين وكيف ذلك
- مفاوضات مسقط: خطوط تماس جديدة في صراع الشرق الأوسط
- الترهيب والترغيب ودورهما في تحقيق الديمقراطية وأصلاح المجتمع ...


المزيد.....




- صياد -يقلد صوت ديك رومي- ليتمكن من صيده فيهاجمه الوشق بغتة.. ...
- خطر الذوبان يهدد أقرب مطار إلى القطب الشمالي في العالم
- وكالات أممية تحض إسرائيل على السماح بدخول المساعدات إلى غزة ...
- -رويترز-: دمشق تبحث سبل إضعاف المتطرفين دون منح واشنطن إذنا ...
- روسيا.. الكشف عن إصابة جديدة بالكوليرا لدى مواطن زار الهند
- كيف أصبح البابا فرنسيس أيقونة موضة غير متوقعة؟
- انتحار فيرجينيا جيوفري.. مُتهِمة الأمير البريطاني آندرو ومن ...
- بطائرة درون حرارية.. شاهد ما يفعله هذا المصور لإيجاد الحيوان ...
- بعد لقاء ويتكوف مع بوتين.. ترامب: روسيا وأوكرانيا -قريبتتان ...
- DW تتحقق: ناشرو الأكاذيب والمعلومات المضللة يستهدفون البابا ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحيم حمادي غضبان - هل تصريحات ترامب الأخيره بأنه على أستعداد لمقابلة القادة الأيرانين مناورة دبلوماسية أم هي فخ لأسقاط النظام من الداخل؟