أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - خليل قانصوه - الجزئيات و الكليات














المزيد.....

الجزئيات و الكليات


خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)


الحوار المتمدن-العدد: 8323 - 2025 / 4 / 25 - 19:45
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


لا نبالغ في القول أننا نجتاز" وجوديا و مصيريا " مرحلة حرجة على حافة السقوط والضياع ، بالتالي طبيعي أن يتساءل المرء عن الأمل أو اليأس . هذا من ناحية أما من ناحية ثانية عن ظروف عيش الإنسان الشارد ، " خارج القطيع " العائلي أو الطائفي ـ الديني و الإثني .و عن رغبته و حظوظه في الانضمام إلى "جماعة " مهنية و مجتمعية دون أن تؤخذ بعين الاعتبار الأصول الجغرافية و القومية و المعتقدات الدينية ، التي يحمل عادة تبعاتها ظلما ، " الانسان الشارد " !
لا بد من التوقف مليا أمام ما جرى ، لعلنا نستنبط الإجابة على السؤال المطلوب خلال مغامرة "الشرود " الذي يكاد أن يكون حكما شرعيا مؤكدا و مضمرا . فعلى ذمة الأخبار ، تلفظ أمواج البحر بين الفينة و الفينة ، جثثا على الشواطئ السورية واللبنانية ، هي على الأرجح ، لضحايا المجازر ضد العلويين ، القيت أجسادهم " وليمة لأعشاب البحر " ، بأمر من أمير المؤمنين !
من البديهي أننا لا نملك هذه الإجابة ، ولكن تجارب " الشرود " تنوعت كما هو معلوم بحسب الظروف المتغيرة خلال نصف قرن من الزمن ، تحديدا بعد إفشال مشروع الدولة الوطنية في مصر و بلاد الشام و العراق في حرب حزيران 1967 ، حيث بات معروفا أن قيام هذه الدولة ممنوع ، و في هذا السياق ، اظهرت تلك التجارب من و جهة نظرنا ، معطيات كثيرة بخصوص الأوضاع الاجتماعية السائدة ، لم نستفد منها أو لم نعرف الاستفادة منها ، لأسباب لسنا هنا بصدد البحث فيها ، لذا نكتفي في مستهل مداورة هذه المسائل في الذهن بالتمهيد لها من خلال ملاحظتين تبطنان بحسب رأينا دلالات جوهرية:
1ـ لا بد أولا من التذكير بأن الهجوم العدواني ، لدول الغرب الأوروبي ، بتوجيه من إسرائيل و بقيادة الولايات المتحدة الأميركية ، بدأ بشكل خاص ، في مصر و العراق و بلاد الشام ، في وقت كان فيه هؤلاء المعتدون في " زهو الانتصار" على الإتحاد السوفياتي ، و احتلال القطبية الأولى في العالم حيث باشروا دون تأخر و تردد إلى وضع أسس نظام " معولم " ضمانة لسلطتهم و خدمة لمصالحهم . نقتضب هنا فنقول أن فترة الهيمنة الغربية المطلقة استمرت بين سنتي 1991 تاريخ سقوط الإتحاد السوفياتي و 2022 بداية الحرب في اوكرانية ضد روسيا .
يتفق في الراهن الكثيرون من المراقبين و الخبراء على أن حملة التحالف الغربي على روسيا عبر أوكرانيا ، هي في طريقها إلى الفشل . ينبني عليه ان بلاد الشام والعراق تتعرض منذ السابع من أكتوبر 2023 لعدوان من جانب تحالف غربي " مهزوم " . بكلام اكثر صراحة ووضوحا ، إن هذا الأخير ليس كما كان منتصرا ، عندما اطلق سيرورة ما سمي " الربيع العربي " استنادا إليه يمكننا القول أن سلوك المهزوم في الحرب ليس كمثل سلوك المتفوق فيها الواثق من الفوز . هذا من جهة أما من جهة ثانية فإن الذين الحقوا به هزيمة ( في ساحة أوكرانيا ) لن يتركوه طليق اليدين لكي يحقق مكاسب تعوض خسارته .
مجمل القول ان خسارة الدول الغربية في أوكرانيا تدخل بالقطع متغيرات في ميزان القوى لصالح الذين يدافعون عن حقوقهم في العيش بسلام .
2ـ الملاحظة الثانية : ليس من حاجة لأن يكون المرء خبيرا في موضوع الصراعات الاجتماعية و الدولية لكي يعفي نفسه من دراستها و مراقبة العوامل المؤثرة في نتائجها وارتداداتها . لذا نعتقد أن باستطاعة المتابع العادي لا سيما إذا أتاح له موقعه يا للأسف ، بأن يكون شاهدا على الحروب التي تفجرت في مصر و بلاد الشام و العراق بين سنة 1956 و 2023 ، أن يروي ما حفظه عنها بإيجاز :
ـ لا شك في ان المدافعين افتقروا دائما إلى القيادة الميدانية و السياسية ، الواعية و العارفة و الفعالة . ظهر عجز القيادة في كل تصادم وقع مع المستعمرين . ناهيك من أن العصبية العائلية أو الطائفية أو الحزبية ، مثلت و تمثل دائما ، عاملا رئيسيا في اختيار القائد و الفريق المقاوم . ما يعني أن المجتمع يتفكك عادة قبل المواجهة ، نتيجة "الاستئثار" ! خذ إليك مثل الحرب على قطاع غزة ، حيث يسوقها الإسرائيليون إعلاميا ، بانها ضد جماعة من الفلسطينيين و ليست ضد جميع الفلسطينيين ، و قس على ذلك في لبنان و سورية و العراق واليمن .
ـ الاشكال الثاني في مسألة القيادة ،يتمثل بممارسة القائد " الوصاية " المطلقة ، الدائمة ، على الناس , كما لو أنه " العارف " و " العالم " بكل ما يجري حاضرا و مستقبلا ، لذا تراه يسمح لنفسه بان يتفرد بوضع الخطة و بتجزئة القضية على حساب كليتها . خرج مانديلا مع شعبه ضد التمييز العنصري ، فتمسك بالهدف حتى النهاية . خرج الفيتناميون ضد الاستعمار فلم يوقفوا الحرب قبل ان تتحرر بلادهم . على عكس الفلسطينيين الذين ذهبوا إلى أوسلو . و أغلب الظن أن اللبنانيين و السوريين و العراقيين ذاهبون إلى ما يشبه أوسلو ، أفرقاء متنازعة متهافتة على بلدان مجزأة مفتتة، على حساب كليتها جغرافيا و سكانيا ..



#خليل_قانصوه (هاشتاغ)       Khalil_Kansou#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توكل كرمان و قصر الشعب و قصر المونيدا !
- دولة الإسلام السياسي
- لوكنت علويا !
- النبي و الخليفة
- الطغمة الدينية !
- فوائض بشرية
- موت جان كالاس
- كلنا علويون !
- عن الدين و السياسة ‍‍!
- الفلول و الحلول
- الهمُّ السوري
- التحول الطالباني !
- التعصب الطائفي و الإنتهازية السياسية !
- ثورة بدوية مغولية !
- حقائب الفرنسيين و احتجاجات اليهود ‍!
- الدين و رغيف الخبز !
- الضفة الغربية نموذجا !
- المسألة الشيعية
- حرب تلامذة جابوتنسكي
- الرجل المريض و الحملات الغربية


المزيد.....




- كيف علقت الفصائل الفلسطينية على مخرجات اجتماع المجلس المركزي ...
- إيطاليا: صدامات في تورينو بين الشرطة ومتظاهرين في الذكرى الـ ...
- فو نغوين جياب آخر قائد تاريخي لفيتنام الشيوعية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي: لا جدوى من الحوار الاجتماعي ...
- توحيد نضالات العمال حول مصالحهم الطبقية المستقلة شرط لتطورها ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 601
- جريدة النهج الديمقراطي العدد 602
- الجبهة الشعبية تؤكد على ضرورة المشاركة الواسعة في يوم 25 نيس ...
- تركيا.. انتظار للمؤتمر العام لحزب العمال
- ماتيو زوبي -كاهن الحزب الاشتراكي- الذي يرأس مجلس أساقفة إيطا ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - خليل قانصوه - الجزئيات و الكليات