أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علا الشربجي - الفرح الذي يتحوّل إلى معركة: الدولة والإخوان في المشهد المصري-الأردني














المزيد.....

الفرح الذي يتحوّل إلى معركة: الدولة والإخوان في المشهد المصري-الأردني


علا الشربجي
كاتبة و محلله سياسية و اقتصادية ، اعلامية مقدمة أخبار و برامج سياسية

(Ola Alsharbaji)


الحوار المتمدن-العدد: 8323 - 2025 / 4 / 25 - 17:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الكراسي تتطاير، الأرجيلة تُقذف، والمطاوي تلمع… لا، نحن لا نصف مشهداً سينمائياً، بل نرسم خطّ المواجهة بين الدولة وجماعة تُتقن الفوضى.

في الحياة السياسية، كما في الأفلام الشعبية، ثمّة مشهدٌ يتكرّر. يبدأ الحدث باحتفالٍ جماهيري، خطابٌ رسمي عن “المصالحة الوطنية”، أو عن “الفرصة الأخيرة”، والكلّ يتبادل التهاني، والأنغام تعلو، وأصوات الإعلام تمجّد اللحظة، وكأن البلاد على أعتاب عهدٍ جديد. العروس هي الدولة، والعريس قد يكون الشعب، أما الضيوف فكثير منهم مقنّعون: إسلاميون سابقون، معتدلون يدّعون الحكمة، أو “مصلحيون” يشبهون الفتوات في أول الفرح.

لكن، ما إن تكتمل “الزفّة السياسية”، حتى تنفجر اللحظة. نظرةٌ شاردة من الدولة نحو تاريخ الجماعة، كفّ من الجماعة على كتف الدولة في لحظة ضعف، أو غمزة دولية تُفسَّر خطأ، فتشتعل المواجهة. لا أحد يعرف من بدأ أولاً، لكن الجميع ينخرط. الإعلام يصرخ، القيادات تلوّح بالولاء، والشباب يُزجّ بهم في المعركة كأنهم زينة المرحلة.

تبدأ الفوضى: بيانات نارية، اتهامات متبادلة، اعتقالات هنا، تسريبات هناك. الكراسي السياسية تتطاير، الرموز تُكسَر، والبنية الاجتماعية تُستَخدم كسلاح. وتحت هذا الضجيج، يظهر “السلاح الثقيل”: خطاب التخوين، وشيطنة الآخر، وقانون الطوارئ المتخفّي في فستان ديمقراطي.

النساء – أي المجتمع المدني – يهربن من المشهد وهنّ يصرخن: “يا لهوي!”، والمراقبون الدوليون يزحفون تحت الطاولات. ويصرخ أحدهم من الخارج: “حقوق الإنسان!”… لكن الكهرباء تنقطع، وتغرق السياسة في ظلامٍ دامس، لا يضيئه سوى ضجيج الانقسام.

وفي النهاية، كما في الفيلم، تجتمع الدولة والجماعة في “قسم الشرطة السياسي”: كل طرف يتهم الآخر بأنه خرّب الفرح. الفتوات – أي الموالين المتشددين – يتحدثون عن مؤامرة، العوالم – أي الإعلام – يحاولون خلق نهاية درامية، وخال العروسة – أي المؤسسة البيروقراطية – لم يكن يدري ما يحدث أصلاً.

لكن السؤال يبقى: لماذا يتكرر هذا المشهد؟

هل لأنّ الصراع بين الدولة والإخوان يختزل العبث الكامن في بنية السلطة والمعارضة معاً؟
أم لأن الفوضى السياسية، حين تنفجر، تتيح لكل طرف أن يصرخ دون حرج، ويُسقِط الكراسي بدل الأفكار؟
أم لأن هذا المشهد، بكل ملامحه، يُشبهنا أكثر مما نحب أن نعترف؟

ربما، كما في السينما، نحن لا نُحب الفرح إلا إذا سبقته كارثة. وربما، في لاوعينا السياسي، لا نؤمن بفرحٍ لا يسبقه “خناقة”.

لكن الدولة، هذه المرّة، لم تعد تضحك في النهاية.

لقد قررت أن تغلق باب القاعة، وتكنس بقايا المعركة، وتعيد ترتيب الطاولات.
لم تعد تقبل أن يُخرب كل فرح تحت ذريعة “اللحظة الثورية”.
ولا أن تُذبح كل محاولة استقرار بسكين الشعارات القديمة.
الدولة – بعد كل ما جرى – فهمت أن الحزم ليس عيباً، وأن مواجهة الفوضى ليست قمعاً، بل عدالة.
ومن أراد أن يعود إلى الفرح، فليأتِ بدون مطواة.



#علا_الشربجي (هاشتاغ)       Ola_Alsharbaji#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرصة ضائعة أم قرار سيادي؟ كيف فوتت مصر والأردن على ترامب ورق ...
- حين صار الدين وسيلة: كيف جيّر الإخوان الإسلام السياسي لخدمة ...
- التفكيك الناعم لتنظيم الإخوان المسلمين في الأردن: ضرورة سياس ...
- الأردن وتحديات الأمن الوطني: بين خطر التطرف الداخلي واستغلال ...
- على حافة الانفجار: محادثات ترامب وإيران في عُمان تحت مجهر ال ...
- هل للإخوان المسلمين علاقة بتخوّف السعودية من الأردن؟
- الرسوم الجمركية الأمريكية: ضربة قاتلة للاقتصاد الأردني أو فر ...
- بعد كل ما عاشه الأردنيون من ضغوطات… لهم الحق في عفو عام
- قراءة تحليليه مفصله في لقاء الملك مع ترامب التهجير ليس بكُرة ...
- طبول الحرب اختارت غزه لتكون فريسةً لتوحش العولمة المالية
- جس النبض .. الحكومة تذبح و الشعب يصفق و مبروك على الشعب الحد ...
- سباق دول المنطقة لانتزاع مدللة العرب من الحاضنة الايرانية ال ...
- سلام لجراحك ايها الوطن العربي
- لماذا اعتدنا على اعلام السلطة و تستفزنا سلطة الاعلام ؟
- و ان كنت عدوي لكنك ابن وطني
- المراقبون الأردنيون لجائحة كورونا يعيشون في قرية على سطح الم ...
- هل نجح كورونا في صيد ترمب ام نجحت مافيا شركات الاودية في ادخ ...
- #هنري_ووستر ..العراب الجديد في السفارة الامريكية في عمان ، م ...
- ما الذي يثيركم اليوم في اسرائيلية البتراء
- عندما تخون الذئاب


المزيد.....




- زيلينسكي: أتفق مع ترامب بشأن عدم قدرة أوكرانيا على استعادة ا ...
- -تارتان الساحرات-: نسيجٌ يخلّد ذكرى نساء أُعدمن بتهمة ممارسة ...
- طائرة شرطة تتحطم في بحر تايلاند... ومقتل 6 ضباط كانوا على مت ...
- ستثير قلق العالم... وزير الدفاع الباكستاني ينبّه من احتمال م ...
- قميص أول ظهور لكوبي براينت يُباع بـ7 ملايين دولار في دار -سو ...
- شاهد: الرئيس الفرنسي وزوجته يلقيان النظرة الأخيرة على جثمان ...
- إيران: برنامج الصواريخ لا تخصيب اليورانيوم نقطة الخلاف مع أم ...
- زيلينسكي: أوكرانيا تريد ضمانات أمنية أمريكية على غرار إسرائي ...
- ترامب: ترقبوا خبرا كبيرا من إفريقيا
- زيلينسكي: مستعد للحوار السلمي مع أي أحد لكن بشروط


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علا الشربجي - الفرح الذي يتحوّل إلى معركة: الدولة والإخوان في المشهد المصري-الأردني